بدأ المسيحيون احتفالهم بـ«أحد الشعانين» في القدس وسط معاناة متزايدة للحفاظ على مكانتهم في المدينة المقدسة في مواجهة توسع المستوطنات اليهودية وأعمال العنف المتكررة.
وصعد مئات المسيحيين على جبل الزيتون وهم يحملون سعف النخيل وأغصان الزيتون للاحتفال بدخول السيد المسيح إلى القدس في بداية أسبوع الآلام.
وقال بطريرك القدس للاتين، بييرباتيستا بتزابالا، بعد قداس أُقيم في كنيسة «القيامة»: «في عيد الفصح، نحتفل بعيد الحب والحياة. أتمنى للجميع حياة يملؤها الحب والحياة أكثر من العنف الذي نعيش فيه».
وشهد العام الماضي زيادة حدة التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية مع شن تل أبيب حملة عنيفة في أعقاب هجمات شنها فلسطينيون في إسرائيل.
واشتكى مسيحيون في القدس من تزايد وتيرة العنف في الأشهر القليلة الماضية، لا سيما منذ تشكيل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المؤلفة من أحزاب قومية ودينية في بداية العام، معتبرين أن ذلك جزء من تهديد أوسع لوضعهم في القدس.
وقالت إسرائيل إنها تحافظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة في البلدة القديمة بالقدس، حيث توجد أماكن مقدسة لليهود والمسيحيين والمسلمين جنباً إلى جنب تقريباً، لكن زعماء مسيحيين عبّروا عن قلقهم المتزايد من وضع أماكنهم المقدسة.
وقال بتزابالا في القدس الأسبوع الماضي: «ما نراه هو أن ما يُطلق عليه الوضع الراهن؛ أي التوازن بين المجتمعات اليهودية والمسلمة والمسيحية المختلفة، لم يعد يحظى بالاحترام».
وأضاف: «هذا الجانب يمثل مشكلة بالنسبة لي؛ لكونهم يعتبرون المسيحيين ضيوفاً - نحن لسنا ضيوفاً - نحن جزء من هوية المدينة».
وقال إن المجتمع المسيحي يتعرض لضغوط متزايدة بسبب توسع المستوطنين اليهود في المنطقة التي تحيط بالبلدة القديمة في القدس وجبل الزيتون.
وقال بطريرك اللاتين: «نرى أن هناك نية لتطويق الحوض المقدس، الذي يضم البلدة القديمة وجبل الزيتون، بالمستوطنين». ومع ذلك، فإن الضغط الذي يشعر به المسيحيون في المدينة لم يخمد حماس الزوار الأجانب.
ومع تداخل الترانيم الكاثوليكية اللاتينية مع الترانيم العربية للأقباط على الجانب الآخر من ساحة كنيسة «القيامة»، قالت الطالبة الجامعية ميرال سدراك، إن الطوائف المسيحية المختلفة تعلمت المجيء معاً للاحتفال.
وأضافت ميرال: «أحياناً يكون الأمر صعباً؛ لأن كل أبرشية تصلي في منطقة مختلفة، وينتهي الأمر بالترنيم معاً، لكنها جميلة».
وأشارت إلى أنه «عندما يأتي الزوار، يبدو الأمر كما لو كان للكنيسة روح. ونحن كمسيحيين، أعدادنا صغيرة، لذلك عندما نرى الزوار، نشعر بأننا جزء من شيء أكبر، نحن مهمون».
«أحد الشعانين» في القدس... احتفال بطعم المعاناة
«أحد الشعانين» في القدس... احتفال بطعم المعاناة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة