الرئيس الصومالي يدعو حركة «الشباب» للاستفادة من العفو العام

وعد عناصرها بـ«مستقبل مشرق» إذا تخلوا عن «التشدد»

الرئيس الصومالي يتفقد أحد معسكرات الجيش (وكالة الأنباء الصومال الرسمية)
الرئيس الصومالي يتفقد أحد معسكرات الجيش (وكالة الأنباء الصومال الرسمية)
TT

الرئيس الصومالي يدعو حركة «الشباب» للاستفادة من العفو العام

الرئيس الصومالي يتفقد أحد معسكرات الجيش (وكالة الأنباء الصومال الرسمية)
الرئيس الصومالي يتفقد أحد معسكرات الجيش (وكالة الأنباء الصومال الرسمية)

دعا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، عناصر حركة «الشباب» الإرهابية، المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الإرهابي، إلى «الاستفادة من العفو العام، ونبذ العنف والتطرف». وحسبما أوردت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية (السبت)، فقد خاطب الرئيس الصومالي، عناصر حركة «الشباب» بقوله: «إن لكم مستقبلاً مشرقاً عندما تتخلون عن آيديولوجيات المتشددين، وعليكم الاستفادة حالاً من العفو العام، والكف عن ممارسة التطرف والإرهاب»، مضيفاً أن «الحكومة توفر للمنشقين كل الرعاية اللازمة، وذلك من أجل خلق فرصة أفضل لهم».
وذكرت وكالة الأنباء الصومالية أن «العمليات العسكرية الأخيرة، أسفرت عن مقتل أكثر من 200 مقاتل من (الشباب)، بمن فيهم كبار قادة الحركة، كما فقدت الحركة السيطرة على ما لا يقل عن 50 منطقة رئيسية، كانت خاضعة لسيطرتهم في جنوب ووسط البلاد، قبل العملية العسكرية»، حسب مسؤولين أمنيين.
وفي غضون ذلك، أعلن الرئيس الصومالي لدى تفقده معسكراً لتدريب قوات الجيش بين مقديشو وضواحي مدينة بلعد بإقليم شبيلي، أخيراً: «اعتزام الحكومة اتخاذ إجراءات للحد من المظاهر المسلحة في العاصمة مقديشو». وقال: «إن الحكومة سوف تمنع الناس من حمل السلاح في شوارع المدينة»، مشيراً إلى أن «مواكب أعضاء الحكومة لن تستثنى مما وصفه بـ(الإجراءات الأمنية الصارمة)، بما فيها التدقيق الأمني».
كما نقل حسن شيخ محمود، عن بيكا هافيستو، وزير خارجية فنلندا، التي تعد من أهم داعمي الصومال في المجالات التنموية، تعهُد فنلندا بـ«مواصلة تقديم مختلف أنواع الدعم للحكومة الفيدرالية، خصوصاً مشاريع التنمية المستدامة، لزيادة الاقتصاد والدخل في البلاد».
ووفق وكالة الأنباء الصومالية الرسمية، فقد «نجحت قوات الجيش الصومالي بالتعاون مع القوات المحلية، في استعادة السيطرة على مدينة غلعد الاستراتيجية التابعة لإقليم غلغدود بولاية غلمدغ وسط البلاد».


مقالات ذات صلة

الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

العالم العربي الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

أعلن الجيش الصومالي نجاح قواته في «تصفية 60 من عناصر حركة (الشباب) المتطرفة»، في عملية عسكرية مخططة، جرت صباح الثلاثاء، بمنطقة علي قبوبي، على مسافة 30 كيلومتراً جنوب منطقة حررطيري في محافظة مذغ وسط البلاد. وأكد محمد كلمي رئيس المنطقة، وفقاً لوكالة الأنباء الصومالية، أن «الجيش نفذ هذه العملية بعد تلقيه معلومات عن سيارة تحمل عناصر من (ميليشيات الخوارج) (التسمية المتعارف عليها حكومياً لحركة الشباب المرتبطة بالقاعدة) وأسلحة»، مشيراً إلى أنها أسفرت عن «مقتل 60 من العناصر الإرهابية والاستيلاء على الأسلحة التي كانت بحوزتهم وسيارتين عسكريتين». ويشن الجيش الصومالي عمليات عسكرية ضد «الشباب» بدعم من مقات

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي رئيس وزراء الصومال: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش لاستعادة الاستقرار

