الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن «لعبة سوريا الخطرة»

جنود إسرائيليون يقومون بدورية في كيبوتس ناطور بهضبة الجولان أمس (إ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يقومون بدورية في كيبوتس ناطور بهضبة الجولان أمس (إ.ف.ب)
TT

الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن «لعبة سوريا الخطرة»

جنود إسرائيليون يقومون بدورية في كيبوتس ناطور بهضبة الجولان أمس (إ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يقومون بدورية في كيبوتس ناطور بهضبة الجولان أمس (إ.ف.ب)

قال تقرير لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، إن النظام السوري الذي يحاول مباشرة التطبيع في المنطقة مع الدول العربية في الأشهر الأخيرة، لا يكبح جماح الجماعات المسلحة، والدليل إطلاق الصواريخ من سوريا، مساء 8 و9 أبريل (نيسان)، وكذلك إطلاق طائرة مسيرة من سوريا استهدفت إسرائيل في الأول من أبريل.
ورأى التقرير أن أهمية إطلاق الصواريخ تتجاوز مجرد الصواريخ نفسها، أو أي رد فعل حيالها؛ فالنظام يسمح لتلك الجماعات بالاستمرار في العمل علناً، مذكراً أنه تسامح مع مختلف الجماعات المدعومة من إيران لسنوات، نظراً لأن هذه الجماعات ساعدته في حربه الأهلية.
غير أن الأمر الجديد، حسب الصحيفة العبرية، هو أن النظام يمارس الآن لعبة خطرة من خلال عدم كبح تلك الجماعات، حتى في الوقت الذي يتظاهر فيه بالسعي إلى التطبيع «الذي يعني أن النظام يسيطر على أراضيه»، مشددة على أنه «لا يمكن للنظام أن يعمل في كلا الاتجاهين، مدعياً أنه يسيطر على أراضيه، لكنه يسمح بشن هجمات من داخل أراضيه».
ويربط التقرير، بين إطلاق الصواريخ الذي استهدف القوات الأميركية في شرق سوريا منتصف مارس (آذار) الماضي، ونفذته الجماعات المدعومة من إيران في سوريا، بالطريقة التي مكنت بها سوريا الجماعات التي استهدفت إسرائيل في اليومين الأخيرين؛ إذ تعكس هذه الحوادث كيف يواصل النظام تسامحه مع عدد كبير من الجماعات المسلحة، بدءاً من «حزب الله»، وصولاً إلى الميليشيات المختلفة المدعومة من إيران: «التي تقوض خطاب النظام نفسه فيما يتصل بالاستقرار».
ويشير إلى أهمية تذكر كيف أن النظام في عام 2018، تمكن من استعادة مساحة من البلاد، وإعادة قواته إلى الجولان. وفيما كان يستعد للعودة بإبعاد قوات المعارضة السورية الذين عملوا على الجانب السوري منذ عام 2012، أطلق رسائل حول كيفية استعادته للمنطقة. «وكان هذا مهماً، بسبب مخاوف من أن سوريا سوف تجلب (حزب الله) إلى الحدود مع إسرائيل».
وفي سبتمبر (أيلول) 2017، ذكرت تقارير أنه يمكن إنشاء نوع من «المنطقة العازلة» على الحدود، بمشاركة روسيا، الأمر الذي من شأنه إبقاء التهديدات بعيدة عن حدود إسرائيل. ثم نشرت الشرطة العسكرية الروسية جنودها في بداية الأمر عندما عاد النظام. وفي أغسطس (آب) 2018، كان من المفترض أن ينتهي المطاف بالروس إلى عدة نقاط بالقرب من الحدود.
ومع ذلك، تغيرت الأمور على مدى السنوات القليلة الماضية في جنوب سوريا، فقد ازدادت حدة التوتر بين المعارضة السورية السابقة ممن تصالحوا مع النظام، وبين النظام نفسه، وارتفعت وتيرة تهريب المخدرات من قبل الميليشيات بالقرب من الحدود الأردنية. ولا تزال سوريا تهدد القوات الأميركية في قاعدة التنف في سوريا قرب الحدود الأردنية والعراقية. إضافة إلى ذلك، تنشط جماعات مثل «حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطينية في دمشق، كما يواصل «حزب الله» عملياته في جنوب سوريا.
ويخلص التقرير إلى أن إطلاق الصواريخ مساء 8 و9 أبريل يُشكل تصعيداً كبيراً على مستوى الجبهة السورية، وكذلك على مستوى قدرة الجماعات على العمل قرب الجولان، ما يعيد إلى الأذهان بعض الفوضى التي سادت خلال الحرب الأهلية السورية، عندما كانت هناك في كثير من الأحيان تهديدات ومخاوف بشأن الأمن على طول حدود الجولان.
غير أن النظام السوري اليوم ليس في الموضع نفسه الذي كان يشغله في 2015 أو 2016؛ إذ إنه يسعى الآن إلى استعادة المزيد من أجزاء البلاد، ويباشر العمل مع روسيا ويجري المحادثات مع إيران وتركيا. ورغم تعثر هذه المحادثات فيما يتصل بانسحاب تركيا من شمال سوريا، مع ذلك، فإن الاتجاه العام واضح. «يريد النظام تصوير نفسه بأنه المسؤول عن البلاد، وفي الوقت نفسه، يسهل زعزعة الاستقرار عبر أنماط من الحوادث مثل إطلاق الصواريخ مساء السبت وصباح الأحد»، حسب الصحيفة العبرية.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.