مصر لتسريع الإفراجات الجمركية لتأمين احتياجات مواطنيها من السلع

للحد من آثار اضطراب سلاسل الإمداد والتوريد

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال أحد الاجتماعات للاطمئنان على توافر أرصدة السلع الأساسية بالسوق (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال أحد الاجتماعات للاطمئنان على توافر أرصدة السلع الأساسية بالسوق (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر لتسريع الإفراجات الجمركية لتأمين احتياجات مواطنيها من السلع

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال أحد الاجتماعات للاطمئنان على توافر أرصدة السلع الأساسية بالسوق (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال أحد الاجتماعات للاطمئنان على توافر أرصدة السلع الأساسية بالسوق (مجلس الوزراء المصري)

ضمن المساعي المصرية للتخفيف من تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية، أعلنت وزارة المالية في مصر (الاثنين)، «الإفراج الجمركي عن بضائع بقيمة 23 مليار دولار منذ يناير (كانون الثاني) الماضي وحتى الآن». وأكدت أن «الموانئ والمنافذ الجمركية ضاعفت ساعات العمل لتسريع وتيرة الإفراج عن البضائع».
وكانت مصر قد شهدت في وقت سابق أزمة تكدس للبضائع في الموانئ، غير أن عمليات الإفراج انطلقت تدريجياً منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وذكر بيان وزارة المالية (الاثنين)، أن «خطة الإفراج الجمركي عن البضائع سارت بمعدل 5 مليارات دولار شهرياً، وجاءت السلع الأساسية ومكونات التصنيع الغذائي والأدوية ومستلزمات الإنتاج كأولوية، بما يحقق تأمين احتياط استراتيجي من السلع الأساسية يكفي لمدة 6 أشهر قادمة».
وأشار وزير المالية المصري، محمد معيط، إلى سلة من التسهيلات وضعتها الوزارة بغرض «تخفيف الأعباء عن المستوردين وضمان استدامة دوران عجلة الإنتاج بكامل طاقتها، ضمت وقف تحصيل الغرامات الجمركية من المستثمرين والمستوردين المتأخرين في إنهاء الإجراءات الجمركية، وهذا من شأنه أن يحول دون إضافة قيمة مالية على تكاليف السلع، ومن ثم يسهم في ضبط سعر السوق».
وشدد وزير المالية المصري (الاثنين) على الإجراءات والتسهيلات التي من شأنها «تسريع الإفراجات الجمركية للسلع بهدف تأمين احتياطي استراتيجي مستدام من السلع الأساسية والغذائية لدرء تبعات اضطراب سلاسل الإمداد والتوريد»، ويأتي ذلك ضمن جهود الدولة المصرية لتقليص آثار ارتفاع التضخم.
ويشار إلى أنه بعدما سجل التضخم الأساسي في مصر أعلى معدل ارتفاع خلال خمس السنوات الماضية، بقيمة 40.26 في المائة خلال فبراير (شباط) الماضي، عاد لانخفاض «حثيث» خلال مارس (آذار) الماضي؛ إذ سجل 39.5 في المائة، حسب بيانات «البنك المركزي المصري».
من جانبه، أكد أمين عام اتحاد الغرف التجارية في مصر، علاء عز، أن «خطة الإفراجات الجمركية التي اتبعتها الحكومة منذ مطلع العام ساهمت في حماية السوق من أي حالات (شُح) في السلع». ودلل على ذلك بقوله: «مر شهر رمضان، الأكثر استهلاكاً للسلع على مدار العام، من دون أي نقص في السلع».
وتحدث عز عن «المنظومة التي اتبعتها مصر للتخفيف من الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية الراهنة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تشكلت لجنة وزارية على رأسها رئيس الوزراء المصري، تعمل مع اتحاد الغرف التجارية واتحاد الصناعات، كان دورها توفير خامات الإنتاج لمدة أقلها شهران، فضلاً عن مخزون السلع الاستراتيجية لفترة من 4 إلى 18 شهراً». وتابع أن «الإفراج الجمركي على النحو السابق ذكره ساعد في توفير السلع في الأسواق، ومن ثم تحقيق فائض واستقرار الأسعار نسبياً».
ويتوقع الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية، «استقرار السوق على خلفية سير عملية الإفراج الجمركي»، ويقول إن «زيادة الإتاحة والعرض تخلق حالة تنافسية، ومن ثم تخفيض الأسعار، وهذه المعادلة تحققت بالفعل خلال النصف الثاني من رمضان، وانعكست في التخفيضات التي شهدتها السوق».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجزائر: نقض أحكام بإعدام 38 شخصاً في «قضية حرائق القبائل»

مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
TT

الجزائر: نقض أحكام بإعدام 38 شخصاً في «قضية حرائق القبائل»

مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)

قال محامون في الجزائر إن المحكمة العليا قبلت طعناً بالنقض في قضية أثارت جدلاً كبيراً العام الماضي، تمثلت في إصدار محكمة الجنايات بالعاصمة حكماً بإعدام 38 شخصاً، بتهمة «إشعال النار في منطقة القبائل، بناءً على توجيهات من تنظيم إرهابي»، يُسمى «حركة الحكم الذاتي في القبائل».

