تحسن معنويات منطقة اليورو رغم تراجع المبيعات

بدعم من «الشتاء اللطيف» وجهود الحفاظ على الطاقة

عملات من اليورو فوق فاتورة بأحد المقاهي بمدينة دنكيرك شمال فرنسا (أ.ف.ب)
عملات من اليورو فوق فاتورة بأحد المقاهي بمدينة دنكيرك شمال فرنسا (أ.ف.ب)
TT

تحسن معنويات منطقة اليورو رغم تراجع المبيعات

عملات من اليورو فوق فاتورة بأحد المقاهي بمدينة دنكيرك شمال فرنسا (أ.ف.ب)
عملات من اليورو فوق فاتورة بأحد المقاهي بمدينة دنكيرك شمال فرنسا (أ.ف.ب)

أظهرت بيانات «مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات)» يوم الثلاثاء أن مبيعات التجزئة في منطقة اليورو تراجعت كما كان متوقعاً خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، مما يعكس ضعف حجم تداول المنتجات الغذائية وغير الغذائية.
وتراجعت مبيعات التجزئة على أساس شهري بنسبة 0.8 في المائة، بعدما ارتفعت بنسبة 0.8 في المائة خلال يناير (كانون الثاني) الماضي. وتراجعت مبيعات الأغذية والمشروبات والتبغ بنسبة 0.6 في المائة، كما انخفضت مبيعات المنتجات غير الغذائية بنسبة 0.7 في المائة. وتراجعت مبيعات التجزئة على أساس سنوي بنسبة 3 في المائة خلال فبراير، بعد انخفاض بنسبة 1.8 في المائة خلال يناير الماضي.
لكن رغم ذلك، فإن مسح يوم الثلاثاء أظهر أن معنويات المستثمرين بمنطقة اليورو تحسنت في أبريل (نيسان) بعد انخفاضها فجأة في مارس (آذار)، لتعاود بذلك مسار التحسن الذي انتهجته في الأشهر القليلة الماضية مع ارتفاع تقديرات الظروف الحالية إلى أعلى مستوى منذ أكثر من عام.
وارتفع مؤشر «سنتكس» لمنطقة اليورو إلى سالب 8.7 نقطة في أبريل، من سالب 11.1 نقطة في مارس، ليتجاوز بذلك التوقعات. وكان محللون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا قراءة عند سالب 9.9 نقطة في أبريل.
وقال بيان صادر عن المؤشر: «ما من شك في أن اقتصاد منطقة اليورو تجاوز أشهر الشتاء على نحو أفضل من مخاوف كثيرين في الخريف». وأضاف أن «الشتاء اللطيف» وجهود الحفاظ على الطاقة ساهما في الحيلولة دون نقص خطير في الطاقة. وذكر أن الاستطلاع شمل 1300 مستثمر وأُجري بين 6 و8 أبريل.
يذكر أن بابلو هيرنانديز دي كوس، عضو مجلس محافظي «البنك المركزي الأوروبي»، قال إن البنك سيضطر إلى مواصلة زيادة أسعار الفائدة إذا تحققت أحدث توقعاته للتضخم في منطقة اليورو.
ونقلت «بلومبرغ» عن دي كوس، محافظ «البنك المركزي الإسباني»، قوله يوم الاثنين: «إذا تحقق السيناريو الأساسي لتوقعات مارس الماضي، فستظل أمامنا أشواط لقطعها لكي نتأكد من خفض ضغوط التضخم». وأشارت «بلومبرغ» إلى أن «البنك المركزي الأوروبي» يدرس حالياً حجم الزيادة المطلوبة في أسعار الفائدة ووتيرة الزيادة، في ظل استمرار معدل التضخم المرتفع رغم زيادة الفائدة الأوروبية بمقدار 350 نقطة أساس منذ يوليو (تموز) الماضي.
يأتي ذلك في حين ازداد عدد مسؤولي «البنك المركزي الأوروبي» الذين يقولون إن زيادة الفائدة اقتربت بشدة من نهايتها، ويشيرون إلى ظهور توافق جديد بين أعضاء مجلس محافظي البنك بعد الخلافات الشديدة بينهم خلال اجتماع «المجلس» في الشهر الماضي. في الوقت نفسه، ما زال الصقور من أعضاء «المجلس»، مثل كلاس كنوت وبوريس فويستش، يشددون على ضرورة مواصلة زيادة أسعار الفائدة للسيطرة على التضخم.


