فرنجية يؤيد «المداورة» في الحقائب الحكومية

«حزب الله» يهدد معارضيه بخسارة كبيرة إذا لم يقبلوا به للرئاسة اللبنانية

الوزير السابق سليمان فرنجية (رويترز)
الوزير السابق سليمان فرنجية (رويترز)
TT

فرنجية يؤيد «المداورة» في الحقائب الحكومية

الوزير السابق سليمان فرنجية (رويترز)
الوزير السابق سليمان فرنجية (رويترز)

صعّد «حزب الله» ضد معارضيه الرافضين للمرشح الرئاسي المدعوم منه، سليمان فرنجية، في الوقت الذي أفيد فيه بأنَّ الأخير قدّم للفرنسيين ضمانات مكتوبة ينص أحدها على دعمه مبدأ «المداورة» في الحقائب الوزارية اللبنانية. وليس واضحاً ما إذا كان هذا التعهد يحظى بقبول «الثنائي الشيعي»، الداعم لفرنجية، والذي كان يتمسَّك في الماضي بشغل حقيبة المال في كل الوزارات.
ويؤكد مصدر سياسي أنَّ فرنسا ما زالت مندفعة في تسويق ترشيح فرنجية، مشيراً إلى أنَّ المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل طلب من فرنجية، عندما التقاه أخيراً، أن يتقدّم برزمة من الضمانات؛ لطمأنة أطراف داخلية وخارجية بأنَّ انتخابه لن يكون استكمالاً لعهد الرئيس السابق ميشال عون. وعلمت «الشرق الأوسط» أنَّ لقاء دوريل بفرنجية خلص إلى طرح الأخير رزمة من الضمانات المكتوبة، أبرزها تأييده منح الحكومة صلاحيات استثنائية، ورفضه إعطاء الثلث الضامن فيها لأي فريق، وتطبيق مبدأ المداورة في توزيع الحقائب على الطوائف.
جاء ذلك في وقت لجأ فيه «حزب الله» إلى التصعيد بعد كلام معارضيه عن فشل مساعيه مع الفرنسيين؛ لإقناع فرقاء في الداخل والخارج بالسير في ترشيح فرنجية. وقال رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله»، هاشم صفي الدين، أمس: «إذا لم يسارع بعض اللبنانيين إلى ما يُعرض عليهم الآن، فسيأتي الوقت الآتي وهم غير قادرين على أن يحصلوا حتى على العرض الذي يُعرض عليهم اليوم، وبالتالي على هؤلاء أن يستعجلوا اغتنام هذه الفرصة». وكان تصعيد «حزب الله» قد بدأ بقول نائب أمينه العام نعيم قاسم إنَّ «البلد أمام مرشحين: أحدهما جِدِّي (أي فرنجية)، والآخر هو الفراغ».
فرنجية يؤيد منح الحكومة صلاحيات استثنائية والمداورة في توزيع الحقائب


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

إسرائيل تتعمّد استهداف العمل الإنساني في غزة

فلسطينيون ينتظرون تلقي طعام توزعه منظمة «المطبخ المركزي العالمي» في دير البلح بوسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون ينتظرون تلقي طعام توزعه منظمة «المطبخ المركزي العالمي» في دير البلح بوسط قطاع غزة (رويترز)
TT

إسرائيل تتعمّد استهداف العمل الإنساني في غزة

فلسطينيون ينتظرون تلقي طعام توزعه منظمة «المطبخ المركزي العالمي» في دير البلح بوسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون ينتظرون تلقي طعام توزعه منظمة «المطبخ المركزي العالمي» في دير البلح بوسط قطاع غزة (رويترز)

جدّدت إسرائيل عمداً استهدافها لطواقم العمل الإنساني ومراكز تسليم المواد الغذائية للفلسطينيين في قطاع غزة، رغم ظروف المجاعة التي بدأت تتحقق جنوب القطاع بفعل نقص هذه المواد. وقُتل، صباح السبت، 5 فلسطينيين، بينهم 3 كانوا على متن مركبة تعود لـ«المطبخ المركزي العالمي»، وأصيب عدد آخر، نتيجة قصف جوي من طائرة مسيّرة أطلقت صاروخاً مباشراً على المركبة أثناء سيرها في منطقة السطر بمدينة خان يونس جنوب القطاع، والتي تُصنف على أنها ممر إنساني.

وتبيّن أن الضحايا الثلاث الذين كانوا على متن المركبة، موظفون فلسطينيون يعملون في «المطبخ المركزي العالمي».

وادعى الجيش الإسرائيلي في بيان، أن هدف الهجوم كان ناشطاً فلسطينياً -لم يُحدد اسمه- شارك في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأنه يفحص فيما إذا كان هذا الشخص يعمل بالفعل مع «المطبخ المركزي العالمي».

