انبعاثات الديزل تخنق أوروبا

مؤرقات مستمرة بالسيارات الكهربائية

سيارة يتم ملؤها بوقود الديزل في إحدى المحطات بمدينة برلين الألمانية (رويترز)
سيارة يتم ملؤها بوقود الديزل في إحدى المحطات بمدينة برلين الألمانية (رويترز)
TT

انبعاثات الديزل تخنق أوروبا

سيارة يتم ملؤها بوقود الديزل في إحدى المحطات بمدينة برلين الألمانية (رويترز)
سيارة يتم ملؤها بوقود الديزل في إحدى المحطات بمدينة برلين الألمانية (رويترز)

أفاد تقييم شامل للاختبارات والدراسات في السنوات القليلة الماضية، أجراها المجلس الدولي للنقل النظيف، بأن كمية أكسيد النيتروجين المنبعثة من العديد من سيارات الديزل في أوروبا مرتفعة للغاية.
يأتي التقييم بعد أن أوضحت محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي تعريف جهاز خداع اختبارات الانبعاثات المحظور، وتشير إلى أن العديد من المركبات قد تحمل مثل هذه الأجهزة. ووجدت الدراسة مستويات انبعاث النيتروجين «المشبوهة» فيما يتراوح بين 77 و100 في المائة من الاختبارات ومتوسطات المركبات، «مما يشير إلى الاستخدام المحتمل لجهاز خداع محظور».
ومن بين إجمالي 1400 اختبار تم إجراؤها في ظل إعدادات خاضعة للرقابة من قبل السلطات الحكومية، فإن 85 في المائة من الاختبارات على مركبات «يورو 5» و77 في المائة من الاختبارات على مركبات «يورو 6» تتجاوز عتبة الانبعاثات المشبوهة، حسبما ذكر المجلس الدولي للنقل النظيف في بيان.
ووجدت الدراسة معدلات مماثلة للاختبارات الحكومية التي أجريت في ظل ظروف العالم الواقعي.
وجاء في البيان: «تظهر نتائج الاختبارات المستقلة في العالم الواقعي أن ما يصل إلى 100 في المائة من متوسطات طرازات المركبات تتجاوز العتبة المشبوهة». وأضاف أنه تم «رصد انبعاثات أكسيد النيتروجين الشديدة في 40 إلى 75 في المائة من الاختبارات ومتوسطات المركبات، ما يشير إلى وجود جهاز خداع محظور بشكل شبه مؤكد».
وجاءت الدراسة بعد أن أوضحت محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي تعريف جهاز الخداع المحظور في سلسلة من الأحكام الأخيرة، مما حد من استخدامه في حالة وجود «مخاطر فورية فقط للضرر».
ولا تستند الأرقام إلى قاعدة بيانات اختبار كبيرة، بالإضافة إلى تقييمات ثانية لاختبارات الانبعاثات من قبل السلطات والمنظمات التي تعمل منذ عام 2016. وظهرت أخبار التلاعب بالديزل لدى شركة فولكسفاغن في عام 2015 فيما عرف باسم «ديزل غيت».
في المقابل، ورغم الإقبال على السيارات الكهربائية وتزايد أعدادها على الطرق في أوروبا، يزيد عدد الأعطال التي تسببها بطارية بدء التشغيل بقوة 12 فولت، التي تلعب دوراً رئيسياً في ضمان تشغيل السيارة الكهربائية بطريقة صحيحة.
وبحسب التقرير الإحصائي السنوي لمنظمة «أيه دي أيه سي» الألمانية العملاقة للسيارات، فإن مشكلات البطارية 12 فولت ما زالت السبب الأكثر تكراراً لأعطال السيارات الكهربائية. وقالت المنظمة إن دوريات نجدة الطريق التابعة لها أصلحت خلال العام الماضي 52 ألف عطل سيارات في ألمانيا، بما في ذلك السيارات الكهربائية والسيارات الهجين، مقابل 25 ألف عطل في العام السابق.
وفي الوقت نفسه، كان أكثر من 50 في المائة من الأعطال نتيجة لمشكلة في بطارية بدء التشغيل بقوة 12 فولت. وتلعب هذه البطارية المساعدة دوراً رئيسياً في تشغيل كل المكونات الكهربائية في أي سيارة كهربائية، وبشكل خاص المكونات المطلوبة لضمان تشغيل أنظمة الأمان والسلامة في السيارة.
يذكر أنه يتم شحن البطارية ذات الـ12 فولت في ظروف التشغيل العادية عبر محول كهربائي من البطارية الرئيسية التي تصل قوتها إلى 800 فولت، لكن الطاقة المطلوبة لعمل مختلف المكونات تتباين على نطاق واسع، وهذا يعني أن البطارية 12 فولت تحتاج إلى تخزين احتياطي للكهرباء حتى تستطيع توفير الطاقة للكثير من المكونات.
وبحسب تقرير صادر عن خدمة نقل السيارات المعطلة (فيكتوريا ريكفري) في بريطانيا، فإن احتمالات حدوث أعطال في عجلة القيادة والإطارات بالسيارات الكهربائية تزيد بمقدار ثلاثة أمثال، نظراً لزيادة وزن هذه السيارات مقارنة بالسيارات التقليدية.
وتزيد هذه النسبة على ضعف النسبة في السيارات التي تعمل بالديزل (السولار) والبنزين، والتي تمثل نحو 16 في المائة من إجمالي الأعطال التي حدثت في السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي خلال ثلاث سنوات.


