معارض تروي قصة «سقيا زمزم»... من الحافظات التقليدية إلى الروبوت الذكي

تفتح نوافذ معرفية وتاريخية للملايين من زوار الحرم المكي في رمضان

يوزّع الروبوت الذكي آلاف العبوات على المعتمرين وزوار المسجد الحرام    -    أطلقت المعارض الرمضانية فرصة ثمينة للتعرف على معالم أثرية وتاريخية في تاريخ الإسلام (الشرق الأوسط)
يوزّع الروبوت الذكي آلاف العبوات على المعتمرين وزوار المسجد الحرام - أطلقت المعارض الرمضانية فرصة ثمينة للتعرف على معالم أثرية وتاريخية في تاريخ الإسلام (الشرق الأوسط)
TT

معارض تروي قصة «سقيا زمزم»... من الحافظات التقليدية إلى الروبوت الذكي

يوزّع الروبوت الذكي آلاف العبوات على المعتمرين وزوار المسجد الحرام    -    أطلقت المعارض الرمضانية فرصة ثمينة للتعرف على معالم أثرية وتاريخية في تاريخ الإسلام (الشرق الأوسط)
يوزّع الروبوت الذكي آلاف العبوات على المعتمرين وزوار المسجد الحرام - أطلقت المعارض الرمضانية فرصة ثمينة للتعرف على معالم أثرية وتاريخية في تاريخ الإسلام (الشرق الأوسط)

يصِل المسلمون إلى مكة المكرمة يحدوهم الشوق لزيارة الأماكن المقدسة، والوقوف عن كثب على المواقع التاريخية التي انطلقت بين ثناياها قصة الإسلام وبداية نور الوحي، وقضاء رحلة إيمانية روحانية وأخرى ثقافية ومعرفية غير مسبوقة.
ويستعرض واحد من المعارض الرمضانية في الحرم المكي، قصة تطور سقيا زمزم، من الحافظات التقليدية إلى الروبوت الذكي، ومراحل تطور النبع الذي ارتبط بمكة المكرمة المكان المعظم لدى ملايين المسلمين خلال العهد السعودي، الذي بدأ عام 1926 عندما أمر الملك عبد العزيز بإنشاء سبيل لسقيا زمزم، ومضاعفة الاهتمام بها وإصلاحها. وكيف تعاهد ملوك السعودية على الاهتمام والعناية بهذه البئر، وتحسين الخدمات المقدمة لها، ويوظف المعرض من كل حقبة تاريخية قطعاً وأدوات استخدمت لسقيا زمزم، وصولاً إلى مشروع الملك عبد الله لسقيا زمزم الذي أحدث نقلة نوعية وتغييراً جذرياً في خدمة المستفيدين، ثم الروبوت الذكي الذي يتولى توزيع آلاف من العبوات على المعتمرين والزوار داخل المسجد الحرام.
وإلى جانب أداء مناسك العمرة والصلاة والطاعات خلال شهر رمضان، حيث يشهد الحرم المكي أعداداً مليونية غير مسبوقة هذا العام، تتهيأ الفرصة للملايين من المسلمين القادمين من جميع أرجاء العالم، لزيارة السعودية والحرمين الشريفين للمرة الأولى في حياتهم، والاستفادة من المعارض الرمضانية للتعرف على معالم أثرية وتاريخية ومعرفية مهمة في تاريخ الإسلام وقصة المكان.