وكان «المطبخ» قد فقد 7 من موظفيه في ضربة جوية أخرى استهدفت 3 مركبات تابعة للمنظمة قرب دير البلح في الأول من أبريل (نيسان) الماضي، من بينهم 3 مواطنين بريطانيين، وأسترالي، وبولندي، وأميركي.

وقبل يومين من ذلك الحدث، الذي أدانه عدد من المنظمات الأممية والدولية ودول عربية، أصيبت سيارة تابعة لـ«المطبخ العالمي» برصاص قناص من الجيش الإسرائيلي قرب معبر كرم أبو سالم، وقدّمت إدارة «المطبخ» شكوى إلى إسرائيل، وطالبت بضمان سلامة عمالها.

تكرار الحوادث المُشابهة

فلسطينية نازحة تغسل أدوات المطبخ في مدرسة عادت إليها في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة يونيو الماضي (رويترز)

وكثيراً ما وقعت حوادث استهدفت فيها إسرائيل موظفين في العمل الإنساني والإغاثي في قطاع غزة، رغم أنها سمحت لبعض المؤسسات والجهات العمل في هذا القطاع لتقديم الدعم للسكان الذين يواجهون ظروفاً غاية في الصعوبة. وبعد ساعات من ذاك الهجوم، تعرضت مركبة وتجمع للمواطنين الفلسطينيين أمام أحد مراكز توزيع الطحين (الدقيق) على السكان في منطقة قيزان النجار بخان يونس، لهجوم، ما أدّى إلى مقتل 12 فلسطينياً على الأقل وإصابة العشرات.

ويعود هذا المكان لمركز «معاً التنموي»، الذي يخدم شريحة كبيرة من سكان خان يونس منذ سنوات طويلة، ويُقدم لهم المعونات والمساعدات العينية والنقدية وغيرها، في إطار محاربة الفقر ومساعدة الأسر الفلسطينية الفقيرة، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة قبل الحرب التي تضاعفت مئات المرات منذ بدء الحرب الحالية المستمرة منذ نحو 14 شهراً.

وما يضاعف معاناة الغزيين، إلى جانب قصف إسرائيل لمراكز المساعدات الإنسانية وغيرها، هو وفاة طفلتين و4 سيدات في حادثين منفصلين بدير البلح وسط قطاع غزة، في غضون أسبوع، بسبب الازدحام والاختناق الشديدين، ومحاولة حماية المخابز، أثناء محاولة الآلاف الذين يصطفون في طوابير للحصول على الخبز.

ويعاني القطاع من أزمات متصاعدة، مع استمرار منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية، والسماح في بعض الأيام بدخولها بشكل محدود، الأمر الذي دفع عدداً من الدول، بما فيها الولايات المتحدة، لحثها على التحرك سريعاً لإدخال كميات كافية من المساعدات.

تواصل القصف

فتاة فلسطينية تجلس وسط ركام مبنى مدمر بفعل القصف الإسرائيلي غرب مدينة غزة (أ.ف.ب)

يأتي هذا مع استمرار وتواصل القصف في مناطق متفرقة من قطاع غزة، خصوصاً في المدينة وشمالها؛ حيث قتل ما لا يقل عن 25 فلسطينياً في سلسلة غارات وقعت يوم السبت، بعد يوم واحد دامٍ، خلّف أكثر من 100 قتيل، منهم 75 في مجزرتين ببلدة بيت لاهيا شمالي القطاع.

وقتل 10 فلسطينيين في قصف منزل بشارع الشهداء في حي الرمال وسط مدينة غزة، كما قُتل 8 في قصف منزل بحي الشجاعية شرق المدينة، و7 في منزل بحي الشيخ رضوان شمال المدينة، وقتل 10 من عائلة ربيع في بلدة بيت لاهيا، كما قُتل عدد آخر في غارات مماثلة.

وواصلت القوات الإسرائيلية عمليات نسف المنازل والمباني في مناطق متفرقة من بيت لاهيا ومخيم جباليا وحيي الصفطاوي والكرامة إلى الغرب من جباليا، في حين واصلت إطلاق قذائفها المدفعية ونيران أسلحة طائراتها المسيّرة المسماة «الكواد كاتبر» على جباليا البلد، مخلفةً عدداً من الضحايا.

كما تواصل القوات الإسرائيلية توسيع عملياتها البرية في شمال القطاع، وتحديداً في بيت لاهيا، وتُحاصر مزيداً من الأحياء والمناطق داخل البلدة، مجبرةً عدداً من السكان ممن بقوا داخل منازلهم، على إخلائها.