مخاوف الركود تضرب معنويات الأسواق

البيانات تعزز رهانات إبطاء رفع الفائدة

مشاة في أحد شوارع طوكيو يعبرون أمام شاشة تعرض مؤشرات الأسهم اليابانية (أ.ف.ب)
مشاة في أحد شوارع طوكيو يعبرون أمام شاشة تعرض مؤشرات الأسهم اليابانية (أ.ف.ب)
TT

مخاوف الركود تضرب معنويات الأسواق

مشاة في أحد شوارع طوكيو يعبرون أمام شاشة تعرض مؤشرات الأسهم اليابانية (أ.ف.ب)
مشاة في أحد شوارع طوكيو يعبرون أمام شاشة تعرض مؤشرات الأسهم اليابانية (أ.ف.ب)

ضربت مخاوف الركود واسعة النطاق المعنويات بقوة في الأسواق يوم الأربعاء، وسجلت أسعار الذهب أعلى مستوياتها منذ مارس (آذار) 2022؛ إذ واصلت الصعود بعد أن عززت بيانات اقتصادية أميركية ضعيفة الرهان على إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة الأميركية.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.13 في المائة إلى 2024.90 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 1152 بتوقيت غرينتش، بينما استقرت العقود الآجلة الأميركية للذهب عند 2038.70 دولار.
وقال محللون، إن الذهب في وضع يسمح له بمواصلة المكاسب والبقاء فوق مستوى ألفي دولار، حيث تقلل توقعات تراجع أسعار الفائدة من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائداً، والمعدن النفيس هو أداة للتحوط في مواجهة التضخم والضبابية الاقتصادية.
وقفزت أسعار الذهب اثنين في المائة يوم الثلاثاء بعد أن أظهرت البيانات انخفاض أعداد الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة في فبراير (شباط) إلى أدنى مستوى منذ ما يقرب من عامين. وحوّم الدولار قرب أدنى مستوياته في شهرين؛ مما يجعل السبائك أقل تكلفة للمشترين حاملي العملات الأخرى. وسجل الذهب أعلى سعر باليورو والجنيه الاسترليني في أكثر من أسبوع.
وفي أوروبا تسارع تعافي منطقة اليورو الشهر الماضي، لكن الانتعاش كان متفاوتاً على مستوى البلدان. وخلص استطلاع لـ«رويترز» إلى أن البنك المركزي الأوروبي يمكن أن يرفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماعات مايو (أيار) ويونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلة.
وبينما تتوقع الأسواق توقفاً مؤقتاً في رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في مايو، قالت لوريتا ميستر، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، إن البنك المركزي سيتخذ على الأرجح قرارات أخرى برفع أسعار الفائدة في المستقبل، ليصل سعر الفائدة النهائي إلى أكثر من خمسة في المائة. وتتوقع الأسواق بنسبة 59 في المائة، أن يبقي «المركزي» الأميركي على أسعار الفائدة كما هي في اجتماعه المقبل للسياسة النقدية، ارتفاعاً من 43 في المائة قبل يوم.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى تراجعت الفضة 0.9 في المائة إلى 24.78 دولار للأوقية، في حين ارتفع البلاتين 0.2 في المائة إلى 1019.44 دولار، والبلاديوم 0.5 في المائة إلى 1463.81 دولار.
وتراجعت الأسهم الأوروبية الأربعاء مع توخي المستثمرين الحذر بعد أن أشارت بيانات إلى تعافي أبطأ من المتوقع لاقتصاد منطقة اليورو. وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2 في المائة، مع انخفاض مؤشر قطاع السلع والخدمات الصناعية 1.6 في المائة، بينما صعد مؤشر قطاع المرافق 1.4 في المائة.
وعلى الرغم من بداية تبعث على التفاؤل لعام 2023، تراجعت الأسهم الأوروبية الشهر الماضي إلى أدنى مستوى تسجله في شهر مارس منذ عام 2020؛ إذ ألقت البيانات الاقتصادية المتباينة ومخاوف الركود بظلالها على توقعات أسعار الفائدة في المنطقة.
وتسارع تعافي منطقة اليورو الشهر الماضي، لكن الانتعاش كان متفاوتاً على مستوى القطاعات والبلدان، وفقاً لمسح أظهر أن ضغوط الأسعار ظلت مرتفعة في المنطقة. وارتفعت عائدات السندات الحكومية في منطقة اليورو بعد أن قال عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي جابرييل مخلوف يوم الثلاثاء، إن منطقة اليورو ستحتاج إلى تحرك أقوى للسياسة النقدية إذا وصل بها الأمر إلى دوامة ارتفاع الأجور وأسعارها.
كما انخفض المؤشر نيكي الياباني يوم الأربعاء في أول خسارة له خلال أربعة أيام؛ إذ تلقت أسهم السيارات والطاقة ضربة من صعود الين والمخاوف من ركود اقتصادي أميركي. وامتدت خسائر المؤشر نيكي في جلسة بعد الظهر ليغلق على تراجع 1.68 في المائة عند 27813.26 نقطة، منخفضاً دون مستوى 28 ألف نقطة للمرة الأولى هذا الشهر.
وكان المؤشر قد صعد 1.82 في المائة خلال الجلسات الثلاث السابقة ليلامس أعلى مستوى منذ 10 مارس. كما تراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 1.92 في المائة إلى 1983.84 نقطة، بعد مكاسب استمرت ثلاثة أيام بنسبة 1.99 في المائة.
وباع المستثمرون الأسهم التي ارتفعت في الأيام الماضية لجني الأرباح، وكانت أسهم شركات الطاقة من بين الأكثر تضرراً. وواصل الين صعوده ليبلغ 131.315 مقابل الدولار؛ مما أثر على المعنويات على نطاق واسع، ووجه ضربة لشركات صناعة السيارات على وجه الخصوص، مع انخفاض قيمة المبيعات الخارجية.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

