في وقت تتعاظم فيه الاستثمارات في مختلف القطاعات مع تسارع خريطة تكثيف الأعمال والمؤتمرات والسياحة في السعودية، كشفت أكبر شركة بريطانية للاستثمار في قطاع الفنادق العالمية، عن مباحثات مع السلطات السعودية المعنية، لإنشاء صندوق لتسريع وتطوير الاستثمار بالقطاع بالمملكة.
وقال مارك بليك الرئيس التنفيذي للشركة البريطانية «سوريك إنترناشيونال القابضة»، لـ«الشرق الأوسط»: «أجريت مؤخرا مع وزارة الاستثمار مباحثات حول سبل تطوير فنادق وشقق فندقية جديدة، مع ضمان أن يكون عرض المنتج في السعودية جذابا للزوار الدوليين»، مضيفا «جئت إلى السعودية في زيارة خاصة لاستكشاف الفرص المتاحة في المملكة، للنظر وتقييم وجلب الاستثمار إلى المملكة».
وأفصح رئيس «سوريك إنترناشيونال القابضة» عن إطلاق شراكات مع شركات سعودية، مبينا أنه أبرم اتفاقية مع شركة «التميز القابضة» مفيداً بأن بيئة الاستثمار السعودية تغيرت حاليا وانفتحت بشكل غير مسبوق.
وأضاف بليك «قبل 20 عاما، عندما زرت المملكة كانت البلاد مغلقة أمام الاستثمار الخارجي والسياحة... اليوم تغيرت الفلسفة بأكملها مع الانفتاح على الاستثمار الخارجي والنمو لجذب السائحين، لتصبح المملكة الوجهة الأولى للمسافر العالمي وصانع العطلات».
وتابع «هناك كثير من مواقع التراث الطبيعي والجمال التي أصبحت معروفة الآن للمسافر الدولي... المفتاح هو استخدام هذه المواقع حتى تتمكن السياحة من رؤية تاريخ هذه المناطق والمنتجعات».
وعلى الصعيد البريطاني، توقع بليك أن ينمو القطاع بنسبة 2.5 في المائة بحلول عام 2028، مبينا أن قطاع الضيافة في بريطانيا كان في حالة نمو مستمرة حتى عام 2019 قبل انتشار جائحة «كورونا»، حيث كان يمثل 3 في المائة من إجمالي الناتج الاقتصادي، موفرا 2.5 مليون وظيفة، ومشكلا 7.1 في المائة من إجمالي العمالة.
وحول أثر الأزمة الروسية الأوكرانية على قطاع الضيافة في أوروبا بشكل عام وفي بريطانيا بشكل خاص، قال بليك: «كان هناك تأثير كبير بسبب أزمة الطاقة التي أدت إلى زيادة تكاليف هذه الإمدادات بكمية غير مسبوقة، الأمر الذي أثر على التكاليف الثابتة، وبالتالي إجمالي الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك وإطفاء الدين لقطاع الفنادق أو الضيافة ككل... كما حددت بعض وجهات السفر والسائحين كمناطق محظورة للأسواق المشاركة في هذا الصراع».
من جهته، أكد المستثمر السعودي عبد الله بن زيد المليحي الرئيس التنفيذي لشركة «التميز القابضة»، أن هناك توجها بإطلاق شراكات سعودية أجنبية تتمتع بالخبرات المطلوبة في عدة مجالات من بينها قطاع الضيافة، متوقعا أن تثمر شراكتهم مع الشركة البريطانية تطوير خدمات قطاع الضيافة والسياحة في البلاد.
وأضاف المليحي «نخطط حاليا للدخول في حزمة من المشاريع تدمج بين التقاليد الوطنية والضيافة العالمية لكل منطقة بالمملكة، في ظل توجه سعودي لإنشاء 113 ألف غرفة فندقية خلال الثلاثة أعوام المقبلة بالرياض، تحفيزا للاستثمار في مجال الفنادق، وتعظيما لعائد القطاع الاقتصادي».
ووفق المليحي، سيتم الإعلان قريبا عن إنشاء أول صندوق سعودي بريطاني في مجال القطاع السياحي الفندقي بمشاركة مستثمرين سعوديين وشركات فندقية واستثمارية بريطانية ما يدعم «رؤية السعودية 2030»، متوقعا زيادة نمو القطاع الفندقي في السعودية خلال عام 2023، في وقت بلغت فيه طاقة استيعاب الفنادق 357 ألف غرفة فندقية متاحة، بزيادة 29 ألف غرفة.
وأوضح تقرير صدر عن الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، أن حجم سوق الإقامة والفنادق في العام الماضي بلغ 30.1 مليار ريال (8 مليارات دولار)، محققا زيادة 8.3 مليار ريال (2.2 مليار دولار)، مقارنة بعام 2020، فيما توقع 54 في المائة من أصحاب منشآت الإقامة والفنادق ارتفاع الطلب على خدمات الفنادق خلال الأشهر الـ6 المقبلة.
وسلط تقرير صادر عن «كوليرز»، وهي شركة أبحاث عالمية، تسجيل الأسواق الرئيسية للقطاع الفندقي في السعودية بالربع الأول 2022 مستويات أداء مماثلة للمستويات المسجلة خلال الفترة ذاتها من عام 2019، حيث بلغ المتوسط المرجح للعائد على كل غرفة متاحة في الأسواق المدروسة في المملكة خلال 2022 نسبة 101 في المائة، بالمقارنة مع الفترة السابقة لأزمة «كوفيد - 19».
شراكة سعودية ـ بريطانية لإنشاء أول صندوق للاستثمار بقطاع الضيافة
توقعات بزيادة الطلب على الإيواء الفندقي بنحو 54 %
شراكة سعودية ـ بريطانية لإنشاء أول صندوق للاستثمار بقطاع الضيافة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة