واشنطن تدعو حفتر لمنع «فاغنر» من «زيادة زعزعة استقرار» ليبيا

«شبان الزاوية» يعلنون العصيان المدني احتجاجاً على الانفلات الأمني

حفتر في لقاء سابق مع مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى (القيادة العامة)
حفتر في لقاء سابق مع مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى (القيادة العامة)
TT

واشنطن تدعو حفتر لمنع «فاغنر» من «زيادة زعزعة استقرار» ليبيا

حفتر في لقاء سابق مع مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى (القيادة العامة)
حفتر في لقاء سابق مع مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى (القيادة العامة)

دعت واشنطن المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، إلى منع مرتزقة «فاغنر» الروسية من زيادة زعزعة استقرار ليبيا أو جيرانها، بما فيهم السودان. وفي غضون ذلك فجّرت واقعة استخدام ميليشيات مسلحة بالزاوية (غرب) لعناصر من «المرتزقة الأفارقة» في تعذيب مواطنين بالمدينة حالة من الغضب بين الشباب، ودفعت بعض الشبان إلى محاصرة مديرية الأمن ومقر المجلس البلدي، وإغلاق مداخل المدينة بالسواتر الترابية.
وقالت السفارة الأميركية في ليبيا أمس إن مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، تحدثت مع المشير حفتر حول «الحاجة الملحة لمنع الجهات الخارجية، ومن بينها مجموعة فاغنر الروسية، المدعومة من الكرملين، من زيادة زعزعة استقرار ليبيا أو جيرانها، بما في ذلك السودان».
وأضافت السفارة الأميركية عبر حسابها على «تويتر» أن الولايات المتحدة «تدعم بقوة الجهود المبذولة لإنهاء العنف في السودان، ومنع المزيد من التداعيات الإقليمية»، مشيرة إلى أن باربرا ليف تحدثت هاتفياً مع وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة، نجلاء منقوش، لبحث تداعيات «الأوضاع المؤسفة» بالسودان على الأمن الإقليمي، فضلا عن أهمية الدعم الكامل للجهود الأممية المكثفة الرامية إلى إجراء الانتخابات في ليبيا.
إلى ذلك، أمضت مدينة الزاوية ليلة غلب عليها الغضب والتوتر الشديدان، بعد خروج مواطنين إلى الشوارع والميادين بشكل كبير، عقب تداول مقطع فيديو يظهر تعذيب مواطنين من المدينة على يد مرتزقة ينتمون لدول أفريقية داخل مقر إحدى الميليشيات، بعد تكبيل أيديهم ودوس رؤوسهم بالأقدام.
ومع تصاعد الغضب، سارع المواطنون المحتجون لإغلاق مدخلي المدينة الغربي (سيمافرو المطرد) والشرقي (بوابة الصمود)، والاحتشاد أمام مصفاة الزاوية (ثاني أكبر المصافي بالبلاد)، وقبالة مديرية الأمن والمجلس البلدي، للمطالبة بإقالة المسؤولين، قبل أن يعلنوا الدخول في «عصيان مدني».
وشوهد المحتجون وهم يطاردون سيارات مصفحة سعت لإعادة فتح بوابات الطريق الساحلية، متعهدين بأنهم لن يهدأوا إلا بعد تطهير مدينتهم من العصابات وتجار المخدرات، والقبض على «المجرمين الذين عذبوا الشباب الليبي». كما عبّر ليبيون كثيرون عن رفضهم للأوضاع المتردية منذ قرابة شهر في الزاوية، مطالبين السلطات بالتدخل لوضع حد للانفلات الأمني هناك.وعقّب عبد المنعم الزايدي، أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا، على «واقعة التعذيب»، وقال إن «استخدام الميليشيات للعمال الأفارقة لتعذيب الليبيين أمر لا يجب السكوت عليه»ٍ.
وأصدر «حراك شباب الزاوية» بياناً أمس دعوا فيه لتنفيذ مطالبهم قبل العدول عن العصيان المدني، مطالبين بإلقاء القبض على «المرتزقة الأفارقة التابعين للعصابات والأجهزة الأمنية»، ومداهمة أوكار الهجرة غير المشروعة، والقبض على «جميع المجرمين المتورطين بعمليات القتل»، والمتورطين في الجرائم الجنائية. كما تمسك شباب الزاوية بوقف القوى الأمنية المشتركة بالمدينة وإعادة هيكلتها، وإنهاء ظاهرة السيارات المصفحة والمسلحة بشكل نهائي، ونقل المقار العسكرية التابعة للدولة خارج مدينتهم.
بالإضافة إلى توقيف مدير مديرية أمن الزاوية وإخضاعه للمساءلة القضائية، وكذلك توقيف المجلس البلدي بجميع أعضائه، وإجراء انتخابات لبلدية الزاوية. إضافة إلى تفعيل جهاز مكافحة المخدرات، ومداهمة أوكار بيعها، وضرورة «محاسبة أصحاب محطات الوقود المتورطين في إغلاق محطاتهم وبيع حصتهم للمهربين».
ودفعت الاحتجاجات اتحاد طلاب جامعة الزاوية إلى الإعلان عن تعطيل الدراسة، وقال في بيان إنه «نظراً لما تمر به المدينة من أحداث انتفاضة أدت إلى إغلاق الطرق، تم الاتفاق مع اتحادات طلابية بالكليات على تعطيل الدراسة بجميع كليات الجامعة».
من جانبه، قال أحمد عبد الحكيم حمزة، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، إن الواقع الأمني بمدينة الزاوية «بات كارثياً وخطيراً»، واصفاً واقعة تعذيب الليبيين على يد أفارقة يعملون في ميليشيات مسلحة بالمدينة بأنها «صادمة ومؤلمة».
من جهة ثانية، هنأ عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، سيدات ليبيا بـ«اليوم الوطني» للمرأة الليبية، الذي يتزامن هذا العام مع عيد الفطر، مشددا لدى مشاركته في فعاليات بمدينتي طرابلس مصراتة، تحت شعار (اخترت التحدي)، على أهمية دور المرأة الليبية ضمن مشاركتها في المجال السياسي بكل أشكاله، ابتداء من إبداء المشورة في القضايا العامة، إلى الاستعداد لخوض غمار الانتخابات النيابية والرئاسية.
في غضون ذلك، التقى رئيس مجلس النواب، المستشار عقيلة صالح، أمس، رئيس حكومة الاستقرار فتحي باشاغا في مدينة القبة، حيث أكد دعمه الكامل للحكومة الليبية وثقته في قدرتها على تحقيق تطلعات الليبيين في إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة وشفافة في أقرب الآجال. إضافة إلى الوضع السياسي الراهن، ودور الحكومة في دعم مسار لجنة (6 + 6) لإقرار قانون الانتخابات، وآخر مستجدات عمل الحكومة من خلال الوزارات والجهات التابعة.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

