واشنطن تشكل مجموعة عمل خاصة بالنزاع السوداني

وزارة الخارجية الأميركية
وزارة الخارجية الأميركية
TT

واشنطن تشكل مجموعة عمل خاصة بالنزاع السوداني

وزارة الخارجية الأميركية
وزارة الخارجية الأميركية

قالت وزارة الخارجية الأميركية، لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، إنها تركز في الوقت الراهن على التوصل إلى «وقف فوري لإطلاق النار» بين الطرفين المتحاربين في السودان، رغم انهيار المحاولة الأولى، الثلاثاء، مؤكدة في الوقت ذاته التقارير عن إنشاء مجموعة عمل خاصة للتعامل مع النزاع العسكري في هذا البلد العربي الأفريقي، فيما نشرت وسائل إعلام أميركية أن روسيا هي «المستفيد الأكبر» من الأزمة الراهنة.
ورداً على سؤال حول تقرير نشرته شبكة «سي إن إن» الأميركية للتلفزيون، قال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» طالباً عدم نشر اسمه إن «وزارة الخارجية أنشأت مجموعة عمل معنية بالنزاع العسكري في السودان للإشراف على تخطيط الوزارة وإدارتها واللوجستيات المتعلقة بالأحداث في السودان». وأضاف أن «تركيزنا الآن هو على التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار». وأبلغت الوزارة موظفيها، الاثنين، بشأن مجموعة العمل، وحضّت جميع الرعايا الأميركيين في السودان على «الاحتماء في مكان وجودهم»، طبقاً لما أعلنته السفارة الأميركية لدى الخرطوم، مضيفة أنه «بسبب الوضع الأمني غير المستقر في الخرطوم وإغلاق المطار، لا توجد خطط لإخلاء بتنسيق من الحكومة الأميركية».
وجاء ذلك في ظل تعرض البعثات الدبلوماسية الأميركية والأوروبية لمزيد من الاعتداءات. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية: «نواصل الضغط على قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية لإقرار وقف إطلاق نار لمدة 24 ساعة، وندعو كليهما إلى ضمان التزامه من كل القوات». وقال المستشار السابق للمبعوث الأميركي الخاص للسودان وجنوب السودان، إي جاي هوغندورن، لـ«سي إن إن»، إنه بالإضافة إلى الاتصالات التي يجريها الوزير أنطوني بلينكن، فإن السفير الأميركي لدى الخرطوم جون غودفري «منخرط أيضاً بشكل كبير في التحدث مع الطرفين»، مضيفاً أن «لدينا كل أنواع الأنظمة الموضوعة له ليكون قادراً على القيام بذلك» على رغم أنه يحتمي في مقر إقامته. وزاد أنه «بالإضافة إلى محاولة حملهم على وقف التصعيد، أتخيل أنهم يجب أن يفكروا أيضاً في إخلاء محتمل للموظفين، وبالتأكيد سلامة موظفيهم، مع محاولة التنسيق مع السفارات الأخرى». وأكد أن مجمعات السفارة «تتمتع بالاكتفاء الذاتي إلى حد ما لفترات طويلة»، مضيفاً أنه «ما لم يحصل هجوم مباشر كامل على مجمع السفارة الأميركية، فالناس بأمان (...) أتصور أنهم يريدون أن يكون لهم وجود طالما كان له ما يبرره لمحاولة المساعدة وحل القتال». ورأى أن «التحدي الأكبر» بالنسبة للولايات المتحدة وشركائها هو أن النزاع في السودان «يبدو وجودياً» لكل من رئيس مجلس السيادة السوداني قائد القوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد «قوات الدعم السريع» الفريق أول محمد حمدان دقلو، الملقب «حميدتي». لذلك «سيكون من الصعب جداً إقناعهما بأنهما بحاجة إلى التوقف»، ملاحظاً وجود «مؤشرات على أن القيادة والسيطرة بدأت في التدهور، وخاصة بالنسبة لقوات الدعم السريع، لذلك لو كانت الولايات المتحدة قادرة على ممارسة الضغط على هؤلاء الأشخاص، فقد لا يتمكنون فعلاً من وقف القتال بسرعة».
ورداً على سؤال حول النفوذ الذي تملكه الولايات المتحدة للضغط على الجانبين، قال هوغندورن إن الولايات المتحدة يمكن أن تجمد الحسابات المصرفية وتدفق الإيرادات و«هذا سيجعل من الصعب على الأطراف الاستمرار في القتال بطريقة جادة». وعبّر عن خشيته من أنه «ما لم يكن هناك تدخل أكثر حسماً من الشركاء الدوليين»، فإنه يخشى «سيناريو شبيهاً بسوريا» يمكن أن يتطور في السودان «حيث تسيطر فصائل مسلحة على أجزاء مختلفة من البلاد».
في غضون ذلك، نقلت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن مسؤولين لم تسمّهم أن «روسيا هي المستفيد الأول مما يجري حالياً في السودان»، مشيرين إلى سعيها إلى إنشاء قاعدة عسكرية في هذا البلد، بالإضافة إلى الإفادة من الموارد الطبيعية الموجودة فيه، بما في ذلك الذهب.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

