واشنطن: رئيس تونس أضعف الضوابط والتوازنات الديمقراطية في بلاده

ليف عبرت عن «قلق بالغ» إزاء توجيهات سعيد

الرئيس قيس سعيد (رويترز)
الرئيس قيس سعيد (رويترز)
TT

واشنطن: رئيس تونس أضعف الضوابط والتوازنات الديمقراطية في بلاده

الرئيس قيس سعيد (رويترز)
الرئيس قيس سعيد (رويترز)

قالت باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأميركي، اليوم الخميس، إن الرئيس التونسي قيس سعيد أثار «قلقا بالغا» بشأن الاتجاه الذي تتحرك نحوه تونس، وذلك باعتماد إجراءات أضعفت الضوابط والتوازنات الديمقراطية.
وأضافت ليف لوكالة «رويترز» للأنباء أنه «بعد أعوام من الجهود لبناء نظام ديمقراطي، فإن ما رأيناه في العام ونصف العام الماضيين هو أن الحكومة تأخذ تونس في اتجاه مختلف للغاية»، وذلك في أحدث انتقاد توجهه واشنطن لسعيد حتى الآن. وتابعت ليف قائلة: «كانت هناك إجراءات عدة اتخذها الرئيس العام الماضي، أضعفت بصراحة المبادئ الأساسية للضوابط والتوازنات».
وسيطر سعيد على أغلب السلطات في 2021. وحل البرلمان قبل إقرار دستور جديد يمنحه نفوذا يكاد يكون تاما. كما ألقت الشرطة القبض هذا العام على أكثر من 12 من قيادات المعارضة يتهمون سعيد بتنفيذ انقلاب. لكن سعيد ظل يردد بأن ما قام به من إجراءات «قانوني وضروري لإنقاذ تونس من أعوام من الفوضى»، واتهم معارضيه بأنهم مجرمون وخونة وإرهابيون.
وأوضحت ليف أن أحدث تعليقات لسعيد بأن أي قاض يقرر إطلاق سراح المشتبه بهم فسيعتبر متواطئا معهم، هي «بالضبط نوع التعليقات الذي أثار قلقنا البالغ إزاء الاتجاه الذي تسير فيه تونس تحت قيادة هذا الرئيس». وأشارت إلى أن كثيرا من التونسيين غير راضين عن الأعوام التي أعقبت ثورة 2011، التي جلبت الديمقراطية، لكنها قالت إنه «لتصحيح أوجه القصور هذه، لا تجرد المؤسسات من سلطاتها... ولا أستطيع التفكير في مؤسسة أكثر أهمية من سلطة قضائية مستقلة».
وتعرض سعيد لانتقادات بسبب تعليقات أدلى بها الشهر الماضي بأن هناك مؤامرة إجرامية لتغيير التركيبة السكانية في تونس، من خلال الهجرة غير الشرعية، وأعلن عن حملة على المهاجرين غير القانونيين. وبهذا الخصوص قالت ليف: «كانت هذه التعليقات سببا في خلق مناخ رهيب من الخوف، لكن نتج عنها ما هو أكبر من ذلك، إذ تسببت في هجمات على هؤلاء الأشخاص الضعفاء وموجة عارمة من الخطاب العنصري».
وردا على سؤال حول الخطوات التي اتخذتها تونس للتأكيد على حقوق المهاجرين، بما في ذلك مد فترات التأشيرات، وتذكير الشرطة بقوانين مكافحة العنصرية، قالت ليف إنه «لا يزال ثمة عمل يتعين القيام به». ولم يتراجع سعيد عن تعليقاته حول تأثير الهجرة غير الشرعية على التركيبة السكانية لتونس. كما رفض الانتقادات السابقة ووصفها بأنها تدخلات أجنبية. لكن ليف ردت على ذلك قائلة: «الأصدقاء يتحدثون مع أصدقائهم بصدق… سنوجه الانتقادات حينما تكون الانتقادات مستحقة. هذا ليس تدخلا». وأوضحت أن مصير مساعي تونس للحصول على قرض بقيمة 1.9 مليار دولار من صندوق النقد الدولي لدعم الإصلاحات والحيلولة دون حدوث انهيار اقتصادي، في يدي الحكومة.
وتابعت: «هذه حزمة تفاوض (الحكومة التونسية) عليها، وتوصلوا إليها، لكن لسبب ما لم يوقعوا الحزمة التي تفاوضوا عليها». وأضافت: «المجتمع الدولي مستعد لدعم تونس حينما تتخذ قيادتها قرارات جوهرية حول وجهتها... وحتى تقرر الحكومة توقيع حزمة الإصلاح الخاصة بها سنظل مكتوفي الأيدي». وتابعت ليف موضحة أن قرار تونس بتنفيذ الإصلاحات، التي اقترحتها على صندوق النقد الدولي «قرار سيادي… وإن قرروا ألا يفعلوا ذلك، فنحن حريصون على معرفة ما هي الخطة ب، أو الخطة ج».


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

كندا تواجه «تهديداً متزايداً» من الهجمات الإلكترونية

وزارة الخارجية الأميركية حذرت من أن الصين قادرة على شن هجمات إلكترونية على خطوط أنابيب للنفط والغاز (رويترز)
وزارة الخارجية الأميركية حذرت من أن الصين قادرة على شن هجمات إلكترونية على خطوط أنابيب للنفط والغاز (رويترز)
TT

كندا تواجه «تهديداً متزايداً» من الهجمات الإلكترونية

وزارة الخارجية الأميركية حذرت من أن الصين قادرة على شن هجمات إلكترونية على خطوط أنابيب للنفط والغاز (رويترز)
وزارة الخارجية الأميركية حذرت من أن الصين قادرة على شن هجمات إلكترونية على خطوط أنابيب للنفط والغاز (رويترز)

قالت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند اليوم السبت إن الهجمات الإلكترونية تستهدف البنية التحتية الحيوية في البلاد بشكل متزايد، مما يشكل تهديدا كبيرا لاقتصاد رابع أكبر منتج للنفط الخام في العالم، وفقاً لوكالة «رويترز».

وكانت وزارة الخارجية الأميركية حذرت الشهر الماضي من أن الصين قادرة على شن هجمات إلكترونية على خطوط أنابيب للنفط والغاز وشبكات سكك حديدية، بعد أن اكتشف باحثون أن مجموعة قرصنة صينية تتجسس على مثل هذه الشبكات.

