أثار المسلسل المصري «علاقة مشروعة»، الذي يعرض عبر قناة «dmc» في موسم دراما رمضان الحالي، اهتمام المشاهدين المصريين، وما بين انتقاده بسبب تعدد حالات «الخيانة المتشابكة» ضمن أحداثه، والإشادة به بسبب قصته المشوقة، دارت معظم تعليقات المتابعين له على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتدور قصة المسلسل في إطار تشويقي حول رجل الأعمال «عمرو» (ياسر جلال)، المتزوج من «عاليا» (داليا مصطفى)، تتمتع الأسرة بالسعادة والاستقرار، إلا أنه يفاجأ بإقدام صديقه «أكرم» (مراد مكرم) على الانتحار بسبب رفض طليقته «بثينة» (مي عمر) التي يعشقها الرجوع إليه، ويتدخل «عمرو» وزوجته للصلح بينهما، لكن تكون المفاجأة حين يأتي مشهد تلتقي فيه «بثينة» بـ«عمرو» تبلغه بحملها منه، وتتوالى الأحداث.
من هنا، فإن الخيانة المزدوجة هي سمة ارتبطت بالمسلسل، لا سيما أنها تتعارض مع عنوانه «علاقة مشروعة»، حسب بعض المتابعين الذين تمحورت تعليقاتهم حول «أن العمل يُفقد الثقة في الجميع» و«أنه يركز على علاقات مشوهة»، وذلك باعتبار أن «عمرو» خان زوجته وتزوج من صديقتها بثينة «مي عمر»، كما أنه خان أيضاً صديقه حين تزوج سراً من طليقته، حسب وصفهم، متظاهراً طوال الوقت بأنه يحاول إزالة التوتر بينهما، في حين أن «بثينة» تخون صديقتها وطليقها الذي تتظاهر أمامه بإمكانية عودتها إليه مستقبلاً.
وتحفل الأعمال السينمائية المصرية بنماذج كثيرة للخيانة الزوجية، ودار الكثير منها حول حب الزوج لصديقة زوجته، من أبرزها فيلم «الحب الضائع» المأخوذ عن رواية طه حسين، ويعد من أيقونات السينما المصرية، كما أصبحت الخيانات واحدة من القصص التي صارت تتكرر على نطاق واسع في الدراما التلفزيونية المصرية، على غرار «دنيا تانية» و«اللي مالوش كبير» و«ضد الكسر»، وكلها كانت مع صديقات الزوجة أيضاً.
وفي هذا الموسم تحقق المؤلفة سماح الحريري حضوراً فاعلاً في دراما الخيانة عبر مسلسل «علاقة مشروعة»، الذي تصدر الترند من خلال طرح قضية شائكة تتقاطع فيها خيوط الخيانة، وتقول لـ«الشرق الأوسط»، «إن الخيانة كانت من جانب البطل عمرو لزوجته ولصديقه، لكن بثينة لا تُصنف خائنة لزوجها، لأن الطلاق قد وقع بينهما، وهي ربما تخدعه بأنها تنوي العودة إليه في حين أنها متزوجة من عمرو، وذلك لعجزها عن مواجهة أكرم بسبب حبه الجنوني لها. أما عمرو فهو بالفعل خائن لزوجته ولصديقه، لكننا هنا نتناول الإنسان العادي، الذي من الممكن أن يخطئ، رغم أن شخصيته في الأساس تتمتع بحسن الخلق والالتزام بالمبادئ في عمله وحياته الشخصية».
ويشير المسلسل، حسب الحريري، إلى «أن الضعف الإنساني ليس له قانون، وأن الإنسان مهما كان لديه مبادئ من الممكن أن يقع في الخطأ، ولا بد أن يكون منتبهاً إلى ذلك حين يحاول البعض جره إلى الخيانة، لا سيما أن بثينة عرفت كيف توقعه في شباكها، وتسيطر عليه، وتسرقه من زوجته وحياته وتفاصيله».
وأردفت: «لا يعني ذلك أن المسلسل يبرر ضعف الرجل، أو يلقي بالمسؤولية على غواية المرأة، بالعكس إننا نتناول الخطأ بكل أبعاده ونقوم بتشريحه وتفنيد كل الحجج التي يسوقها الخائن، كي نصل بالمشاهد إلى نتائجه، فيتسلل الخوف إلى الناس من الوقوع في بئر هذه الخيانات». وتضيف أن «العمل يؤكد أنه برغم (حلاوة) البدايات في الخيانة إلا أنها سعادة مؤقتة وزائفة تدمر صاحبها، وذلك ما ستكشف عنه الحلقات القادمة فلا داعي للتعجل».
ونفت الحريري أن يكون انشغال الزوجة بمرض والدتها وببيتها وأولادها مبرراً للخيانة ضمن أحداث العمل: «لا ترمي القصة إلى إلقاء اللوم على الزوجة لانشغالها عن زوجها لفترة ما، بل على العكس من ذلك إنه يرسخ فكرة أنه من الطبيعي أن تشهد الحياة الزوجية انشغال أحد الطرفين بعمله أو تربية الأبناء أو أي مسؤوليات عائلية خلال مرحلة ما من حياتهما الزوجية، وأن على الطرف الثاني أن يقدر ذلك حفاظاً على مصلحة الأسرة، وهي نقطة حساسة للغاية تعمدت التطرق إليها لأنها دوماً تشكل (المبرر الجاهز) للخيانة».
وترى أن «ما يحدث هو نوع من الفتور أو الفراغ يشعر به أحد الطرفين، وحين يظهر طرف ثالث يحاول سد هذا الفراغ واستغلال الفتور، فإن الخائن يستسلم، وذلك هو ما ينبه إليه العمل». وتابعت: «وإذا كان على مستوى الشرع لا يوجد خطأ في تصرف عمرو، فإنه على المستويين الاجتماعي والنفسي هناك خطأ كبير لأنه أمر غير مقبول في المجتمع المصري، لا سيما أن بثينة صديقة للزوجة وعمرو صديق لأمجد».
ويحمل العمل رسالة قوية لكل زوجين، وفق الحريري: «أقول للمنتقدين إن الخيانة موجودة في كل الطبقات الاجتماعية، والمسلسل لا يدعو إليها أو يجملها، إنما يوجه رسالة أن فكرة الخيانة أو الزواج الثاني تشيران إلى أن عالم الرجل يختل، كما يقدم الحل وهو الحوار المستمر بين الزوجين، ومحاولة التقارب بينهما مهما كانت الظروف، فهو ينتصر للأسرة، كما يتصدى للعنف ضد المرأة».
مسلسل «علاقة مشروعة»... ثيمة نمطية للتحذير من «الخيانة الزوجية»
مؤلفة العمل قالت إن الضعف الإنساني ليس له قانون
مسلسل «علاقة مشروعة»... ثيمة نمطية للتحذير من «الخيانة الزوجية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة