مجلس الوزراء اللبناني لبحث انعكاسات الأوضاع المالية على القطاعات

ميقاتي: لا تستطيع الحكومة القيام بدورها مع برلمان معطل وفراغ رئاسي

رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي (الشرق الأوسط)
رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي (الشرق الأوسط)
TT

مجلس الوزراء اللبناني لبحث انعكاسات الأوضاع المالية على القطاعات

رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي (الشرق الأوسط)
رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي (الشرق الأوسط)

استمر التجاذب اللبناني الداخلي حول انعقاد البرلمان والحكومة في ظل الفراغ الرئاسي، في ظل الرفض المسيحي لـ«تطبيع» الوضع القائم ومحاولة رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي فرض جلسات تشريعية وحكومية لتسيير أمور يعتبرانها ضرورية وملحة، فيما تعترض عليها الكتل المسيحية. ولا يبدو أن مسار الجلسة التشريعية سالكاً نتيجة امتناع عدد كبير من النواب والكتل المسيحية الرئيسية عن المشاركة، وهو ما بدا واضحاً من خلال تأجيل رئيس البرلمان نبيه بري جلسة هيئة مكتب المجلس التي كانت قد حددت الاثنين المقبل، وكان يفترض أن تسبق الدعوة لجلسة تشريعية، واستعيض عنها بجلسة للجان المشتركة للبحث في اقتراحات قوانين عدة منها، فتح اعتمادات لتغطية نفقات إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية لعام 2023.
أما ميقاتي فقد دعا إلى جلسة حكومية عنوانها «القضايا المعيشية والاجتماعية» للبحث في بند وحيد يتعلّق بعرض وزير المالية الوضعَين المالي والنقدي وانعكاساتهما على القطاعات المختلفة. وعمل حكومة تصريف الأعمال وجلساتها كانا حاضريْن في اللقاء الذي عقد، أمس، بين مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان ورئيسها نجيب ميقاتي الذي زار دار الإفتاء ورئيس البرلمان نبيه بري مهنئاً بشهر رمضان المبارك، مؤكداً أن حكومته تقوم بواجبها كاملاً، لكنه شدد على أنها لا يمكنها أن تقوم بدورها مع مجلس نيابي معطل وفراغ رئاسي.
وأمل ميقاتي بعد لقائه دريان «أن يكون شهر خير ويمن وبركة على اللبنانيين جميعاً وعلى المسلمين خصوصاً»، لافتاً إلى أنه تم البحث في الموضوعات العامة وشؤون الطائفة، متحدثاً عن «بعض الأفكار للقيام بلقاء في هذه الدار الكريمة لأركان الطائفة والمجلس الشرعي. كما تحدثنا أيضاً عن الموضوعات التي تهم المواطن بشكل خاص، ونحن نعلم ونعي تماماً الوضع المعيشي الصعب الذي يمر به كل لبنان».
وأضاف: «شرحت بإسهاب الواقع الذي نحن فيه، فنحن كحكومة نقوم بواجبنا كاملاً، وقد أرسلنا كل مشاريع القوانين إلى مجلس النيابي لإقرارها من أجل أن يكون ذلك بداية ورشة عملية وإصلاحات كبيرة على صعيد الدولة اللبنانية من أجل إعادة الحركة الاقتصادية الناشطة؛ لكي نستطيع إنقاذ ما نتمكن من إنقاذه رغم هذه الظروف الصعبة».
الموضوع نفسه كان حاضراً في اللقاء الذي جمع ميقاتي برئيس البرلمان، وقال ميقاتي بعد اللقاء: «تم البحث في الأمور العامة وخاصة ما ننوي التطرق إليه خلال جلسة مجلس الوزراء المنوي عقدها مطلع الأسبوع المقبل. كما ناقشت مع دولة الرئيس الأوضاع الصعبة التي يمر بها البلد وواقع المالية العامة، والواردات والمصاريف المطلوبة وزيادة الأجور للقطاع العام والمتقاعدين، وبحثنا هذا الموضوع بإسهاب، وهذا الأمر يجب أن يكون موازياً مع إقرار القوانين الإصلاحية الموجودة في أدراج مجلس النواب في أسرع وقت».
وأضاف: «لقد تم تأجيل انعقاد هيئة مكتب مجلس النواب لمزيد من البحث، ولإفساح المجال لإحالة بعض مشاريع واقتراحات القوانين على اللجان النيابية لدرسها، لتكون الجلسة المقبلة لمجلس النواب جلسة منتجة على صعيد إقرار القوانين».
وأكد ميقاتي أن وجهات النظر بينه وبين بري كانت متفقة، مضيفاً: «كنت صريحاً جداً بأن الأوضاع تقتضي ورشة طوارئ سريعة لإنقاذ البلد، لا نستطيع أن نبقى على ما هي عليه الأوضاع راهناً، ولا تستطيع الحكومة أن تقوم بدورها مع مجلس نيابي معطّل ومع عدم انتخاب رئيس للجمهورية»، مؤكداً أن «انتخاب الرئيس مسألة ضرورية وهو مدخل الحل، ومن ينتقد ما نقوم به اليوم على حسناته أو مساوئه فليذهب وينتخب رئيساً للجمهورية، فانتخاب الرئيس ضروري وانعقاد مجلس النواب لإقرار المشاريع الإصلاحية أيضاً».
ولفت إلى اجتماعه مع صندوق النقد الدولي، حيث كان بحث في المواضيع ومشاريع القوانين الموجودة في مجلس النواب التي يجب إقرارها، قائلاً: «نحن أمام ثلاثة خيارات؛ إما الاتفاق مع صندوق النقد، وإما أن نتفق مع بعضنا البعض، وإما ألا نتفق بتاتاً، وبدا واضحاً أننا اخترنا الخيار الأسوأ، وهو ألا نتفق بتاتاً»، سائلاً: «فمن هو المستفيد من هذا الواقع؟ المواطن هو الذي يدفع الثمن، وكل الطبقة السياسية مسؤولة عن ذلك».
وكانت القضايا المعيشية أيضاً محور الاجتماع الذي عقده، أمس، ميقاتي مع وفد من الاتحاد العمالي العام برئاسة بشارة الأسمر الذي لفت إلى أن الزيارة كانت لعرض معاناة الناس، وتبيان الكارثة التي تعيشها الطبقة العمالية في لبنان، إن في القطاع الخاص أو في القطاع العام». وقال: «الوضع لم يعد يحتمل، والارتفاع الجنوني بسعر صرف الدولار ينعكس سلباً على كل القطاعات، ويؤدي إلى المزيد من الإفلاسات، الشعب اللبناني أصبح مفلساً بكل قطاعاته، لذلك كان لا بد من وقفة، ونحن في الاتحاد العمالي العام كنا قاب قوسين أو أدنى من إعلان الإضراب الشامل المفتوح».
ولفت إلى أنهم تمنوا على ميقاتي «عقد اجتماعات متلاحقة للمسؤولين الماليين لمحاولة المعالجة، في ظل التلاعب المفرط في سعر الصرف»، معلناً أنهم تلقوا وعداً بتنفيذها. وأشار إلى أنه سيتم إقرار الزيادات التي اتفق عليها سابقاً في القطاع الخاص في جلسة للحكومة، على أن يتم البحث في زيادات أخرى، بما يتناسب مع الارتفاع المستمر في سعر صرف الدولار.
وتحدث عن زيادات ستعطى للقطاع العام والعسكريين بشكل حوافز يومية ورفع بدل النقل»، وأكد: «نتجه لأن تكون الرواتب والأجور في القطاع العام والخاص مرتبطة بشكل كلي بتطور سعر الدولار».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

