أجواء انتخابات الرئاسة التركية تستنزف الاحتياطي

تعافٍ بطيء لقطاع السياحة بعد الزلزال المدمر

تركية تسير في أحد شوارع إسطنبول أمام لافتات دعائية تحمل صور الرئيس رجب طيب إردوغان (إ.ب.أ)
تركية تسير في أحد شوارع إسطنبول أمام لافتات دعائية تحمل صور الرئيس رجب طيب إردوغان (إ.ب.أ)
TT

أجواء انتخابات الرئاسة التركية تستنزف الاحتياطي

تركية تسير في أحد شوارع إسطنبول أمام لافتات دعائية تحمل صور الرئيس رجب طيب إردوغان (إ.ب.أ)
تركية تسير في أحد شوارع إسطنبول أمام لافتات دعائية تحمل صور الرئيس رجب طيب إردوغان (إ.ب.أ)

قال مصرفيون، يوم الثلاثاء، إنه من المتوقع أن يكون إجمالي احتياطيات البنك المركزي التركي قد تراجع بأكثر من 5 مليارات دولار إلى نحو 116 مليار دولار الأسبوع الماضي، بسبب زيادة الطلب على النقد الأجنبي، مع اقتراب الانتخابات المقررة في مايو (أيار).
ووفقاً لحسابات 5 مصرفيين، تعتمد على بيانات للبنك المركزي، فإن انخفاض إجمالي الاحتياطيات تراوح بين 4.8 و6.1 مليار دولار الأسبوع الماضي، بمتوسط توقعات 5.4 مليار دولار تقريباً.
وقال المصرفيون إن الطلب على النقد الأجنبي ارتفع بوضوح في الأسابيع الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو، ويواجه فيها الرئيس رجب طيب إردوغان أكبر التحديات السياسية خلال عقدين قضاهما في السلطة.
وانخفض سعر صرف الليرة التركية بنحو 3.1 في المائة مقابل الدولار منذ الزلازل المدمرة التي وقعت في أوائل فبراير (شباط). وتراجعت قليلاً إلى 19.4125 ليرة مقابل الدولار بحلول الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش يوم الثلاثاء.
وأظهرت بيانات البنك المركزي أن إجمالي الاحتياطيات، وهو مجموع احتياطيات الذهب والنقد الأجنبي، تراجع إلى 121.5 مليار دولار بحلول 14 أبريل (نيسان)، مقابل 129.63 مليار دولار في 3 فبراير. ومن المتوقع أيضاً انخفاض صافي الاحتياطيات، لكن ليس بحجم الانخفاض في إجمالي الاحتياطيات، وفقاً للحسابات. وسيصدر البنك المركزي يوم الخميس عند الساعة 11:30 بتوقيت غرينتش، البيانات الرسمية للاحتياطيات خلال الأسبوع الماضي.
ومن جهة أخرى، فإن تركيا تشهد تعافياً بطيئاً لقطاع السياحة بعد الزلزال المدمر، وهو ما يقره عدد من العاملين في القطاع وبيانات اقتصادية.
فبعد استضافة الناجين من الزلزال الهائل، الذي ضرب تركيا، في فنادق بأنطاليا لشهور، يأمل هاكان ساتشي أوغلو أن تمتلئ غرف الفنادق بالسياح قريباً، بعد أن نقلت الحكومة الضيوف المؤقتين إلى مكان آخر.
وساتشي أوغلو، منسق فنادق ومنتجعات ليماك الدولية، هو واحد من كثير من العاملين في مجال الضيافة الذين يتوقعون أن يشهد قطاع السياحة شديد الأهمية من الناحية الاقتصادية في تركيا تعافياً من الزلزال الذي أدى إلى انخفاض الحجوزات والإقامات الفندقية، بحسب «رويترز».
وقال ساتشي أوغلو: «أوفت الحكومة بوعدها. ورفعت آمال أصحاب الفنادق من خلال نقل الناجين من الزلزال إلى دور ضيافة ومهاجع، ما هدأ المخاوف من أن غرف الفنادق لن تكون متاحة للسائحين مع اقتراب موسم الذروة في الصيف».
لكن وتيرة انتعاش السياحة بطيئة في أعقاب الزلازل التي دمرت أجزاء من جنوب شرقي تركيا.
ودفع الزلزال السياح إلى التفكير مرتين قبل حجز رحلة إلى تركيا، وهي وجهة رئيسية لقضاء العطلات على البحر المتوسط.
