القاهرة تعزز جهود تطوير التعليم الفني بشراكات دولية

توسعات في مدارس «التكنولوجيا»... وتدريس اللغة الإيطالية بداية من عام 2024

وزير التعليم المصري أثناء توقيع اتفاق المدارس التكنولوجية (وزارة التربية والتعليم المصرية)
وزير التعليم المصري أثناء توقيع اتفاق المدارس التكنولوجية (وزارة التربية والتعليم المصرية)
TT

القاهرة تعزز جهود تطوير التعليم الفني بشراكات دولية

وزير التعليم المصري أثناء توقيع اتفاق المدارس التكنولوجية (وزارة التربية والتعليم المصرية)
وزير التعليم المصري أثناء توقيع اتفاق المدارس التكنولوجية (وزارة التربية والتعليم المصرية)

عززت مصر جهودها في مجال تطوير التعليم الفني والتطبيقي، عبر شراكات دولية، ومزيد من التعاون مع القطاع الخاص في مشروعات دعم التعليم. ووقّعت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني المصرية، خمس اتفاقيات تستهدف إنشاء مدارس دولية للتكنولوجيا التطبيقية في أربع محافظات. وجاء القطاع الخاص شريكاً في خطة الوزارة التوسعية هذه ممثلاً في مشروع «قوى عاملة مصر» المموّل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وشركات القطاع الخاص.
وأعرب الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري، في تصريحات على هامش توقيع الاتفاقيات (مساء الاثنين)، عن «اهتمام مصر بالمدارس التطبيقية والتعليم الفني»، مشيراً إلى أن «هذا الاتجاه يعدّ جزءاً من (رؤية مصر 2030) التي تسعى إلى تعزيز القدرات، والمواهب للحاق بمسارات التنافسية، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي».
ويوجد في مصر أربعة أنواع من المدارس الثانوية الفنية تشمل التجاري، والفندقي، والزراعي، والصناعي، إضافة إلى طرح مدارس فنية بالشراكة مع القطاع الخاص، وصل عددها إلى 42 مدرسة في 2022، حسب تصريح تلفزيوني أدلى به الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفني، سبتمبر (أيلول) الماضي. ضمت هذه النماذج التعليمية تخصصات تطبيقية متنوعة، مثل مدرسة الضبعة النووية، وكذلك مدرسة «وي» للاتصالات، و«السويدي»، و«المجمع التكنولوجي المتكامل»، و«إيجبت جولد للحلي»، وغيرها من التخصصات. مدة الدراسة ثلاث سنوات ويُمنح الطالب شهادة معتمدة تتيح له إمكانية العمل مباشرة، أو الالتحاق بالكليات التطبيقية الخاصة بمجال تعلمه.
حسب تصريحات مجاهد، «زاد الإقبال على التعليم الفني خلال العام الدراسي الماضي، حتى تخطى عدد طلاب المدارس الفنية والتطبيقية مليوني طالب».
من جانبها، أشارت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية، خلال حضورها توقيع اتفاقيات مدارس التكنولوجيا التطبيقية، إلى أن «الدولة تسعى إلى مزيد من تعميق مشاركة القطاع الخاص في مجالات التعليم، لا سيما أنه يشغل 80 في المائة من القوى العاملة المصرية». وقالت، إن «تطوير التعليم الفني هو محور من خطة الإصلاح الاقتصادي التي انطلقت في 2016، ويستهدف تقليل الفجوة بين مخرجات العملية التعليمية ومتطلبات سوق العمل، بتوسيع التخصصات البينية».
وأضافت وزيرة التخطيط المصرية، أن «الدولة تسعى إلى إشراك القطاع الخاص في المنظومة التعليمية، من خلال إتاحة الأراضي المملوكة للدولة وغير مستغلة للمستثمر لإقامة مدارس، على أن يتم ذلك بالتنسيق مع (صندوق مصر السيادي)».
من جانبه، قال الدكتور عمرو بصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني، ومدير وحدة تشغيل مدارس التكنولوجيا التطبيقية، إن «التعليم الفني ظل لسنوات حبيس صورة ذهنية غير منصفة». وأضاف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «مدارس التعليم الفني لم تعد خياراً لمن فاتته فرصة الثانوية العامة، بل باتت وسيلة لتأهيل الطلاب لسوق العمل، كلٍ حسب قدراته».
ويرى بصيلة، أن الصورة الذهنية لدى أولياء الأمور والطلاب عن التعليم الفني «تغيرت في ظل الجهود التي بُذلت لتوفير بيئة تعلم محفزة، كذلك توسيع نطاق فرص التدريب للمدرسين، حتى تؤهل مدارس التعليم الفني الطلاب لسوق العمل».
وعن دخول القطاع الخاص شريكاً، أوضح بصيلة، أن «فكرة شراكة القطاع الخاص تعود لعام 1996، لا سيما أن القطاع الخاص معني بتوفير طلاب قادرين على المنافسة، ومن هنا ساهموا في تطوير قطاع التعليم الفني»، متوقعاً أن «تشهد الشراكة مع القطاع الخاص توسعات لاحقاً».
في إطار تعزيز التعليم الفني أيضاً، أعلن وزير التربية والتعليم، (الاثنين)، عزم الوزارة تعميق سبل التعاون بين مصر وإيطاليا في مجال التعليم الفني، لا سيما أن ثمة شراكة تمتد لسنوات كانت قد انطلقت بين البلدين في هذا الصدد ممثلة في المدرسة الفنية «دون بوسكو» فضلاً عن مجمعات التعليم التكنولوجي المتكامل الموجودة في الفيوم وأبو غالب في محافظة الجيزة.
وحسب بيان صدر من الوزارة، فإنه «تم الاتفاق مع الجانب الإيطالي على تدريس اللغة الإيطالية للطلاب المصريين كلغة اختيارية في المدارس الحكومية للعام الدراسي 2024 - 2025، فضلاً عن التوسع في دعم مدارس التكنولوجيا التطبيقية وتقديم منح تدريبية للمدرسين».
وثمّن الدكتور مصطفى النشار، العميد الأسبق لكليتي التربية ورياض الأطفال بجامعة القاهرة، الشراكات الدولية التي تسعى لها مصر بغرض تعزيز التعليم الفني والتطبيقي. وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «الشراكات الدولية باتت سبيلاً فعالاً في تطوير التعليم، لا سيما الفني، وإيطاليا بشكل خاص لها تجربة ملهمة في هذا الصدد». وأضاف، أن «نقل تجربة مدرسة (دون بوسكو) إلى القاهرة أثبت قيمته على مدار سنوات، كل عام يتم تقديم منح دراسية للطلبة والخريجين لاستكمال الدراسات في إيطاليا، ويحصلون على إقامات وفرص عمل، كما أن هذا النموذج ساعد في دمج الثقافات المتوسطية». ويرى النشار، أن اهتمام مصر بالتعليم الفني هو «السبيل لتضييق الفجوة بين مهارات الخريجين واحتياجات سوق العمل».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
TT