رئيس وزراء الصومال: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

(حوار سياسي) بين مواجهة «إرهاب» غاشم، وجفاف قاحل، وإسقاط ديون متراكمة، تتمحور مشاغل رئيس وزراء الصومال حمزة بري، الذي قال إن حكومته تسعى إلى إنهاء أزمتي الديون و«الإرهاب» بحلول نهاية العام الحالي، معولاً في ذلك على الدعم العربي والدولي لإنقاذ أبناء وطنه من مخاطر المجاعة والجفاف. «الشرق الأوسط» التقت المسؤول الصومالي الكبير بالقاهرة في طريق عودته من الأراضي المقدسة، بعد أداء مناسك العمرة، للحديث عن تحديات يواجهها الصومال حاضراً، وآمال كبيرة يتطلع إليها مستقبلاً...

خالد محمود (القاهرة)
العالم رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش لاستعادة الاستقرار حمزة بري أكد ضرورة القضاء على أزمة الديون لإنقاذ وطنه من المجاعة والجفاف بين مواجهة «إرهاب» غاشم، وجفاف قاحل، وإسقاط ديون متراكمة، تتمحور مشاغل رئيس وزراء الصومال حمزة بري، الذي قال إن حكومته تسعى إلى إنهاء أزمتي الديون و«الإرهاب» بحلول نهاية العام الحالي، معولاً في ذلك على الدعم العربي والدولي لإنقاذ أبناء وطنه من مخاطر المجاعة والجفاف. «الشرق الأوسط» التقت المسؤول الصومالي الكبير بالقاهرة في طريق عودته من الأراضي المقدسة، بعد أداء مناسك العمرة، للحديث عن تحديات يواجهها الصومال حاضراً، وآمال كبيرة يتطلع إ

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي واشنطن: مجلس النواب يرفض مشروعاً لسحب القوات الأميركية من الصومال

واشنطن: مجلس النواب يرفض مشروعاً لسحب القوات الأميركية من الصومال

رفض مجلس النواب الأميركي مشروع قانون، قدمه أحد النواب اليمينيين المتشددين، يدعو الرئيس جو بايدن إلى سحب جميع القوات الأميركية من الصومال في غضون عام واحد. ورغم هيمنة الجمهوريين على المجلس، فإن المشروع الذي تقدم به النائب مات غايتس، الذي لعب دوراً كبيراً في فرض شروط الكتلة اليمينية المتشددة، قبل الموافقة على انتخاب كيفن مكارثي رئيساً للمجلس، رفضه غالبية 321 نائباً، مقابل موافقة 102 عليه. وعلى الرغم من أن عدد القوات الأميركية التي تنتشر في الصومال، قد تراجع كثيراً، عما كان عليه في فترات سابقة، خصوصاً منذ عام 2014، فإن البنتاغون لا يزال يحتفظ بوجود مهم، في الصومال وفي قواعد قريبة.

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم العربي الصومال يستعد لرحيل «قوات أتميس» الأفريقية

الصومال يستعد لرحيل «قوات أتميس» الأفريقية

عقدت الدول المشاركة في بعثة قوات الاتحاد الأفريقي العاملة في الصومال (أتميس)، اجتماعاً (الثلاثاء)، بالعاصمة الأوغندية كمبالا، لبحث «سبل تعزيز العمليات العسكرية الرامية إلى القضاء على (حركة الشباب) المتطرفة». ويأتي الاجتماع تمهيداً للقمة التي ستعقد في أوغندا خلال الأيام المقبلة بمشاركة رؤساء الدول المنضوية تحت بعثة «أتميس»، وهي (جيبوتي، وأوغندا، وبوروندي، وكينيا، وإثيوبيا)، وفقاً لوكالة الأنباء الصومالية الرسمية. وناقش الاجتماع «سبل مشاركة قوات الاتحاد الأفريقي في العمليات العسكرية الجارية للقضاء على فلول (حركة الشباب)، كما تم الاستماع إلى تقرير من الدول الأعضاء حول ذلك»، مشيدين بـ«سير العمليات

خالد محمود (القاهرة)

عاصمة مالي تستعيد الهدوء بعد الوقوع في قبضة «كوماندوز القاعدة»

من الانفلات الذي رافق الهجومين في شوارع العاصمة المالية (إ.ب.أ)
من الانفلات الذي رافق الهجومين في شوارع العاصمة المالية (إ.ب.أ)
TT

عاصمة مالي تستعيد الهدوء بعد الوقوع في قبضة «كوماندوز القاعدة»

من الانفلات الذي رافق الهجومين في شوارع العاصمة المالية (إ.ب.أ)
من الانفلات الذي رافق الهجومين في شوارع العاصمة المالية (إ.ب.أ)

عادت الرحلات الجوية، صباح الأربعاء، إلى «مطار موديبو كيتا الدولي» في العاصمة المالية باماكو، بعد الهجوم الإرهابي الذي نفذه تنظيم «القاعدة»، الثلاثاء، وسيطر خلاله مقاتلون من التنظيم على المطار لعدة ساعات، وفرضوا ما يشبه الحصار الجوي على العاصمة التي يزيد عدد سكانها على خمسة ملايين نسمة.

وتسبب الهجوم الإرهابي في إلغاء أكثر من عشرين رحلة جوية تجارية، بعضها يعود إلى شركات طيران معروفة، على غرار «الخطوط الجوية الإثيوبية» و«الخطوط الملكية المغربية» و«الخطوط الجوية التونسية» و«السنغالية»، فيما أعلنت «الخطوط الجوية الجزائرية» تعليق رحلاتها الجوية نحو باماكو، بسبب الهجوم الإرهابي.

لقطة من فيديو بثه تنظيم «القاعدة» لقائد الكوماندوز الذي هاجم باماكو أمس (وسائل التواصل الاجتماعي)

ونفذ الهجوم غير المسبوق والأول من نوعه، مقاتلون من «جبهة تحرير ماسينا» التي تتبع «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، وهي فرع تنظيم «القاعدة» في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، حسب ما جاء في بيان صادر عن الجماعة الإرهابية أكدت فيه مسؤوليتها عن الهجوم.

وتشير المعلومات الأولية، إلى أن الهجوم بدأ في حدود الساعة الخامسة والنصف فجراً بالتوقيت المحلي وشارك فيه عدد من المقاتلين على متن دراجات نارية، وسيارات مفخخة وأسلحة ثقيلة، واستهدف موقعين مختلفين في العاصمة باماكو، تزيد المسافة بينهما على عشرة كيلومترات، أولهما مركز لتدريب الدرك والمطار العسكري الواقع بجوار «مطار باماكو الدولي».

وتؤكد مصادر أمنية عديدة أن الموقعين اللذين استهدفهما الهجوم المتزامن، يتمركز فيهما مقاتلون من مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة، وشارك هؤلاء المقاتلون في التصدي للهجوم، لتندلعَ معارك عنيفة سُمع دويها في جميع أحياء باماكو، وصورها مواطنون بهواتفهم وتداولوا مقاطع فيديو تظهر أعمدة الدخان وأصوات الرصاص والانفجارات، فيما ظلت الروايات متضاربة حول الحصيلة النهائية.

ثلاثة من منفذي الهجوم على المطار الدولي في باماكو (إعلام محلي)

ويشير الخبراء إلى أن التخطيط للهجوم الإرهابي المركب لا بد أن يكون أخذ وقتاً طويلاً، خاصة أن «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» أصدرت بياناً أعلنت مسؤوليتها عنه في وقت كان القتال مستمراً في أروقة المطار.

وقالت الجماعة الإرهابية، إن الهجوم أسفر عن «مقتل وجرح المئات من عناصر الجيش المالي ومجموعة فاغنر، وتدمير 6 طائرات تدميراً كاملاً، وتعطيل 4 أخرى تعطيلاً جزئياً»، وأضافت أنها «أجهزت على عشرات الآليات والمدرعات، وغيرها من العتاد العسكري».

واعترفت الجماعة بأن «بضعة عشر» من عناصرها قتلوا في الهجوم، وأن القتال استمر من ساعات الفجر الأولى حتى الواحدة ظهراً، أي ما يعني أنه استمر لقرابة ثماني ساعات.

وأكدت الجماعة الإرهابية أن جميع المقاتلين الذين شاركوا في الهجوم قتلوا «مقبلين غير مدبرين»، وأطلقت على الهجوم اسم «غزوة باماكو»، وقالت إن الهجوم يأتي «انتقاماً لمئات المجازر والمذابح التي ارتكبتها هذه الطغمة الحاكمة وحلفاؤها الروس بحق شعبنا المسلم».

الجيش المالي اعترف من جانبه بأن الهجوم خلف خسائر في الأرواح، وأن أغلب القتلى كانوا من تلاميذ مركز التدريب التابع للدرك الوطني المالي، كما أشار إلى أن خسائر مادية وأضراراً وقعت في منطقة "مطار باماكو الدولي.