مقالات ذات صلة

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

الاقتصاد خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

يتجه المصرف المركزي الأوروبي الخميس إلى إقرار رفع جديد لمعدلات الفائدة، وسط انقسام بين مسؤوليه والمحللين على النسبة التي يجب اعتمادها في ظل تواصل التضخم والتقلب في أداء الأسواق. ويرجح على نطاق واسع أن يقرّر المصرف زيادة معدلات الفائدة للمرة السابعة توالياً وخصوصاً أن زيادة مؤشر أسعار الاستهلاك لا تزال أعلى من مستوى اثنين في المائة الذي حدده المصرف هدفاً له.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

واجه وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، اقتراحا من قبل المفوضية الأوروبية لمنح دول التكتل المثقلة بالديون المزيد من الوقت لتقليص ديونها، بردود فعل متباينة. وأكد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر أن مقترحات المفوضية الأوروبية لمراجعة قواعد ديون الاتحاد الأوروبي «ما زالت مجرد خطوة أولى» في عملية الإصلاح.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنسبة بلغت 0,1 % في الربع الأول من العام 2023 مقارنة بالربع السابق، بعدما بقي ثابتا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2022، وفق أرقام مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات). بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي برمّته، انتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي بزيادة بلغت نسبتها 0,3 % بعد انخفاض بنسبة 0,1 % في الربع الأخير من العام 2022، وفق «يوروستات». وفي حين تضررت أوروبا بشدة من ارتفاع أسعار الطاقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما يغذي تضخما ما زال مرتفعا للغاية، فإن هذا الانتعاش الطفيف للنمو يخفي تباينات حادة بين الدول العشرين التي تشترك في العملة الموحدة. وخلال الأش

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

من المقرر أن تحصل دول الاتحاد الأوروبي المثقلة بالديون على مزيد من الوقت لتقليص الديون العامة، لتمكين الاستثمارات المطلوبة، بموجب خطط إصلاح اقترحتها المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: «نحتاج إلى قواعد مالية ملائمة لتحديات هذا العقد»، وأضافت «تمكننا الموارد المالية القوية من الاستثمار أكثر في مكافحة تغير المناخ، ولرقمنة اقتصادنا، ولتمويل نموذجنا الاجتماعي الأوروبي الشامل، ولجعل اقتصادنا أكثر قدرة على المنافسة». يشار إلى أنه تم تعليق قواعد الديون والعجز الصارمة للتكتل منذ أن دفعت جائحة فيروس «كورونا» - حتى البلدان المقتصدة مثل ألمانيا - إلى الا

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

العملة الإيرانية تهبط لأدنى مستوى تاريخي بعد فوز ترمب

إيرانيون يطّلعون على الصحف المحلية في طهران بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية (أ.ف.ب)
إيرانيون يطّلعون على الصحف المحلية في طهران بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية (أ.ف.ب)
TT

العملة الإيرانية تهبط لأدنى مستوى تاريخي بعد فوز ترمب

إيرانيون يطّلعون على الصحف المحلية في طهران بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية (أ.ف.ب)
إيرانيون يطّلعون على الصحف المحلية في طهران بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية (أ.ف.ب)

هبطت العملة الإيرانية، الأربعاء، إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مما ينذر بتحديات جديدة أمام طهران التي لا تزال غارقة في الحروب الدائرة بالشرق الأوسط.

وقال متعاملون في طهران إنه تم تداول العملة الإيرانية عند 703 آلاف ريال مقابل الدولار، وقد يقوم البنك المركزي الإيراني بضخ المزيد من العملات الصعبة بالسوق في محاولة لتحسين قيمة الريال، كما فعل في السابق، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

ويأتي هذا التراجع في وقت كانت فيه العملة الإيرانية بالفعل تعاني من انخفاض حاد في قيمتها، مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في طهران، حيث يشعر بعض الإيرانيين بالقلق.

في عام 2015، عندما وقعت إيران اتفاقها النووي مع القوى الكبرى، كان سعر الريال يعادل 32 ألف ريال مقابل الدولار. وفي 30 يوليو (تموز)، عندما تولى الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان منصبه، كان سعر الريال 584 ألفاً مقابل الدولار الواحد.

وكان ترمب قد سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018؛ ما أدى إلى سنوات من التوترات بين البلدين التي لا تزال مستمرة.

وتعاني إيران من اقتصاد متدهور بسبب العقوبات الدولية القاسية على برنامجها النووي المتسارع، الذي أصبح الآن يخصب اليورانيوم بمستويات تقترب من مستويات صنع الأسلحة.