وفي مقابلة على هامش اجتماعات حوار شانغري-لا، قمة الأمن الآسيوية الأبرز، المنعقدة في سنغافورة قالت أناند إن هناك زيادة في الهجمات الإلكترونية في أميركا الشمالية، إلا أنها لم تتهم أي جهات برعاية حكومية بالوقوف وراء الهجمات.

وتابعت أناند «تعرضنا لهجمات على البنية التحتية الحيوية في بلدنا، ونحن حريصون للغاية على تقديم المشورة للمؤسسات والشركات الكندية لاتخاذ تدابير للحد من الأضرار».

وأضافت «يمكن أن تكون المخاطر كبيرة على اقتصادنا والأنظمة التي تحمي حياة مواطنينا».

ويوجد في كندا عدد من خطوط أنابيب النفط الكبيرة المهمة لإمدادات الخام العالمية.

وهيمنت على القمة التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين.

وقالت أناند ردا على سؤال بشأن مخاوف من الصين «يجب أن تكون أعيننا مفتوحة على الصين. لقد أصبحت قوة عالمية مزعجة بشكل متزايد».


أوستن إلى الهند لبحث التعاون الدفاعي والصين

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (إ.ب.أ)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (إ.ب.أ)
TT

أوستن إلى الهند لبحث التعاون الدفاعي والصين

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (إ.ب.أ)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (إ.ب.أ)

يبدأ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن غداً (الأحد)، زيارة للهند تستغرق يومين يبحث خلالها سبل توسيع نطاق الشراكة الاستراتيجية الثنائية، قبل زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي المرتقبة لواشنطن.

ونقلت وكالة «برس تراست أوف إنديا»، اليوم (السبت)، عن مصادر مطلعة، أن وزيري دفاع الهند راجناث سينغ، والولايات المتحدة لويد أوستن، سوف يبحثان عدداً من مشروعات التعاون الجديدة في مجال الدفاع، والتي من المتوقع الكشف عنها بعد مباحثات مودي المقررة بعد أكثر من أسبوعين مع الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن.

وأشارت المصادر إلى أنه من المرجح أن يتصدر جدول أعمال المباحثات بين سينغ وأوستن يوم الاثنين، السلوك الصيني العدواني في منطقة الهند والباسيفيك، وعلى طول خط السيطرة الفعلي، إلى جانب سبل مواجهة تهديدات الإرهاب.


أوستن يؤكد أهمية المحادثات الأميركية - الصينية لتفادي الصراع

بث مباشر لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في «شانغري-لا» في سنغافورة (إ.ب.أ)
بث مباشر لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في «شانغري-لا» في سنغافورة (إ.ب.أ)
TT

أوستن يؤكد أهمية المحادثات الأميركية - الصينية لتفادي الصراع

بث مباشر لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في «شانغري-لا» في سنغافورة (إ.ب.أ)
بث مباشر لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في «شانغري-لا» في سنغافورة (إ.ب.أ)

أعرب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم (السبت)، عن قلقه الشديد إزاء عدم استعداد الصين للمشاركة في إدارة الأزمة العسكرية بين البلدين، مؤكداً أهمية المحادثات لتفادي وقوع أي صراع.

ووصلت العلاقة بين الولايات المتحدة والصين إلى أدنى مستوياتها منذ عقود؛ إذ يظل البلدان منقسمين بشدة حول كل شيء بدءاً من مسألة سيادة تايوان وحتى قضايا التجسس والنزاعات على السيادة في بحر الصين الجنوبي.

وقال أوستن خلال حديثه في أبرز قمة أمنية في آسيا، إن فتح خطوط التواصل بين القادة العسكريين من الولايات المتحدة والصين ضروري لتعزيز الوقاية من وقوع صراعات ولترسيخ الاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وذكر أوستن خلال أحد اجتماعات حوار «شانغري-لا»؛ التجمع الأمني الأبرز في آسيا، بدولة سنغافورة: «أنا قلق بشدة بسبب عدم استعداد جمهورية الصين الشعبية للمشاركة بجدية أكبر حول وضع آليات أفضل لإدارة الأزمة بين جيشينا».

وأضاف أوستن: «كلما تحدثنا أكثر، زاد تمكننا من تفادي حالات سوء الفهم وسوء التقدير التي ربما تؤدي إلى أزمة أو صراع».

ورفض وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو قبل أيام تلبية دعوة للاجتماع مع أوستن خلال القمة الأمنية، وسيلقي لي؛ الجنرال الذي يخضع لعقوبات أميركية، خطابه غداً (الأحد).

وتعليقاً على تصريحات أوستن، قال مسؤول كبير في جيش التحرير الشعبي الصيني اليوم السبت إن بكين تعارض بشدة تصريحات وزير الدفاع الأميركي. وأضاف اللفتنانت جنرال جينغ جيان فنغ أيضا أن بكين تؤكد سيادتها غير القابلة للجدل على جزر في بحر الصين الجنوبي والمياه المجاورة.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد قالت إن الوزيرين تصافحا أمس (الجمعة) على هامش المؤتمر، لكنهما لم يجريا محادثات مستفيضة.

وقال أوستن: «المصافحة الودية على العشاء لا غنى عنها في المشاركة البناءة».

وأضاف: «لا تسعى الولايات المتحدة إلى حرب باردة جديدة. لا بد ألا تتحول المنافسة إلى صراع».

وقال ليو بنغ يو المتحدث باسم سفارة الصين في واشنطن أمس في بيان عبر البريد الإلكتروني، إن التواصل بين الصين والولايات المتحدة سيفضي إلى تفاهم مشترك أكبر.

وأضاف: «لكن الولايات المتحدة تقول الآن إنها تريد التحدث مع الجانب الصيني، في حين تسعى لقمع الصين من خلال جميع السبل الممكنة ومواصلة فرض عقوبات على مسؤولين صينيين ومؤسسات وشركات صينية».

لويد أوستن خلال حديثه في أبرز قمة أمنية في آسيا (أ.ب)

صراع تايوان

إحدى أكثر القضايا الأمنية الشائكة بين القوتين العظميين هي قضية مستقبل تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي والتي تريد بكين إخضاعها لحكمها.

وتتزايد مخاوف من أن الصين ربما تغزو تايوان مع دخول الولايات المتحدة في أي صراع ربما يحدث.

وقال أوستن إن الولايات المتحدة «ملتزمة بشدة» بالحفاظ على الوضع الراهن في تايوان ومعارضة التغييرات أحادية الجانب الصادرة من أي من الطرفين.

وأضاف: «ليس الصراع وشيكاً ولا محتوماً. الردع قوي اليوم ووظيفتنا هي الحفاظ عليه بذلك الشكل».


بايدن: اتفاق سقف الدين انتصار كبير لاقتصادنا وللشعب الأميركي

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

بايدن: اتفاق سقف الدين انتصار كبير لاقتصادنا وللشعب الأميركي

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه سيوقع اليوم السبت إجراء يجيز زيادة الاقتراض الحكومي الأميركي، ما يبعد التهديد «الكارثي» بالتخلف عن السداد الذي خيم على أكبر اقتصاد في العالم، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال بايدن مخاطبا الأمة من المكتب البيضاوي «سأوقع غدا»، مضيفا «ما من شيء سيكون أكثر انعداما للمسؤولية وما من شيء سيكون أكثر كارثية» من التخلف عن السداد.

واستغل بايدن أول خطاب له في المكتب البيضاوي في فترة رئاسته لإعلان النصر بعد أن أقر مجلسا الكونغرس اتفاقا بين الحزبين لرفع سقف الديون، مما حال دون التخلف عن سداد الديون وحدوث فوضى اقتصادية.

وأشاد الرئيس بالمفاوضين الجمهوريين والديمقراطيين وأثنى على رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي لعمله معه لإتمام الاتفاق، الذي أبرمه الرجلان قبل أيام فقط من نفاد أموال وزارة الخزانة لدفع فواتير البلاد، حسبما أفادت صحيفة «لوس أنجليس تايمز».

ولكن حتى عندما شكر خصومه السياسيين، سارع بايدن إلى كشف اختلافه معهم. وأشار إلى دعوات الجمهوريين السابقة لخفض الضمان الاجتماعي وبرنامج «ميدي كير» للرعاية الطبية، وانتقد التخفيضات المقترحة لبرنامج «ميدي كيد» واستثمارات الطاقة النظيفة وتمويل دائرة الإيرادات الداخلية، التي تشرف على جمع الضرائب.

وكان أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي صوتوا لصالح رفع سقف الدين الفدرالي الخميس، في ختام مفاوضات مضنية لإبعاد شبح تخلّف كارثي عن سداد الديون قبل أربعة أيام فقط من المهلة النهائية.

وحذّر خبراء اقتصاد من أن الولايات المتحدة قد لا تكون قادرة على سداد فواتيرها بحلول يوم الاثنين، ما لا يترك أي مجال للتأخر في تطبيق «قانون المسؤولية المالية» الذي يمدد سلطة الاقتراض الحكومية إلى العام 2024 مع خفض الإنفاق الفدرالي.

ومرر مجلس الشيوخ الإجراء الذي توصل إليه بايدن مع الجمهوريين بغالبية مريحة (63 مقابل 36 صوتا) غداة إقراره في مجلس النواب.

وقال بايدن في بيان نشر على وسائل التواصل الاجتماعي «لا أحد يحصل على كل ما يرغب به في المفاوضات، لكن تأكدوا من أن هذا الاتفاق بين الحزبين يشكّل انتصارا كبيرا لاقتصادنا والشعب الأميركي».

بدوره، شدد زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر على أن البلاد بات بإمكانها «تنفّس الصعداء» بعد تجنّبها انهيارا اقتصاديا «كارثيا».

وتابع «لكن بعد الصعوبات الكثيرة التي استغرقها الوصول إلى هذه المرحلة، من الجيد لهذا البلد أن الحزبين اتفقا أخيرا من أجل تجنّب التخلف عن السداد».

ووضع مشروع القانون الذي سيُرفع الآن إلى بايدن ليوقّعه كي يصبح قانونا نافذا، حدا للسجالات بين قادة وأعضاء الحزبين والتي بقيت تهدد إقراره في ظل خلافات استمرت حتى اللحظات الأخيرة على التفاصيل.

وقضى القادة الديمقراطيون شهورا وهم يركّزون على الفوضى التي كان لأول تخّلف عن السداد في التاريخ ليتسبب بها، بما في ذلك خسارة ملايين الوظائف وثروات عائلات بقيمة 15 تريليون دولار، فضلا عن ازدياد تكاليف الرهون العقارية وغير ذلك من أشكال الاستدانة.

«وضع سيئ»

جاءت الأحداث في وقت متأخر ليل الخميس بعد سلسلة عمليات تصويت فاشلة على تعديلات طالب بها الجمهوريون خصوصا، والذين هددوا في مرحلة ما بتعطيل العملية، لتستمر خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وعرض أعضاء مجلس الشيوخ 11 تعديلا على النص الواقع في 99 صفحة، إذ عارض كثيرون مستويات التمويل لمشاريع مهمة بالنسبة إليهم - من ضبط الحدود والتجارة مع الصين وصولا إلى الضرائب والبيئة. وبالتالي، استدعت كل مسألة من هذه المسائل التصويت عليها.

وفي إحدى المراحل، شعر المتشددون في مجال الدفاع بعدم الرضا حيال الحد من إنفاق البنتاغون.

وفي نهاية المطاف، قبلوا بتمريره بعدما حصلوا على تعهّد بقانون منفصل يخصص أموالا نقدية للدفاع عن أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي ودعم مصالح الأمن القومي الأميركي في الشرق الأوسط وفي مواجهة ازدياد التحرّكات العدائية الصينية حيال تايوان.

وقال السيناتور الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية ليندسي غراهام «بصيغته الحالية، يضع مشروع القانون هذا جيشنا في وضع سيئ... تعد الأموال الأهم التي نخصصها كل عام في الموازنة تلك المكرسة لحماية الولايات المتحدة ومصالحنا والدفاع عنهما».

تنفق الولايات المتحدة أموالا تتجاوز تلك التي تجمعها من الضرائب، لذا فإنها تستدين المال عبر إصدار سندات حكومية، تعد الاستثمارات الأكثر جدارة بالثقة في العالم.