وتعد المعارض والمتاحف الرمضانية الحديثة التي افتتحتها وكالة شؤون المعارض والمتاحف فرصة ثمينة لملايين الزوار من مسلمي العالم، للتعرف على حكايات الكثير من المعالم التراثية والتاريخية التي ارتبطت بقصة الصعيد الطاهر الذي احتضن قصة بداية نور الإسلام ونزول الوحي وبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وتستقبل المعارض الرمضانية في التوسعة السعودية الثالثة، التي افتتحت خلال شهر رمضان من هذا العام، الآلاف من الزوار يومياً، للاطلاع على المعالم الأثرية والدينية التي تضمها أجنحة المعرض وأركانه، والتعريف بالثقافة السعودية وتطورها الحضاري والتقني، بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها في تطوير كفاءة الخدمات والرقي بالإمكانات المقدمة إلى قاصدي الحرمين الشريفين.
وقال عبد العزيز العمرو، مدير معارض المسجد الحرام، إن المعارض الرمضانية في الحرم المكي تسلّط الضوء على مسيرة العطاء السعودي في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من المسلمين، وتثري تجربة الزوار والمعتمرين بالنوافذ المعرفية والثقافية، وتطلعهم على حجم التطور الحضاري والتقني الذي حظي به الحرمان الشريفان خلال العهد السعودي.
وتضم المعارض الرمضانية في الحرم المكي عدداً من الأقسام، خُصص القسم الأول منها لماء زمزم المبارك ورحلته طوال العهد السعودي، يحتوي على شاشة تلفزيونية تعرض فيلماً وثائقياً لبئر زمزم المباركة، يعكس تطورات تقديمها وسرعة وصولها لقاصدي بيت الله الحرام، كما يضم المعرض خريطة تفصيلية تبين ارتفاع وعمق بئر زمزم وما تحويها من تفاصيل دقيقة، وقسماً آخر للكعبة المشرفة وبعض العينات المشابهة لكسوة الكعبة والمواد المستخدمة لغسلها وتثبيتها وطرق نسج الكسوة يدوياً باحترافية عالية ودقة فائقة، فيما تستقبل المعارض زوارها، طيلة شهر رمضان المبارك من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة 11 مساءً بالمسجد الحرام.
واستقبل الحرم المكي ملايين المعتمرين والمصلين منذ دخول شهر رمضان، وسط منظومة خدمية متكاملة؛ حيث يتوافد المسلمون لزيارة قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ومحط أنظارهم، وأداء العمرة في رمضان، فيما ترفع رئاسة شؤون الحرمين من جاهزيتها الكاملة لاستقبال ملايين المعتمرين والمصلين من مختلف أنحاء العالم.
ورغم تدفق الملايين إلى المسجد الحرام، فإن التسهيلات والخدمات المقدمة قد أسهمت في تسهيل أداء المعتمرين والمصلين والزوار مناسكهم في يسر وسهولة، وكشف مركز الإحصاء والمعلومات في الرئاسة العامة لشؤون الحرمين عن أن المدة الزمنية لقضاء مناسك العمرة خلال الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان هذا العام، تبلغ في المتوسط من بداية الطواف إلى نهاية السعي 104 دقائق.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