«سيتي سكيب العالمي» بالسعودية سيضخ أكثر من 100 ألف وحدة سكنية 

جانب من النسخة الثانية لمعرض «سيتي سكيب العالمي» في الرياض (واس)
جانب من النسخة الثانية لمعرض «سيتي سكيب العالمي» في الرياض (واس)
TT

«سيتي سكيب العالمي» بالسعودية سيضخ أكثر من 100 ألف وحدة سكنية 

جانب من النسخة الثانية لمعرض «سيتي سكيب العالمي» في الرياض (واس)
جانب من النسخة الثانية لمعرض «سيتي سكيب العالمي» في الرياض (واس)

من المقرر أن يضخّ معرض «سيتي سكيب العالمي»، الذي يفتتح أبوابه للزوار يوم الاثنين المقبل في العاصمة السعودية الرياض، أكثر من 100 ألف وحدة سكنية، وعروضاً للقروض التمويلية، تبدأ من 2.59 في المائة، إلى جانب خصومات تصل إلى 100 ألف ريال (26.6 ألف دولار) في عدة مشاريع، كما سيقام أحد أكبر المزادات العقارية في الشرق الأوسط بقيمة تقديرية تتجاوز مليار ريال (266.6 مليون دولار).

جاء ذلك على لسان الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للعقار، المهندس عبد الله الحماد، خلال كلمته في اللقاء التعريفي لـ«سيتي سكيب العالمي»، الخميس في الرياض، مؤكداً أن استضافة المملكة لهذا الحدث العقاري الضخم تعكس النهضة الاقتصادية التي تشهدها السعودية، في إطار «رؤية 2030».

وأضاف أن المعرض يهدف إلى تعزيز التواصل والتعاون بين مختلف المطورين والمستثمرين العقاريين، فضلاً عن تحفيز الابتكار والتطوير في القطاع.

الفرص الاستثمارية

وأوضح الحماد أن المعرض يساهم بشكل كبير في استكشاف الفرص الاستثمارية من خلال تقديم رؤى شاملة حول اتجاهات السوق العقارية، لافتاً إلى أن المملكة تشهد نمواً غير مسبوق في تطوير المشاريع العقارية والاقتصادية.

وبيّن أن المعرض سيركز بشكل رئيسي على المشاريع الكبرى في المملكة، مع مشاركة أكثر من 400 جهة عارضة، و100 مستثمر مؤسسي، وما يزيد عن 500 قائد في القطاع العقاري من مختلف أنحاء العالم.

وأكمل الحماد أن هذا التجمع الكبير يسهم في تسهيل الوصول إلى الفرص الاستثمارية المتنوعة في السوق العقارية السعودية، ما يعزز جذب الاستثمارات الأجنبية، ويسهم في تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز التنمية المستدامة.

وأوضح أن النسخة السابقة من معرض «سيتي سكيب» شهد حضور أكثر من 160 ألف زائر، وتوقيع مشاريع واتفاقيات استثمارية تجاوزت قيمتها 110 مليارات ريال (29 مليار دولار)، مع استثمارات أجنبية وخارجية وصلت إلى 19 مليار دولار.

وأكد الحماد أن النسخة الثانية من المعرض ستشهد زيادة ملحوظة بنسبة 50 في المائة في حجم المعاملات والمشاريع والاتفاقيات.

المطورون العقاريون

من جانبه، قال وكيل وزارة البلديات والإسكان لتحفيز المعروض السكني والتطوير العقاري، عبد الرحمن الطويل، لـ«الشرق الأوسط»، إن الحدث العقاري المرتقب سيشهد حضور عدد من الأسماء الكبيرة على مستوى العالم في مختلف مجالات القطاع العقاري، سواء في التطوير أو التصميم أو التشغيل.

وأضاف: «من المتوقع حضور عدد كبير من المطورين العقاريين الدوليين إلى المملكة، حيث بدأ أكثر من 10 مطورين بالفعل في تنفيذ مشاريعهم داخل السعودية، مع الطموح لجذب مزيد من المطورين، بالتعاون مع المطورين المحليين».

جانب من النسخة الثانية لمعرض «سيتي سكيب العالمي» في الرياض (واس)

استقطاب الشركات العالمية

ويرى الطويل أن بيئة المملكة العقارية والاستثمارية تتمتع بجاذبية كبيرة، حيث توفر فرصاً واعدة وسهلة للمستثمرين، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على خلق بيئة متنوعة، حيث يتم التركيز على استقطاب الشركات العالمية للاستثمار في السعودية.

وكشف عن تنظيم ورشة عمل خاصة خلال المعرض لاستعراض الفرص الاستثمارية العالمية في السعودية، حيث من المتوقع أن يكون الرقم الإجمالي للاستثمارات كبيراً جداً، ما يعكس رغبة قوية من المستثمرين الأجانب في دخول السوق المحلية.

ويشارك في المعرض نخبة من الخبراء والرؤساء التنفيذيين، ويضم في نسخته الحالية منتدى مستثمري العقار، الذي يستضيف 150 مستثمراً من 22 دولة، إذ يأتي الحدث بهدف تعزيز التعاون في المشاريع الاستثمارية، ليمثل مركزاً مهماً للفرص والاستثمار.