بلينكن منتقداً «فك الارتباط»: إسرائيل تعهدت خطياً بإخلاء البؤر الاستيطانية

شدد على أن تطوير المستوطنات «عقبة في طريق السلام وحل الدولتين»

بلينكن بجلسة استماع في مجلس الشيوخ بواشنطن أمس  (إ.ف.ب)
بلينكن بجلسة استماع في مجلس الشيوخ بواشنطن أمس (إ.ف.ب)
TT

بلينكن منتقداً «فك الارتباط»: إسرائيل تعهدت خطياً بإخلاء البؤر الاستيطانية

بلينكن بجلسة استماع في مجلس الشيوخ بواشنطن أمس  (إ.ف.ب)
بلينكن بجلسة استماع في مجلس الشيوخ بواشنطن أمس (إ.ف.ب)

أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال إحاطة قدَّمها، أمس (الأربعاء)، أمام لجنة اعتمادات الموازنة العامة لدى «مجلس الشيوخ»، انتقاد إدارة بايدن للقرارات الإسرائيلية الأخيرة، مضيفاً أن «القيادة الإسرائيلية وكذلك السلطة الفلسطينية، ترغبان في رؤية خفض العنف الذي وصل إلى مستويات قياسية في الأشهر الأخيرة». ورفض التكهن بما يمكن أن تفعله واشنطن في سياق «محاولة الوصول إلى فترة الهدوء»، مضيفاً أن «علينا أن ننظر بعناية شديدة في (…) مضاعفة الخطوات اللازمة لمحاولة الوصول إلى ذلك».
وكانت إسرائيل قد أخلت 4 مستوطنات وانسحبت من غزة أحادياً، بموجب قانون صدر عام 2005. ومنذ ذلك الحين، مُنع الإسرائيليون رسمياً من العودة إلى تلك البؤر. غير أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وضعت التوسع الاستيطاني في رأس جدول أعمالها، وطورت بالفعل آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات الجديدة، وأجازت بأثر رجعي 9 بؤر استيطانية عشوائية في الضفة الغربية.
وأثارت هذه المواقف الإسرائيلية، بالإضافة إلى التصريحات التي أدلى بها وزير المال الإسرائيلي في باريس أخيراً، توبيخاً حاداً من الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، ومن غالبية أعضاء مجلس الأمن الذين يؤكدون أن المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد عام 1967 «غير قانونية».وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية بأن إدارة بايدن «تشعر بقلق بالغ، لأن (الكنيست) الإسرائيلي أصدر تشريعات تلغي أجزاء مهمة من قانون فك الارتباط لعام 2005، بما في ذلك حظر إقامة المستوطنات في شمال الضفة الغربية»، مؤكداً أن «واحدة على الأقل من هذه البؤر الاستيطانية في هذه المنطقة، وهي (حوميش)، بُنيت على أرض فلسطينية خاصة، وهو أمر غير قانوني بموجب القانون الإسرائيلي».
وأضاف أن «ما يثير القلق أكثر أن مثل هذا التشريع المهم تم تمريره بأكثرية 31 صوتاً فقط من مجلس يضم 120 عضواً». وشدد على أن «وقف التصعيد والحد من العنف في مصلحة كل الأطراف، بما فيها إسرائيل»، التي حضها «بشدة» على «الامتناع عن السماح بعودة المستوطنين إلى المنطقة التي يغطيها التشريع، بما يتفق مع التزام كل من رئيس الوزراء السابق (أرييل) شارون والتزام الحكومة الإسرائيلية الحالية تجاه الولايات المتحدة». وشدد على أن تطوير المستوطنات «يشكل عقبة في طريق السلام وتحقيق حل الدولتين»، موضحاً أن «هذا يشمل بالتأكيد إنشاء مستوطنات جديدة، أو بناء أو قوننة البؤر الاستيطانية، أو السماح بالبناء من أي نوع على أرض فلسطينية خاصة أو في أعماق الضفة الغربية المجاورة للمجتمعات الفلسطينية، وكل ذلك سيسهله هذا التغيير القانوني».وأكد أيضاً أن هذا العمل «يمثل تناقضاً واضحاً مع تعهدات (قدمها) شارون، نيابة عن إسرائيل، خطياً (للرئيس الأميركي الأسبق) جورج دبليو بوش، بأنها التزمت بإخلاء هذه المستوطنات والبؤر الاستيطانية في شمال الضفة الغربية، من أجل استقرار الوضع وتقليل الاحتكاكات». وأضاف أن «التعديلات التي أُدخلت على قانون فك الارتباط لا تتماشى مع التزامات إسرائيل الأخيرة بخفض التوترات الإسرائيلية الفلسطينية»، مذكراً بأنه قبل أيام، أعادت إسرائيل تأكيد «التزامها بوقف مناقشة أي مستوطنات جديدة لمدة 4 أشهر، ووقف ترخيص أي بؤر استيطانية لمدة 6 أشهر».
وحذر من أن التغييرات التشريعية أتت «في وقت تصاعدت فيه التوترات، وهي استفزازية بشكل خاص، وتأتي بنتائج عكسية على الجهود المبذولة لاستعادة بعض تدابير الهدوء مع اقترابنا من رمضان وعيد الفصح». ورداً على قول سموتريتش إنه «لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني. لا يوجد تاريخ فلسطيني. لا توجد لغة فلسطينية»، أكد باتيل أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بـ«دولتين لشعبين، كلاهما له جذور عميقة في الأرض».

جلسة في مجلس الأمن
وفي ظل أجواء يخيم عليها التوتر الشديد بسبب الإجراءات الإسرائيلية، عقد مجلس الأمن جلسة مفتوحة حول «الحال في الشرق الأوسط، بما في ذلك المسألة الفلسطينية» استمع خلالها إلى إحاطة من منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، عن التقرير الـ25 للأمين العام، أنطونيو غوتيريش، بشأن تنفيذ القرار «2334» الذي يدعو إسرائيل إلى «الوقف الفوري والكامل لكل النشاطات الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية». وإذ أشار إلى تزامن شهر رمضان مع أعياد الفصح عند اليهود والمسيحيين، قال إنه «يجب احترام الوضع الراهن في الأماكن المقدسة بالقدس»، وحض كل الأطراف على «الامتناع عن القيام بخطوات أحادية تصعّد التوترات».
ثم انتقل إلى عرض شامل للتطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك سيطرة المستوطنين الإسرائيليين قبل أشهر قليلة «بطريقة احتيالية» على قطعة أرض تستأجرها أسرة فلسطينية من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية منذ عام 1931، في منطقة سلوان بالقدس الشرقية المحتلة. وتحدث عن قرار الحكومة الإسرائيلية «إضفاء الشرعية - بموجب القانون الإسرائيلي - على بؤرة استيطانية في حومش، علماً بأنها مبنية على أراض مملوكة لفلسطينيين، بما في ذلك إلغاء جزء من قانون فك الارتباط لعام 2005».
وتطرق أيضاً إلى «استمرار عمليات الهدم والاستيلاء على المباني المملوكة للفلسطينيين في كل أنحاء الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية»، خلافاً لموجبات القرار «2334»، وعدد أعمال العنف خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مذكراً بأن هذا القرار يدعو إلى «الامتناع عن الأعمال الاستفزازية».
وعبر وينسلاند عن «انزعاجه الشديد من استمرار التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، بما في ذلك التوسع الأخير»، عبر «ترخيص 9 بؤر استيطانية غير قانونية، وإقامة أكثر من 7000 وحدة سكنية في المستوطنات، والتقدم الاستيطاني المحتمل في المنطقة التي تُعتبر حاسمة لتواصل الدولة الفلسطينية المستقبلية»، مؤكداً أن هذه المستوطنات «تؤدي بشكل منهجي إلى تآكل إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة كجزء من حل الدولتين».
وأضاف أن «المستوطنات الإسرائيلية ليس لها شرعية قانونية وتشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة»، داعياً الحكومة الإسرائيلية إلى «وقف كل النشاطات الاستيطانية على الفور»، مع وقف هدم المباني الفلسطينية والاستيلاء عليها، بما في ذلك في القدس الشرقية المحتلة. وكذلك عبر عن «قلق بالغ» من تصاعد دائرة العنف التي تهدد بدفع الفلسطينيين والإسرائيليين إلى «أزمة قاتلة». وأكد أنه «من الضروري تهدئة الموقف والتحرك نحو إعادة تأسيس أفق سياسي»، بغية «عكس الاتجاهات السلبية على الأرض». وناشد الجميع احترام «الدور الخاص والتاريخي للمملكة الأردنية الهاشمية باعتبارها حارسة للمقدسات في القدس».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إسرائيل تعترف بـ«جمهورية أرض الصومال»

نتنياهو يوقع على قرار في مكتبه (إكس)
نتنياهو يوقع على قرار في مكتبه (إكس)
TT

إسرائيل تعترف بـ«جمهورية أرض الصومال»

