يمين الوسط يفوز بالانتخابات في فنلندا ورئيسة الوزراء تمنى بهزيمة

احتفال بيتيري أوروبو زعيم «الائتلاف الوطني» الفنلندي بعد فوز حزبه بالانتخابات التشريعية (أ.ب)
احتفال بيتيري أوروبو زعيم «الائتلاف الوطني» الفنلندي بعد فوز حزبه بالانتخابات التشريعية (أ.ب)
TT

يمين الوسط يفوز بالانتخابات في فنلندا ورئيسة الوزراء تمنى بهزيمة

احتفال بيتيري أوروبو زعيم «الائتلاف الوطني» الفنلندي بعد فوز حزبه بالانتخابات التشريعية (أ.ب)
احتفال بيتيري أوروبو زعيم «الائتلاف الوطني» الفنلندي بعد فوز حزبه بالانتخابات التشريعية (أ.ب)

أعلن بيتيري أوروبو، زعيم «الائتلاف الوطني» الفنلندي (يمين وسط)، فوز حزبه بالانتخابات التشريعية التي جرت أمس الأحد في فنلندا؛ حيث سيخلف رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها الاجتماعية الديمقراطية سانا مارين.
وعلى وقع تصفيق مناصريه، قال الوزير السابق البالغ من العمر 53 عاماً: «هذا نصر عظيم». وأضاف: «سنبدأ مفاوضات لتشكيل حكومة».
واعترفت رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين بهزيمتها في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد، والتي فاز بها حزب «الائتلاف الوطني» (يمين وسط) أمام «حزب الفنلنديين» (يمين متطرّف)، بينما حلّ حزبها «الاجتماعي الديمقراطي» في المرتبة الثالثة.
وفي خطاب أمام أنصارها، قالت مارين (37 عاماً) التي ستفقد قريباً منصبها: «نبارك للفائز بالانتخابات، نبارك للائتلاف الوطني، نبارك لحزب الفنلنديين، الديمقراطية قالت كلمتها».
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة «إيل»، إنّ تقديراتها التي غالباً ما تكون قريبة جداً من النتائج النهائية، تشير إلى أنّ حزب «الائتلاف الوطني» بزعامة بيتيري أوروبو سيحصل على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان المقبل (48 مقعداً)، متقدّماً على «حزب الفنلنديين» اليميني المتطرف المناهض للهجرة (46 مقعداً)، في حين سيحصل الحزب «الاجتماعي الديمقراطي» على 43 مقعداً.
وحسب العُرف السائد في فنلندا منذ 1987، فإنّ الحزب الذي يتصدّر الانتخابات التشريعية هو الذي يحصل على منصب رئيس الوزراء؛ بشرط أن يكون قادراً على تشكيل ائتلاف يحظى بالأغلبية في البرلمان.
ولدى وصولها إلى مقرّ البرلمان لمتابعة عملية فرز الأصوات، قالت مارين التي تتمتع بشعبية داخل البلاد وخارجها: «أنا ممتنّة جدّاً لجميع الأصوات التي تمّ فرزها حتى الآن، وآمل أن تكون الأصوات التي تمّ الإدلاء بها في يوم الانتخابات كثيرة أيضاً».
في المقابل، قال أوروبو فور صدور النتائج الأولية: «فلننتظر؛ لكنها بداية جيّدة، بداية جيّدة جداً».
أما اليمينية المتطرّفة ريكي بورا، زعيمة «حزب الفنلنديين»، فقالت إن «التشويق سيستمرّ طويلاً. في 2019 كان أداؤنا (لجهة الأصوات التي تمّ الاقتراع بها نهار الانتخابات) أفضل مما كان عليه في الاقتراع المبكر».
