«الحرس الثوري» يُقر بمقتل ضابط له في دمشق... ويتوعد بالرد

ثاني ضربة إسرائيلية قرب العاصمة السورية في يومين

منشدون خلال حفلة بمدينة دمشق القديمة احتفاء بشهر رمضان المبارك في 27 مارس (أ.ف.ب)
منشدون خلال حفلة بمدينة دمشق القديمة احتفاء بشهر رمضان المبارك في 27 مارس (أ.ف.ب)
TT

«الحرس الثوري» يُقر بمقتل ضابط له في دمشق... ويتوعد بالرد

منشدون خلال حفلة بمدينة دمشق القديمة احتفاء بشهر رمضان المبارك في 27 مارس (أ.ف.ب)
منشدون خلال حفلة بمدينة دمشق القديمة احتفاء بشهر رمضان المبارك في 27 مارس (أ.ف.ب)

أقر «الحرس الثوري» الإيراني بمقتل أحد ضباطه في هجوم إسرائيلي قرب دمشق فجر أمس (الجمعة)، في ثاني ضربة من نوعها قرب العاصمة السورية خلال يومين. وفيما توعّد «الحرس» بالرد، يشير تكثيف الضربات الإسرائيلية على سوريا في الفترة الماضية، إلى إصرار الدولة العبرية على التصدي للوجود الإيراني القوي في هذه الدولة.
ولا تعلّق إسرائيل في العادة على التقارير عن ضرباتها في سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا» الرسمية عن بيان لـ«الحرس الثوري»، تأكيده مقتل الضابط ميلاد حيدري الذي قُدّم بوصفه أحد «المستشارين العسكريين للحرس الثوري في سوريا، إثر الهجوم العدواني الذي شنه الكيان الصهيوني على ريف دمشق» فجر الجمعة. ودان البيان «صمت» العالم إزاء «الانتهاك المستمر لسيادة ووحدة أراضي دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة»، مشدداً على أن إسرائيل «ستلقى الرد بلا شك على هذه الجريمة».
من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الضربة الجوية هي سادس هجوم تنفذه إسرائيل في سوريا هذا الشهر، مشيراً إلى مقتل 5 من ضباط «الحرس الثوري»، بينهم «قيادي من الصف الأول».
وتشن إسرائيل منذ سنوات، هجمات على ما تصفها بأهداف مرتبطة بإيران في سوريا، حيث نما نفوذ طهران منذ بدأت في دعم الرئيس بشار الأسد في الحرب التي اندلعت عام 2011. وتقول إيران إن ضباطها يؤدون دوراً استشارياً في سوريا بدعوة من حكومة دمشق. وقُتل عشرات من أفراد «الحرس الثوري» في سوريا خلال الحرب، من بينهم ضباط كبار، بحسب ما أوردت وكالة «رويترز».
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية السورية عن مصدر عسكري قوله إن إسرائيل أطلقت «رشقات من الصواريخ»، فأصابت «أحد المواقع في ريف دمشق» بعد منتصف الليل بقليل، لكنها لم تقدم مزيداً من التفاصيل. وأضاف المصدر: «تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت عدداً منها»، مشيراً إلى أن الضربات أسفرت عن بعض الخسائر المادية. ولم ترد تفاصيل عن سقوط ضحايا.
واتهمت وزارة الخارجية السورية في بيان الجمعة، إسرائيل، بـ«ارتكاب عدوان همجي جديد بالتنسيق مع المجموعات الإرهابية»، في إشارة إلى فصائل المعارضة. وأضافت أن «الاعتداءات المتكررة (...) تثبت بما لا يدع مجالاً للشك النوايا المبيتة ضد دمشق، بهدف إطالة الأزمة واستنزاف المقدرات السورية». واختتمت: «تؤكد سوريا أنها تقف على أهبة الاستعداد لمواجهة كل هذه التحديات والاعتداءات الفاشية».
وتتمركز جماعات مدعومة من إيران، مثل «حزب الله» اللبناني وفصائل عراقية مسلحة، في مواقع حول العاصمة وفي شمال سوريا وشرقها وجنوبها.
وذكرت وسائل الإعلام السورية أن الهجوم الجديد يأتي بعد ضربة نُفذت ليلة الخميس، وأسفرت عن إصابة جنديين.
ونقلت «رويترز» عن مصدر تابع لفصائل المعارضة السورية، أن الضربة التي وقعت الخميس، أصابت سيارة تحمل أفراداً عسكريين موالين لإيران بالقرب من مبنى أمني سوري.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان عبر الإنترنت الجمعة، إن إيران «تندد بشدة بهجومي الخميس وصباح الجمعة، من قبل النظام الحاكم الصهيوني المعتدي على بعض المراكز في دمشق وضواحيها».
وضربة الليلة الماضية هي الأحدث في سلسلة ضربات مكثفة على نحو خاص في سوريا بدأت قبل شهر. وأفاد إحصاء لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي يراقب مجريات الحرب عبر مصادر على الأرض ويتخذ من بريطانيا مقراً له، بأن مارس (آذار) وحده، شهد ما لا يقل عن 6 ضربات. وفي 22 مارس، تسبب هجوم إسرائيلي في مدينة حلب بشمال سوريا، في تعطل خدمات مطار حلب لفترة وجيزة. وقالت مصادر مخابرات إقليمية إن الضربة أصابت مخزن أسلحة إيرانياً.
وأطلقت جماعات مدعومة من إيران بعد ذلك، طائرات مسيّرة مسلحة على قاعدة تستضيف قوات أميركية في محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، مما أسفر عن مقتل متعاقد أميركي وإصابة آخر، بالإضافة إلى إصابة عدة جنود.
وردت الولايات المتحدة بضربات جوية على منشآت في شرق سوريا قالت إنها تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني.
وقالت الولايات المتحدة الخميس، إن 6 جنود عانوا من إصابات دماغية خلال الهجمات المتبادلة الأسبوع الماضي.
وأدى هذا التبادل للهجمات وتكثيف الضربات الإسرائيلية إلى إعادة دور إيران في سوريا إلى بؤرة التركيز من جديد، وسلط الضوء على سوريا بصفتها لا تزال مسرحاً لصراع إقليمي ودولي على الرغم من تطبيع العلاقات في أماكن أخرى.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

