في حين شهد جنوب سوريا مزيداً من الانفلات الأمني، وسط تصاعد الاغتيالات، سُجّلت مواجهات بين قوات النظام وفصائل إسلامية متشددة في «مناطق التهدئة» الروسية - التركية بشمال غربي سوريا.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه وثّق، خلال الـ72 ساعة الماضية، 11 حادثة تندرج في إطار الفوضى والفلتان الأمني في محافظة درعا الجنوبية، مشيراً إلى مقتل 6 أشخاص، بينهم مدنيان وعنصر تابع لتنظيم «داعش».
ونشر «المرصد» قائمة بالأحداث الأمنية الأخيرة وبينها اقتحام مسلحين مجهولين، في 8 أبريل (نيسان)، مخبزاً آلياً في مدينة نوى بريف درعا الغربي، حيث استهدفوا شاباً بالرصاص المباشر؛ ما أدى إلى إصابته بجروح متفاوتة.
وفي اليوم ذاته، دوّى انفجار في بلدة خربة غزالة بريف درعا الشرقي، تبيّن أنه نجم عن قيام مسلحين مجهولين باستهداف منزل عضو في حزب «البعث» بقنبلة يدوية. بينما قُتل قيادي من شعبة المخابرات العسكرية استهدفه مسلحون مجهولون في بلدة كفر شمس بريف درعا الشمالي. وعمل هذا القيادي سابقاً ضمن صفوف الفصائل وأجرى تسوية ومصالحة مع النظام عام 2018، وانضم إلى المخابرات العسكرية، حيث عمل على تشكيل مجموعات محلية مسلحة.
وفي 8 أبريل قُتل شخص بعد استهدافه بالرصاص من مسلحين مجهولين في مدينة طفس بريف درعا الغربي، والقتيل -حسب «المرصد»- عنصر سابق في «جيش خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم «داعش».
وفي اليوم ذاته، قُتل شخص متهم بتجارة المخدرات على أيدي مسلحين مجهولين في مدينة داعل بريف درعا الأوسط، في حين قتل مسلحون شخصاً يعمل ضمن صفوف المخابرات الجوية وينحدر من منطقة المحفور بمدينة الحارة في ريف درعا الشمالي.
وفي 9 أبريل قُتل مواطن جراء إطلاق النار عليه من مسلحين مجهولين قرب خيمة يسكن فيها في محيط مدينة إنخل في ريف درعا الشمالي، كما استهدف مسلحون شخصاً قرب جامع «الإمام النووي» في مدينة نوى، غرب درعا؛ ما أدى إلى إصابته بجروح.
كما قُتل متزعم مجموعة محلية جراء استهدافه بالرصاص من مسلحين في مدينة نوى بريف درعا. وحسب المصدر، كان القتيل يعمل في مجموعة محلية تابعة لفرع أمن الدولة ويتاجر بالمخدرات.
واستهدف مسلحون محليون بالأسلحة الرشاشة سيارة تقل ضابطاً وعناصر يتبعون لمخابرات أمن الدولة التابعة لقوات النظام، في أثناء مرورها على الطريق العامة وسط مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي.
كما نجا أحد القادة العسكريين العاملين ضمن اللواء الثامن اليوم (الاثنين)، من محاولة اغتيال على أيدي مسلحين مجهولين، وذلك إثر إطلاق النار عليه بشكل مباشر في بلدة الطيبة بريف درعا الشرقي.
كما نشر «المرصد» حصيلة أخرى لـ142 حادثة فلتان أمني في درعا منذ مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي، موضحاً أنها تسببت بمقتل 105 أشخاص.