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)

تشهد العاصمة بكين جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين، على مستوى وزيري خارجية البلدين، وذلك لتعميق التعاون، وتبادل الرؤى بشأن المستجدات الإقليمية والدولية.

ووصل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى بكين، مساء الأربعاء، وأشارت وزارة الخارجية المصرية في إفادة لها، إلى «عقد الجولة الرابعة من آلية الحوار الاستراتيجي بين مصر والصين».

والتقى عبد العاطي، الخميس، رموز الجالية المصرية في الصين، وأبرز اعتزاز بلاده بأبناء الجاليات المصرية في الخارج؛ «نظراً لدورهم المهم في تعزيز روابط الصداقة مع مختلف الدول، بما يسهم في توطيد تلك العلاقات حكومة وشعباً، خصوصاً مع شريك اقتصادي مهم مثل الصين».

وحثّ الوزير عبد العاطي، رموز الجالية المصرية في بكين، للمشاركة في النسخة المقبلة من «مؤتمر المصريين بالخارج» في أغسطس (آب) 2025، والذي من المقرر أن يشارك فيه عدد من الوزراء، بما يجعله بمثابة «منصة للحوار المستمر بين الجاليات المصرية في الخارج والوزارات الخدمية»، وفق «الخارجية المصرية».

وتُقدر عدد الشركات الصينية العاملة في مصر بنحو 2066 شركة في قطاعات متنوعة، ويصل حجم استثماراتها إلى نحو 8 مليارات دولار، وفق تصريح لنائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار المصرية، ياسر عباس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 50.8 جنيه في البنوك المصرية).

الرئيس الصيني خلال استقبال نظيره المصري في بكين مايو الماضي (الرئاسة المصرية)

ووفق نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس «جمعية الصداقة المصرية - الصينية»، السفير على الحفني، فإنه «لدى مصر والصين حرص دائم على تعميق العلاقات، واستمرار التشاور فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، تعكس الإرادة المستمرة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بين البلدين».

وأعلن الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والصيني شي جينبينغ، في بكين، مايو (أيار) الماضي، عن تدشين عام «الشراكة المصرية - الصينية» بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

وأكد الحفني أن «(الحوار الاستراتيجي المصري - الصيني) يأتي في ظل مناخ إقليمي ودولي مضطرب»، عادّاً أن «الحوار ضروري بين القاهرة وبكين، من منطلق وضع الصين قوةً دولية، وعضواً دائماً بمجلس الأمن الدولي، وبهدف تنسيق المواقف بشأن التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والمستجدات في غزة ولبنان وسوريا والسودان ومنطقة البحر الأحمر».

وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي» في مايو الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».

ويرى خبير الشؤون الآسيوية في المجلس المصري للشؤون الخارجية، ضياء حلمي، أن «الملفات الإقليمية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، تتصدر أولويات زيارة وزير الخارجية المصري لبكين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط، والتوترات التي تشهدها دول المنطقة، تفرض التنسيق المصري - الصيني في هذه المرحلة، وإطلاع الجانب الصيني على ما تقوم بها مصر على الصعيد السياسي، للتهدئة في المنطقة».

وأشار حلمي إلى أن هناك تقارباً في المواقف المصرية - الصينية تجاه صراعات المنطقة، وضرورة التهدئة، لافتاً إلى أن «الملفات الاقتصادية تحظى باهتمام من جانب الدولة المصرية لزيادة حجم الاستثمارات الصينية، ورفع معدلات التبادل التجاري بين الجانبين».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 13.9 مليار دولار خلال 2023، مقابل 16.6 مليار دولار خلال عام 2022، وفق إفادة جهاز التعبئة والإحصاء المصري، في مايو الماضي.