اللبنانيون يتأقلمون مع الحرب عند حدودهم... ويعيشون حياتهم يوماً بيوم

مشاركون في عروض لمهرجان بيروت الدولي للرقص المعاصر (بايبود) الذي انطلق في بيروت بنسخته العشرين (أ.ف.ب)
مشاركون في عروض لمهرجان بيروت الدولي للرقص المعاصر (بايبود) الذي انطلق في بيروت بنسخته العشرين (أ.ف.ب)
TT

اللبنانيون يتأقلمون مع الحرب عند حدودهم... ويعيشون حياتهم يوماً بيوم

مشاركون في عروض لمهرجان بيروت الدولي للرقص المعاصر (بايبود) الذي انطلق في بيروت بنسخته العشرين (أ.ف.ب)
مشاركون في عروض لمهرجان بيروت الدولي للرقص المعاصر (بايبود) الذي انطلق في بيروت بنسخته العشرين (أ.ف.ب)

كانت المشاهد التي تم تداولها للبنانيين يرقصون على أنغام الموسيقى العالية، في حين تتطاير فوقهم صواريخ أطلقتها طائرات غربية لإسقاط مسيرات إيرانية استهدفت إسرائيل الأسبوع الماضي، نافرة في رأي الكثير ممن شاهدوها، لكنها في الوقت نفسه كانت تعبر عن تأقلم اللبنانيين الذين لا يعيشون في مناطق المواجهة مع الوضع القائم منذ أكثر من ستة أشهر، عندما دخل «حزب الله» على خط الحرب في غزة بعمليات تستهدف القوات الإسرائيلية على طول خط الحدود.

وتلاشى الخوف الذي دفع عدداً كبيراً منهم لمغادرة البلاد لفترة فور اندلاع المواجهات بين الحزب وإسرائيل، بمرور الوقت، حتى إن ما خزنوه خشية توسع الجبهات وانقطاع المواد الأولية لم يستخدموا شيئاً منه، لا بل عمد عدد منهم لتوزيعه على الأقارب.

وتقول رنا مطر (35 عاماً) إنها أقدمت فور اندلاع الحرب على شراء كميات كبيرة من الأرز والحليب والدواء، لكنها لم تستخدم شيئاً منها، وبقيت في الخزائن المخصصة للمواد التي يتم تجميعها لحالات الطوارئ، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنها أقدمت أخيراً على توزيع معظمها على الأقارب والمحتاجين، حتى ولو كانت تواريخ صلاحياتها تسمح باستخدامها بعد عام وأكثر.

وتضيف رنا: «يبدو واضحاً أنه لو كانت ستقع حرب كبيرة لوقعت، لكن هناك تفاهمات دولية كبيرة تمنع ذلك. من هنا عدنا لحياتنا الطبيعية منذ فترة».

والتأقلم الذي يعبر عنه كثيرون في معظم المناطق اللبنانية، خرقته أخيراً الخشية من اندلاع حرب إسرائيلية - إيرانية كبيرة في المنطقة، على خلفية قصف إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق ورد طهران عليها. وقد تسببت الأخبار وقتها بنشر الذعر في صفوف كثيرين.

ويشير زاهي الخطيب (55 عاماً) إلى أنه لم يشعر بخوف من اندلاع حرب كبرى كما شعر ليل السبت - الأحد الماضي، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أننا مررنا بوقت عصيب السبت. وها نحن أمام مطب جديد بانتظار الرد الإسرائيلي. نحن نعيش في أجواء توتر دائم، وفي (أكشن) متواصل لا ينتهي».

قلق في المناطق الحدودية

ويقر أهالي المناطق الحدودية الجنوبية التي تشهد مواجهات عنيفة بتأقلمهم مع أصوات القذائف والمسيرات، إلا أن بعضهم يبدو في حالة من الاستياء العارم، وبخاصة في بعض البلدات المسيحية التي لا تتعرض للقصف، لكنها تواجه تحديات كبرى.

وتقول إحدى النساء (66 عاماً) التي فضلت عدم كشف هويتها: «تم جرنا لحرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل. صبرنا وقلنا تنتهي هذه الدوامة خلال أسابيع أو أشهر، وإذا بها متواصلة منذ أكثر من 6 أشهر من دون أفق، وقد تستمر عاماً إضافياً». وتشير المرأة الستينية إلى أن معظم أهالي بلدتها غادروها، لكن هناك المئات الذين يتمسكون بالبقاء حفاظاً على أرضهم وأرزاقهم، «مع أن الوضع بات صعباً جداً في غياب كل مقومات الحياة».

«حياة طبيعية» في مناطق نفوذ «حزب الله»

أما الساكنون في مناطق نفوذ «حزب الله» في الجنوب فيعيشون حياة طبيعية. فالمطاعم والمقاهي في مدينة صور مثلاً تعج باستمرار بالرواد والزبائن. ويقول محمد ن. (24 عاماً)، العامل في أحد هذه المطاعم: «نحن خُلقنا لنتعايش مع الحروب والمشاكل، وبتنا خبراء في هذا المجال»، مضيفاً: «بالرغم من وجودنا في مكان قريب من ساحات المواجهة، فإننا نواصل حياتنا بشكل طبيعي».

زحمة في الضاحية

من جهتها، تشهد الضاحية الجنوبية لبيروت زحمة كبيرة منذ أشهر، وتعج محالها التجارية يومياً بالزبائن، مع نزوح الآلاف إليها من قرى الجنوب. فكثيرون انتقلوا إلى منازل يملكونها هناك أو حلوا ضيوفاً على أقاربهم.

وتقول ريما ح. (43 عاماً) التي تعيش في الضاحية، إن «الوضع أكثر من طبيعي، والزحمة تؤشر إلى ازدهار اقتصادي في منطقتنا. لكننا نخشى أن توسع إسرائيل قصفها ليشمل الضاحية، ونحن نستعد دائماً لأبشع السيناريوهات».

أما في مناطق جبل لبنان والقسم الكبير من مناطق بيروت، فكثير من السكان يبدون وكأنهم نسوا أن هناك حرباً قائمة جنوباً.

ويشير جوني رزق (47 عاماً) إلى أن «الوضع هنا أكثر من طبيعي، ولو لم نكن نتابع الأخبار ليلاً لنسينا أن هناك جبهة مفتوحة جنوباً مع إسرائيل». ويضيف: «هناك من أقحم نفسه في هذه الحرب وهو يدفع الثمن، وللأسف يجعل كل أهالي الجنوب يدفعون الثمن».

اللبناني يتناسى الحرب كي لا ينكسر

لكن، هل تأقلم اللبنانيين مع ما يجري واحتمال انفجار حرب شاملة تطالهم جميعاً، يدخل في باب السلبية واللامبالاة، أو الاعتياد، أو الاستسلام لقدر لا قدرة لهم على تغييره؟

تقول الدكتورة منى فياض، أستاذة علم النفس في الجامعة اللبنانية في بيروت، إن «لبنان مهدد بالحرب كل يوم، ومنذ سنوات، وبالتالي فإن اللبناني لا يستطيع أن يبقى مشدوداً مترقباً الانفجار، وإلا لكان انهار وانكسر منذ زمن»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «يتعامل مع الأمور على أن التهديدات مستمرة، ولكن كي يستمر يفترض أن يعيش حياة يومية طبيعية، لذلك نرى مظاهر السهر والاحتفالات للتعويض عن التهديدات المتواصلة والبؤس الذي يعيش اللبناني فيه».

وفي تفسيرها للتفاوت في ردود فعل اللبنانيين إزاء احتمال الحرب الشاملة، تقول فياض: «ليس هناك ثقافتان في لبنان: ثقافة موت وثقافة حياة، إنما مجموعة من اللبنانيين تمارس التهديد والقمع الآيديولوجي والديكتاتوري، ومجموعة أخرى مستسلمة».


«صحة غزة»: مقتل 34049 فلسطينياً منذ 7 أكتوبر

مسعفون يعالجون جريحاً في المستشفى الكويتي بغزة (أ.ب)
مسعفون يعالجون جريحاً في المستشفى الكويتي بغزة (أ.ب)
TT

«صحة غزة»: مقتل 34049 فلسطينياً منذ 7 أكتوبر

مسعفون يعالجون جريحاً في المستشفى الكويتي بغزة (أ.ب)
مسعفون يعالجون جريحاً في المستشفى الكويتي بغزة (أ.ب)

أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم السبت، أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 34049 فلسطينيا وإصابة 76901 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأضافت الوزارة في بيان نقلته وكالة «رويترز» أن 37 فلسطينيا لقوا حتفهم و68 آخرين أصيبوا بنيران إسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.


إسرائيل تواصل عمليتها العسكرية في مخيم نور شمس بطولكرم لليوم الثالث

وحدات عسكرية إسرائيلية تمر عبر مخيم نور شمس للاجئين في الضفة الغربية (د.ب.أ)
وحدات عسكرية إسرائيلية تمر عبر مخيم نور شمس للاجئين في الضفة الغربية (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تواصل عمليتها العسكرية في مخيم نور شمس بطولكرم لليوم الثالث

وحدات عسكرية إسرائيلية تمر عبر مخيم نور شمس للاجئين في الضفة الغربية (د.ب.أ)
وحدات عسكرية إسرائيلية تمر عبر مخيم نور شمس للاجئين في الضفة الغربية (د.ب.أ)

قال شهود عيان اليوم السبت إن مخيم نور شمس في محافظة طولكرم بشمال الضفة الغربية يشهد اشتباكات متواصلة بين مسلحين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي الذي يواصل عملية عسكرية في المخيم لليوم الثالث على التوالي.

وقال شاهد لـ«وكالة أنباء العالم العربي» إن حدة الاشتباكات زادت صباح اليوم، وإن أصوات انفجارات قوية تدوي بالمنطقة بين الحين والآخر.

وذكر شاهد آخر أن قوة إسرائيلية تحاصر منزلاً في المخيم، وتطلق قذائف باتجاهه.

وقال الشهود إن الطواقم الطبية ما زالت غير قادرة على الدخول إلى المخيم وسط أنباء عن احتجاز الجيش الإسرائيلي جثامين خمسة فلسطينيين منذ يوم الجمعة، وفق ما أكده تلفزيون فلسطين.

وقال التلفزيون الرسمي إن سبعة فلسطينيين قتلوا في مخيمي نور شمس وطولكرم منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية مساء يوم الخميس.


«وول ستريت جورنال»: «حماس» تبحث نقل مقر قيادتها السياسية إلى خارج قطر

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (د.ب.أ)
رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (د.ب.أ)
TT

«وول ستريت جورنال»: «حماس» تبحث نقل مقر قيادتها السياسية إلى خارج قطر

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (د.ب.أ)
رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (د.ب.أ)

ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، اليوم السبت، أن القيادة السياسية لحركة «حماس» تبحث احتمال نقل مقرها إلى خارج قطر، وذلك مع تزايد ضغوط أعضاء الكونغرس الأميركي على الدوحة بشأن الوساطة التي تقوم بها بين إسرائيل والحركة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب قولهم إن الحركة تواصلت في الأيام الأخيرة مع دولتين اثنتين على الأقل في المنطقة، إحداهما سلطنة عمان، بشأن ما إذا كانتا منفتحتين على فكرة انتقال قادتها السياسيين إلى عواصمهما.

وأشارت «وول ستريت جورنال» إلى أن مغادرة حماس قطر يمكن أن تحبط المحادثات الحساسة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح عشرات الإسرائيليين المحتجزين في غزة، كما أنه قد يجعل من الصعب على إسرائيل والولايات المتحدة نقل رسائل إلى الحركة التي تصنفها واشنطن كمنظمة إرهابية.

وقال وسيط عربي مطلع للصحيفة الأميركية: «توقفت المحادثات بالفعل مرة أخرى مع عدم وجود إشارات أو احتمالات تذكر لاستئنافها في أي وقت قريب، كما أن انعدام الثقة يتزايد بين حماس والمفاوضين».

وقال وسيط عربي آخر: «احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار بالكامل أصبح ممكناً جداً».


قتيل في «هجوم» على مقر لـ«الحشد» شمال بابل... وواشنطن تنفي مسؤوليتها

عسكريون عراقيون يتلقون العلاج في مستشفى في الحلة بمحافظة بابل بعد إصابتهم في قصف خلال الليل على قاعدة عسكرية (أ.ف.ب)
عسكريون عراقيون يتلقون العلاج في مستشفى في الحلة بمحافظة بابل بعد إصابتهم في قصف خلال الليل على قاعدة عسكرية (أ.ف.ب)
TT

قتيل في «هجوم» على مقر لـ«الحشد» شمال بابل... وواشنطن تنفي مسؤوليتها

عسكريون عراقيون يتلقون العلاج في مستشفى في الحلة بمحافظة بابل بعد إصابتهم في قصف خلال الليل على قاعدة عسكرية (أ.ف.ب)
عسكريون عراقيون يتلقون العلاج في مستشفى في الحلة بمحافظة بابل بعد إصابتهم في قصف خلال الليل على قاعدة عسكرية (أ.ف.ب)

أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية اليوم (السبت) مقتل عنصر من «الحشد الشعبي» وإصابة ثمانية آخرين بينهم منتسب من الجيش في انفجار وحريق داخل معسكر كالسو بشمال بابل، فيما قال مصدران أمنيان إن الانفجار ناجم عن «قصف جوي». وقالت قوات «الحشد الشعبي»، في وقت لاحق إن الانفجار نتج عن هجوم.

وأضافت خلية الإعلام الأمني في بيان أنه تم تشكيل لجنة فنية مختصة من الدفاع المدني والجهات الأخرى ذات الصلة لمعرفة أسباب الانفجار والحريق في المعسكر.

وأشار البيان إلى تقرير أصدرته قيادة الدفاع الجوي وأكدت فيه عدم وجود أي طائرة مسيرة أو مقاتلة في أجواء بابل قبيل الانفجار وفي أثنائه.

وقال مصدر أمني في محافظة بابل لـ«وكالة أنباء العالم العربي» إن معسكر كالسو مشترك «فهو يضم مقرات ألوية مقاتلة للحشد الشعبي ووحدات تابعة للجيش العراقي وأخرى من الشرطة الاتحادية».

وكان مصدران أمنيان قد تحدثا عن «قصف جوي» لقاعدة كالسو العسكرية. وردّاً على سؤال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» لم يُحدّد مسؤول عسكري ومسؤول في وزارة الداخليّة الجهة التي تقف وراء القصف . كما لم يُحدّدا ما إذا كانت الضربة قد شُنّت بطائرة مسيّرة.

وأعلنت القيادة العسكريّة الأميركيّة في الشرق الأوسط (سنتكوم) من جهتها، أنّ الولايات المتحدة «لم تُنفّذ ضربات» في العراق الجمعة.

وقالت «سنتكوم» عبر منصّة «إكس»: «نحن على علم بمعلومات تزعم أنّ الولايات المتحدة نفّذت غارات جوّية في العراق اليوم (أمس). هذه المعلومات خاطئة».

وردّاً على سؤال «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الجيش الإسرائيلي إنّه «لا يُعلّق على معلومات ترد في وسائل الإعلام الأجنبيّة».

جندي يقف حراسة عند مدخل قسم الطوارئ في مستشفى في الحلة بمحافظة بابل بوسط العراق حيث يعالج الأشخاص الذين أصيبوا في قصف على قاعدة «كالسو» في محافظة بابل (أ.ف.ب)

وقال «الحشد» في بيان: «وقع انفجار في مقرّ لـ(الحشد الشعبي) في قاعدة (كالسو) العسكريّة، في ناحية المشروع طريق المرور السريع شمال محافظة بابل».

وأضاف: «وصل فريق تحقيق على الفور إلى المكان، وتسبّب الانفجار بوقوع خسائر مادّية وإصابات».

وأشار إلى أنه سيقدّم مزيداً من التفاصيل عند «انتهاء التحقيق الأوّلي».

يأتي هذا التطوّر الذي شهده العراق في سياق إقليمي متفجّر تُغذّيه الحرب الدائرة في غزّة، في حين تتواصل الجهود الدبلوماسيّة لتجنّب تمدّد النزاع.