وفاة العشرات بمرض غامض في بلدة سودانية تحاصرها «قوات الدعم السريع»

أشخاص يحصلون على المياه النظيفة التي تقدمها منظمة خيرية للسكان في القضارف شرق السودان 30 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
أشخاص يحصلون على المياه النظيفة التي تقدمها منظمة خيرية للسكان في القضارف شرق السودان 30 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
TT

وفاة العشرات بمرض غامض في بلدة سودانية تحاصرها «قوات الدعم السريع»

أشخاص يحصلون على المياه النظيفة التي تقدمها منظمة خيرية للسكان في القضارف شرق السودان 30 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
أشخاص يحصلون على المياه النظيفة التي تقدمها منظمة خيرية للسكان في القضارف شرق السودان 30 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

قالت نقابة أطباء السودان في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء إن 73 شخصاً على الأقل توفوا بمرض غامض في بلدة الهلالية التي تحاصرها «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية.

والهلالية، في ولاية الجزيرة بشرق السودان، واحدة من عشرات القرى التي تعرضت لهجمات انتقامية من «قوات الدعم السريع»، بعد انشقاق قائد كبير منها وانضمامه للجيش، ما أدى إلى نزوح أكثر من 135 ألف شخص.

وتسببت الحرب بين الجانبين في أكبر أزمة إنسانية في العالم، ونزوح أكثر من 11 مليون شخص، وزيادة الجوع وتدخل قوى أجنبية، ما أثار مخاوف من انهيار الدولة.

ورغم أن ارتفاع أعداد القتلى في مناطق أخرى من ولاية الجزيرة ناجم عن قيام «قوات الدعم السريع» بأعمال قصف وإطلاق نار، أُصيب سكان في الهلالية بالإسهال، ما أثقل كاهل مستشفى محلي، وفق ما قالت النقابة و3 أشخاص من المنطقة.

ومن الصعب تحديد أسباب دقيقة للوفاة؛ نظراً لمنع «قوات الدعم السريع» الوصول لشبكة الإنترنت.

وقال رجل لـ«رويترز»: «إن 3 من أفراد أسرته ماتوا بالمرض نفسه، لكنه لم يكتشف ذلك إلا بعد أيام، عندما فر آخرون إلى منطقة يمكن الوصول فيها إلى الإنترنت».

وذكر رجل آخر أن «قوات الدعم السريع» تفرض على مَن يرغبون في المغادرة دفع مبالغ طائلة عند نقاط التفتيش التابعة لها.

وقال نشطاء مؤيدون للديمقراطية إن الحصار بدأ 29 أكتوبر (تشرين الأول) عندما داهمت «قوات الدعم السريع» البلدة وقتلت 5 أشخاص، وحاصرت سكاناً داخل 3 مساجد.

والهلالية مسقط رأس عائلة القائد المنشق أبو عاقلة كيكل، وهو ما يقول سكان محليون إنه قد يفسر سبب حصار البلدة التي كانت مركزاً تجارياً مستقراً يسكنه 50 ألف نسمة، من بينهم كثير من النازحين من مناطق أخرى.

وقال شهود إن الأسواق والمخازن في البلدة تعرضت للنهب.

وأظهرت صور بالأقمار الصناعية ضمن تقرير لمختبر البحوث الإنسانية في جامعة «ييل» الأميركية زيادة سريعة في عدد المقابر داخل عدد من بلدات ولاية الجزيرة منذ بدء الهجمات الانتقامية الأخيرة في أواخر أكتوبر، كما أظهرت أدلة على حرق الحقول الزراعية في قرية أزرق.