وقبل حوالي 80 عاما، وضع النواب حدا للدين الفدرالي الذي يمكن مراكمته.

«يسمم الأجواء السياسية»

وتم رفع السقف أكثر من مائة مرة منذ ذاك الوقت للسماح للحكومة بالإيفاء بالتزاماتها المرتبطة بالإنفاق، عادة من دون أي صخب وبدعم الديمقراطيين والجمهوريين وبات حاليا عند حوالي 31.5 تريليون دولار.

ويرى الحزبان أن رفع سقف الدين أمر يسمم الأجواء السياسية، رغم إقرارهما بأن الفشل في القيام بذلك سيدخل الاقتصاد الأميركي في كساد ويؤدي إلى اضطراب الأسواق العالمية مع عدم تمكن الحكومة من سداد ديونها.

وأمل الجمهوريون في استخدام التمديد سلاحا ضد ما يعتبرونها مبالغة الديمقراطيين في الإنفاق قبيل انتخابات 2024 الرئاسية، رغم أن زيادة سقف الدين لا تغطي إلا الالتزامات التي قدمها الحزبان بالفعل.

ووصف رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي الاتفاق الذي قضى أسابيع يتفاوض عليه، بالانتصار الكبير للمحافظين، رغم أنه واجه انتقادات من اليمينيين المتشددين الذين رأوا فيه تنازلات كثيرة فيما يتعلق بخفض الإنفاق.

ونقصه صوت واحد من الأصوات الـ150 التي تعهّد بكسبها في المجلس (ثلثا كتلته) فيما كافح لمواجهة تمرّد يميني واحتاج إلى مساعدة الديمقراطيين لرفع مشروع القانون إلى مجلس الشيوخ.

أما بايدن، فيرى أن التصويت يشكل انتصارا مهما له إذ نجح في حماية كل أولوياته الداخلية تقريبا من خفض الإنفاق الكبير الذي هدد به الجمهوريون.

وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إن «هذا التشريع يحمي الثقة الكاملة في الولايات المتحدة وصدقيتها ويحفظ دورنا القيادي ماليا، وهو أمر أساسي من أجل نمونا الاقتصادي واستقرارنا».


أول مناظرة بين المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأميركية في 23 أغسطس

نيكي هايلي في لقاء انتخابي بمدينة بدفورد في ولاية نيو هامبشير (أ.ب)
نيكي هايلي في لقاء انتخابي بمدينة بدفورد في ولاية نيو هامبشير (أ.ب)
TT

أول مناظرة بين المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأميركية في 23 أغسطس

نيكي هايلي في لقاء انتخابي بمدينة بدفورد في ولاية نيو هامبشير (أ.ب)
نيكي هايلي في لقاء انتخابي بمدينة بدفورد في ولاية نيو هامبشير (أ.ب)

يتواجه المرشحون الجمهوريون للانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2024 في مناظرة أولى تقام في 23 غسطس (آب) في ولاية ويسكونسن، وفق ما أعلن الحزب الجمعة.

وتطول قائمة المرشحين الساعين الى قطع الطريق على الرئيس السابق دونالد ترمب، وأبرزهم حتى الآن رون ديسانتيس ونيكي هايلي وتيم سكوت.

السناتور تيم سكوت (إ.ب.أ)

وليتمكنوا من المشاركة في المناظرة، على المرشحين أن يفوا بسلسلة معايير (استطلاعات وجمع تبرعات...)، على أن يلتزموا جميعا دعم المرشح الجمهوري الذي يختاره الحزب في نهاية المطاف.

وإذا كان عدد المرشحين كبيرا، يمكن تنظيم مناظرة ثانية في 24 أغسطس، وفق ما أعلنت رئيسة الحزب رونا مكدانييل.

والفائز في هذه الانتخابات التمهيدية سيواجه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 المرشح الذي يختاره الحزب الديمقراطي، وسيكون على الأرجح الرئيس جو بايدن.

ولم يكن اختيار ميلووكي، كبرى مدن ويسكونسن، لتستضيف هذه المناظرة من باب الصدفة. فهذه الولاية في منطقة البحيرات العظمى عادة ما تشهد تنافساً حاداً بين الجمهوريين والديمقراطيين في كل استحقاق انتخابي. وقد فاز فيها الرئيس الديمقراطي عام 2020 بفارق ضئيل.


بلينكن إلى السعودية لحضور اجتماع تحالف «هزيمة داعش»

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
TT

بلينكن إلى السعودية لحضور اجتماع تحالف «هزيمة داعش»

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

من المرتقب أن يسافر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى المملكة العربية السعودية من 6 يونيو (حزيران) الحالي وحتى 8 منه، حين يترأس مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في الرياض، الاجتماع الوزاري للتحالف العالمي لهزيمة «داعش».

وأفاد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شبه الجزيرة العربية دانيال بن نعيم، بأن الزيارة تعكس «الجهد المهم الذي يوفر فرصة للمشاركة عبر مجموعة واسعة من القضايا». وأضاف أن كبير الدبلوماسيين الأميركيين سيعقد اجتماعاً وزارياً آخر مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي التي تتعاون معهم الولايات المتحدة في «مجموعة من القضايا لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي وخفض التصعيد والتكامل بمنطقة الخليج والشرق الأوسط وخارجها». وأوضح أن بلينكن «سيتشاور مع القادة السعوديين حول مجموعة من الأولويات الثنائية الإقليمية والعالمية»، مشيراً إلى مشاركة المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن «بشكل مكثف في الآونة الأخيرة مع نظرائهم السعوديين بشأن السودان، بين قضايا أخرى». ووصف دور المملكة العربية السعودية بأنه «مهم في الدبلوماسية هناك وفي الجهود الإنسانية وجهود الإجلاء»، علماً بأنه على «نطاق أوسع، كانت المملكة العربية السعودية شريكنا الاستراتيجي لمدة 8 عقود عبر الإدارات الأميركية» المتعاقبة. وقال: «نحن نواصل التشاور والتعاون في مجموعة واسعة من القضايا. ولدينا قدر كبير من العمل لنفعله معاً»، وذلك «يشمل إنهاء الحرب في اليمن، حيث ساعد الدعم الأميركي والسعودي لجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة في تسهيل 14 شهراً من خفض العنف بشكل كبير، وزيادة وصول المساعدات الإنسانية»، فيما يمثل «أهدأ فترة منذ بدء الحرب قبل أكثر من 8 سنوات».

وأفاد بن نعيم أيضاً بأن ذلك «يشمل دعم المملكة العربية السعودية لأوكرانيا، الذي يتضمن 410 ملايين دولار مساعدات حيوية وزيارات ثنائية رفيعة المستوى من قادة البلدين». وأضاف أن «لدينا مجالات جديدة للتعاون مثل التكنولوجيا والاتصالات، بما في ذلك (...) التعاون المتطور في تقنيات الجيلين الخامس والسادس من الاتصالات، والتعاون في مجال الطاقة بالفضاء»، مشيراً إلى أن «وجود رائدة فضاء سعودية، وهي أول امرأة مسلمة تزور الفضاء، أطلق بالشراكة مع الولايات المتحدة، فيما يدل على طموحنا المشترك لتوسيع نطاق عملنا معاً في مجالات جديدة، وكل ما هو ناجح يمكن أن يحقق فوائد تتجاوز بلدينا». وتحدث عن «تركيزنا على التكامل الإقليمي والبنية التحتية» بما في ذلك من خلال «عملية الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي مع العراق وبقية المنطقة»، داعياً إلى «الاستفادة من اللحظة الحالية المليئة بالحوار والعلاقات الجديدة والعلاقات المعدلة لتشجيع جهود جيراننا للتواصل مع بعضهم وربط جهود المنطقة بالعالم الأوسع وبطرق جديدة مهمة».

وكذلك قال: «نحن نعمل على تعميق الشراكات التجارية التي تفيد مئات الآلاف من العمال الأميركيين»، مضيفاً أن «صفقة بوينغ مع المملكة العربية السعودية التي أعلنت في مارس (آذار)، والتي تقدر قيمتها بنحو 37 مليار دولار ستدعم أكثر من 140 ألف وظيفة في كل أنحاء الولايات المتحدة»، وأن التعاون الدفاعي الأميركي - السعودي «لا يزال قوياً، وتظل علاقتنا الأمنية مع المملكة العربية السعودية حجر الأساس لنهجنا في الدفاع والأمن الإقليميين وحماية أكثر من 80 ألف مواطن أميركي يعيشون ويعملون في المملكة». ولفت إلى أن «مئات الآلاف من السعوديين درسوا في جامعات أميركية خلال العقود القليلة الماضية. هذه العلاقات التعليمية من أهم الاستثمارات التي يمكننا القيام بها معاً في المستقبل، وسنتطلع إلى البناء عليها».


واشنطن منفتحة على التفاوض مع موسكو وبكين للحد من الأسلحة النووية

سوليفان يرد على أسئلة الصحافيين في مؤتمر صحافي (رويترز)
سوليفان يرد على أسئلة الصحافيين في مؤتمر صحافي (رويترز)
TT

واشنطن منفتحة على التفاوض مع موسكو وبكين للحد من الأسلحة النووية

سوليفان يرد على أسئلة الصحافيين في مؤتمر صحافي (رويترز)
سوليفان يرد على أسئلة الصحافيين في مؤتمر صحافي (رويترز)

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنها على استعداد لبدء محادثات «دون شروط مسبقة» مع روسيا بشأن خطوات للحد من الأسلحة النووية بعد انتهاء معاهدة «نيو ستارت» في عام 2026. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الجمعة، إن الولايات المتحدة مستعدة للإبقاء على الحد المتفق عليه للرؤوس الحربية النووية بموجب معاهدة تعود إلى فترة الحرب الباردة، إذا فعلت روسيا ذلك، كما أنها مستعدة للتفاوض بشأن معاهدات جديدة مع موسكو وبكين.

وقال سوليفان: «نحن على استعداد للالتزام بالحدود الوسطى إذا فعلت روسيا ذلك»، في إشارة إلى سقف الرؤوس الحربية المحدد في معاهدة «نيو ستارت». ودعا موسكو إلى الدخول في محادثات لتبني معاهدة جديدة تحل محل معاهدة «نيو ستارت» التي تنتهي في 2026. وقال: «نحن مستعدون أيضا لإشراك الصين من دون شروط مسبقة».

جانب من عرض عسكري روسي في ذكرى الانتصار على النازية في 9 مايو (رويترز)

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد نقلت عن مصادر في البيت الأبيض أن القيود المفروضة على القدرات النووية الأميركية، التي يمكن أن تقبلها الإدارة، لن تأخذ في الاعتبار حجم الترسانة النووية الروسية فقط، لكن أيضا القوة النووية الصينية التي تتعزز بشكل كبير، وكانت لا تزال خارج البحث في العقود والسنوات الماضية.

ويأتي خطاب سوليفان، بعدما تضررت العلاقات الأميركية الروسية، على خلفية غزو روسيا لأوكرانيا العام الماضي. وأوقف البلدان تبادل المعلومات عن أسلحتهما النووية، إثر تعليق روسيا مشاركتها في معاهدة «نيو ستارت» في فبراير (شباط) الماضي، التي تنظم خفض الأسلحة النووية طويلة المدى للولايات المتحدة وروسيا. وردا على انسحابها، قالت إدارة بايدن إنها لن تتبادل البيانات الرئيسية حول قواتها الاستراتيجية، بما في ذلك التحديثات على مواقع الصواريخ والقاذفات.

وعلى الرغم من ذلك، قالت موسكو إنها تعتزم الالتزام بالحدود المفروضة على عدد الرؤوس الحربية الاستراتيجية التي يمكن نشرها بموجب الاتفاقية، حتى انتهاء صلاحيتها في فبراير 2026 من أجل الحفاظ على «الاستقرار في منطقة الصواريخ النووية».

غير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والعديد من المسؤولين في حكومته، هددوا مرارا باستخدام السلاح النووي، في حال تعريض الأمن القومي لتهديد وجودي. ونشرت روسيا في الآونة الأخيرة أسلحة نووية «تكتيكية» في بيلاروسيا، في ظل تعثر جيشها في المعارك الدائرة في أوكرانيا.