فجر الجمعة، سُمعت أصوات انفجارات قرب قاعدة عسكريّة في منطقة أصفهان وسط إيران حيث قلّلت السلطات من تأثيرها، من دون أن تتّهم إسرائيل مباشرةً بالوقوف وراءها، في حين لم يصدر تعليق إسرائيلي على الهجوم. وحصل ذلك بعد أقلّ من أسبوع على هجوم إيراني غير مسبوق ومباشر ضدّ إسرائيل.

«مخاطر التصعيد العسكري»

في قاعدة «كالسو» في العراق، أفاد مسؤول عسكري مشترطاً عدم كشف اسمه، بسقوط ثلاثة جرحى في صفوف الجيش العراقي جرّاء القصف ليل الجمعة/ السبت.

وقال إنّ «هناك مخازن للعتاد حالياً تنفجر بسبب القصف»، وأشار إلى أن «النار ما زالت تلتهم بعض الأماكن، والبحث جارٍ عن أيّ إصابات أخرى».

وأكّد المسؤول في وزارة الداخليّة من جانبه، أنّ الانفجار استهدف «مقرّ الدروع التابعة لـ(الحشد الشعبي)»، مضيفاً أنّ «الانفجار طال العتاد والأسلحة من السلاح الثقيل والمدرّعات».

و«الحشد الشعبي» جزء لا يتجزّأ من جهاز الأمن العراقي الرسمي الخاضع لسلطة رئيس الوزراء. لكنّ هيئة «الحشد الشعبي» تضمّ عدداً من الفصائل المسلّحة الموالية لإيران، والتي نفّذ بعضها هجمات في العراق وسوريا ضدّ الجنود الأميركيّين المنتشرين في إطار التحالف الدولي المناهض للجهاديّين.

وهذا الانفجار الذي شهده العراق ليل الجمعة/ السبت ولم تتبنّه أيّ جهة على الفور، يأتي في سياق إقليمي متفجّر تُغذّيه الحرب الدائرة في غزّة بين إسرائيل وحركة «حماس».

ونفت القيادة المركزية الأميركية تقارير زعمت أن الولايات المتحدة شنت غارات جوية في العراق يوم الجمعة.

وعبّرت الخارجيّة العراقيّة مساء الجمعة عن «قلقها الشديد» حيال الهجوم الذي استهدف أصفهان، محذّرة من «مخاطر التصعيد العسكري الذي يهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة». وأضافت: «هذا التصعيد يجب ألّا يصرف الانتباه عمّا يجري في قطاع غزّة من دمار وإزهاق للأرواح البريئة».

ولا يزال رئيس الوزراء العراقي محمّد شياع السوداني موجوداً في الولايات المتحدة حيث التقى الرئيس جو بايدن في وقت سابق هذا الأسبوع.

الفصائل العراقية ترد

من جهة أخرى، قالت فصائل عراقية مسلحة إنها استهدفت فجر اليوم (السبت)، «هدفاً حيوياً في إيلات» في جنوب إسرائيل في هجوم بطائرات مسيرة، حسبما نشرت «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضافت الفصائل، التي تطلق على نفسها اسم «المقاومة الإسلامية في العراق»، في بيان، أن الاستهداف جاء «رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين العزل، وانتهاك العدو الصهيوني للسيادة العراقية في استهدافه الغادر لمعسكرات (الحشد الشعبي)».

وسبق أن أعلنت هذه الفصائل استهداف قواعد عسكرية أميركية في العراق وسوريا أو أهداف في إسرائيل، فيما تقول إنه رد على الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وتعرض معسكر «كالسو» في محافظة بابل إلى الجنوب من بغداد، والذي تتخذه بعض تشكيلات «الحشد الشعبي» مقراً لها، لقصف صاروخي مساء أمس (الجمعة).


خطوات «عملية» للأمن اللبناني في ملف النزوح السوري

سمیر جعجع: لترحيل مخالفي قوانين الإقامة من النازحين السوريين (لبنانی فورسز - میدیا)
سمیر جعجع: لترحيل مخالفي قوانين الإقامة من النازحين السوريين (لبنانی فورسز - میدیا)
TT

خطوات «عملية» للأمن اللبناني في ملف النزوح السوري

سمیر جعجع: لترحيل مخالفي قوانين الإقامة من النازحين السوريين (لبنانی فورسز - میدیا)
سمیر جعجع: لترحيل مخالفي قوانين الإقامة من النازحين السوريين (لبنانی فورسز - میدیا)

بدأت وزارة الداخلية اللبنانية وجهاز الأمن العام خطوات «عملية» للدفع قدماً بملف عودة النازحين السوريين إلى بلادهم.

وبينما طلبت الوزارة من المحافظين ورؤساء البلديات التشدد في تطبيق التعاميم التي أصدرتها في سبتمبر (أيلول) الماضي لجهة التعامل بصرامة فيما يتعلق بموضوع مواقع إقاماتهم وعمالتهم وقمع المخالفات وإزالة التعديات، قالت مصادر «الأمن العام»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجهاز مستعد لترحيل ما بين 2000 و3000 نازح غير نظامي يومياً في حال كان هناك قرار سياسي بذلك». ولفتت المصادر إلى «تدابير جديدة اتُّخذت منذ بضعة أسابيع في إطار السعي لتنظيم هذا الملف والدفع باتجاه عودة النازحين إلى بلادهم؛ أبرزها عدم القبول بإفادات مصرفية وعقود إيجار لتجديد الإقامات واستبدال بها فرض إيداع مبلغ يتراوح بين مليار ونصف المليار ليرة لبنانية (نحو 16 ألف دولار أميركي) و3 مليارات ليرة (33 ألف دولار) في وزارة المال، كما بتنا نلجأ لإقفال المحال التجارية التي تؤدي لمنافسة غير مشروعة مع اللبنانيين».