وعوائد السياحة حيوية لتركيا، إذ يركز الرئيس رجب طيب إردوغان على خفض عجز ميزان المعاملات الجارية، البالغ 48.8 مليار دولار في العام الماضي، لمعالجة ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة.
لكن الانتعاش تعثر، وانخفضت الإقامة لمدة ليلتين أو أكثر في إسطنبول 7 في المائة، مقارنة بعام 2019 قبل أسبوعين من الزلزال، لكنها تراجعت الآن 31 في المائة، وفقاً لبيانات جمعتها شركة «فوروارد كيز» للسفر.
وقال أوليفييه بونتي، نائب رئيس شركة فوروارد كيز، لـ«رويترز»: «بعد أداء ممتاز لشهور، عندما كانت البلاد تقود تعافي السفر في أوروبا بعد جائحة (كوفيد)، بات من الواضح أن السياحة الدولية إلى تركيا تتراجع».
وقبل الزلزال، كان المسؤولون يأملون في عام قوي، على خلفية زيادة عدد السياح العام الماضي مع انحسار الجائحة. وقفز عدد الزوار الأجانب الذين وصلوا إلى تركيا 80 في المائة على أساس سنوي إلى 44.56 مليون في عام 2022، على الرغم من أن هذا لا يزال أقل بقليل من الرقم القياسي 45.06 مليون شخص في عام 2019.
وعلى الرغم من زيادة الحجوزات في الآونة الأخيرة عبر قطاع السفر في أوروبا كلها، لم تتمكن تركيا من استعادة الزخم. كما تؤدي الانتخابات الوشيكة إلى عزوف السائحين عن زيارة البلاد بسبب مخاوفهم من اضطرابات محتملة خلال فترة انتخابات حاسمة يواجه فيها الرئيس إردوغان أكبر تحدٍ سياسي في فترة حكمه المستمرة لعقدين. وقال مسؤولون في قطاع السياحة إن العودة المحتملة لعدد الزوار المتوقع قبل الزلزال قد تحدث بعد انتهاء الانتخابات، خاصة مع ارتفاع الطلب على السفر في الصيف إلى تركيا.
ونظراً لأن مركز الزلزال كان في مدينة كهرمان مرعش، جنوب شرقي البلاد، فإن المنتجعات السياحية لم تتأثر، وهو عامل أثار الآمال في التعافي، بدعم من زيادة أعداد السائحين الروس.
ووفقاً لبيانات من سلطات أنطاليا، ارتفع عدد الوافدين الأجانب إلى منطقة المنتجعات الشهيرة المطلة على البحر المتوسط 54 في المائة في مارس (آذار) على أساس سنوي، مسجلاً رقماً قياسياً. وأظهرت البيانات أن الروس احتلوا المرتبة الأولى، يليهم الألمان والبريطانيون.
وتركيا هي واحدة من الدول القليلة التي لا يزال بإمكان الروس السفر إليها بعد فرض عقوبات غربية صارمة على موسكو بسبب غزوها الشامل لأوكرانيا العام الماضي.
وعلى خلفية هذه البيانات المتفائلة لشهر مارس، تتوقع الحكومة التركية تحقيق 56 مليار دولار من عوائد السياحة هذا العام. وقال وزير السياحة إن أنقرة ما زالت ملتزمة بتحقيق هدف ما قبل الزلزال، على الرغم من تداعياته.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
TT

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم، مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق المالية.

وقال بنك إنجلترا، دون الإشارة بشكل خاص إلى فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إن النظام المالي قد يتأثر أيضاً بالاضطرابات في تدفقات رأس المال عبر الحدود وانخفاض القدرة على تنويع المخاطر، وفق «رويترز».

وأضاف أن «انخفاض التعاون الدولي في مجال السياسات قد يعوق تقدم السلطات في تحسين مرونة النظام المالي وقدرته على امتصاص الصدمات المستقبلية».

وفي حين أظهرت الأسر والشركات والبنوك في المملكة المتحدة أنها في حالة جيدة، فإن القطاع المالي في البلاد يواجه مخاطر «ذات أهمية خاصة» نظراً لانفتاح الاقتصاد البريطاني.

ومن بين التهديدات الأخرى ارتفاع مستويات الدين العام في العديد من الاقتصادات في مختلف أنحاء العالم. وقال التقرير إن «حالة عدم اليقين والمخاطر التي تهدد التوقعات قد زادت».

وأضاف بنك إنجلترا أنه لا يزال يعتقد أن التقييمات والعوائد في الأسواق المالية «عرضة لتصحيح حاد» بسبب المخاطر التي تهدد النمو والتضخم وعدم اليقين بشأن أسعار الفائدة. وحذر من أن مثل هذا التصحيح قد يتفاقم بسبب نقاط الضعف المستمرة في التمويل القائم على السوق وقد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض للأسر والشركات في المملكة المتحدة.

وأشار إلى أن أحدث اختبارات المرونة التي أجراها على البنوك البريطانية أظهرت أنها تتمتع برأس مال جيد وسيولة وفيرة. لكن المؤسسات المالية غير المصرفية، مثل صناديق التحوط، لا تزال عرضة لصدمات مالية مفاجئة، وأنه ليس بإمكان جميع هذه المؤسسات الوصول إلى التمويل الضروري في أوقات الأزمات. وأوضح أن القطاع المتنامي للمؤسسات المالية غير المصرفية قد عزز من مرونته، إلا أن اعتماده على التمويل البنكي في أوقات الأزمات قد يؤدي إلى «مخاطر أكبر على الاستقرار المالي».

وعلى خلاف اختبارات الضغط التقليدية التي تركز على كيفية تأثر ميزانيات البنوك والمؤسسات المالية الأخرى خلال الأزمات، استعرض اختبار بنك إنجلترا الشامل كيف يمكن لتصرفات شبكة كاملة من المؤسسات المالية، بما في ذلك البنوك وصناديق التحوط وشركات التأمين والمقاصة المركزية، أن تُفاقم الصدمات الاقتصادية.

وتصور السيناريو الافتراضي حالة من «تفاقم التوترات الجيوسياسية» التي تؤدي إلى صدمة سوقية مفاجئة وشديدة. وقد يصبح هذا السيناريو أكثر احتمالاً بعد فوز ترمب، حيث هدد مراراً بفرض رسوم جمركية على الواردات الأجنبية، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية والسياسية مع دول مثل الصين.

وقد أظهرت نتائج اختبار بنك إنجلترا المخاطر المستمرة في قطاع المؤسسات المالية غير المصرفية، حيث تتوقع العديد من هذه المؤسسات أن تتمكن من الاعتماد على تمويل «الريبو» من البنوك، وهو أمر قد يكون غير متاح في حالات الأزمات.

كما أشار إلى أن سوق سندات الشركات بالجنيه الاسترليني ستواجه ضغطاً كبيراً، حيث ستضطر الصناديق التي تحاول جمع السيولة إلى بيع السندات في سوق متهالك، مما يؤدي إلى «قفزة نحو عدم السيولة» مع قلة المشترين.

ورغم أن هذا الاختبار الشامل كان يهدف بشكل أساسي إلى توعية المؤسسات المالية بالمخاطر المحتملة بدلاً من اتخاذ إجراءات سياسية مباشرة، أكد بنك إنجلترا أن استنتاجاته تدعم الجهود الدولية لفهم وتنظيم القطاع غير المصرفي المتنامي. ويشمل ذلك المراجعات المتزايدة من قبل المنظمين في مختلف أنحاء العالم للقطاع الذي يمثل الآن حوالي نصف النظام المالي العالمي، بعد عدة حوادث تطلبت دعماً لهذه المؤسسات في السنوات الأخيرة.

وفي المستقبل، يخطط البنك المركزي لإجراء اختبارات مرونة كاملة للبنوك كل عامين اعتباراً من عام 2025، وذلك لتقليل العبء الإداري على المقرضين والسماح للبنك بالتركيز على المخاطر المالية المحتملة الأخرى. وسيتم إجراء اختبارات معيارية أقل تفصيلاً حسب الحاجة بين تلك السنوات.

واحتفظ بنك إنجلترا بمتطلب رأس المال المعاكس للتقلبات الدورية (CcyB)، أو متطلب رأس المال «للأيام الممطرة» للبنوك التي يمكن السحب منها في الأوقات العصيبة، عند مستوى محايد بنسبة 2 في المائة.