مصر: تحقيقات مع مسؤولي مستشفى رفضوا حالة ولادة

الواقعة تسببت في وفاة الجنين

مستشفى «كفر شكر المركزي» (متداولة)
مستشفى «كفر شكر المركزي» (متداولة)
TT

مصر: تحقيقات مع مسؤولي مستشفى رفضوا حالة ولادة

مستشفى «كفر شكر المركزي» (متداولة)
مستشفى «كفر شكر المركزي» (متداولة)

شغلت واقعة وفاة جنين عقب ولادته أمام بوابة مستشفى حكومي، في محافظة القليوبية القريبة من القاهرة، اهتمامات المصريين على المستوى الرسمي والشعبي، وذلك بعدما رفض مسؤولو المستشفى الحكومي استقبال الأم، التي كانت تعاني آلام الولادة، إلا بعد دفع مبلغ 1600 جنيه (52 دولارا)، لتضع الأم مولودها على الباب، ثم يفارق الحياة بعد ارتطامه بالأرض.
جاءت تفاصيل الواقعة في محضر شرطة رسمي تقدم به والد الجنين المتوفى، متهماً إدارة مستشفى «كفر شكر المركزي»، بـ«التقصير ورفض استقبال زوجته لينتهي الأمر بولادتها أمام باب المستشفى ووفاة الجنين»، فيما قال الأب، بحسب وسائل إعلام محلية، إنه «لم يكن يتوفر لديه المبلغ المطلوب».
وتحركت وزارة الصحة والسكان المصرية للتحقيق في الواقعة وملابساتها. وذكر الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة المصرية، أن «الواقعة قيد التحقيق أمام النيابة العامة»، مؤكداً على «محاسبة المسؤولين عقب انتهاء التحقيقات».
بعد الواقعة بساعات، أصدرت الدكتورة مها إبراهيم، رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة المصرية، قراراً بإقالة مدير مستشفى «كفر شكر المركزي»، حسب إفادة رسمية نقلتها تقارير محلية، وتعيين مدير جديد للمستشفى. كما شكلت لجنة لـ«التحقيق في الواقعة والوقوف على السلبيات التي يعاني منها المستشفى، ومحاسبة المسؤولين والأطباء المقصرين في حق الأم وجنينها».
وقالت إبراهيم خلال جولة تفقدية للمستشفى عقب الواقعة، إن «المستشفى كان قد تم تطويره ومده بجميع الأجهزة الحديثة لتعزيز الخدمات الطبية المقدمة للمرضى في محيط المركز والمدينة»، موضحة أن «المستشفى مسؤول عن استقبال حالات الحوادث والطوارئ»، متعهدة بأن «تقوم اللجنة المنوط بها التحقيق في الواقعة بتوفير الكوادر البشرية الطبية لضمان تقديم خدمة طبية عالية المستوى لاحقاً».
من جانبها، قالت الدكتورة إيرين سعيد، عضو لجنة «الشؤون الصحية» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، إن «ما حدث في الواقعة يُخالف القانون المصري وقرارات رئيس مجلس الوزراء المصري»، موضحة أن «القانون في مصر يُلزم المستشفيات الحكومية وحتى الخاصة باستقبال جميع حالات الطوارئ من دون إلزامها بدفع مبالغ مالية لمدة أقصاها 48 ساعة، ما يعني أن المتسبب في الواقعة محل الحديث سوف يخضع للمساءلة القانونية».
في السياق تحدثت تقارير إعلامية محلية، نقلاً عن مصادر مطلعة، عن أن «المستشفى عرض على الزوجين الولادة الطبيعية مجاناً، غير أنهما رفضا وقررا المغادرة».
وهنا قالت النائبة إيرين سعيد لـ«الشرق الأوسط»، إن «قرار وزارة الصحة والسكان، يُلزم الأطباء والمستشفيات بمعادلة الولادة القيصرية والطبيعية من حيث التكاليف المادية، على أن يُحدد الطبيب طريقة الولادة وفقاً لحالة الأم والجنين فقط، ما يعني أننا أمام حالة إهمال غير مبررة». وأشارت إلى «ضرورة تفعيل خط ساخن للطوارئ»، مضيفة «كان ثمة مشروع لتخصيص خط ساخن لمتابعة شكاوى حالات الطوارئ وتحسين الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين جميعاً على حد سواء، لا سيما في الاستقبال، وحان الوقت لتفعيله راهناً للحد من تكرار هذه الوقائع».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مصر: تأجيل محاكمة 22 متهماً في قضية «الهيكل الإداري للإخوان»

جانب من محاكمة سابقة لعناصر من «الإخوان» في مصر (أ.ف.ب)
جانب من محاكمة سابقة لعناصر من «الإخوان» في مصر (أ.ف.ب)
TT

مصر: تأجيل محاكمة 22 متهماً في قضية «الهيكل الإداري للإخوان»

جانب من محاكمة سابقة لعناصر من «الإخوان» في مصر (أ.ف.ب)
جانب من محاكمة سابقة لعناصر من «الإخوان» في مصر (أ.ف.ب)

قررت محكمة مصرية، السبت، تأجيل محاكمة 22 متهماً في القضية المعروفة إعلامياً بـ«الهيكل الإداري للإخوان»، إلى جلسة 5 أبريل (نيسان) المقبل بقصد سماع أقوال الشهود.

ووجّهت النيابة المصرية للمتهمين من الأول وحتى العاشر في القضية التي تعود لعام 2022، اتهامات بـ«تولي إدارة وقيادة جماعة إرهابية تهدف إلى استخدام القوة والعنف لإحداث الإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وعرقلة المصالح الحكومية والسلطات العامة عن أداء عملها وتعطيل أحكام الدستور والقانون».

ووفق أمر الإحالة في القضية، فإن المتهمين من الحادي عشر وحتى الأخير «انضموا إلى الجماعة الإرهابية مع علمهم بوسائلها وأغراضها، وارتكبوا جريمة تمويل الإرهاب من خلال جمع وحيازة ونقل وإمداد الجماعة بالأموال والبيانات، مع علمهم بأنها ستُستخدم في ارتكاب جرائم إرهابية».

وأدرجت مصر «الإخوان» أكثر من مرة على قائمة «الكيانات الإرهابية»، وحظرت الحكومة المصرية الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) عام 2013، ويخضع مئات من قادة وأنصار الجماعة حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلّق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدّد والمؤبّد».

إلى ذلك، قررت «الدائرة الأولى إرهاب» في القاهرة، السبت، تأجيل محاكمة متهمين اثنين في اتهامهما بـ«الانضمام لجماعة إرهابية»، إلى جلسة مطلع فبراير (شباط) المقبل.

ووفق أمر الإحالة في القضية، فإن «المتهمين انضما لجماعة إرهابية تهدف لاستخدام العنف والتهديد، والترويع في الداخل المصري، بغرض الإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه للخطر».