تجربة صاروخية أميركية في مياه كاليفورنيا (رويترز)

ويتخوف العديد من المراقبين من أن احتمالات تقنين استخدام هذه الأسلحة في المستقبل قد لا يكون قضية مضمونة. كما أنه لا توجد مناقشات حاليا بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحد من التسلح، وفشلت واشنطن مرارا وتكرارا في جلب الصين إلى مناقشة كيفية إدارة الأخطار النووية، بعدما رفضت بكين هذا الأمر، بحجة أن عدد رؤوسها النووية لا يقارن بمثيلاتها في روسيا والولايات المتحدة. ووفقا لمعهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام، تمتلك الصين ترسانة من 350 رأسا نوويا، فيما تمتلك روسيا 4477 والولايات المتحدة 3708. لكن بكين قد تمتلك 1500 رأس نووي، بحلول عام 2035، كما توقع تقرير وزارة الدفاع الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ولا يزال من السابق لأوانه، تحديد نوع القيود التي قد تقبلها الولايات المتحدة على قواتها النووية، ومعالجة «النواقص» التي تعانيها اتفاقية «نيو ستارت»؛ حيث تسعى واشنطن لردع كل من الترسانة النووية الروسية الضخمة وكذلك القوة النووية الصينية المتنامية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول ثان كبير قوله إن «نوع القيود التي يمكن أن توافق عليها الولايات المتحدة بعد انتهاء صلاحية (نيو ستارت)، سوف يتأثر بترسانة الصين النووية، ونوعها، وحجمها، ونطاق تعزيزها، ووتيرتها».


مسؤول يكشف زيارة مدير الـ«سي آي إيه» لبكين الشهر الماضي

أول زيارة لمسؤول أميركي بهذا المستوى إلى الصين منذ أسقطت واشنطن في فبراير منطاداً صينياً (رويترز)
أول زيارة لمسؤول أميركي بهذا المستوى إلى الصين منذ أسقطت واشنطن في فبراير منطاداً صينياً (رويترز)
TT

مسؤول يكشف زيارة مدير الـ«سي آي إيه» لبكين الشهر الماضي

أول زيارة لمسؤول أميركي بهذا المستوى إلى الصين منذ أسقطت واشنطن في فبراير منطاداً صينياً (رويترز)
أول زيارة لمسؤول أميركي بهذا المستوى إلى الصين منذ أسقطت واشنطن في فبراير منطاداً صينياً (رويترز)

زار مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» وليام بيرنز، بكين، في مايو (أيار)، حيث التقى نظيره، في أول زيارة لمسؤول أميركي بهذا المستوى إلى الصين، منذ أسقطت واشنطن، في فبراير (شباط)، منطاداً صينياً، وفق ما أعلنه مسؤول، اليوم الجمعة.

وقال المسؤول، الذي لم يشأ كشف اسمه، إن بيرنز «شدد، خلال الزيارة، على أهمية إبقاء قنوات التواصل مفتوحة على صعيد الاستخبارات».

مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز (رويترز)

وخلال زيارة أجراها، مؤخراً، إلى اليابان، توقَّع الرئيس الأميركي جو بايدن «تحسّناً قريباً جداً» في العلاقات بين واشنطن وبكين.

وفي مؤشر إضافي يدل على أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، أجرى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الجمعة، حديثاً مقتضباً مع نظيره الصيني لي شانغفو، خلال مؤتمر أمني في سنغافورة.

وتوترت العلاقات بين واشنطن وبكين، في الأشهر التي تَلَت لقاءً جمع بين بايدن، ونظيره الصيني شي جينبينغ، خلال قمّة «مجموعة العشرين»، التي عُقدت في جزيرة بالي الإندونيسية، في نوفمبر (تشرين الثاني).

ومن بين القضايا التي وتّرت الأجواء بين القوتين العظميين، ملف تايوان التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وإسقاط منطاد صيني حلّق فوق الولايات المتحدة، هذا العام، وقالت واشنطن إنه للتجسس، وهو ما نفته الصين.

وكان قد أُعلن عن زيارة لوزير خارجية الولايات المتحدة إلى الصين، لتحسين العلاقات بين البلدين، لكن الزيارة أُلغيت بعد واقعة المنطاد.


نفوذ الدولار بين المشاحنات الداخلية والمنافسة الدولية

رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي يتحدث للصحافيين بعد إقرار مجلس النواب اتفاق سقف الدين في 31 مايو 2023 (أ.ف.ب)
رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي يتحدث للصحافيين بعد إقرار مجلس النواب اتفاق سقف الدين في 31 مايو 2023 (أ.ف.ب)
TT

نفوذ الدولار بين المشاحنات الداخلية والمنافسة الدولية

رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي يتحدث للصحافيين بعد إقرار مجلس النواب اتفاق سقف الدين في 31 مايو 2023 (أ.ف.ب)
رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي يتحدث للصحافيين بعد إقرار مجلس النواب اتفاق سقف الدين في 31 مايو 2023 (أ.ف.ب)

بعد عملية شد حبال طويلة بين الديمقراطيين والجمهوريين، أقرّ الكونغرس بمجلسيه رفع سقف الدين العام الأميركي.

وصوّت مجلس الشيوخ فجر الجمعة على الاتفاق الذي حظي بدعم 63 سيناتوراً وعارضه 36، وذلك بعد إقراره في مجلس النواب بأغلبية 314 صوتاً ومعارضة 117. وتجنّبت الولايات المتحدة بذلك تداعيات كارثية للتخلف عن السداد، قبل أيام معدودة من الخامس من يونيو (حزيران)، التاريخ الذي حذرت منه وزارة الخزانة.

ورغم التوصل إلى اتفاق اللحظة الأخيرة، تلقي التجاذبات السياسية الحادة والمستمرة في الداخل الأميركي بظلالها على سمعة الولايات المتحدة في الخارج، وتعيد طرح الجدل المتكرر حول نفوذها وهيمنة عملتها. فهذه المشاحنات السياسية تتزامن مع توترات عالمية وصراعات جيوسياسية، تسعى خلالها دول كالصين وروسيا وحتى الهند إلى الدفع بعملات أخرى في محاولة لتخطي الدولار الأميركي.

يستعرض برنامج تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، الجدل المحيط بقيمة الدولار ونفوذه، ويطرح أسباب تصاعد الشكوك المحيطة بالقيادة الأميركية حول العالم، وما إذا كان الدولار يواجه فعلاً منافسة حقيقية.