وتضم القائمة 35 مدنياً (بينهم 6 من المتهمين بترويج المخدرات) و52 من قوات النظام والأجهزة الأمنية التابعة لها والمتعاونين معها، و4 من المقاتلين السابقين ممن أجروا «تسويات» ولم ينضموا إلى أي جهة عسكرية بعدها، و6 من عناصر تنظيم «داعش»، و4 من المقاتلين السابقين ممن أجروا «تسويات» وانضموا إلى أجهزة النظام الأمنية، و2 من العاملين لصالح «حزب الله» اللبناني، وشخص من المتعاونين مع الميليشيات الإيرانية، وآخر من المقاتلين السابقين في «جبهة النصرة» سابقاً.
وفي شمال غربي سوريا، قُتل عنصران من قوات النظام قنصاً برصاص «سرايا القنص» التابعة لفصائل غرفة عمليات «الفتح المبين» على محور الكبينة في ريف اللاذقية الشمالي.
وتزامن ذلك، حسب «المرصد»، مع قصف بقذائف الهاون نفّذته قوات النظام استهدف تلال الكبينة ضمن ما يُعرف بمنطقة «بوتين - إردوغان» في إشارة إلى مناطق التهدئة التي اتفق عليها الرئيسان الروسي والتركي قبل سنوات.
وبذلك يرتفع عدد العسكريين والمدنيين الذين قُتلوا باستهدافات برية ضمن هذه المنطقة منذ مطلع عام 2023 إلى 167، بينهم 7 مدنيين، و117 من أفراد قوات النظام، بينهم 8 ضباط، و38 من «هيئة تحرير الشام» من ضمنهم فرنسي، واثنين من فصيل «أنصار التوحيد»، وشخص من «حركة أحرار الشام»، وآخر من «فيلق الشام»، وشخص من فصيل «حراس الدين».
وتزامن التصعيد مع تسيير القوات الروسية ونظيرتها التركية دورية مشتركة في ريف عين العرب (كوباني) الغربي، مؤلَّفة من 8 عربات روسية وتركية، انطلقت من قرية آشمة برفقة مروحيتين روسيتين.
وتجولت الدورية في قرى جارقلي فوقاني وقران وديكمداش وخورخوري وبوبان وجول بك وتل شعير وصولاً إلى سوسان وقولا وقره قوي تحتاني وبيندر ومشكو وجبنة وجارقلي فوقاني، لتعود أدراجها إلى موقعها بالقرب من بلدة صرين بريف عين العرب الجنوبي.
وأوضح «المرصد» أن الدورية هي الـ134 بين الجانبين في المنطقة، منذ الاتفاق الروسي – التركي بشأن وقف إطلاق النار في شمال سوريا.
وفي شرق البلاد، أشار «المرصد» إلى أن ميليشيا «الدفاع الوطني» استقدمت تعزيزات إلى مدينة الميادين التي توصف بأنها «عاصمة ميليشيات إيران» بريف دير الزور الشرقي.
وأوضح أن شاحنة تقلّ عدداً من العناصر وصلت صباحاً إلى الميادين واتجهت نحو «المربع الأمني» للميليشيات الإيرانية في المدينة، وجاء ذلك بعد ساعات من دخول شاحنتين أخريين لـ«الدفاع الوطني» إلى المربع الأمني.
كما رصد استقدام «الفرقة الرابعة» التابعة للنظام تعزيزات جديدة إلى مناطق سيطرتها في دير الزور، وجاءت التعزيزات المؤلفة من 4 حافلات، من محافظتي حماة وحمص، واتجهت نحو مدينتي الميادين والبوكمال بريف دير الزور الشرقي.
ويأتي ذلك، بعد أيام من تعزيز الميليشيات الإيرانية مواقعها في البوكمال والميادين، علماً بأن طيران التحالف الدولي ضد «داعش» كان قد شن عليها سلسلة ضربات الشهر الماضي بعد هجوم بطائرة مسيّرة «إيرانية الصنع» على قاعدة أميركية في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.
مواجهات بين قوات النظام و«الفتح المبين» في ريف اللاذقية
«الدفاع الوطني» يستقدم تعزيزات إلى الميادين
مواجهات بين قوات النظام و«الفتح المبين» في ريف اللاذقية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة