اكتشاف 10 آلاف فيروس جديد في حفاضات الأطفال المتسخة

يعيش الأطفال الأصحاء مع كم كبير ومتنوع من فيروسات الأمعاء منذ ولادتهم (رويترز)
يعيش الأطفال الأصحاء مع كم كبير ومتنوع من فيروسات الأمعاء منذ ولادتهم (رويترز)
TT

اكتشاف 10 آلاف فيروس جديد في حفاضات الأطفال المتسخة

يعيش الأطفال الأصحاء مع كم كبير ومتنوع من فيروسات الأمعاء منذ ولادتهم (رويترز)
يعيش الأطفال الأصحاء مع كم كبير ومتنوع من فيروسات الأمعاء منذ ولادتهم (رويترز)

جمع باحثون دنماركيون المئات من حفاضات الأطفال المتسخة، ووجدوا الآلاف من الفيروسات التي لم تكن معروفة من قبل.
ووفقاً لصحيفة «نيويورك بوست»، فقد أجرى الباحثون دراستهم على 647 طفلاً يبلغون من العمر عاماً واحداً، وليس لديهم أي مشاكل صحية. وقام الفريق بتحليل التركيب البرازي لأولئك الأطفال لفهم كيفية تطور القناة الهضمية بشكل أفضل. واكتشف الباحثون نحو 10 آلاف فيروس جديد تقع تحت 248 عائلة فيروسية. وقالوا إن الغالبية العظمى – 90 في المائة - من الفيروسات المكتشفة بين محتويات الحفاضات كانت عاثيات؛ أي فيروسات تهاجم البكتيريا التي يحتمل أن تكون ضارة.
ويطلق العلماء على هذه الفيروسات اسم «الحلفاء»؛ لأنها لا تسبب الأمراض. أما الـ10 في المائة المتبقية فهي فيروسات «حقيقيات النوى»، والتي تلتصق بالخلايا البشرية، متسببة أحياناً في فوائد وأحياناً في أضرار.
وقال المؤلف الرئيس للدراسة البروفيسور دينيس ساندريس نيلسن: «هذا يعني أنه منذ وقت مبكر من الحياة، يعيش الأطفال الأصحاء مع كم كبير ومتنوع من فيروسات الأمعاء، والتي ربما يكون لها تأثير كبير على ما إذا كانوا سيصابون بأمراض مختلفة في وقت لاحق في الحياة». وأضاف: «أعتقد أن بعض هذه الفيروسات مهمة لتدريب جهاز المناعة لدينا للتعرف على العدوى لاحقاً، لكنها قد تكون أيضاً عامل خطر للإصابة بأمراض لم نكتشفها بعد». وأشار نيلسن إلى أن البيئة تلعب أيضاً دوراً في هذا العدد الكبير من الفيروسات.
وأوضح قائلاً: «أمعاؤنا تكون معقمة حتى نولد. أثناء الولادة، نتعرض للبكتيريا من الأم ومن البيئة. ومن المحتمل أن بعض الفيروسات الأولى تأتي مع هذه البكتيريا الأولية، في حين يتم إدخال العديد من الفيروسات الأخرى لاحقاً عن طريق الأصابع المتسخة والحيوانات الأليفة والأوساخ التي يضعها الأطفال في أفواههم وأشياء أخرى في البيئة».
وتم نشر الدراسة الجديدة في مجلة «Nature Microbiology».



مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».