البرهان: خلافات حول الإصلاح الأمني تؤخر الاتفاق النهائي

تواصل الاجتماعات بين الجيش و«الدعم السريع» لتجاوزها

قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان (أ.ب)
قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان (أ.ب)
TT

البرهان: خلافات حول الإصلاح الأمني تؤخر الاتفاق النهائي

قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان (أ.ب)
قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان (أ.ب)

أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الاقتراب من الوصول إلى اتفاق نهائي، قائلاً: «لكن نريد أن نصل إليه بأكبر توافق وطني». وأشار في الوقت ذاته إلى أن تأخير الوصول إلى اتفاق «بسبب بعض الأمور التي تتعلق ببند الإصلاح الأمني والعسكري، ونعمل على تجاوزها في أسرع وقت».
وأثناء ذلك، تتواصل بالعاصمة (الخرطوم) اجتماعات اللجنة الفنية بين الجيش وقوات «الدعم السريع» للتوصل إلى اتفاق على النقاط الخلافية في ملف الإصلاح الأمني والعسكري.
وكان من المقرر أن توقّع الأطراف السودانية، العسكرية والمدنية، على الاتفاق السياسي النهائي في الأول من أبريل (نيسان) الحالي، ثم تم تأجيله إلى 6 من الشهر ذاته، لكن الخلافات بين الجيش وقوات «الدعم السريع» تسببت في تأجيله مرة ثانية دون تحديد مواقيت زمنية جديدة للموعد الجديد للتوقيع. ولا تزال الخلافات بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، التي يقودها نائب رئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تنحصر في تشكيل هيئة القيادة العليا، وسنوات دمج تلك القوات في الجيش المهني الواحد.
وقال البرهان في إفطار رمضاني، أقامه عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا، بمدينة أم درمان، مساء الجمعة، بحضور عدد من القادة السياسيين في تحالفي «الحرية والتغيير» و«الكتلة الديمقراطية»، إن الزمن ليس في صالح الجميع، وإن هناك أطرافاً تسعى بالمكائد وإثارة الفتن بيننا والآخرين.
وأضاف: «إذا فشلنا في الجيش والمجموعات السياسية في الوصول إلى أكبر كتلة من التوافق الوطني يجب علينا أن نترجل ونترك الفرصة لآخرين». وجدد البرهان التزام الجيش بالعملية السياسية، قائلاً: «ابتدرنا هذه العملية السياسية وسنقاتل من أجلها، لأن هناك ضوءاً يلوح في آخر النفق سيخرج بلادنا إلى الأمام». وأضاف أن الطرفين، (الجيش والقوى المدنية)، مؤمنان بالعملية السياسية من أجل مصلحة البلاد.
وقال رئيس مجلس السيادية: «الجميع متفقون على أنه لا ردة ولا عودة إلى ما قبل 11 أبريل 2019»، وهو تاريخ سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير. وأضاف: «يتبقى لنا وقت قليل لنصل إلى الاتفاق النهائي، ونأمل أن يتم ذلك عبر كتلة انتقالية كبيرة بلا شروخ تستطيع أن تمضي بالفترة الانتقالية إلى نهايتها». وأضاف البرهان: «صحيح أن هناك تأخيراً سببه بعض التفاهمات والأمور المتعلقة ببند الإصلاح العسكري، ونأمل أن نتجاوزها بالسرعة اللازمة».
بدوره، قال المتحدث باسم العملية السياسية خالد عمر يوسف، إن «تيار التغيير في البلاد ليس ضد المؤسسة العسكرية كما يشاع، وإنما جاء ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير، ولن يسمح بعودته مرة أخرى». وأضاف أن هذا المشروع من خلاله سيكون هناك جيش واحد مهني وقومي، دون أي تدخلات سياسية أو حزبية، لتوظيف المؤسسة العسكرية لمشروعات سلطوية.
ويناقش ملف الإصلاح الأمني والعسكري عمليات الإصلاح والتحديث، والمراحل الفنية المتعلقة بدمج قوات «الدعم السريع» في الجيش الواحد.
والأسبوع الماضي فرغت القوى الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري، من صياغة مسودة الاتفاق السياسي النهائي، ويتبقى فقط إدراج القضايا الفنية في ملف الإصلاح الأمني والعسكري قبل التوقيع عليه.
وفي 5 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقّع قائد الجيش الفريق البرهان، وقائد قوات «الدعم السريع» الفريق حميدتي على الاتفاق الإطاري مع القوى المدنية، برعاية أممية وإقليمية. ومن أبرز القوى المدنية الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري تحالف «الحرية والتغيير»، بالإضافة إلى قوى أخرى داعمة للانتقال المدني والتحول الديمقراطي. وينص الاتفاق السياسي الإطاري على تنحي الجيش عن السلطة نهائياً، وإفساح الطريق أمام القوى السياسية لتكوين حكومة بقيادة مدنية.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مقتل 9 مهاجرين وفقدان 6 آخرين قبالة سواحل تونس

حرس جزر الكناري الإسبانية يقدم مساعدات لمهاجرين أفارقة انطلقوا من سواحل تونس بعد غرق مركبهم (إ.ب.أ)
حرس جزر الكناري الإسبانية يقدم مساعدات لمهاجرين أفارقة انطلقوا من سواحل تونس بعد غرق مركبهم (إ.ب.أ)
TT

مقتل 9 مهاجرين وفقدان 6 آخرين قبالة سواحل تونس

حرس جزر الكناري الإسبانية يقدم مساعدات لمهاجرين أفارقة انطلقوا من سواحل تونس بعد غرق مركبهم (إ.ب.أ)
حرس جزر الكناري الإسبانية يقدم مساعدات لمهاجرين أفارقة انطلقوا من سواحل تونس بعد غرق مركبهم (إ.ب.أ)

قضى تسعة مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، وفُقد ستة آخرون، بعد غرق قاربهم قبالة السواحل التونسية، أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا، وفق ما أفاد مصدر قضائي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، اليوم الخميس. ووفق شهادات 27 مهاجراً آخرين أنقذهم الحرس البحري التونسي، كان هناك 42 شخصاً على متن القارب، الذي أبحر، ليل الثلاثاء، من منطقة جبنيانة في ولاية صفاقس (وسط شرق)، وفق المتحدث القضائي فريد بن جحا. لكن بسبب سوء الأحوال الجوية، انقلب قاربهم قبالة سواحل ولاية المهدية، الواقعة على مسافة نحو مائة كيلومتر شمال صفاقس، قبل أن يرصدهم صياد ويُبلّغ السلطات. وأضاف بن جحا أنه جرى انتشال تسع جثث، وما زال ستة مهاجرين في عداد المفقودين، وأنقذ 27، وجميعهم من أفريقيا جنوب الصحراء، في حين تتواصل عمليات البحث.

من جهته، أعلن الحرس الوطني التونسي، اليوم الخميس، انتشال سبع جثث، وإنقاذ 27 مهاجراً كانوا على متن قارب تسربت إليه المياه في عرض البحر. وأفاد الحرس الوطني بأن المهاجرين المنحدرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، انطلقوا من سواحل وسط تونس، قبل أن يتعطل محرك القارب. وعلى أثر ذلك تدخلت الوحدات البحرية لإنقاذ المهاجرين، أمس الأربعاء، بعد تلقيها إخطاراً بتعطل القارب.

وتُعدّ صفاقس والمهدية من المناطق الرئيسية التي ينطلق منها المهاجرون التونسيون والأجانب؛ في محاولة للوصول إلى السواحل الإيطالية. وإلى جانب ليبيا، تُعدّ تونس، التي لا تبعد بعض سواحلها أكثر من 150 كيلومتراً عن جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، نقطة الانطلاق الرئيسية في شمال أفريقيا للمهاجرين الساعين لعبور البحر الأبيض المتوسط.

وفي نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قضى ثلاثة مهاجرين تونسيين، على أثر غرق قاربهم قبالة سواحل المهدية. وفي نهاية أكتوبر (تشرين الأول) المنصرم، عُثر على 15 جثة مجهولة الهوية قبالة سواحل المهدية. وقبلها بشهر واحد فقط، أنقذ الحرس البحري 36 مهاجراً؛ 20 تونسياً، و16 مصرياً، بعدما انجرف قاربهم المعطل نحو ولاية نابل في شرق البلاد. ومنذ مطلع العام، سجل المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ما بين 600 و700 وفاة، أو اختفاء مهاجرين أبحروا من السواحل التونسية، بعد تسجيل أكثر من 1300 وفاة واختفاء عام 2023.

ووفق أحدث بيانات منصة «مهاجرون مفقودون»، التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، فُقد أو تُوفي 2050 شخصاً، العام الحالي، في البحر المتوسط.