تأتي هذه الانتخابات عشية انضمام الدولة المتاخمة لروسيا إلى حلف شمال الأطلسي، في حدث تاريخي يتوقع حصوله رسمياً في الأيام القليلة المقبلة.
وصباح الأحد، فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في البلد الواقع في شمال أوروبا والذي يضمّ 5.5 مليون نسمة. وصوّت نحو 40 في المائة من الناخبين مسبقاً.
وبعد تقدّم القوميين في السويد المجاورة وانتصار اليمين المتطرف في إيطاليا العام الماضي، تساءل كثيرون عمّا إذا كانت فنلندا ستنضمّ إلى لائحة دول الموجة القومية الشعبوية في أوروبا.
وعلى الرغم من أنّه يشارك منذ أكثر من 20 عاماً في الحياة السياسية في البلاد، فإنّ «حزب الفنلنديين» لم يتصدّر يوماً نتائج أي انتخابات عامّة.
وأكد يوهو راكونن أستاذ العلوم السياسية في معهد «إي 2 ريسرش» أنّ الحزب المناهض للهجرة الذي يؤيد ما يسميه «فيكسيت»، أي خروج فنلندا من الاتحاد الأوروبي، استطاع الاستفادة من التضخم الحالي، ويتصدر نيات التصويت بين الشباب.
وأضاف راكونن أنّ ما يعزز التأييد لما كان يسمى «الفنلنديين الحقيقيين» هو «ارتفاع أسعار الطاقة والانخفاض العام في القوة الشرائية».
وحققت سانا مارين، أصغر رئيسة حكومة في العالم، عندما وصلت إلى السلطة في نهاية 2019، شعبية كبيرة، لإدارتها الجيدة لأزمة جائحة «كوفيد-19»، ومسألة الانضمام إلى «الناتو» التي رفضها حزبها قبل الحرب في أوكرانيا.
وقال مو شيمر (26 عاماً) الناشط في الحزب «الاجتماعي الديمقراطي»: «جعلتنا فخورين، كان الناس في السابق يسخرون منا، كنا حزباً يتبع نهجاً قديماً»؛ لكن محللين أشاروا إلى أنها لا تحظى بتأييد الجميع.
وقال يوهو راكونن إن «مارين لا ترضي الجميع. فمع أنها تحظى بشعبية استثنائية، فإنها تثير معارضة، وعمقت الانقسام السياسي».
ويمثل الاقتصاد الحجة الرئيسية لهجوم المعارضة التي تندد بارتفاع الدين العام.
وقالت بائعة تبلغ 30 عاماً، تدعى أنتي بيسبانين: «شعرت بأنني يجب أن أصوِّت؛ لأن وقت مارين ينفد، ولم تفعل شيئاً جيداً».
وقالت الزعيمة لمؤيديها الجمعة: «مررنا بسنوات صعبة؛ لكننا تغلبنا على الصعوبات معاً».
ويواجه ائتلافها الحكومي أيضاً المكون من 5 أحزاب صعوبات منذ أشهر. وأعلن حليفها الوسطي أنه سيرفض تجديد هذا التحالف.
وجرت المنافسة على مائتي مقعد، في بلد يستغرق تشكيل الحكومة فيه عادة أسابيع عدّة، وصولاً إلى أشهر.
من هنا، يتوقّع أن تكون مارين لا تزال على رأس حكومة تصريف الأعمال عندما ستنضمّ بلادها رسمياً إلى حلف شمال الأطلسي، بعدما حصلت على آخر ضوء أخضر ضروري من تركيا، الخميس.
ولا يمكن لنتيجة الانتخابات أن تُخرج عملية الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي عن مسارها؛ لأن كلّ الأحزاب الرئيسية تؤيد الانضمام إلى الحلف.