وفي مؤتمر صحافي، دعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى ترحيل مَن لا إقامة له، متحدثاً عما بين 40 و45 في المائة من السوريين يقيمون بشكل غير شرعي.

وحمّل جعجع «المسؤولية الأولى المركزية في مسألة اللجوء السوري للأمن العام اللبناني، ومعه بالدرجة الثانية قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني».


«حماس» تؤكد مقتل قائد كتيبة طولكرم برصاص إسرائيلي... والرئاسة الفلسطينية تندد

آليتان للجيش الإسرائيلي في طولكرم (رويترز)
آليتان للجيش الإسرائيلي في طولكرم (رويترز)
TT

«حماس» تؤكد مقتل قائد كتيبة طولكرم برصاص إسرائيلي... والرئاسة الفلسطينية تندد

آليتان للجيش الإسرائيلي في طولكرم (رويترز)
آليتان للجيش الإسرائيلي في طولكرم (رويترز)

أكدت حركة «حماس»، الجمعة، مقتل قائد كتيبة طولكرم في «سرايا القدس» و«عدد آخر من رفاقه»، إثر اقتحام القوات الإسرائيلية مخيّم نور شمس بمدينة طولكرم في الضفّة الغربية.

وقالت الحركة إنّ هذا القائد يُدعى محمد جابر «أبو شجاع»، وأضافت في بيان نقلته وكالة «أنباء العالم العربي»: «نحيي جماهير الضفة الغربية الذين لا يزالون منخرطين في طوفان الأقصى، ويلبّون نداء المقاومة والدفاع عن الأرض والعرض رغم وحشيّة الاحتلال وبطشه».

وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية قد أفادت بمقتل عدد من الشبان برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم. ونقلت عن مصادر قولها إن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت منزلاً في المخيم وقتلت 4 شبان كانوا يتحصنون داخله.

آليات للجيش الإسرائيلي في طولكرم (رويترز)

في الوقت نفسه، أفادت وزارة الصحّة الفلسطينيّة بمقتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم طولكرم.

وقالت الوزارة عبر «فيسبوك» إن القتيل، هو فتى يبلغ من العمر 16 عاماً يُدعى قيس فتحي من المخيم، وصل إلى مستشفى طولكرم الحكومي بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة، إثر إصابته بالرصاص الحي.

ونددت الرئاسة الفلسطينية بما وصفتها بـ«الجريمة الجديدة» التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في مدينة طولكرم، بما فيها مخيما نور شمس وطولكرم، وأدت إلى مقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين، فضلاً عن إحداث تدمير كبير في البنية التحتية والممتلكات.

وقالت الرئاسة إن «الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال، واعتداءات المستوطنين، لا يمكن أن تكسر إرادة شعبنا، لكنها تقود فقط إلى مزيد من العنف والتوتر».


ماكرون يؤكد السعي «لتجنب تصاعد العنف بين لبنان وإسرائيل»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في باريس (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في باريس (إ.ب.أ)
TT

ماكرون يؤكد السعي «لتجنب تصاعد العنف بين لبنان وإسرائيل»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في باريس (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في باريس (إ.ب.أ)

أكد إيمانويل ماكرون، الجمعة، لرئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي خلال استقباله في باريس، «التزام فرنسا بذل كل ما في وسعها لتجنب تصاعد أعمال العنف بين لبنان وإسرائيل»، بحسب ما نقل الإليزيه.

وأضافت الرئاسة، في بيان، أن الرئيس الفرنسي، الذي التقى أيضاً قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، «أكد عزمه على مواصلة تقديم الدعم الضروري للقوات المسلحة اللبنانية»، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».

ويتبادل «حزب الله» اللبناني وفصائل فلسطينية أخرى الضربات مع الجيش الإسرائيلي عبر الحدود، وترد القوات الإسرائيلية بقصف جوي ومدفعي ضد أهداف في قرى جنوب لبنان، وذلك منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) على خلفية اندلاع الحرب في غزة.


«أسطول الحرية» مستعد للإبحار من تركيا لغزة... وتحذير لإسرائيل من أي هجوم

سفينة «أكدينيز رورو» إحدى سفن أسطول الحرية (أ.ف.ب)
سفينة «أكدينيز رورو» إحدى سفن أسطول الحرية (أ.ف.ب)
TT

«أسطول الحرية» مستعد للإبحار من تركيا لغزة... وتحذير لإسرائيل من أي هجوم

سفينة «أكدينيز رورو» إحدى سفن أسطول الحرية (أ.ف.ب)
سفينة «أكدينيز رورو» إحدى سفن أسطول الحرية (أ.ف.ب)

يستعد «أسطول الحرية» للإبحار إلى غزة من ميناء توزلا التركي (غرب) لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع وتقديم المساعدات للسكان الفلسطينيين، حسبما نشرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتنتظر 3 سفن على الأقل محملة بـ5 آلاف طن من المواد الغذائية ومياه الشرب والمساعدات الطبية، الضوء الأخضر من السلطات التركية لمغادرة الميناء الواقع على بحر مرمرة جنوب إسطنبول، الأسبوع المقبل، إن أمكن، بحسب ما قال المنظمون، الجمعة.

وأعرب 280 ناشطاً ومدافعاً عن حقوق الإنسان ومحامياً وطبيباً عن استعدادهم للصعود على متن السفينة، آتين من أكثر من 30 دولة؛ بينها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا والنرويج وألمانيا وإسبانيا وماليزيا.

وطلبوا أمام الصحافة ضمان حرية عبورهم ووقفاً فورياً لإطلاق النار في قطاع غزة الخاضع للحصار ويتعرض لقصف إسرائيلي منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وحذرت آن رايت، ناشطة السلام والضابطة السابقة في الجيش الأميركي، التي قالت إنها «استقالت عام 2003 احتجاجاً على الحرب في العراق»، السلطات الإسرائيلية من أن «أي محاولة للصعود على متن سفننا أو مهاجمتها ستكون غير قانونية».