في غضون ذلك، بث التلفزيون الحكومي المالي مساء الثلاثاء، مقاطع مصورة لعشرات الموقوفين من طرف الجيش، كانت أعينهم معصوبة بقطع من القماش، وأغلبهم مراهقون وشبان، وقال التلفزيون إنهم ضالعون في الهجمات، كما بث صور بعض الجثث في مركز تدريب الدرك على أنها تعود لمن وصفهم بـ«الإرهابيين».

في وقت أعلن الجيش أنه سيطر على الوضع، ظهر قائد الأركان العامة للقوات المسلحة المالية الجنرال عمر ديارا في ساحة مركز التدريب التابع للدرك حيث وقع الهجوم، وقال في حديث مع التلفزيون الحكومي إن ما حدث هو «محاولة معقدة للتسلل إلى مدرسة الدرك، والآن الوضع تحت السيطرة، وحضوري إلى عين المكان يؤكد ذلك».

وأضاف قائد الأركان العامة للقوات المسلحة المالية، أن جميع الإرهابيين الذين شاركوا في الهجوم قتلوا، مشيراً إلى أن «عملية تمشيط واسعة بدأت بحثاً عن أي متورطين محتملين».

وأضاف: «البحث مستمر عن متواطئين محتملين، وسنقوم بذلك بكل مهنية، وهناك تحقيقات جارية مع موقوفين».

وخلص إلى التأكيد على أن «الجيش جمع الكثير من المعلومات، وعلى المواطنين العمل جنباً إلى جنب معه».

في غضون ذلك، نقلت مصادر إعلامية محلية عن مصدر أمني قوله إن الإرهابيين حاولوا إحراق طائرة واحدة فقط، ولكن تمت السيطرة على الحريق بسرعة، وذلك في إشارة إلى مقطع فيديو ظهر فيه أحد مقاتلي «القاعدة» وهو يضرم النيران في الطائرة الرئاسية المالية حين كانت متوقفة في مدرج المطار.

مشهد آخر من شوارع باماكو الثلاثاء (إ.ب.أ)

وبينما كان الجيش يحاول التصدي للهجوم الإرهابي، وقعت حالة من الانفلات الأمني في شوارع العاصمة، و دارت أعمال شغب وعنف استهدفت المحلات التجارية، كما استهدف سكان غاضبون أفراداً من عرقية «الفلاني»، بسبب أن المقاتلين الذين نفذوا الهجوم ينتمون لها.

وقالت مصادر محلية، إن متظاهرين غاضبين في أحد شوارع باماكو، اعتدوا بالضرب على أحد أفراد هذه العرقية، وقتلوه بعد ذلك حرقاً، بعد أن اتهموه بأنه أحد المتورطين في الهجوم الإرهابي.

وزادت هذه الحادثة من التوتر العرقي في المدينة التي يزيد عدد سكانها على خمسة ملايين نسمة، من جميع العرقيات الموجودة في مالي، بما في ذلك العرب والطوارق الذين أغلقوا محلاتهم التجارية وتفادوا الخروج، خشية استهدافهم بسبب انتمائهم العرقي.

لقطة من بث التلفزيون الحكومي المالي تظهر موقوفين إثر الهجوم الإرهابي (تلفزيون حكومي)

وفيما بدأت الرحلات التجارية الاعتيادية تهبط في مطار العاصمة، كان الهدوء الحذر يخيم صباح الأربعاء على الشوارع، في ظل انتشار أمني مكثف على المحاور الطرقية الرئيسية، وبخاصة الطريق المؤدي إلى المطار.

ويعد الهجوم الإرهابي هو الأخطر والأعنف من نوعه منذ سيطرة الجيش على الحكم في دولة مالي قبل أربع سنوات (2020)، كما أنه هو أكثر عملية معقدة ينفذها تنظيم «القاعدة» في باماكو منذ أن اقتحم مقاتلون منه فندق «راديسون بلو» عام 2015، وقتلوا قرابة ثلاثين شخصاً.

وأثار الهجوم الإرهابي الأخير ردود فعل عديدة، من أبرزها البيان الذي أصدرته السفارة الأميركية في باماكو حين طلبت من رعاياها أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، واصفة الأوضاع بأنها «مقلقة».

أما المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، فقد أصدرت بياناً قالت فيه إنها تدين الهجوم الإرهابي، وأكدت التزامها حيال «أي مبادرة تهدف إلى العمل من أجل السلام والأمن والاستقرار».