مقالات ذات صلة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

انطلقت فجر أمس، الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن تم تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حيث تنتشر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلد، وهو ما تسبب في مشاكل كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وزارة الداخلية

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

انطلقت فجر اليوم (الجمعة) الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن جرى تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حين تكثر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلاد، وهو ما تسبب في مشكلات كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وز

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم «تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

«تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

فاز حزب «التجمع الوطني للأحرار» المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي، بمقعد نيابي جديد عقب الانتخابات الجزئية، التي أُجريت أمس بالدائرة الانتخابية في مدينة بني ملال، الواقعة جنوب شرقي الدار البيضاء. وحصل مرشح الحزب عبد الرحيم الشطبي على أعلى عدد من الأصوات، حسب النتائج التي أعلنت عنها السلطات مساء (الخميس)، حيث حصل على 17 ألفاً و536 صوتاً، في حين حصل مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض على 2972 صوتاً، بينما حل مرشح «الحركة الشعبية» في المرتبة الثالثة بـ2259. ويشغل الشطبي، الذي فاز بمقعد نيابي، منصب المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار في جهة بني ملال - خنيفرة. وشهدت الانتخابات الجزئية مشاركة ضعي

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

أعادت التحركات الجارية في ليبيا حالياً باتجاه السعي لإجراء الانتخابات العام الجاري، القبائل إلى دائرة الضوء، وسط توقع سياسيين بأنه سيكون لها دور في السباق المنتظر، إذا توفر التوافق المطلوب بين الأفرقاء، والذي تعمل عليه البعثة الأممية. ويرى سياسيون أن الاستحقاق المنتظر يعد بوابة للقبائل في عموم ليبيا، لاستعادة جزء من نفوذها الذي فقدته خلال السنوات الماضية على خلفية انخراطها في حسابات الصراع السياسي والعسكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

قطع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس (الثلاثاء)، مقابلة تلفزيونية مباشرة قبل أن يعود ويعتذر متحدثاً عن إصابته بإنفلونزا المعدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ألقى الزعيم البالغ التاسعة والستين ثلاثة خطابات انتخابية، أمس، قبل انتخابات رئاسية وتشريعية في 14 مايو (أيار) تبدو نتائجها غير محسومة. وكان مقرراً أن يُنهي إردوغان الأمسية بمقابلة مباشرة مشتركة مع قناتي «Ulke» و«Kanal 7»، وقد بدأ ظهوره التلفزيوني بعد تأخير لأكثر من 90 دقيقة، ثم قطعه بعد عشر دقائق خلال طرح سؤال عليه. وعاد إردوغان بعد 15 دقيقة واعتذر قائلاً إنه أصيب بوعكة. وأوضح: «أمس واليوم كان هناك عمل كثير.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

الأمطار الغزيرة تقطع الكهرباء عن آلاف الأستراليين

شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
TT

الأمطار الغزيرة تقطع الكهرباء عن آلاف الأستراليين

شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)

انقطعت الكهرباء عن عشرات الآلاف من الأشخاص في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية اليوم (السبت) بعد أن جلب نظام ضغط منخفض رياحاً مدمرة وأمطاراً غزيرة، مما أثار تحذيرات من حدوث فيضانات، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقالت شركة الكهرباء «أوسجريد» على موقعها الإلكتروني صباح اليوم إن الكهرباء انقطعت عن نحو 28 ألف شخص في سيدني، عاصمة الولاية وأكبر مدينة في أستراليا، كما انقطعت الكهرباء عن 15 ألف شخص في مدينة نيوكاسل القريبة ومنطقة هانتر.

وكشف جهاز خدمات الطوارئ بالولاية على موقعه الإلكتروني أنه تلقى ألفين و825 اتصالاً طلباً للمساعدة منذ أمس (الجمعة)، معظمها يتعلق بأشجار متساقطة وممتلكات تضررت بسبب الرياح.

وذكرت هيئة الأرصاد الجوية في البلاد أن تحذيرات من الفيضانات والرياح المدمرة والأمطار الغزيرة صدرت في العديد من أجزاء الولاية، مضيفة أن من المحتمل أن تهب رياح تصل سرعتها إلى 100 كيلومتر في الساعة فوق المناطق الجبلية.

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن هذه التحذيرات تأتي بعد أن تسببت العواصف في الأسبوع الماضي في سقوط الأشجار وخطوط الكهرباء وتركت 200 ألف شخص من دون كهرباء في نيو ساوث ويلز.