مقالات ذات صلة

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

الاقتصاد خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

يتجه المصرف المركزي الأوروبي الخميس إلى إقرار رفع جديد لمعدلات الفائدة، وسط انقسام بين مسؤوليه والمحللين على النسبة التي يجب اعتمادها في ظل تواصل التضخم والتقلب في أداء الأسواق. ويرجح على نطاق واسع أن يقرّر المصرف زيادة معدلات الفائدة للمرة السابعة توالياً وخصوصاً أن زيادة مؤشر أسعار الاستهلاك لا تزال أعلى من مستوى اثنين في المائة الذي حدده المصرف هدفاً له.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

واجه وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، اقتراحا من قبل المفوضية الأوروبية لمنح دول التكتل المثقلة بالديون المزيد من الوقت لتقليص ديونها، بردود فعل متباينة. وأكد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر أن مقترحات المفوضية الأوروبية لمراجعة قواعد ديون الاتحاد الأوروبي «ما زالت مجرد خطوة أولى» في عملية الإصلاح.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنسبة بلغت 0,1 % في الربع الأول من العام 2023 مقارنة بالربع السابق، بعدما بقي ثابتا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2022، وفق أرقام مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات). بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي برمّته، انتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي بزيادة بلغت نسبتها 0,3 % بعد انخفاض بنسبة 0,1 % في الربع الأخير من العام 2022، وفق «يوروستات». وفي حين تضررت أوروبا بشدة من ارتفاع أسعار الطاقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما يغذي تضخما ما زال مرتفعا للغاية، فإن هذا الانتعاش الطفيف للنمو يخفي تباينات حادة بين الدول العشرين التي تشترك في العملة الموحدة. وخلال الأش

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

من المقرر أن تحصل دول الاتحاد الأوروبي المثقلة بالديون على مزيد من الوقت لتقليص الديون العامة، لتمكين الاستثمارات المطلوبة، بموجب خطط إصلاح اقترحتها المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: «نحتاج إلى قواعد مالية ملائمة لتحديات هذا العقد»، وأضافت «تمكننا الموارد المالية القوية من الاستثمار أكثر في مكافحة تغير المناخ، ولرقمنة اقتصادنا، ولتمويل نموذجنا الاجتماعي الأوروبي الشامل، ولجعل اقتصادنا أكثر قدرة على المنافسة». يشار إلى أنه تم تعليق قواعد الديون والعجز الصارمة للتكتل منذ أن دفعت جائحة فيروس «كورونا» - حتى البلدان المقتصدة مثل ألمانيا - إلى الا

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

الحكومة الأميركية تدافع أمام القضاء عن إلزام مالكي «تيك توك» ببيعه

شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
TT

الحكومة الأميركية تدافع أمام القضاء عن إلزام مالكي «تيك توك» ببيعه

شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)

في فصل جديد من المواجهة بين شبكة التواصل الاجتماعي الصينية «تيك توك» والحكومة الأميركية، قدمت وزارة العدل الأميركية الجمعة حججها إلى المحكمة الفيدرالية التي ستقرر ما إذا كان القانون الهادف إلى البيع القسري للتطبيق يتماشى مع الدستور أم لا.

واعتمد الكونغرس الأميركي في أبريل (نيسان)، قانوناً يجبر «بايتدانس»؛ الشركة المالكة لتطبيق «تيك توك»، على بيعه لمستثمرين غير صينيين خلال 9 أشهر، وإلا تواجه خطر حظرها في الولايات المتحدة.

ويرى التطبيق أن هذا القانون ينتهك حرية التعبير التي يكفلها الدستور الأميركي في التعديل الأول منه.

لكن الحكومة الأميركية تؤكد أن القانون يهدف إلى الاستجابة لمخاوف تتعلق بالأمن القومي، وليس إلى الحد من حرية التعبير، عادّة أن ليس بإمكان «بايتدانس» الاستفادة في هذه الحالة من الحماية التي ينص عليها التعديل الأول من الدستور.

ووفقاً للحجج التي قدمتها وزارة العدل الأميركية، تتعلق المخاوف بأن «بايتدانس» ملزمة على الاستجابة لطلبات السلطات الصينية في الوصول إلى بيانات المستخدمين الأميركيين، كما يمكن للتطبيق أيضاً فرض رقابة على محتوى معين على منصته أو تسليط الضوء على آخر.

