جرس إنذار: التكالب على السيولة في ذروة 3 أعوام

مئات من صناديق الاستثمار مهددة بفقدان التصنيف

بائع خضار في سوق بالعاصمة السريلانكية (أ.ف.ب)
بائع خضار في سوق بالعاصمة السريلانكية (أ.ف.ب)
TT

جرس إنذار: التكالب على السيولة في ذروة 3 أعوام

بائع خضار في سوق بالعاصمة السريلانكية (أ.ف.ب)
بائع خضار في سوق بالعاصمة السريلانكية (أ.ف.ب)

يتوقع المحللون الاقتصاديون في مجموعة «بنك أوف أميركا» المصرفية الأميركية تراجعاً كبيراً في أسعار الأسهم والسندات خلال الشهور المقبلة في ظل اندفاع المستثمرين نحو تجميع السيولة النقدية بصورة لم تحدث منذ جائحة فيروس «كورونا المستجد» عام 2020.
وقال فريق المحللين بقيادة ميشيل هارتنت، في تقرير حمل تاريخ الخميس، إن «أسواق الأسهم والائتمان لديها نهم شديد لخفض أسعار الفائدة ولا تخشى الركود بما يكفي»، مضيفاً أن الأسهم والسندات ذات التصنيف الائتماني الجيد ستتعرض لضربة خلال الشهور الثلاثة أو الستة المقبلة.
وذكرت «بلومبرغ» أن أسواق المال الأميركية على الحافة حالياً في ظل انهيار عدد من البنوك الأميركية وتعثر بنك «كريدي سويس». ومع ذلك لم تتراجع البنوك المركزية الكبرى بما في ذلك «مجلس الاحتياطي الفيدرالي» عن مواصلة زيادة سعر الفائدة لكبح جماح التضخم.
وبحسب تقرير «بنك أوف أميركا»، بلغ حجم التدفقات النقدية العالمية خلال أسبوع حتى الأربعاء الماضي نحو 143 مليار دولار، وهو أكبر معدل لتدفقات السيولة منذ مارس (آذار) 2020، بعد تدفقات بلغت نحو 300 مليار دولار خلال الأسابيع الأربعة السابقة.
وارتفع إجمالي قيمة أصول سوق إدارة الأموال لأكثر من 5.1 تريليون دولار، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق. وتزامنت الزيادات السابقة في قيمة هذه الأصول مع تخفيضات أسعار الفائدة الأميركية عامي 2008 و2020.
وقال هارتنت، إنه من المحتمل اتجاه «مجلس الاحتياطي الفيدرالي» نحو خفض سريع للفائدة خلال الـ12 شهراً المقبلة، لكن المجلس لن يبدأ هذا الخفض قبل بدء انكماش أعداد الوظائف.
كما ذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» الاقتصادية أن مئات من صناديق الاستثمار في العالم على وشك فقدان تصنيفها كصناديق ملتزمة بمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية من شركة «إم إس سي آي» لإدارة المؤشرات المالية، كجزء من عملية تغيير شاملة لمنهج الشركة في التقييم.
وأضافت الصحيفة أن «إم إس سي آي» تعتزم أيضاً خفض تصنيف الحوكمة البيئية والاجتماعية لآلاف الصناديق، استناداً إلى بحث غير منشور لشركة «آي شيرز» التابعة لمجموعة الاستثمار المالي وإدارة الأصول الأميركية العملاقة «بلاك روك».
وذكرت «بلومبرغ» أن هذه التغييرات ستدخل حيز التطبيق بنهاية أبريل (نيسان) المقبل، وسيتم تطبيقها على كل الصناديق القابلة للتداول في البورصة، بالإضافة إلى صناديق الاستثمار المشتركة على مستوى العالم. وأضافت «بلومبرغ» أن هذه الخطوة تمثل أحدث تراجع في سوق الحوكمة البيئية والاجتماعية، وتأتي في ظل تزايد مخاوف السلطات التنظيمية والمؤسسات الاستثمارية من التراخي والتساهل الكبير في تصنيف الحوكمة البيئية والاجتماعية.
وخلال العام الماضي، تم شطب أصول بقيمة 175 مليار يورو (190 مليار دولار) من سوق الحوكمة البيئية والاجتماعية بأوروبا بعد تطبيق القيود الأوروبية الصارمة المعروفة باسم المادة رقم (9). في الوقت نفسه يتوقع باحثون في شركة «مورنينغ ستار» شطب جزء كبير من أصول صناديق الاستثمار القابلة للتداول المصنفة كملتزمة بمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية عند دخول تعديلات منهج التصنيف في «إم إس سي آي» حيز التطبيق الشهر المقبل.
وقالت شركة «إم إس سي آي» إن تغييراتها «ستؤدي إلى تقليل عدد الصناديق المصنفة عند درجة (إيه إيه إيه) أو (إيه إيه)، وستقلل التذبذب في تصنيفات صناديق الحوكمة البيئية والاجتماعية، وهي نتائج يدعمها عملاؤنا على نطاق واسع».


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
TT

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)

أعلن اتحاد الغرف السعودية تشكيل أول لجنة وطنية من نوعها للطاقة والبتروكيماويات تحت مظلة القطاع الخاص، لتعزيز مشاركته في صناعة سياسات هذا القطاع الحيوي وتنمية استثماراته.

ووفق بيان للاتحاد، تم انتخاب الدكتور جابر الفهاد رئيساً، وسعد العجلان نائباً للرئيس، وستعمل اللجنة بالتكامل مع الوزرات والهيئات ذات الصلة، والشركات الكبرى لتحقيق مستهدفات القطاع وتمكين المستثمرين السعوديين والأجانب من الفرص المتاحة.

يأتي ذلك في ظل التوقعات بأن تصل استثمارات قطاع البتروكيماويات إلى 600 مليار دولار بحلول عام 2030، وخطط الوصول إلى 50 في المائة من الطاقة المتجددة ومشاريعها الضخمة، إلى جانب فرص الاستثمار ببرامج توطين المحتوى بالطاقة التي تستهدف توطين 75 في المائة من القطاع.

ويمثل قطاع الطاقة السعودي المصدر الأساسي للطاقة عالمياً، ويُقدَّر أثره الاقتصادي بنسبة 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، كما يُعدّ محركاً رئيسياً لقطاعات حيوية كالصناعة والنقل والخدمات اللوجستية والتعدين وغيرها، وعاملاً أساسياً في دعم النمو الاقتصادي بالمملكة.

وبحسب البيان، يأتي تشكيل اللجنة متسقاً مع التوجهات الجديدة لاتحاد الغرف الرامية لمواكبة القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية في «رؤية 2030»، ومن ضمنها قطاع الطاقة، لفتح آفاق استثمارية جديدة بالقطاع.