توفي بالرباط، خليل الهاشمي الإدريسي، المدير العام لـ«وكالة المغرب العربي للأنباء»، عن عمر يناهز 67 سنة، بعد معاناة مع المرض. ولد الراحل في 14 أغسطس (آب) 1956 بالدار البيضاء.
وبدأ مساره الإعلامي بفرنسا بالتعاون مع عدد من المحطات الإذاعية. وبعد عودته إلى المغرب، عمل الراحل، الحاصل على دبلوم السلك الثالث من معهد الجغرافيا التابع لجامعة باريس 1- بانتيون- السوربون، ككاتب عمود، وصحافي ثم رئيس تحرير لسنوات عديدة في أسبوعية «ماروك إيبدو أنترناسيونال»، قبل أن يؤسس سنة 2000 يومية «أوجوردوي لو ماروك»، الصادرة باللغة الفرنسية.
وفي 2007، تولى رئاسة لجنة الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة، وانتخب، في 2008، رئيسا لـ«الفيدرالية المغربية لناشري الصحف»، قبل أن يعاد انتخابه لولاية أخرى في 2011، وهي السنة التي عينه فيها الملك محمد السادس مديرا عاما لـ«وكالة المغرب العربي للأنباء».
والهاشمي الإدريسي كان سادس مدير عام للوكالة منذ تأسيسها في 31 مايو (أيار) 1959، على يد الصحافي المهدي بنونة. وسبق أن كان على رأسها كل من عبد الجليل فنجيرو ومحمد ياسين المنصوري ومحمد خباشي وعلي بوزردة.
وفضلا عن انشغالات الإدريسي الإعلامية، أغنى الراحل الخزانة المغربية بعدد من الإصدارات الفكرية والأدبية، من بينها «أوراق زرقاء… يوميات مغربية 1994 – 2000»، و«اجتياح اللاشيء» (2011)، و«ملاذات»، و«الإيمان لا يستدعى سوى أيام العيد» و«أنطولوجيا متحولة».
وكتب المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل أن وزارته تلقت ببالغ التأثر والأسى، وفاة خليل الهاشمي، واصفا رحيله «بالمصاب الأليم الذي لا راد لقضاء الله فيه».
وشدد على أن المغرب فقد «شخصية وطنية إعلامية، ساهمت في تطوير الصحافة المغربية، وتحملت مسؤولية إدارة وكالة المغرب العربي للأبناء بكفاءة واقتدار بغيرة وطنية، ووفاء وإخلاص للعرش العلوي المجيد، ولثوابت الأمة ومقدساتها».
من جهتها، وصفت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف» خليل الهاشمي بـ«الإعلامي الكبير»، مشيرة إلى «أن المسؤوليات التي تقلدها، على رأس الفيدرالية وجمعية أصدقاء غوتنبيرغ المغرب، ووكالة المغرب العربي للأنباء، هي لا شيء مقارنة مع الوجه الآخر لرجل مثقف وازن، وشخصية كاريزمية بلا منازع، وقلم شاعري بفرنسية خارقة، وكاتب عميق، ومحلل صحافي بارع».
وأضافت «الفيدرالية» أن الراحل قدم للإعلام الوطني «خدمات جليلة صحافيا وناشرا ومسؤولا في الإعلام العمومي»، كما «كان مثالا في الحياة لأبهى تجلياتها وأبعادها الإنسانية السامية». وأجمعت الشهادات التي تفاعل بها عدد من الإعلاميين والمسؤولين المغاربة مع الخبر، على أن وفاة خليل الهاشمي تشكل «خسارة كبيرة، للمشهد الإعلامي، وللحياة السياسية والوطنية ككل».
وكتب محمد الخلفي، القيادي في حزب «العدالة والتنمية»، ووزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، في حكومة عبد الإله ابن كيران، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف العلاقة مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم حكومة سعد الدين العثماني، أنه تلقى «بعميق الأسى والتأثر والحزن خبر وفاة خليل الهاشمي الإدريسي».
وأضاف: «شعرت بفقدان أخ عزيز ورفيق مقتدر تشكلت معه طيلة ما يناهز العشرين سنة علاقة قوامها الاحترام والصدق والوفاء والثبات على الموقف، وخاصة في اشتغالنا معا في إطار الفيدرالية المغربية لناشري الصحف حيث كان يتولى رئاستها، أو أثناء تحمله لمسؤولية الإدارة العامة لوكالة المغرب العربي للأنباء وتحملي لمسؤولية وزارة الاتصال والناطق الرسمي للحكومة وبعدها الوزارة المنتدبة المكلفة العلاقة مع البرلمان».
وشدد الخلفي على أنه «لا يبالغ إن قال بأن فقدان الإدريسي هو خسارة كبيرة ليس للمشهد الإعلامي فقط بل للحياة السياسية والوطنية ككل، وذلك بما قدمه من إسهامات وآراء في لحظات فارقة من التطور السياسي» للبلاد، و«برز ذلك بوضوح في الـ15 سنة الأخيرة وخاصة بعد دينامية دستور 2011، متمسكا بالحق في استقلال الرأي ومدافعا عن مؤسسات الوطن ومجندا بلا هوادة في التصدي لاستهداف وحدة البلاد، ورفض كل عدوان على سيادته، ومنخرطا في صناعة الاستثناء المغربي بحصافة رأيه وبأنفة وكبرياء ودون تفريط في كرامته». وخلص الخلفي إلى أنه «لا خلاف اليوم على أن الوجه الجديد لوكالة المغرب العربي للأنباء هو نتاج المشروع الذي بذل له السي خليل كل شيء بدءا من صياغته وبلورته وانتهاء بتنزيله وتعبئة الموارد البشرية والمالية له في صبر وإصرار وتحد، واستطاع في ظرف قياسي أن يجعل من الوكالة أحد المعالم الجديدة للحقل الإعلامي الوطني بخدماتها المتنوعة المكتوبة والرقمية والإذاعية والتلفزيونية، وإنتاجها الغزير والكثيف وانفتاحها على العالم الرقمي بمهنية وجودة واحترافية وبدفاع مستميت عن مفهوم السيادة الإعلامية، لتصبح فاعلا في تنشيط الحقل السياسي والثقافي والإعلامي، ولعل هذا واحد من أعماله الكبيرة التي جعلت من غير الممكن الاستغناء عن كفاءته في إدارة الوكالة رغم بلوغه سن التقاعد».
مدير وكالة الأنباء المغربية في ذمّة الله بعد صراع مع المرض
خليل الهاشمي الإدريسي يرحل بعد مسار إعلامي حافل
مدير وكالة الأنباء المغربية في ذمّة الله بعد صراع مع المرض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة