صدر أخيراً للشاعر المغربي صلاح بوسريف، عن دار «فضاءات» بعمان، الأردن، ديوان شعري جديد تحت عنوان «هاوية تجرح الضوء»، وجاء في 200 صفحة، من الحجم المتوسط. والديوان هو نص واحد يستغرق الكتاب كاملاً، ببناء فيه عناوين رئيسية، وعناوين فرعية أو صغرى.
من أجواء المجموعة:
«هَاااا إِنَّنِي أَقِفُ فِي جُرْفِ هَااااوِيَةٍ / أسْتَدْرِجُ قَرَارَتِي إِلَى وَقْعِهَا الأخِير. / قَالَ لِي: / ـ لا تَلْتَفِتْ. / مَا ترَاهُ يَكْفِيكَ لِتَرَى الشَّمْسَ ضَوْؤُهَا يَسْقُطُ فِي النَّهَارِ. / الهَاوِيَةُ ظُلْمَةٌ تَجْرَحُ الضَّوْءَ / تُخْفِي وَقْعَ السُّقُوطِ. / لا أَعْرِفُ، / بِأَيِّ الأجْنِحَة سَأُحَلِّقُ فِي هَذَا الفَرَاغِ. / ـ لَسْتَ حُلُماً، / أَنْتَ حَقِيقَة فِي جُرْفِ هَااااوِيَةٍ تَقِفُ. / الصَّدَى أَعْلَى مِنَ الصَّوْتِ / خُطًى على إثْرِها تَحَسَّسْتُ ظِلِّيَ، / لَمْ أَعُدْ أَرَى شَيْئاً، / لا أَسْمَعُ سِوَى صَوْتِيَ / فِي دَاخِلِي أَشْجَانُهُ أَحْزَانِي. / كَأَنَّنِي أَخْرُجُ مِنْ رَحِمٍ، / مَا أَزَالُ أَتَلَمَّسُ الضَّوْءَ الَّذِي سَيأْوِينِي. / الهَاوِيَةُ صَوْتِي، / صَاعِداً مِنْ جُرْحٍ غَوِيطٍ، / مِنْ صَدًى ظَنَنْتُ أنَّهُ النَّبْع الَّذِي مِنْهُ تُولَدُ الأنْهارُ. م مَا يَزَالُ اللَّحْمُ فِي جِسْمِيَ غَضّاً، / خُيُوطُهُ لَمْ تَلْتَئِمْ بَعْدُ، / أَنا الثَّوْبُ انْفَرَطَتْ عُراهُ، / كَأَنَّ الأَرْضَ لَمْ تَلِدْنِي، / بَل مِنْ مَاءٍ خَرَجْتُ. / فِي أُذُنَيَّ صَوْتُ مَحاراتٍ تَتَصَادَى الرِّيحُ فِي أَغْصَانِها، / أَعْلَى مِنَ الغَيْمِ، / أَدْنَى مِنَ الوَتَرِ».