إيران تعتقل مغنية بثت حفلاً على «يوتيوب» دون حجاب

عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
TT

إيران تعتقل مغنية بثت حفلاً على «يوتيوب» دون حجاب

عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

اعتقلت السلطات الإيرانية مغنية بعد أن أدت حفلاً افتراضياً على «يوتيوب»، حسبما أفاد محامٍ.

وقال ميلاد بناهيبور، المحامي الإيراني، إن باراستو أحمدي (27 عاماً)، اعتُقلت في مدينة ساري، عاصمة محافظة مازندران الشمالية، يوم السبت.

يوم الخميس، أقامت السلطة القضائية قضية تتعلق بأداء باراستو أحمدي في الحفل؛ حيث غنت مرتدية فستاناً أسود طويلاً بلا أكمام ولا ياقة ودون حجاب، وكان برفقتها 4 موسيقيين ذكور.

ونشرت باراستو أحمدي حفلها على «يوتيوب» قبلها بيوم، قائلة: «أنا باراستو، فتاة تريد أن تغني للناس الذين تحبهم. هذا حق، الغناء لأرض أحبها بشغف». وقد تمت مشاهدة الحفل الافتراضي أكثر من 1.4 مليون مرة.

قال بناهيبور، لوكالة «أسوشييتد برس»: «للأسف، لا نعرف التهم الموجهة ضد باراستو أحمدي، أو من اعتقلها، أو مكان احتجازها، لكننا سنتابع الأمر من خلال السلطات القانونية».

وأضاف أن اثنين من الموسيقيين في فرقة أحمدي، هما سهيل فقيه نصيري وإحسان بيرغدار، اعتُقلا في طهران يوم السبت.

شهدت إيران احتجاجات في عام 2022 بعد وفاة مهسا أميني (22 عاماً)، بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق في البلاد بسبب عدم ارتدائها الحجاب.