ماذا قال تقرير «فيفا» عن ملف السعودية لتنظيم مونديال 2034؟

العرض السعودي لتنظيم مونديال 2034 (الشرق الأوسط)
العرض السعودي لتنظيم مونديال 2034 (الشرق الأوسط)
TT

ماذا قال تقرير «فيفا» عن ملف السعودية لتنظيم مونديال 2034؟

العرض السعودي لتنظيم مونديال 2034 (الشرق الأوسط)
العرض السعودي لتنظيم مونديال 2034 (الشرق الأوسط)

أجرت إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تقييماً لملف المملكة العربية السعودية لتقييم مدى ملاءمته لاستضافة «كأس العالم لكرة القدم 2034». وتُقدِّم المملكة العربية السعودية رؤية استضافة تعتقد بأنها يمكن أن توحِّد، وتلهم، وتصل إلى كل ركن من أركان العالم بطريقة تكرم وتعزز وتنمِّي اللعبة العالمية. وتدور رؤيتها حول شعار الملف «النمو معاً». وتنقسم إلى ثلاثة أقسام: «تنمية الناس معاً»، و«تنمية كرة القدم معاً»، و«تنمية الاتصالات معاً». وكما يوضح مقدم العرض، فإن هذه الرؤية جزء من المشروع الاستراتيجي الوطني للمملكة، «رؤية 2030»، وهو جهد تاريخي على مستوى البلاد لإطلاق العنان لمستقبل من النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية للجميع، بناءً على الركائز الثلاث الأساسية لمجتمع نابض بالحياة، واقتصاد مزدهر، وأمة طموحة. وتمتد جهود مقدم العرض لتطوير اللعبة في المملكة العربية السعودية إلى أربعة مجالات رئيسية: «لعبة النخبة للرجال»، و«لعبة النخبة والنسائية الأوسع نطاقاً»، و«كرة القدم للشباب»، و«كرة القدم الشعبية». وتعتزم المملكة العربية السعودية أيضاً استخدام عرضها بوصفه جزءاً من «رؤية 2030»؛ لتحسين البنية التحتية الرياضية بشكل كبير، من خلال تجديد وبناء ملاعب جديدة كجزء من برامج تطوير المدن التي تدعم نمو كرة القدم وصناعة الترفيه الأوسع. ويقترح عرض المملكة العربية السعودية 15 ملعباً في 5 مدن مستضيفة مقترحة، وهو ما يزيد قليلاً على الحد الأدنى لعدد الملاعب، البالغ 14 ملعباً، المطلوب لاستضافة المسابقة. ومن الواضح من المعلومات المقدمة أن مقدم العرض قد أخذ في الاعتبار الاستخدامات القديمة لكل ملعب، وفي الوقت نفسه وضع في الاعتبار بعناية متطلبات استضافة مباريات كأس العالم لكرة القدم في تصميمات وخطط الملاعب. كما اقترحت المملكة العربية السعودية مجموعة شاملة من خيارات الإقامة، تتألف من 72 فندقاً لمعسكر الفريق الأساسي، وفندقين لمعسكر الحكام، و60 فندقاً خاصاً بأماكن الإقامة. وجميع الفنادق مقترنة بموقع تدريب. وبالتالي، يحتوي العرض في المجمل على 134 مرفقاً للفرق والحكام. كما يحدد العرض خطط البنية الأساسية للنقل لتوسيع المطارات، وإدخال السكك الحديدية عالية السرعة، وتعزيز النقل العام. ويقترح عرض المملكة العربية السعودية خيارين لاستضافة مركز البث الدولي: منطقة القدية الإبداعية، ومركز المعارض والمؤتمرات بالرياض، وكلاهما يقع في الرياض. كما اقترح مقدم العرض مكاناً واحداً لكل من القرعة النهائية ومؤتمر «فيفا» وورشة عمل الفريق. واقترح عرض المملكة العربية السعودية 10 مواقع محتملة لـ«مهرجان مشجعي فيفا»، بما في ذلك موقعان لكل من المدن الـ5 المستضيفة المقترحة. وتم حساب إجمالي تكاليف تنظيم «فيفا» ليكون أقل من خط الأساس (بنحو 450 مليون دولار أميركي) إذا استضافت المملكة العربية السعودية البطولة. وعندما يتعلق الأمر بالإيرادات، كان من المتوقع أن تؤدي قيمة حقوق الوسائط والتسويق للعرض إلى نمو في جمهور البث التلفزيوني المباشر العالمي بنحو 10 في المائة عند قياسها مقابل الإصدار المقبل. بالنسبة للتذاكر والضيافة، يتوقع «فيفا» أن تتجاوز الإيرادات الإجمالية خط الأساس المقدر بنحو 32 في المائة (أي ما يعادل أكثر من 240 مليون دولار أميركي)، مدفوعة على نطاق واسع بالبصمة الكبيرة للضيافة التي اقترحها العرض. بالإضافة إلى ذلك، قام «فيفا» بتقييم الإيرادات الأخرى المتعلقة بالمكان، مثل الترخيص والتجزئة، بالإضافة إلى الطعام والشراب.

ومن منظور الخدمات الصحية والطبية، يلبي عرض المملكة العربية السعودية المتطلبات. فالمعايير العامة للرعاية الطبية ومقدمي الخدمات والمرافق عالية. وتتمتع البلاد بخبرة واسعة في التجمعات الجماهيرية، ونظام رعاية الطوارئ الراسخ، والمرافق الطبية ذات المستوى العالي، وتخطط لتوسيع خدمات الطب الرياضي. وأخيراً، فيما يتعلق بتدابير مكافحة المنشطات، فقد أكد العرض امتثاله للمتطلبات التي وضعتها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات. كما يقدم عرض المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 التزاماً جيداً بالاستدامة بشكل عام. فهو يلتزم صراحةً بالاستدامة والمشتريات المستدامة، والعمل البيئي، والامتثال لمتطلبات الاستدامة الخاصة بالاتحاد الدولي لكرة القدم.