مطالبة كردية بدور عربي ينهي «المحرقة السورية»

بدران جيا كرد (موقع الإدارة الذاتية)
بدران جيا كرد (موقع الإدارة الذاتية)
TT

مطالبة كردية بدور عربي ينهي «المحرقة السورية»

بدران جيا كرد (موقع الإدارة الذاتية)
بدران جيا كرد (موقع الإدارة الذاتية)

طالبَ مسؤول كردي بارز في «الإدارة الذاتية» لشمال وشرق سوريا جميع الدول العربية والأمم المتحدة بلعب دور إيجابي فعال لحل الأزمة السورية. وقال بدران جيا كرد رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالإدارة لـ«الشرق الأوسط»، إن كل المبادرات والجهود الدولية ومسارات الحل لإنهاء المحرقة السورية وصلت لمرحلة «الانسداد والجمود»، وإن المبادرة التي طرحتها «الإدارة» لحل الأزمة السورية «تقوم على حل سياسي شامل وتبحث عن سبل الاتفاق بين جميع السوريين وبناء علاقات مع جميع الفرقاء».
ودعا المسؤول الكردي الدول العربية للعمل بشكل حثيث وفعال لإشراك جميع الأطراف السورية في العملية السياسية، وبشكل خاص «الإدارة الذاتية» ومظلتها السياسية «مجلس سوريا الديمقراطية». كما ناشدها إيجاد حل شامل وخلق حالة من الاستقرار داخل سوريا، مشددا على أن الإدارة «ترى أن الظروف مواتية لقيام الدول العربية بهذا الدور». وأوضح أن مناطق الإدارة الواقعة أقصى شمال شرقي البلاد ضمن جغرافية أربع محافظات سورية «تتمتع بإمكانات ومقومات سياسية وعسكرية واقتصادية هامة».
وكان المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية قد أعلن خلال مؤتمر صحافي في مدينة الرقة شمالي البلاد، في 18 من الشهر الجاري؛ عن مبادرة سياسية تهدف إلى حل سلمي ديمقراطي للأزمة السورية مبديا استعداده لإجراء لقاءات مباشرة مع الحكومة السورية، وجميع الأطراف من أجل التشاور والتباحث لدفع المبادرة وإيجاد حل شامل للأزمة الدائرة منذ عام 2011. وأوضح هذا المسؤول أن مبادرة الإدارة الذاتية «مبادرة سورية وطنية» قدمت من الداخل وتؤكد على وحدة الأراضي وتهدف إلى تفعيل وتنشيط الحوار السوري على أن يكون أساساً للحل. وشدّد على أن المبادرة ليست بديلة عن أي مبادرة أخرى وليست على حساب مبادرات ثانية، وقال إن «هذه المبادرة تدعم المبادرة الدولية للأمم المتحدة، كما تقوي جميع المبادرات التي تهدف لحل الأزمة وإيجاد حل سياسي شامل»، منوهاً بأنها تأتي في سياق دعم جهود مكافحة الإرهاب الدولي «التي تقودها مناطقنا بدعم دولي وكذلك دعم لبرامج الدعم الإنساني التي تقودها الأمم المتحدة».
وتقوم المبادرة على تأسيس «نظام إداري سياسي تعددي لا مركزي» يحفظ حقوق جميع المكونات، على أن توزع الثروات النفطية والموارد الاقتصادية والزراعية الخاضعة لسيطرة نفوذ الإدارة الذاتية وقواتها العسكرية «بشكل عادل بين كل المناطق السورية من خلال الاتفاق مع الحكومة السورية عبر الحوار والتفاوض»، بحسب البيان.
وقال جيا كرد إن موارد النفط والغاز مثلها مثل كل الموارد الموجودة في المناطق السورية الأخرى «هي ملك لجميع أبناء الشعب السوري، ونحن نؤكد مرة أخرى على ضرورة مشاركة هذه الموارد من خلال الاتفاق مع الحكومة السورية عبر الحوار». وتطرق رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالإدارة إلى المنصات والمبادرات الدولية والإقليمية التي طرحت خلال السنوات الماضية، مثل جنيف وأستانا واللجنة الدستورية، بأنها لم تحرز تقدماً. ويعزو جيا كرد ذلك إلى عدم إشراك جميع القوى السورية الفاعلة في عملية الحوار «وخاصة مجلس (مسد) وممثلي الإدارة، كما أخفقت السلطة السورية في القيام بدور إيجابي فعال يفضي إلى حل سياسي، وكان ينبغي عليها البحث عن تسوية سلميّة وتدعو كل الأطراف لإيجاد مخرج لها».
وحمل جيا كرد تركيا، تعميق أزمتها وإطالة الحرب وتفكيك أراضي البلاد ووحدتها «لأن تركيا دعمت وساندت المجموعات الإرهابية، وتدخلها كان لصرف الانتباه عن أزماتها الداخلية وتصدير مشاكلها إلى جيرانها، عبر اعتداءاتها وهجماتها واستخدامها للمجموعات الإرهابية والمرتزقة في سبيل تحقيق أهدافها».
وتابع أن الإدارة الذاتية «طرحت هذه المبادرة السياسية على قاعدة وطنية»، داعية جميع السوريين للمشاركة والإسهام بتسريع الجهود والمساعي الرامية إلى إنهاء الصراع «بما لا يتعارض مع قرار مجلس الأمن (2254) وجميع القرارات الأممية ذات الصلة»، منوها إلى استعداد الإدارة ومجلسها السياسي «مسد» لمناقشة جميع وجهات النظر ومشاريع الحلول مع كل السوريين، «وترتيب كافة الإجراءات اللازمة لاحتضان الأطراف وإطلاق مباحثات الحوار الوطني والوصول للحل السياسي المنشود».
وأكد جيا كرد أن المبادرة تستند إلى قناعة «الإدارة الذاتية» بأنها أساس لأي حل مستقبلي بنواحيه السياسية والإنسانية والاقتصادية «لدينا يقين تام بأن هذه المبادرة ستلعب دوراً مهماً لإيجاد حل للمعاناة الإنسانية، ستكون بمثابة مخرج وركيزة لكافة الأزمات السياسية داخل سوريا لخلق الاستقرار والحفاظ على وحدة أراضيها».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».