سقف الدين والجدل المتكرر

زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر مشيداً بالمصادقة على تمديد اتفاق سقف الدين (أ.ب)

يشير بين ستيل، وهو مدير الاقتصاد الدولي في مجلس العلاقات الخارجية، إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها الولايات المتحدة مشاحنات على سقف الدين العام، معتبراً أنه في نهاية المطاف «تسود الآراء الأكثر هدوءاً». وحذّر ستيل من أن «الآثار المترتبة على أي نوع من التخلف عن السداد، حتى إن كانت لأسباب سياسية بحتة، وحتى إن انتهت بسرعة، فهي كارثية من حيث ثقة مجتمع الاستثمارات العالمية بالولايات المتحدة».

من ناحيته، شدّد سلطان مغدي، وهو كبير مسؤولي الابتكار السابق في شركة تأمين الودائع الفيدرالية الأميركية، على أن رفع سقف الدين العام هو بغاية الأهمية؛ لأن «أي تخلف عن السداد من شأنه أن يؤدي إلى تأثير اقتصادي ضخم وطويل الأمد لم تختبره الولايات المتحدة من قبل». واعتبر مغدي أنه رغم التوصل إلى اتفاق، إلا أن على الحزبين العمل بشكل أفضل لتجنب أزمات من هذا النوع في المستقبل، قائلاً: «سنستمر بالعودة إلى هذا الجدل في كل مرة، حتى يتوصل الحزبان إلى طريقة للعمل معاً على إقرار ميزانية قابلة للتطبيق وتساعد على التقليل من العجز وتعيد بعضاً من المسؤولية المالية».

ووجّه جويل غريفيث، الباحث في القسم المالي في مؤسسة «هيريتاج»، انتقادات لاذعة للحزبين، معتبراً أنهما «أظهرا مستوى من عدم الكفاءة لم نره من قبل في الولايات المتحدة». وأضاف أن العالم أصبح أكثر إدراكاً لهذا الأمر مؤخراً، موضحاً: «بالطبع دول العالم تراقب ما يجري هنا، وأعتقد بأنها تدرك أن ما رأيناه، خصوصاً خلال السنوات الثلاث الماضية، ينذر بالخطر». وانتقد غريفيث تزايد الإنفاق في الولايات المتحدة، معتبراً أن «الولايات المتحدة قد تخلّفت فعلياً عن سداد الدين لأن الحكومة الأميركية خفّضت من قيمة الدولار الأميركي أكثر مما توقعه المستثمرون».

ويفسر غريفيث: «لم يكن هناك أي تحذير للمستثمرين ينذرهم بأننا سنطبع 9 تريليونات دولار على مدى عامين. وبسبب ذلك؛ رأينا تراجع قيمة السندات الحكومية بنسبة تزيد على 30 في المائة». وأضاف: «أعتقد أن العالم يشعر بالخلل السياسي، حيث لا يمكننا الاتفاق على الطريقة الأفضل لرفع سقف الدين العام والطريقة الأفضل للإنفاق ضمن إمكاناتنا».

نفوذ الدولار الأميركي

رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي في بورصة نيويورك في 17 أبريل (رويترز)

ومع مساعي عدد من دول العالم، كالصين والهند وروسيا والبرازيل، إلى طرح عملات تستبدل الدولار، يشير ستيل إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تُثار فيها مخاوف بشأن الدولار الأميركي، وذلك منذ أزمة 2008 المالية. وقد أثيرت هذه المخاوف نفسها من وجهة نظر اقتصادية وسياسية. لكن ستيل اعتبر أن المشكلة بالنسبة إلى الدول الأخرى التي ترغب في التحرر من نفوذ الدولار، هي عدم وجود خيارات بديلة قابلة للتطبيق حالياً. وأشار إلى أنه، وعلى الرغم من تراجع قيمة الدولار في السنوات الأخيرة، «فإننا لم نشهد أي تحركات دراماتيكية بعيداً عنه حتى الآن».

واعتبر مغدي أن الولايات المتحدة قامت «بعمل رائع منذ الحرب العالمية الثانية بالحرص على أن يعتمد الاقتصاد العالمي على الدولار الأميركي». لكنه أشار إلى أنه في ظل التساؤلات على مستوى العالم حول قيمة الدولار الأميركي، «هناك العديد من الخيارات الأخرى بدءاً من العملة المشفرة وصولاً إلى دول مثل روسيا وإيران اللتين تقدمان عملة مستقرة فقط لمدفوعات الطاقة».

أما غريفيث، فاعتبر أن الولايات المتحدة «استفادت لعقود عديدة من كون الدولار الأميركي عملة الاحتياط للعالم؛ وهذا ما سمح للحكومة الأميركية بالعيش بما يتجاوز إمكاناتها لعقود»، على حد تعبيره. وأضاف أن «مصرفنا المركزي قام بطباعة تريليونات الدولارات التي انتقلت إلى الخارج، مقابل الحصول على المنتجات والخدمات». وقال غريفيث بلهجة تحذيرية: «أعتقد أن مختلف المناطق حول العالم استفاقت إلى حقيقة ما قمنا به، ونحن نواجه خطر ألا يكون الدولار عملة الاحتياط في العالم. وإن حصل ذلك، فسيبدو التضخم الذي نعيشه منذ عامين وكأنه نزهة».

الدولار ضحية العقوبات؟

وزراء خارجية الصين والبرازيل وجنوب أفريقيا وروسيا والهند في كيب تاون في 1 يونيو 2023 (رويترز)

مما لا شك فيه أن الحرب الروسية - الأوكرانية سلّطت الضوء على مخاوف جديدة محيطة بالدولار، خاصّة مع اعتماد الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين على نظام عقوبات قاسٍ، دفع ببعض الدول إلى محاولة الابتعاد عن هيمنة الدولار عليها. وقال ستيل في هذا الصدد: «ليس هناك شك أنه كلما استخدمت الولايات المتحدة الدولار كأداة للعقوبات، فهي تعطي البلدان الأخرى الزخم للابتعاد عن عملتها». وأضاف أن العقوبات المالية التي تستخدم الدولار الأميركي «تشبه الإفراط باستخدام المضادات الحيوية».

واعتبر ستيل أنه من الضروري أن تقوم إدارة بايدن بـ«فرض عقوبات متعددة للأطراف، وألا تصدرها مباشرة من الولايات المتحدة»، مضيفاً أن روسيا وبلداناً أخرى بدأت فعلياً باتخاذ خطوات في الأعوام الماضية لحماية نفسها من العقوبات المالية الأميركية.

ووافق غريفيث على أن التسرع في استعمال نظام العقوبات من شأنه أن يدفع ببعض الدول إلى الابتعاد عن استعمال الدولار كعملة لاحتياطها، مضيفاً أن «الدولار يستخدم كسلاح، وفي بعض الأحيان من المناسب أن نستخدمه بهذا الشكل لكن يجب أن نكون حذرين». واعتبر أن الإدارة يجب أن تكون حذرة في عدم فرض عقوبات على بلدان أخرى؛ لأنها لا تشاركها الاعتقادات نفسها في مجال العدالة الاجتماعية مثلاً، مشدداً على ضرورة التعاون مع الحلفاء الأوروبيين في أي نوع من العقوبات، كي لا يصبح اليورو هو الخيار البديل عن الدولار.

وانتقد كل من غريفيث وستيل ومغدي دفع الولايات المتحدة إلى طرد روسيا من نظام «سويفت» المصرفي، معتبرين أن هذا التحرك الذي كان يشار إليه سابقاً بـ«الخيار النووي» من ناحية العقوبات المالية دفع بالعديد من الدول والكيانات السيادية حول العالم من الصين وروسيا، وحتى أوروبا إلى محاولة تبني نظام الدفع الدولي الخاص بها لتجنب الأنظمة التي يهيمن عليها الدولار الأميركي.

بدائل الدولار

ما هو البديل عن الدولار الأميركي؟ (رويترز)

رغم كل التجاذبات ومحاولات الابتعاد عن هيمنة الدولار، فإن هناك إجماعاً على عدم وجود بديل حالي أو منافس فعلي. ويذكر مغدي أن هيكل العملة الاحتياطية الوحيدة الموجود هو هيكل فرضته الولايات المتحدة بنهاية الحرب العالمية الثانية، حين قام سفير أميركي حرفياً بشطب عملة الاحتياطي العالمي واستبدالها بالدولار الأميركي خلال المفاوضات في «برنتون وودز». وأشار إلى أن وجود عملة واحدة هو حالة غير طبيعية، وأن انتهاء هذا النظام يعتمد على مدى سرعة انخفاض احتياطي الولايات المتحدة إلى أقل من 50 في المائة في الاحتياطي العالمي، وهي نسبة وصلت إلى 57 في المائة حالياً.

من ناحيتهما، اعتبر كل من غريفيث وستيل أن المنافس الأبرز للدولار هو اليورو الأوروبي، لكن ستيل أشار إلى أن «اليورو يواجه مشاكل عديدة مع الدين ومع المخاطر السيادية التي لا تواجهها الولايات المتحدة، كإعادة ظهور الفوارق في أسعار الفائدة أو العوائد السيادية بين ألمانيا وإيطاليا على سبيل المثال». واستبعد غريفيث أن يكون اليوان هو البديل، مشيراً إلى أن «العملة الصينية ليست خياراً قابلاً للتطبيق حالياً بسبب وجود الكثير من القيود من قِبل الصين على الأجانب للاستثمار بالعملة الصينية، بينما الولايات المتحدة منفتحة على الاستثمار الأجنبي».

وطرح مغدي خيارات أخرى كالعملات الرقمية مثلاً، فقال إن «برنامج إدارة بايدن الحالي لدفع عملة الكريبتو خارج الولايات المتحدة يسهل الأمر أمام الدول الأخرى للابتعاد عن الدولار الأميركي، سواء من خلال استخدام العملة الرقمية الخاصة بالبنك المركزي لديهم، أو العملات المستقرة كما رأينا في بعض الحالات». وأشار مغدي إلى أن حجم الصفقات الذي يتم نقله عبر هذه القنوات يتضاعف بشكل كبير، مضيفاً: «لقد رأينا ذلك يتراجع قليلاً خلال شتاء الكريبتو العام الماضي، لكنه عاد مجدداً هذا العام. وهناك استثمارات هائلة حول العالم وخاصة في الشرق الأوسط وفي آسيا لتمكين هذه التكنولوجيا والالتفاف حول الهيمنة المالية للولايات المتحدة».

لكن غريفيث عارضه الرأي، مشيراً إلى أن الذهب سيلعب دوراً اساسياً في التجارة الدولية. وقال إن «العملات المشفرة لا تحل هذه المشاكل. فيما يتعلق بـ(بتكوين) مثلاً، إنها عملة غير مدعومة بالسلع على غرار الدولار. وما قد نشهده مع سعي المصارف المركزية إلى تعزيز احتياطها من الذهب، هو إعادة ظهور الذهب ليلعب دوراً رئيسياً في التجارة الدولية، وهذا أمر ممكن من دون شك، ويمكن أن نرى رقمنة الذهب؛ إذ لا يجب أن نرى سلعة الذهب الحقيقية وهي تنتقل عبر الحدود».


أوستن ولي شانغ يتصافحان في سنغافورة... لكن لا «حوار جوهرياً»

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)
TT

أوستن ولي شانغ يتصافحان في سنغافورة... لكن لا «حوار جوهرياً»

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)

ذكرت وزارة الدفاع الأميركية اليوم (الجمعة) أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الصيني لي شانغ فو تصافحا على هامش قمة أمنية في سنغافورة، إلا إنه لم يجر بينهما «حوار جوهري».

وأوضحت الوزارة في بيان أن الوزيرين تحدثا لمدة وجيزة فقط.

وقال المتحدث باسم الوزارة البريجادير جنرال بات رايدر: «تؤمن الوزارة بأهمية الحفاظ على خطوط مفتوحة للتواصل العسكري مع جمهورية الصين الشعبية، وسنواصل السعي من أجل مناقشات هادفة بين الجيشين على مستويات متعددة لإدارة العلاقة بشكل مسؤول».

ورفضت الصين في وقت سابق عقد اجتماع رسمي مع أوستن خلال «حوار شانغري - لا» الأمني الذي سيعقد خلال الأيام القليلة المقبلة.