تطمينات حكومية متكررة للمصريين بشأن سعر الجنيه

مواطن مصري يمر أمام إحدى الصرافات (أ ف ب)
مواطن مصري يمر أمام إحدى الصرافات (أ ف ب)
TT

تطمينات حكومية متكررة للمصريين بشأن سعر الجنيه

مواطن مصري يمر أمام إحدى الصرافات (أ ف ب)
مواطن مصري يمر أمام إحدى الصرافات (أ ف ب)

أرسلت الحكومة المصرية تطمينات متكررة لمواطنيها بشأن سعر صرف الجنيه، بعدما سجل «انخفاضاً في البنوك مع تداول الدولار عند حاجز 50.8 جنيه، الجمعة، وعقب شائعات ترددت عن زيادة كبيرة في قيمة الدولار في الفترة المقبلة.

وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري، محمد الحمصاني، في تصريحات تليفزيونية، مساء الخميس، إن الدولة المصرية «تعتمد سياسة سعر الصرف المرن القائم على العرض والطلب»، ونفى «ما تردد من شائعات حول حدوث ارتفاع كبير في سعر الدولار خلال الأيام المقبلة». تصريحات «متحدث الوزراء» تزامنت مع تغريدات «غير متفائلة» على «السوشيال ميديا» حول مستقبل سعر الجنيه.

وكتب الخبير الاقتصادي المصري، محمد فؤاد، عبر حسابه على «إكس» متفاعلاً مع العديد من التغريدات، والمناقشات حول «مستقبل سعر صرف الجنيه»، أن «الأمر يحتاج الإجابة على سؤالين، الأول: مرتبط بآلية سعر الصرف المتبعة، والثاني: تحديد ما إذ كان مرونة كاملة أو شبه كاملة»، لافتاً إلى أن «مؤشر الدولار أمام سلة العملات في الأسابيع الثلاثة الأخيرة يؤكد أنها (مرونة شبه كاملة)».

ورغم تأكيد أمين «سر لجنة الخطة والموازنة» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب عبد المنعم إمام، أن «أي تحرك في سعر الصرف يؤدي لارتفاع الأسعار في مصر»، فإنه شدد في اتصال مع «الشرق الأوسط» على «ضرورة الالتزام بمرونة سعر الصرف لتجنب تكرار أخطاء الماضي فيما يتعلق بتثبيت السعر والتحرك بشكل مفاجئ، الأمر الذي يتطلب ترك السوق للعرض والطلب».

فيما عددت النائبة السابقة لرئيس «بنك مصر»، سهر الدماطي، أكثر من سبب لتراجع قيمة الجنيه بناءً على معايير العرض والطلب، من بينها «الحسابات المالية للشركات بنهاية العام الجاري، وفتح الاعتمادات لاستيراد بعض السلع، فضلاً عن احتياج بعض المستثمرين للعملة الأجنبية»، لافتة إلى أن سعر الصرف المرن «جعل هامش التحرك لم يزد حتى الآن عن 2 في المائة فقط».

وأضافت الدماطي لـ«الشرق الأوسط» أن وجود قروض والتزامات مالية لمصر يتوجب سدادها، بجانب المشاكل الجيوسياسية والتوقعات الاقتصادية المتشائمة في المنطقة، «أمور يكون لها تأثير على سعر صرف الجنيه، الذي تأثر بالفعل بقوة الدولار خلال الأيام الماضية».

العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

وهنا أشار الخبير الاقتصادي المصري، وائل النحاس، إلى وجود التزامات متعددة على الدولة المصرية يجب الوفاء بها، سواء من ناحية القروض التي يجري سدادها أو حتى التزامات تدبير العملة، مشيراً إلى أن «تحويل أرباح الشركات في مثل هذا التوقيت من العام يشكل عامل ضغط على سعر الصرف».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن ثمة أموراً لم تتضح ستكون حاسمة فيما يتعلق بسعر الصرف، من بينها «الشريحة الجديدة من قرض صندوق النقد الدولي، والاستثمارات الخارجية التي سوف تصل لمصر خلال الفترة المقبلة».

وأجرت بعثة صندوق «النقد الدولي» زيارة لمصر الشهر الماضي، لإتمام المراجعة الرابعة من برنامج التمويل الموسع الذي يسمح بصرف الصندوق 1.3 مليار دولار للحكومة المصرية من قيمة قرض الـ8 مليارات دولار، الذي تحصل عليه مصر عبر دفعات، فيما لم يقر مجلس «الصندوق» صرف الشريحة الجديدة حتى الآن.

رجل يعد أوراق نقد من فئات مختلفة من الدولار الأميركي في مكتب صرافة بالقاهرة (رويترز)

وشهدت الأيام الماضية شائعات عدة حول سعر الصرف وقيمة الجنيه، مما دفع بعض التجار في الأسواق المصرية إلى تعليق «عمليات البيع تخوفاً من ارتفاع سعر الدولار»، بينما طرحت تساؤلات على مجموعات مغلقة بمواقع التواصل الاجتماعي عن «إمكانية تحويل مدخراتهم إلى دولار للحفاظ على قيمتها».

لكن الخبير الاقتصادي المصري أشار إلى أن استمرار البنك المركزي المصري في منح فائدة مرتفعة على الجنيه من خلال الشهادات الادخارية، «أمر لا يزال قادراً على تعويض الفارق بين تراجع قيمة الجنيه وارتفاع الدولار»، لافتاً إلى أن سعر الدولار لدى التجار والمصنعين «جرى احتسابه على أعلى من السعر الذي تداول خلال الفترة الماضية كإجراء تحوطي، وبالتالي لا تزال هناك مساحة تحركات محدودة».

عودة إلى أمين «سر لجنة الخطة والموازنة» بالبرلمان، الذي شدد على «ضرورة تطبيق إجراءات واضحة تضمن استدامة الموارد الدولارية للبلاد بما يغطي الاحتياجات اللازمة».