صورة لنيران منطقة القبائل صيف 2021 (الشرق الأوسط)

وأكد المحامي والحقوقي الشهير، مصطفى بوشاشي، الذي ترافع لصالح بعض المتهمين، لصحافيين، أن أعلى غرفة الجنايات بأعلى هيئة في القضاء المدني نقضت، مساء أمس الخميس، الأحكام التي صدرت فيما بات يعرف بـ«قضية الأربعاء ناث إراثن»، وهي قرية ناطقة بالأمازيغية (110 كيلومترات شرق)، شهدت في صيف 2021 حرائق مستعرة مدمرة، خلفت قتلى وجرحى، وإتلافاً للمحاصيل الزراعية ومساحات غابات كبيرة، وعقارات ومبانٍ على غرار قرى أخرى مجاورة.

مبنى المحكمة العليا بأعالي العاصمة الجزائرية (الشرق الأوسط)

غير أن الحرائق ليست أخطر ما حدث يومها في نظر القضاء، فعندما كان سكان القرية يواجهون النيران بوسائلهم الخاصة البسيطة، تناهى إليهم أن شخصاً بصدد إضرام النار في بلدتهم عمداً، وفعلاً ألقت الشرطة بهذه الشبهة على ثلاثيني من منطقة بوسط البلاد، يُدعى جمال بن سماعين، فتوجهوا وهم في قمة الغضب إلى مقر الأمن، وكان الشاب في تلك الأثناء داخل سيارة الشرطة فأخرجوه منها، غير عابئين بالعيارات النارية، التي أطلقها رجال شرطة لثنيهم عن قتله، وأخذوه إلى الساحة العامة، فنكّلوا به وأحرقوا جثته، بينما كان يتوسل إليهم أن يخلوا سبيله، وبأنه حضر إلى القرية للمساعدة وليس لإشعال النار.

وجرى تصوير مشاهد التنكيل المروعة بكاميرات الهواتف النقالة، واعتقل الأمن لاحقاً كل الذين ظهروا في الصور.

جمال بن سماعين قُتل على أيدي سكان قرية التهمتها النيران (متداولة)

على أثر ذلك، طالبت قطاعات واسعة في المجتمع بـ«القصاص»، ورفع التجميد عن عقوبة الإعدام، التي تصدرها المحاكم دون أن تنفذ، وذلك منذ تطبيقه بحق 3 إسلاميين عام 1993، بتهمة تفجير مطار العاصمة صيف 1992 (42 قتيلاً). لكن أثبت التحقيق بأن بن سماعين لا يد له في الأحداث المأساوية.

وبثّ الأمن الجزائري «اعترافات» لعدد كبير من المعتقلين بعد الأحداث، أكدوا كلهم أنهم وراء النيران المستعرة، وبأنهم ارتكبوا الجريمة بأوامر من رئيس تنظيم «حركة الحكم الذاتي في القبائل»، المعروف اختصاراً بـ«ماك»، فرحات مهني، الذي يتحدر من المنطقة، ويقيم منذ سنوات طويلة بفرنسا بصفته لاجئاً سياسياً.

فرحات مهني المتهم بإشعال النار في منطقة القبائل (الشرق الأوسط)

وقال محامو المتهمين بعد تداول هذه «الاعترافات» إن القضاء «يبحث عن مسوّغ لإنزال عقوبة ثقيلة في حقهم»، وهو ما حدث بالفعل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بإدانتهم بالإعدام. علماً بأن التهم وجهت لمائة شخص في هذه القضية، وحُكم على بعضهم بالسجن بين عام و5 سنوات مع التنفيذ، في حين نال آخرون البراءة.

وتمثلت التهم أساساً في «نشر الرعب في أوساط السكان بإشعال النيران»، و«الانتماء إلى منظمة إرهابية» تُدعى «ماك»، و«قتل شخص عن سبق إصرار والتنكيل بجثته»، و«القيام بأفعال إرهابية وتخريبية تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية، واستقرار المؤسسات وسيرها العادي، عن طريق بث الرعب في أوساط السكان، وخلق جو انعدام الأمن»، وتم تثبيت الأحكام بعد استئنافها.

أما فرحات مهني فكذّب، في فيديو نشره بالإعلام الاجتماعي، التهمة المنسوبة إليه، وطالب بفتح تحقيق مستقل في الأحداث «من طرف جهة أجنبية».

وفي نظر عدد كبير من المحامين على صلة بهذا الملف، فإن القضاء يبحث من خلال نقض الأحكام عن «إصلاح أخطاء تسبب فيها بإصدار قرارات متسرعة»، وبأن القضاة «كانوا تحت ضغط رأي عام طالب بالقصاص». ووفق ما ينص عليه القانون، ستعاد محاكمة المتهمين في محكمة الجنايات بتشكيل قضاة غير الذين أدانوهم في المرة السابقة.