نمو الصين متماسك مع معنويات مرتفعة

موظف يخرج من بوابة إحدى المصافي النفطية في مقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
موظف يخرج من بوابة إحدى المصافي النفطية في مقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT

نمو الصين متماسك مع معنويات مرتفعة

موظف يخرج من بوابة إحدى المصافي النفطية في مقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
موظف يخرج من بوابة إحدى المصافي النفطية في مقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

أظهرت بيانات رسمية يوم الجمعة، تباطؤ وتيرة نمو نشاط التصنيع في الصين في مارس (آذار)، الأمر الذي يلقي بظلال من الشك على قوة تعافي القطاع الصناعي بعد «كوفيد» في ظل ضعف الطلب عالمياً. أما قطاع الخدمات فقد كان أقوى ونما نشاطه بأسرع وتيرة فيما يقرب من 12 عاماً، بعد أن عزز الإلغاءُ المعلن في ديسمبر (كانون الأول) لسياسة «صفر كوفيد»، التي كانت الصين تتبعها، أنشطةَ النقلِ والسكنِ والتشييد.
ووفقاً للمكتب الوطني الصيني للإحصاء، فقد جاء المؤشر الرسمي لمديري المشتريات بالقطاع التصنيعي في الصين لشهر مارس عند 51.9 نقطة مقابل 52.6 في فبراير (شباط). ويعني هذا أن القراءة لا تزال فوق عتبة الخمسين نقطة التي تفصل بين النمو والانكماش في النشاط على أساس شهري. وتجاوز ذلك بشكل طفيف ما توقعه الخبراء الاقتصاديون في استطلاع أجرته «رويترز» عند 51.5 نقطة، وأدى إلى تعزيز اليوان مقابل الدولار. وكانت قراءة فبراير عكست أسرع وتيرة نمو في أكثر من عقد.
كما تحسنت ثقة السوق بشكل ملحوظ. وجاء مؤشر توقعات الأعمال عند 55.5 نقطة مع تفاؤل مشترك من قبل الصناعات التي شملها الاستطلاع جميعها. وانتعش النشاط الاقتصادي في الصين في يناير (كانون الثاني) وفبراير بعدما قاد الاستهلاك والاستثمار في البنية التحتية إلى تحقيق تعافٍ بعد الاضطرابات التي تسببت فيها سياسات مكافحة «كوفيد - 19».
وذكر مكتب الإحصاء، في بيان، أن الشركات تواجه تحديات، من بينها ضعف الطلب، ومحدودية رأس المال المتاح، وارتفاع تكاليف التشغيل، وأشار إلى الحاجة لتعزيز أسس التعافي الاقتصادي بشكل أكبر.
وبينما بدأت معنويات الأعمال والمستهلكين في الانتعاش، لا يزال قطاع التصنيع تحت الضغط وسط تباطؤ الطلب العالمي واستمرار ارتفاع التكاليف. كما أن أية تداعيات لأزمة الثقة الأخيرة في القطاع المصرفي العالمي يمكن أن تؤثر أيضاً في الطلب على السلع الصينية، الأمر الذي يزيد الضغط على شركات التصنيع. وهبط المؤشر الفرعي لطلبات التصدير الجديدة إلى 50.4 نقطة مقابل 52.4 في فبراير، بما يعكس ضعف الطلب الخارجي.
وعلى النقيض، قفز مؤشر مديري المشتريات خارج القطاع الصناعي إلى 58.2 نقطة مقابل 56.3 في فبراير، ليصل إلى أعلى مستوى منذ مايو (أيار) 2011 بدعم من تعافي قطاع الخدمات. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن تشاو تشينغ خه، كبير الإحصائيين بالهيئة الوطنية للإحصاء، قوله إن مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعات التحويلية استمر في التوسع في مارس، وإن كان بوتيرة أبطأ بسبب المؤشر المرتفع للشهر الماضي، ما يشير إلى انتعاش مطرد للنمو الاقتصادي الصيني.
وبلغ مؤشر الإنتاج ومؤشر الطلبات الجديدة 54.6 و53.6 نقطة على التوالي، وكلاهما أعلى بكثير من خط الازدهار والكساد. ومن بين 21 صناعة شملها الاستطلاع، شهدت 13 صناعة توسعاً مستقراً على أساس شهري. وبلغ مؤشر مديري المشتريات للمؤسسات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة 53.6 و50.3 و50.4 نقطة على الترتيب، وجميعها في نطاق التوسع.


مقالات ذات صلة

مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره الفرنسي جان نويل بارو في الرياض (واس)

فيصل بن فرحان يناقش التطورات اللبنانية مع نظيريه الفرنسي والأميركي

ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

جيرمان: 3 عوامل رئيسية جاذبة للاستثمارات في الرياض

لوران جيرمان متحدثاً للحضور في المنتدى الاستثماري السعودي - الفرنسي (الشرق الأوسط)
لوران جيرمان متحدثاً للحضور في المنتدى الاستثماري السعودي - الفرنسي (الشرق الأوسط)
TT

جيرمان: 3 عوامل رئيسية جاذبة للاستثمارات في الرياض

لوران جيرمان متحدثاً للحضور في المنتدى الاستثماري السعودي - الفرنسي (الشرق الأوسط)
لوران جيرمان متحدثاً للحضور في المنتدى الاستثماري السعودي - الفرنسي (الشرق الأوسط)

قال رئيس الجانب الفرنسي في مجلس الأعمال السعودي - الفرنسي، ورئيس أرباب العمل الفرنسيين «ميديف» لوران جيرمان، إن شركات بلاده تنظر إلى المملكة شريكاً حقيقياً، وتستثمر في السعودية لـ3 عوامل رئيسية، أولها رؤية سياسية قوية، ووجود مشاريع كبرى، إضافةً إلى وجود التمويل.

وبيَّن خلال كلمته في منتدى الاستثمار السعودي - الفرنسي، الثلاثاء، في الرياض، أن إحدى الشركات الفرنسية كانت مشاركة في مشروع «قطار الرياض» العملاق والذي جرى إطلاقه مؤخراً، مؤكداً أن الرياض لديها أحداث عالمية مهمة، وتتطلع الشركات الفرنسية المشاركة والاستثمار فيها.

واقترح جيرمان استحداث فريق عمل بين البلدين للتنسيق في الفعاليات المستضافة في المملكة والاستثمار فيها لضمان استدامتها، مبيناً أن الشركات الفرنسية تمضي نحو توطين الصناعات في المملكة.

وأضاف أن المملكة أكثر دولة استضافةً للوفود من «ميديف» كونها لديها أكبر عدد من المشاريع المستقبلية وللمساهمة في هذه الأهداف العملية لتكون السعودية قائدة في هذا المجال.