ما لا يقل عن 3 سفن تحمل 5000 طن من الغذاء ومياه الشرب والمساعدات الطبية (أ.ف.ب)

وأضافت رايت: «نمثل المجتمع المدني المطالب بالسلام والعدالة. ونطلب من العالم ضمان أمننا لتوفير السلع الأساسية لإخواننا وأخواتنا في غزة».

وتابعت: «كما تعلمون هذا الأسطول ليس الأول»، في إشارة إلى محاولة سابقة لكسر الحصار أدت إلى توترات كبيرة بين إسرائيل وتركيا.

سابقة عام 2010

وعام 2010، أبحر «أسطول الحرية» الذي ضم 8 سفن شحن وعلى متنه 700 راكب ومساعدات إنسانية ومواد بناء من أنطاليا (جنوب) في محاولة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة وإمداد السكان بحاجاتهم.

وبعد 9 أيام من إبحاره في 31 مايو (أيار)، أدت عملية عسكرية إسرائيلية والصعود على متن إحدى السفن «مافي مرمرة» إلى مقتل 10 أشخاص وإصابة 28 من الناشطين و10 في الجانب الإسرائيلي.

وعقب هذه الحادثة، شهدت العلاقات بين إسرائيل وتركيا أزمات إلى حين استئناف علاقاتهما الدبلوماسية بشكل كامل في أغسطس (آب) 2022، مع عودة السفيرين والقنصلين إلى البلدين.

وشددت رايت على أن «ما يعانيه الشعب الفلسطيني حالياً أمر لا يمكن تصوره»، مؤكدة أن «حصار غزة غير قانوني، وهو شكل من أشكال العقاب الجماعي ويشكل جريمة حرب».

من جهتها، قالت المحامية الأميركية هويدا عراف، وهي تضع الكوفية الفلسطينية: «هاجمت إسرائيل أسطولنا عام 2010، وقتلت 10 من متطوعينا من دون أن تحاسب يوماً».

وأكدت أنه «مثلما يعد حصار غزة غير قانوني، فإن أي محاولة من جانب إسرائيل لمهاجمتنا أو محاولة اعتراض سفننا ستكون مخالفة للقانون».

عمال يقومون بإعداد أسطول الحرية الراسي في ميناء توزلا البحري بالقرب من إسطنبول (أ.ف.ب)

كذلك، أشارت طبيبة التوليد وأمراض النساء الماليزية فوزية محمد حسن إلى أنه بينما يستمر تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، فإن «عمليات القتل مستمرة في غزة».

وأضافت: «لا يمكننا أن نسمح لإسرائيل بأن تحول انتباه العالم عما يتسبب في حصد مزيد من القتلى وانتشار الأمراض والدمار في غزة»، مشيرة إلى وجود «أكثر من 50 ألفاً من الحوامل» في القطاع المحاصر.

وأوضحت أننا «نعلم أن النساء يخضعن لعمليات قيصرية من دون تخدير، ويلدن أطفالاً خدجاً غير مكتملين ولا يستطعن إرضاعهم بسبب الإجهاد».

وتركيا من الدول الرئيسية التي تقدم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين. ووصلت، الجمعة، إلى ميناء العريش المصري «سفينة الخير» التاسعة التي بعثت بها الحكومة التركية، وهي محملة بـ3774 طناً من المساعدات الإنسانية.


ماكرون يمسك مجدداً بالملف اللبناني وعازم على مساعدته

ماكرون مستقبلاً ميقاتي (دالاتي ونهرا)
ماكرون مستقبلاً ميقاتي (دالاتي ونهرا)
TT

ماكرون يمسك مجدداً بالملف اللبناني وعازم على مساعدته

ماكرون مستقبلاً ميقاتي (دالاتي ونهرا)
ماكرون مستقبلاً ميقاتي (دالاتي ونهرا)

عاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليهتم شخصياً ومباشرة بالملف اللبناني، رغم الخيبات الكثيرة التي واجهتها جهوده في لبنان منذ عام 2020، مع تفجيري المرفأ والزيارتين المتلاحقتين اللتين قاما بهما إلى لبنان، لمحاولة وضعه على سكة التعافي السياسي والاقتصادي. وبعدها، ترك الملف في عهدة وزير خارجيته، وقتها، جان إيف لودريان، لينتقل بعدها إلى كاترين كولونا التي سلمها حقيبة الخارجية في بداية ولايته الثانية، قبل أن تنتقل الحقيبة المذكورة إلى ستيفان سيجورنيه الذي كان مستشاره السياسي ورئيس مجموعة حزبه «النهضة» في البرلمان الأوروبي. وبين هذا وذاك، كانت خلية الإليزيه الدبلوماسية المؤلفة من مستشاره السفير إيمانويل بون، ومن مستشاره لشؤون الشرق الأوسط والعالم العربي باتريك دوريل، وبالتشارك مع برنار إيميه، السفير الأسبق لدى لبنان ومدير المخابرات الخارجية حتى أشهر خلت، الجهة المولجة بالملف اللبناني، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية.

نهاية الإخفاقات الفرنسية

عندما أخفقت الجهود الفرنسية في إنجاز المهمة الصعبة الموكلة إليها، عمدت إلى الاستدارة بداية نحو اللجنة الثلاثية (فرنسا والولايات المتحدة والمملكة السعودية)، لتتحول لاحقاً إلى لجنة خماسية (بانضمام مصر وقطر إليها). وآخر ما قام به ماكرون تكليف الوزير السابق لودريان بمهمة «تنسيقية» لمساعدتها. والحال أن الأخير، بعد زيارتين غير مثمرتين إلى لبنان، دأب على العودة إلى الواجهة ليومين أو 3، ليختفي لأشهر بعدها. وآخر ما قام به زيارة واشنطن لتنسيق المواقف بين فرنسا والولايات المتحدة بشأن ملفين رئيسيين: حرب «المشاغلة» القائمة في جنوب لبنان بين «حزب الله» وإسرائيل. ولهذا الغرض، قدم سيجورنيه خطة مع محطات زمنية لإعادة الهدوء لهذه الجبهة، وجاءت موازية (ومنهم من يصفها بالمنافسة) لخطة أميركية قدمها مبعوث الرئيس بايدن لشؤون أمن الطاقة أموس هوكشتاين مهندس الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل. والملف الثاني عنوانه الانتخابات الرئاسية التي فشلت باريس، بداية، في تنفيذ رؤيتها القائمة وقتها على وصول النائب والوزير السابق سليمان فرنجية، مرشح الثنائي الشيعي إلى قصر بعبدا، لتتخلى عنها مع لودريان الذي أخذ يدافع عن خيار المرشح الثالث الذي رفضه، حتى اليوم، الثنائي المذكور.

وسط هذه الإخفاقات وعلى خلفية التصعيد الذي يشهده الشرق الأوسط والمخاوف الفرنسية التي نقلها المسؤولون في باريس مراراً إلى السياسيين اللبنانيين، داعين إياهم لأخذ التهديدات الإسرائيلية بتوسيع نطاق الحرب مع لبنان على محمل الجد، ولكن دون طائل، يبدو أن الرئيس ماكرون قرر استعادة الملف اللبناني الذي حمله مع آخرين إلى القمة الاستثنائية التي حصلت في بروكسل يومي الأربعاء والخميس الماضيين. واللافت فيها أن ماكرون اغتنم فرصة المؤتمر الصحافي الذي عقده بنهايتها ليوجه مجموعة رسائل وليرسم «خريطة طريق» تحركه الجديد لصالح لبنان.

وجاءت الاجتماعات التي شهدها قصر الإليزيه الجمعة، مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومع قائد الجيش العماد جوزيف عون، ثم الاجتماع الموسع على مأدبة الغداء الذي ضم المستشارين من الطرفين، لاستكمال النقاش ومن أجل التفاهم على الملفات الأربعة التي أثارها ماكرون من بروكسل؛ وأبرزها السبل الآيلة لتوفير وضمان الأمن والاستقرار في لبنان، ما يعني عملياً إيجاد تسوية لملف «حرب المناوشات» بين لبنان وإسرائيل واستباق تحولها إلى حرب موسعة بالارتباط مع التصعيد الأخير الحاصل بين إيران وإسرائيل والمخاوف الفرنسية بأن يكون لبنان أحد مسارحه. والملف الثاني يتناول دعم الجيش اللبناني. وقال ماكرون من بروكسل إن «المجلس الأوروبي قرر توفير مساعدة معززة للجيش اللبناني» الذي يراد له أن يلعب دوراً محورياً، بالتعاون مع قوات «اليونيفيل»، في تبريد جبهة الجنوب والعودة إلى تطبيق مضمون القرار الدولي رقم 1701 لعام 2006 الذي ينص على منطقة خالية من السلاح والمسلحين ما بين نهر الليطاني والحدود الدولية.

وكان يفترض أن تستضيف باريس الشهر الماضي، مؤتمراً دولياً لدعم الجيش اللبناني. إلا أنه لم يحصل، بل عُقد مؤتمر مشابه في إيطاليا بحضور العماد عون. ويصر الغربيون على الحاجة للمحافظة على الجيش باعتباره دعامة المحافظة على لبنان واستقراره. والثالث يركز على الالتفات إلى الاقتصاد اللبناني وكيفية مد يد المساعدة له. وسبق لماكرون أن قدم خريطة طريق اقتصادية عام 2020، لإنقاذ لبنان والحؤول دون انزلاقه إلى قعر الهاوية وربطها بالإصلاحات المطلوبة التي هي وسيلة الوصول إلى المساعدات الدولية التي وعد بها لبنان في مؤتمر «سيدر» في عام 2018. وكانت الوعود ضربت وقتها رقماً قياسياً، إذ وصلت إلى 11 مليار دولار بين هبات وقروض واستثمارات.

الأولوية لمساعدة الجيش اللبناني

وفي السياق العسكري، أشارت مصادر مواكبة للاجتماع بين ماكرون وعون إلى أنه كان إيجابياً، وقدم فيه عون دراسة متكاملة عن حاجات الجيش ووضعه والتحديات التي يواجهها عسكرياً ومادياً. ودرسها الجانب الفرنسي، وكانت لديه بعض الأسئلة حول مندرجاتها. وتم البحث في كيفية القيام بمساعدة الجيش، كما تم البحث بالوضع في الجنوب وإمكانية تعزيز وجوده وفق خطة معينة وتأمين حاجاته. ومن أجل ذلك تم تشكيل لجنة مشتركة للبحث بهذه الخطة والحاجات وكيفية تمويلها. وقد يحتاج ذلك بالطبع إلى قرار سياسي لبناني ووقف لإطلاق النار في الجنوب.

أما بالنسبة للملف الاقتصادي، فإن باريس تذكر بأنها مع الاتحاد الأوروبي ومجموعة دعم لبنان كانت دائماً جاهزة لتقديم المساعدات الاقتصادية والمالية، شرط القيام بالإصلاحات البنيوية لوقف النزيف المالي الذي يتعرض له لبنان من جراء الفساد. والطريق إليها تمر عبر الإصلاحات الهيكلية.

كذلك تم بحث موضوع اللاجئين السوريين من جميع جوانبه. وكان الرئيس ماكرون قد أشار إلى «تولي الاتحاد الأوروبي مسؤولية اللاجئين السوريين». ومن السيناريوهات المحتملة أن يقوم الاتحاد الأوروبي بتقديم المساعدات لسد المصاريف التي تتكبدها الدول المضيفة؛ ومنها لبنان.

أما الملف الأخير فيتناول الشغور الرئاسي الذي لم يغِب عن المحادثات. إلا أن مصدراً في قصر الإليزيه قال إنه «ليس الهدف الأساسي» من المناقشات التي أُجريت الجمعة، رغم أهمية القيام في أسرع وقت ممكن بانتخاب رئيس للجمهورية من أجل إعادة بناء مقومات الدولة، وباريس تحذر السلطات اللبنانية من المخاطر التي يتعرض لها البلد.