في دورته الـ9، التي تُنظّم في 4 مايو (أيار) المقبل، يقّدم مهرجان «أفلام السعودية»، عدداً من الإصدارات بهدف رفد المكتبة السعودية والعربية بالكتب المتخصصة في مجال السينما، وستكون إصدارات هذه الدورة عن دار «جسور الثقافة للنشر والتوزيع»، وتأتي المبادرة ضمن مساعي المهرجان في تبني برنامج منتظم لإصدار الكتب، بتنظيم من جمعية السينما وشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وبدعم من هيئة الأفلام في وزارة الثقافة.
وضمن الإصدارات يقدم الدكتور أحمد القاسمي كتابه «الفيلم الوثائقي: في جماليات الإنشاء والتقبل - تجارب علمية رائدة»، الكتاب تجربة للتبحّر في جماليات الفيلم الوثائقي على اختلاف عصوره، والغوص في بعض خصائص تشكيله ومسارب معانيه، وهذا ما تطرّق له الكتاب في جميع فصوله، التي اشتركت في قيامها على الجدل بين نزعات متضادّة، وانتقلت من جدل الممتع مع المفيد، إلى جدل التسجيل مع التخييل، إلى جدل الإنشاء مع التقبل، إلى جدل مقاومة العولمة مع الخضوع لقانونها.
يقدم الكتاب «مادّة خصبةً ومتشعّبة، على أساس علمي متقن، للدارسين والمهتمين بالسينما الوثائقية». كما أنه يفتح نافذة ثقافية للقارئ العام تقرّبه من جماليات هذه السينما في قراءات تطبيقية مختارة بعناية لأفلام تأسيسية ريادية منذ عشرينات القرن الماضي ابتداءً بـ«أبو الفيلم الوثائقي»؛ المخرج الأميركي روبار فلاهرتي بأفلامه التي تبدأ بالانتصار للطبيعة وتختم بالانتصار للإنسان وسلطة الآلة، والعوامل التي جعلت المخرج يصل إلى تلك القناعة، ويتزامن مع هذا المؤسس الأميركي، رائد آخر هو الروسي دزيغا فرتوف، الذي بذل جهداً رائداً لتنقية السينما الوثائقية من المظاهر الأدبية والمسرحية وجعلها خالصة للصورة السينمائية، وذلك في فيلم «الرجل صاحب الكاميرا».
والمؤلف الدكتور أحمد القاسمي، أكاديمي وناقد سينمائي تونسي له العديد من الإصدارات في النقد السينمائي، كما أصدر روايتين ومسرحية، وهو حالياً أستاذ مادة «سيميائيات الأدب والسينما» في كلية منوبة.
ومن بين الإصدارات، كتاب للناقد والكاتب السينمائي المصري أمير العمري، بعنوان «وودي آلن... ضحك وفلسفة»، الذي ينقل لنا صورة دقيقة عن عوالم هذا السينمائي الفذ ومسيرته الفنية، وفلسفته في صناعة الأفلام والضحك على حد سواء، ويعرّج على حياته الخاصة التي تتشابك وحياته العملية، ويتناول أهم أعماله نقداً وتحليلاً وتشريحاً، كما يتناول الكتاب فلسفته، وملامح مدرسته الخاصة في الكوميديا الأميركية، واختلافها عن غيرها.
جاء كتاب «وودي آلن... ضحك وفلسفة» متسقاً مع محور المهرجان للعام الحالي (سينما الكوميديا)، ومن الجدير بالذكر أن أمير العمري كاتب وصحافي وناقد سينمائي مصري تخرج في كلية الطب بجامعة عين شمس عام 1976. ودرس الصحافة والتلفزيون في لندن ما بين عامي 1987 و1989. وهو مؤسس موقع «عين على السينما»، ترجم وألف عدداً من الكتب السينمائية من بينها كتاب (مارتن سكور سيزي سينما البطل المأزوم) الصادر عن مهرجان «أفلام السعودية» في دورته الـ8.
وضمن سلسلة إصدارات الدورة الـ9 يطالعنا الكاتب والمترجم التونسي منير عليمي بترجمة لكتاب «الشاعر في مرآته... أندري تاركوفسكي»، الذي يحتوي على حوارات مختارة أُجريت مع المخرج الروسي أندري تاركوفسكي (1932 - 1986) الذي يعدّ رائداً من روّاد السينما الشعرية، إن لم يكن المؤسّس لهذا التيار والمعمّق لمجراه، وهذه الحوارات التي تغطّي زمنيّاً فترة اشتغال تاركوفسكي من أوائل الستينات حتى مرحلة ما قبل وفاته بمدّة قصيرة، تشمل تجربة المخرج العظيم مع أفلام وُصفت يوماً بالغموض والنخبوية: (فيلم «طفولة إيفان»، و«أندريه روبليف»، و«سولاريس»، و«ستالكر»، و«المرأة»، وفيلم «نوستالجيا»).
الكتاب إبحار حواري، وعن قرب، مع مخرج لا يزال علامة كبيرة في المشهد السينمائي العالمي، عبر حوارات تكشف فلسفته وآراءه في الساحة الفكرية والفنية في بلده والعالم، وصلته بمخرجين مؤثّرين وقريبين إلى ذائقته ورؤيته الإخراجية والفنية. وقد انتُقيت هذه الحوارات من بين حوارات كثيرة نشرت في صحف غربية، لتقدم لمحة جديدة في الفلسفة التي يتّبعها تاركوفسكي في أفلامه، وهي ليست إلا محاولة بسيطة - على حد تعبير المترجم - للغوص في تجربة إشكالية عميقة، تماماً كالشعر، حيث يكون الضياع هو العلامة الأولى على اندهاشنا.
ومنير العليمي مترجم وشاعر تونسي حاصل على جائزة أيام قرطاج الشعرية عن مجموعته «مقبرة على قيد الحياة»، وله العديد من الترجمات والإصدارات الشعرية.
3 إصدارات لإثراء التجربة السينمائية في مهرجان «أفلام السعودية»
3 إصدارات لإثراء التجربة السينمائية في مهرجان «أفلام السعودية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة