3 إصدارات لإثراء التجربة السينمائية في مهرجان «أفلام السعودية»

3 إصدارات لإثراء التجربة السينمائية في مهرجان «أفلام السعودية»
TT

3 إصدارات لإثراء التجربة السينمائية في مهرجان «أفلام السعودية»

3 إصدارات لإثراء التجربة السينمائية في مهرجان «أفلام السعودية»

في دورته الـ9، التي تُنظّم في 4 مايو (أيار) المقبل، يقّدم مهرجان «أفلام السعودية»، عدداً من الإصدارات بهدف رفد المكتبة السعودية والعربية بالكتب المتخصصة في مجال السينما، وستكون إصدارات هذه الدورة عن دار «جسور الثقافة للنشر والتوزيع»، وتأتي المبادرة ضمن مساعي المهرجان في تبني برنامج منتظم لإصدار الكتب، بتنظيم من جمعية السينما وشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وبدعم من هيئة الأفلام في وزارة الثقافة.
وضمن الإصدارات يقدم الدكتور أحمد القاسمي كتابه «الفيلم الوثائقي: في جماليات الإنشاء والتقبل - تجارب علمية رائدة»، الكتاب تجربة للتبحّر في جماليات الفيلم الوثائقي على اختلاف عصوره، والغوص في بعض خصائص تشكيله ومسارب معانيه، وهذا ما تطرّق له الكتاب في جميع فصوله، التي اشتركت في قيامها على الجدل بين نزعات متضادّة، وانتقلت من جدل الممتع مع المفيد، إلى جدل التسجيل مع التخييل، إلى جدل الإنشاء مع التقبل، إلى جدل مقاومة العولمة مع الخضوع لقانونها.
يقدم الكتاب «مادّة خصبةً ومتشعّبة، على أساس علمي متقن، للدارسين والمهتمين بالسينما الوثائقية». كما أنه يفتح نافذة ثقافية للقارئ العام تقرّبه من جماليات هذه السينما في قراءات تطبيقية مختارة بعناية لأفلام تأسيسية ريادية منذ عشرينات القرن الماضي ابتداءً بـ«أبو الفيلم الوثائقي»؛ المخرج الأميركي روبار فلاهرتي بأفلامه التي تبدأ بالانتصار للطبيعة وتختم بالانتصار للإنسان وسلطة الآلة، والعوامل التي جعلت المخرج يصل إلى تلك القناعة، ويتزامن مع هذا المؤسس الأميركي، رائد آخر هو الروسي دزيغا فرتوف، الذي بذل جهداً رائداً لتنقية السينما الوثائقية من المظاهر الأدبية والمسرحية وجعلها خالصة للصورة السينمائية، وذلك في فيلم «الرجل صاحب الكاميرا».
والمؤلف الدكتور أحمد القاسمي، أكاديمي وناقد سينمائي تونسي له العديد من الإصدارات في النقد السينمائي، كما أصدر روايتين ومسرحية، وهو حالياً أستاذ مادة «سيميائيات الأدب والسينما» في كلية منوبة.
ومن بين الإصدارات، كتاب للناقد والكاتب السينمائي المصري أمير العمري، بعنوان «وودي آلن... ضحك وفلسفة»، الذي ينقل لنا صورة دقيقة عن عوالم هذا السينمائي الفذ ومسيرته الفنية، وفلسفته في صناعة الأفلام والضحك على حد سواء، ويعرّج على حياته الخاصة التي تتشابك وحياته العملية، ويتناول أهم أعماله نقداً وتحليلاً وتشريحاً، كما يتناول الكتاب فلسفته، وملامح مدرسته الخاصة في الكوميديا الأميركية، واختلافها عن غيرها.
جاء كتاب «وودي آلن... ضحك وفلسفة» متسقاً مع محور المهرجان للعام الحالي (سينما الكوميديا)، ومن الجدير بالذكر أن أمير العمري كاتب وصحافي وناقد سينمائي مصري تخرج في كلية الطب بجامعة عين شمس عام 1976. ودرس الصحافة والتلفزيون في لندن ما بين عامي 1987 و1989. وهو مؤسس موقع «عين على السينما»، ترجم وألف عدداً من الكتب السينمائية من بينها كتاب (مارتن سكور سيزي سينما البطل المأزوم) الصادر عن مهرجان «أفلام السعودية» في دورته الـ8.
وضمن سلسلة إصدارات الدورة الـ9 يطالعنا الكاتب والمترجم التونسي منير عليمي بترجمة لكتاب «الشاعر في مرآته... أندري تاركوفسكي»، الذي يحتوي على حوارات مختارة أُجريت مع المخرج الروسي أندري تاركوفسكي (1932 - 1986) الذي يعدّ رائداً من روّاد السينما الشعرية، إن لم يكن المؤسّس لهذا التيار والمعمّق لمجراه، وهذه الحوارات التي تغطّي زمنيّاً فترة اشتغال تاركوفسكي من أوائل الستينات حتى مرحلة ما قبل وفاته بمدّة قصيرة، تشمل تجربة المخرج العظيم مع أفلام وُصفت يوماً بالغموض والنخبوية: (فيلم «طفولة إيفان»، و«أندريه روبليف»، و«سولاريس»، و«ستالكر»، و«المرأة»، وفيلم «نوستالجيا»).
الكتاب إبحار حواري، وعن قرب، مع مخرج لا يزال علامة كبيرة في المشهد السينمائي العالمي، عبر حوارات تكشف فلسفته وآراءه في الساحة الفكرية والفنية في بلده والعالم، وصلته بمخرجين مؤثّرين وقريبين إلى ذائقته ورؤيته الإخراجية والفنية. وقد انتُقيت هذه الحوارات من بين حوارات كثيرة نشرت في صحف غربية، لتقدم لمحة جديدة في الفلسفة التي يتّبعها تاركوفسكي في أفلامه، وهي ليست إلا محاولة بسيطة - على حد تعبير المترجم - للغوص في تجربة إشكالية عميقة، تماماً كالشعر، حيث يكون الضياع هو العلامة الأولى على اندهاشنا.
ومنير العليمي مترجم وشاعر تونسي حاصل على جائزة أيام قرطاج الشعرية عن مجموعته «مقبرة على قيد الحياة»، وله العديد من الترجمات والإصدارات الشعرية.


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)
TT

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية المصرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية دبلن، أول من أمس (الأربعاء).

وذكرت الخارجية أن هذه الخطوة تأتي تتويجاً لجهود مصرية استمرت لأكثر من عام ونصف العام؛ لاستعادة مجموعة من القطع الأثرية عبارة عن مومياء مصرية وعدد من الأواني الفخارية والقطع الأثرية الأخرى، من جامعة كورك الآيرلندية، التي أبدت تعاوناً كبيراً في تسهيل إجراءات إعادة القطع الأثرية.

وقد تم الانتهاء من التفاصيل النهائية للاتفاق على هامش زيارة السيسي إلى دبلن.

وأعربت الخارجية المصرية عن شكرها العميق للجانب الآيرلندي على «هذه الخطوة المهمة في تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية المتنامية بين البلدين».

وأكدت أن القطع المستعادة تمثل حقبة مهمة من التاريخ المصري القديم، وجزءاً من التراث الثقافي المصري الذي يحظى باهتمام جميع البشر، حيث من المقرر أن يتم عرض القطع الأثرية في المتاحف المصرية.