وكتبت وزارة العدل في ملف حججها، أنه «نظراً لانتشار (تيك توك) الواسع في الولايات المتحدة، فإن قدرة الصين على استخدام ميزات (تيك توك) لتحقيق هدفها الأساسي المتمثل في الإضرار بالمصالح الأميركية يخلق تهديداً عميقاً وواسع النطاق للأمن القومي».

وذكر الملف أيضاً أن «تيك توك» يمنح بكين «الوسائل لتقويض الأمن القومي الأميركي» من خلال جمع كميات كبيرة من البيانات الحساسة من المستخدمين الأميركيين واستخدام خوارزمية خاصة للتحكم في مقاطع الفيديو التي يشاهدها المستخدمون.

وأضافت وزارة العدل الأميركية «يمكن التحكم بهذه الخوارزمية يدوياً». وتابعت: «موقعها في الصين من شأنه أن يسمح للحكومة الصينية بالتحكم سراً في الخوارزمية - وبالتالي تشكيل المحتوى الذي يتلقاه المستخدمون الأميركيون سراً».

علم الولايات المتحدة وأعلاه شعار التطبيق الصيني «تيك توك» (رويترز)

وردت الشركة المالكة لتطبيق «تيك توك» السبت بالقول إن «الدستور إلى جانبنا».

وعدّت الشركة أن «حظر تيك توك من شأنه إسكات أصوات 170 مليون أميركي، في انتهاك للتعديل الأول للدستور»، في إشارة إلى مستخدميه بالولايات المتحدة.

وأضاف التطبيق: «كما قلنا في السابق، لم تقدم الحكومة أبداً دليلاً على تأكيداتها»، بما في ذلك أثناء اعتماد القانون.

ولكن أوضح مسؤول أميركي أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تشعر بالقلق بشأن إمكانية قيام بكين «باستخدام تطبيقات الهاتف الجوال سلاحاً».

وشدّد المسؤول على أن «الهدف من القانون هو ضمان أنه يمكن للصغار والمسنين على حد سواء، وكل (الفئات العمرية) بينهم، استخدام التطبيق بكل أمان، مع الثقة في أن بياناتهم ليست في متناول الحكومة الصينية أو أن ما يشاهدونه لم تقرره الحكومة الصينية».

ورأى مسؤول في وزارة العدل الأميركية أن «من الواضح أن الحكومة الصينية تسعى منذ سنوات إلى وضع يدها على كميات كبيرة من البيانات الأميركية بأي طرق ممكنة، بينها هجمات سيبرانية أو شراء بيانات عبر الإنترنت، وتدرِّب نماذج من الذكاء الاصطناعي لاستخدام هذه البيانات».

ويرى «تيك توك» أن طلب بيع التطبيق «مستحيل ببساطة»، خصوصاً خلال فترة زمنية محدد.

وجاء في الشكوى المقدمة من «تيك توك» و«بايتدانس»، أنه «لأول مرة في التاريخ، اعتمد الكونغرس تشريعاً يستهدف منصة واحدة لفرض حظره على مستوى البلاد ومنع كل أميركي من المشاركة في مجتمع عالمي واحد يضم أكثر من مليار شخص».

وأكدت «بايتدانس» أنها لا تنوي بيع «تيك توك»، معتمدة المسار القضائي وصولاً إلى المحكمة العليا الأميركية، باعتباره الرد الوحيد لمنع الحظر في 19 يناير (كانون الثاني) 2025.

وظل «تيك توك» لسنوات في مرمى السلطات الأميركية لوضع حد لاستخدامه في البلاد.

وفي عام 2020، نجح «تيك توك» في تعليق قرار بحظره أصدرته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من خلال طلب استئناف. وعلّق قاضٍ القرار مؤقتاً، عادّاً أن الأسباب المقدمة للحظر مبالغ فيها، وأن حرية التعبير مهددة.

لكن يهدف القانون الأميركي الجديد إلى التغلب على الصعوبات التي تمت مواجهتها سابقاً.

ويرى خبراء أن المحكمة العليا قد تأخذ في الحسبان حججاً تشير إلى إمكانية تهديد التطبيق للأمن القومي يقدمها مسؤولون في الولايات المتحدة.

ولكن من الصعب حالياً تصور إمكانية استحواذ طرف آخر على «تيك توك»، حتى لو كانت «بايتدانس» منفتحة على إمكانية بيعه، إذ لم يتقدم أحد بالفعل لشرائه.

وليس من السهل توفر طرف لديه أموال كافية للاستحواذ على تطبيق يضم 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، وأكثر من مليار مستخدم في كل أنحاء العالم، في حين أن الشركات الرقمية العملاقة هي بلا شك الوحيدة التي تمتلك الإمكانات اللازمة للاستحواذ على التطبيق.