ألمانيا: زيادة الفجوة بين الموردين ومصنعي السيارات العام الماضي

غالبية الألمان يعارضون إغلاق محطات الطاقة النووية

عامل على خط التجميع بمصنع «فولكس فاغن» في «فولفسبورغ» بألمانيا (رويترز)
عامل على خط التجميع بمصنع «فولكس فاغن» في «فولفسبورغ» بألمانيا (رويترز)
TT

ألمانيا: زيادة الفجوة بين الموردين ومصنعي السيارات العام الماضي

عامل على خط التجميع بمصنع «فولكس فاغن» في «فولفسبورغ» بألمانيا (رويترز)
عامل على خط التجميع بمصنع «فولكس فاغن» في «فولفسبورغ» بألمانيا (رويترز)

كشفت دراسة حديثة عن تزايد الفجوة بين الموردين ومصنعي السيارات في ألمانيا خلال العام الماضي.
وجاء في دراسة حديثة أجرتها شركة «إرنست أند يونغ» المعنية بالاستشارات الاقتصادية (تم نشر نتائجها الأحد)، أن قطاع صناعة السيارات بألمانيا استطاع زيادة المبيعات بنسبة 23 في المائة، وحقق بذلك قيمة قياسية بإجمالي 2.‏506 مليار يورو.
لكن بحسب الدراسة، حقق المصنعون زيادة أقوى بشكل واضح من الموردين، الذين زادت مبيعاتهم بنسبة 6 في المائة.
وبحسب شركة «إرنست أند يونغ»، تراجع عدد العاملين بقطاع صناعة السيارات للمرة الرابعة على التوالي في عام 2022، حيث انخفض بنسبة 5.‏1 في المائة من 786 ألف شخص إلى 774 ألف شخص.
وقال، كوستانتين جال، رئيس قسم التنقل لمنطقة غرب أوروبا لدى شركة «إرنست أند يونغ» وفقاً لبيان الشركة: «بينما تحقق شركات تصنيع السيارات أرباحاً ممتازة في الوقت الحالي، رغم الأزمة، فإن كثيراً من الموردين يواجهون وضعاً صعباً».
وعانت صناعة السيارات خلال عام تفشي الجائحة في 2020. وتسببت تداعيات الوباء في أزمة سلاسل الإمدادات، حتى تبعتها أزمة أخرى ضربت صناعة السيارات في مقتل، وهي نقص الرقائق الإلكترونية.
وحتى الآن أثرت هذه الأزمة على إنتاج شركات السيارات الكبرى، التي دعت كبرى الدول إلى استثمارات جديدة مليارية في هذا القطاع، غير أن الفترة الزمنية المحدد لها أول مصنع جديد لصناعة الرقائق سيكون في غضون عام من الآن.
في الأثناء، أظهر استطلاع رأي أجري في ألمانيا أن غالبية الألمان يعارضون إغلاق المحطات النووية في البلاد، وذلك قبل أيام قليلة من إغلاق آخر محطات الطاقة النووية العاملة في البلاد.
ووفقاً للاستطلاع الذي أجراه معهد «أي إن إس إيه» الألماني بتكليف من صحيفة «بيلد أم زونتاج»، أعرب 52 في المائة ممن شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم أنه من الخطأ فصل المحطات الثلاث المتبقية عن الشبكة الأسبوع المقبل، بينما أعرب 37 في المائة عن اعتقادهم بأنها صحيحة. فيما لم يعبر 11 في المائة عن رأيهم.
وكان من المفترض أن تكون جميع محطات الطاقة النووية في ألمانيا غير متصلة بشبكة الكهرباء بحلول نهاية عام 2022 في سياسة وافقت عليها المستشارة السابقة أنجيلا ميركل في أعقاب كارثة فوكوشيما النووية لعام 2011
ولكن تداعيات حرب أوكرانيا في العام الماضي وانقطاع إمدادات الغاز الروسي جعل أكبر اقتصاد في أوروبا يكافح لضمان استمرار عمل الإضاءة، وأن تعمل الشركات بشكل طبيعي وأن تظل المنازل دافئة خلال أشهر البرد.
ولذلك، في مواجهة الانقسام داخل ائتلافه المكون من ثلاثة أحزاب، اضطر المستشار أولاف شولتس من الحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى اتخاذ قرار تنفيذي باستمرار عمل المحطات النووية الثلاث حتى 15 أبريل (نيسان) الحالي.
ويدفع النقاد بأنه بخروج الطاقة النووية من الشبكة بشكل كامل، فإن ألمانيا تدير ظهرها لمصدر طاقة يمكن الاعتماد عليه وبأسعار معقولة.
وكان زعيم أكبر حزب معارض في ألمانيا، الحزب المسيحي الديمقراطي من تيار يمين الوسط، لاذعاً في انتقاداته.
وقال فريدريش ميرتس لبوابة «ويب دوت دي» الإخبارية: «إنه بالكاد أن تجد شخصاً من الخارج يمكن أن يفهم حقيقة أن ألمانيا، التي هي في أكبر أزمة طاقة منذ عقود، تغلق ثلاث محطات لتوليد طاقة آمنة من دون انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، وأن تعود بدلاً من ذلك لاستخدام الفحم والغاز».
وأرجع ميرتس السبب في حقيقة أن ألمانيا تجاوزت الشتاء دون أزمة اقتصادية أو نقص في الغاز إلى درجات الحرارة المعتدلة وعمليات توفير الطاقة في الصناعة والمنازل.
وبالمقابل، قال نائب زعيم المجموعة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي ماتياس ميرش للبوابة الإخبارية: إن رسم شبح انقطاع التيار الكهربائي من قبل مؤيدي الطاقة النووية يحدث قبل كل إغلاق لمفاعل نووي، مشيرا إلى عدم حدوث انقطاع في الإمداد على الإطلاق. وأجرى معهد «أي إن إس إيه» الاستطلاع على عينة من 1004 أشخاص يوم 6 أبريل لصالح صحيفة «بيلد أم زونتاج».


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال إلقاء خطبة في ذكرى الإنزال (أ.ب)

هل حاول الرئيس بايدن الجلوس على كرسي خيالي؟ (فيديو)

انتشر فيديو في الساعات الأخيرة للرئيس الأميركي جو بايدن، وهو يحاول الجلوس على كرسي لم يكن موجوداً، فما حقيقة هذا الفيديو؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ماكرون وبريجيت ماكرون يصطحبان جو وجيل بايدن في حفل إحياء ذكرى إنزال النورماندي الخميس (د.ب.أ)

حفل فرنسي «استثنائي» للحلفاء في ذكرى «إنزال النورماندي»

استضافت فرنسا 3 احتفالات رئيسية في منطقة النورماندي، حيث دارت إحدى أعنف المعارك «يوم الإنزال» الذي جرى في 6 يونيو 1944.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا فرقة عسكرية فرنسية تعزف خلال الحفل التذكاري الدولي على شاطئ أوماها بمناسبة الذكرى الثمانين لإنزال الحلفاء «D-Day» في النورماندي أثناء الحرب العالمية الثانية بسان لوران سور مير شمال غربي فرنسا 6 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

كيف أحيا القادة الغربيون الذكرى الثمانين لإنزال النورماندي؟

أحيا القادة الغربيون الذكرى الثمانين لإنزال النورماندي اليوم الخميس مشددين على أهمية الإنجاز التاريخي وضرورة الاستمرار بالدفاع عن أوكرانيا.

شادي عبد الساتر (بيروت)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن يؤدي التحية العسكرية وتحيط به السيدة الأولى الأميركية جيل بايدن أمام المدفن والنصب التذكاري الأميركي في نورماندي 6 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

بايدن في ذكرى إنزال النورماندي: الديمقراطية في خطر وبوتين طاغية يريد الهيمنة

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم (الخميس)، خلال إحياء ذكرى إنزال الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، إن الديمقراطية معرضة للتهديد الآن أكثر من أي وقت مضى.

«الشرق الأوسط» (باريس)

باول: التضخم يعود إلى المسار الهبوطي لكن المزيد من البيانات مطلوب

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يتحدث خلال مؤتمر صحافي بواشنطن في 12 يونيو (أ.ب)
رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يتحدث خلال مؤتمر صحافي بواشنطن في 12 يونيو (أ.ب)
TT

باول: التضخم يعود إلى المسار الهبوطي لكن المزيد من البيانات مطلوب

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يتحدث خلال مؤتمر صحافي بواشنطن في 12 يونيو (أ.ب)
رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يتحدث خلال مؤتمر صحافي بواشنطن في 12 يونيو (أ.ب)

قال رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول إن أحدث البيانات الاقتصادية تشير إلى أن التضخم يعود إلى المسار الهبوطي، لكنه أضاف أن المسؤولين يرغبون في رؤية مزيد من البيانات قبل أن يقرر خفض أسعار الفائدة.

وقال باول خلال حلقة نقاش، الثلاثاء، في منتدى «المصرف المركزي الأوروبي حول المصارف المركزية» في سينترا بالبرتغال: «نريد فقط أن نتأكد من أن المستويات التي نراها تعكس قراءة دقيقة لما يحدث فعلاً في التضخم الأساسي». وأشار إلى أنهم يرغبون في أن يكونوا أكثر ثقة، ونظراً لأن اقتصاد الولايات المتحدة قوي، فلديهم القدرة على أخذ الوقت اللازم، وفق «رويترز».

وقال باول إنه بعد بعض تقارير التضخم المرتفعة المستمرة في بداية عام 2024، فإن بيانات أبريل (نيسان) ومايو (أيار) «تشير إلى أننا نعود إلى مسار مكافحة التضخم»، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وأضاف أن «مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي ما زالوا يريدون رؤية نمو الأسعار السنوي يتباطأ أكثر نحو هدفهم البالغ 2 في المائة قبل أن يشعروا بالثقة في التغلب على التضخم المرتفع بشكل كامل».

وأظهرت البيانات لشهر مايو أن مؤشر التضخم المفضل لدى «الفيدرالي» لم يسجل أي زيادة خلال ذلك الشهر، بينما انخفض معدل التضخم على مدى 12 شهراً إلى 2.6 في المائة، ولا يزال فوق هدف «المركزي» البالغ 2 في المائة ولكن في طريقه للانخفاض.

وقال باول إنه يعتقد أن الاقتصاد الأميركي قريب من النقطة التي تكون فيها تضاد للسياسة النقدية بين هدفي «الاحتياطي الفيدرالي» الأساسيين، وهما تحقيق الاستخدام الكامل للقوى العاملة وضمان استقرار الأسعار.

وأضاف: «نعتقد أن السياسة النقدية تعد مقيدة، وأن ذلك مناسب»، مشيراً إلى أن سوق العمل تقترب من النقطة في منحنى «بيفريدج» حيث تعني أن مزيداً من الانخفاض في فرص العمل يعني ارتفاع معدلات البطالة. كما أضاف: «لا يمكنك معرفة ذلك بدقة، لكننا ندرك تماماً أن لدينا مخاطر ذات جانبين وعلينا إدارتها».

في المقابل، ارتفع عدد الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة بشكل طفيف إلى 8.1 مليون في مايو على الرغم من تأثير ارتفاع أسعار الفائدة التي تهدف إلى تهدئة سوق العمل.

وارتفع عدد الوظائف الشاغرة من 7.9 مليون المعدلة في أبريل، وهي القراءة الأولى التي تقل عن 8 ملايين منذ فبراير (شباط) 2021، حسبما أعلنت وزارة العمل الأميركية الثلاثاء.

وارتفع عدد حالات التسريح قليلاً، وظل عدد الأميركيين الذين تركوا وظائفهم - وهو مؤشر على ثقتهم بآفاقهم - دون تغيير تقريباً.

وكان اقتصاد الولايات المتحدة وسوق العمل مرنين بشكل ملحوظ في مواجهة حملة «الاحتياطي الفيدرالي» لرفع أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم. وعلى الرغم من التوقعات بحدوث ركود، فإن الاقتصاد الأميركي استمر في النمو، واستمر أصحاب العمل في التوظيف.

ويرحب صانعو السياسة في «الفيدرالي» بانخفاض عدد الوظائف الشاغرة - وهي طريقة غير مؤلمة نسبياً لتهدئة سوق العمل وتقليل الضغط على الشركات لرفع الأجور، مما يمكن أن يؤدي إلى التضخم.

وفي الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى مارس (آذار) من هذا العام، نما الاقتصاد بوتيرة سنوية قدرها 1.4 في المائة فقط، وهي الأبطأ منذ ربيع 2022، وتوسع إنفاق المستهلكين، الذي يمثل نحو 70 في المائة من النشاط الاقتصادي الأميركي، بنسبة 1.5 في المائة فقط بعد تقدمه بأكثر من 3 في المائة في كل ربع سنة من الربعين الأخيرين من عام 2023.