الطلب المحلي ينقذ الاقتصاد الكوري من الركود

تراجع الصادرات خلال الربع الأول من العام

موظفون كوريون جنوبيون في حديقة متحف الفن في العاصمة سيول خلال استراحة الغداء (رويترز)
موظفون كوريون جنوبيون في حديقة متحف الفن في العاصمة سيول خلال استراحة الغداء (رويترز)
TT

الطلب المحلي ينقذ الاقتصاد الكوري من الركود

موظفون كوريون جنوبيون في حديقة متحف الفن في العاصمة سيول خلال استراحة الغداء (رويترز)
موظفون كوريون جنوبيون في حديقة متحف الفن في العاصمة سيول خلال استراحة الغداء (رويترز)

أظهرت بيانات اقتصادية نشرت يوم الثلاثاء تجنب الاقتصاد الكوري الجنوبي الركود بصعوبة في الربع الأول من العام الحالي، بعد انكماشه خلال الربع الأخير من العام الماضي.
وذكر البنك المركزي الكوري الجنوبي أن الاقتصاد سجل خلال الربع الأول من العام الحالي نموا بمعدل 0.3 في المائة مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي، الذي سجل انكماشا ربع سنوي بنسبة 0.4 في المائة. ويعتبر أي اقتصاد في حالة ركود من الناحية الفنية إذا سجل انكماشاً لربعين متتاليين.
وأشارت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء إلى أن رابع أكبر اقتصاد في آسيا سجل نمواً سنوياً بمعدل 0.8 في المائة خلال الربع الأول، بعد نموه بمعدل 1.3 في المائة سنويا خلال الربع السابق. وجاء النمو السنوي بفضل الأداء الجيد نسبيا للصادرات وتحسن الطلب المحلي، في حين من المتوقع تباطؤ وتيرة نمو الاقتصاد خلال العام الحالي ككل في ظل ضعف الصادرات.
وسجلت صادرات البلاد انخفاضاً على أساس سنوي منذ أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي وسط تشديد نقدي قوي من قبل الاقتصادات الكبرى لكبح التضخم، كما أنها المرة الأولى منذ عام 2020 التي تنخفض فيها الصادرات لستة أشهر متتالية.
ومن المرجح أيضاً أن يتأثر الإنفاق الخاص بارتفاع أسعار الفائدة، ويأتي هذا بعد أن قام بنك كوريا المركزي بتنفيذ سبع زيادات متتالية في تكاليف الاقتراض منذ أبريل (نيسان) من العام الماضي. ولكن جمد البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي عند 3.5 في المائة للمرة الثانية على التوالي في وقت سابق من هذا الشهر، حيث يبدو أن التضخم يتراجع والمخاوف تتزايد بشأن التباطؤ الاقتصادي.
وفي العام الماضي، نما اقتصاد البلاد بنسبة 2.6 في المائة، مقابل 4.1 في المائة في العام السابق وسط تشديد نقدي قوي في الداخل والخارج. وبالنسبة لهذا العام، يتوقع بنك كوريا المركزي نموا بنسبة 1.6 في المائة، بينما يتوقع صندوق النقد الدولي نموا بنسبة 1.5 في المائة، وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نموا بمعدل 1.6 في المائة من إجمالي الناتج المحلي.
وتراجعت الصادرات بنحو 13 في المائة خلال الربع الأول من عام 2023، ويرجع ذلك بصورة كبيرة إلى تراجع صادرات الرقائق. ونقلت وكالة «يونهاب» يوم الثلاثاء عن رابطة التجارة الدولية الكورية قولها إن الصادرات بلغت 151.5 مليار دولار خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) حتى مارس (آذار)، بتراجع بنسبة 12.6 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وتراجعت الواردات بنسبة 2.2 في المائة لتصل إلى 174 مليار دولار خلال الربع الأول، مما أدى لتسجيل عجز تجاري بلغ 22.5 مليار دولار.
وقد تراجعت الصادرات بنسبة 16.4 في المائة خلال يناير الماضي على أساس سنوي، وبنسبة 7.6 في المائة خلال فبراير (شباط)، و13.6 في المائة خلال مارس. وتراجعت الواردات بنسبة 2.8 في المائة في يناير، قبل أن ترتفع 3.5 في المائة في فبراير، ثم تتراجع 6.4 في المائة في مارس.
وأرجعت رابطة التجارة التراجع الحاد في صادرات الربع الأول إلى انخفاض صادرات أشباه الموصلات إلى الصين وفيتنام وهونغ كونغ وتايوان. وقد تراجعت الصادرات إلى الصين بنسبة 30 في المائة على أساس سنوي خلال أول ثلاثة أشهر من العام، في حين تراجعت بنسبة 25.2 و10.1 في المائة لفيتنام واليابان على التوالي.
من ناحية أخرى، ارتفعت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 3.5 في المائة، وإلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 3.8 في المائة. وأظهرت البيانات ارتفاع صادرات السيارات الكورية الجنوبية بنسبة 44 في المائة خلال الربع الأول مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
TT

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)

أعلن اتحاد الغرف السعودية تشكيل أول لجنة وطنية من نوعها للطاقة والبتروكيماويات تحت مظلة القطاع الخاص، لتعزيز مشاركته في صناعة سياسات هذا القطاع الحيوي وتنمية استثماراته.

ووفق بيان للاتحاد، تم انتخاب الدكتور جابر الفهاد رئيساً، وسعد العجلان نائباً للرئيس، وستعمل اللجنة بالتكامل مع الوزرات والهيئات ذات الصلة، والشركات الكبرى لتحقيق مستهدفات القطاع وتمكين المستثمرين السعوديين والأجانب من الفرص المتاحة.

يأتي ذلك في ظل التوقعات بأن تصل استثمارات قطاع البتروكيماويات إلى 600 مليار دولار بحلول عام 2030، وخطط الوصول إلى 50 في المائة من الطاقة المتجددة ومشاريعها الضخمة، إلى جانب فرص الاستثمار ببرامج توطين المحتوى بالطاقة التي تستهدف توطين 75 في المائة من القطاع.

ويمثل قطاع الطاقة السعودي المصدر الأساسي للطاقة عالمياً، ويُقدَّر أثره الاقتصادي بنسبة 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، كما يُعدّ محركاً رئيسياً لقطاعات حيوية كالصناعة والنقل والخدمات اللوجستية والتعدين وغيرها، وعاملاً أساسياً في دعم النمو الاقتصادي بالمملكة.

وبحسب البيان، يأتي تشكيل اللجنة متسقاً مع التوجهات الجديدة لاتحاد الغرف الرامية لمواكبة القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية في «رؤية 2030»، ومن ضمنها قطاع الطاقة، لفتح آفاق استثمارية جديدة بالقطاع.