نتنياهو يوقع على قرار في مكتبه (إكس)
نتنياهو يوقع على قرار في مكتبه (إكس)

أصبحت إسرائيل، أمس، أولَ دولة تعترف رسمياً بـ«جمهورية أرض الصومال» (صومالي لاند) المعلنة من جانب واحد «دولة مستقلة ذات سيادة»، وهو قرار من شأنه أن يعيدَ تشكيل الديناميكيات الإقليمية ويختبر معارضة ​الصومال الطويلة الأمد للانفصال، ويعطي تل أبيب موطئَ قدم في منطقة القرن الأفريقي الحساسة، في بلد يملك أطولَ حدود بحرية في قارة أفريقيا.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنَّ إسرائيل ستسعى إلى تعاون فوري مع «أرض الصومال» - التي كانت تُعرف باسم «الصومال البريطاني» سابقاً - وفي بيان له، هنأ نتنياهو رئيس «أرض الصومال» عبد الرحمن محمد عبد الله، وأشادَ بقيادته ودعاه إلى زيارة إسرائيل. وقال نتنياهو إنَّ الإعلان «يتماشى مع روح اتفاقيات إبراهيم، التي وقعت بمبادرة من الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب».

وأعلنت مصرُ أنَّ وزير خارجيتها، بدر عبد العاطي، تحدَّث هاتفياً مع نظرائه من الصومال وتركيا وجيبوتي لمناقشة ما وصفوه بالتطورات الخطيرة في القرن الأفريقي عقب الإعلان الإسرائيلي.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إنَّ الوزراء ندَّدوا بالاعتراف الإسرائيلي وأكَّدوا دعمَهم الكامل لوحدة الصومال ‌وسلامة أراضيه.

وتتمتَّع منطقة «أرض الصومال» بحكم ذاتي فعلي، وسلام واستقرار نسبيين، منذ عام 1991 حين انزلق الصومال إلى حرب أهلية، إلا أنَّ هذه المنطقة الانفصالية لم تحظَ باعتراف أي دولة أخرى.


إيران تتطلَّع إلى حكومة عراقية «تراعي مصالحها»

السفير الإيراني لدى العراق كاظم آل صادق (إيرنا)
السفير الإيراني لدى العراق كاظم آل صادق (إيرنا)
TT

إيران تتطلَّع إلى حكومة عراقية «تراعي مصالحها»

السفير الإيراني لدى العراق كاظم آل صادق (إيرنا)
السفير الإيراني لدى العراق كاظم آل صادق (إيرنا)

قالَ السفير الإيراني لدى العراق، كاظم آل صادق، إنَّ طهران تتطلَّع إلى تشكيل حكومة عراقية مقبلة تراعي مصالح بلدها وإيران معاً، مؤكّداً أنَّ الفصائل العراقية قرَّرت بنفسها طرحَ مبادرة حصر السلاح بيد الدولة، ولديها مخاوفُ من تداعيات الخطوة.

ونفى آل صادق، أمس (الجمعة)، أن تكون تلك الفصائل «وكيلة» لإيران، عادّاً هذا الوصف إهانة لها، ومشدداً على أنَّها باتت تتخذ قراراتها بصورة مستقلة، على حدّ تعبيره.

ولا تزال إيران تمتلك مستحقاتٍ مالية في مصارفَ عراقية لا تستطيع سحبَها بالكامل بسبب قيود العقوبات الأميركية، وفق كلام السفير الذي أكَّد أنَّ طهران تمكَّنت خلال حكومة محمد شياع السوداني من الحصول على «أكبر كمية» من أموالها مقارنة بالحكومات السابقة.

وانتقد آل صادق الدور الأميركي في العراق، مؤكّداً دعمَ بلاده لاستقرار العراق وتعزيز علاقاته الإقليمية.


تركيا: المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تعطي أولوية لنظر احتجاز إمام أوغلو

متظاهرون يرفعون صورة لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو مطالبين بإطلاق سراحه (حزب الشعب الجمهوري - إكس)
متظاهرون يرفعون صورة لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو مطالبين بإطلاق سراحه (حزب الشعب الجمهوري - إكس)
TT

تركيا: المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تعطي أولوية لنظر احتجاز إمام أوغلو

متظاهرون يرفعون صورة لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو مطالبين بإطلاق سراحه (حزب الشعب الجمهوري - إكس)
متظاهرون يرفعون صورة لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو مطالبين بإطلاق سراحه (حزب الشعب الجمهوري - إكس)

قررت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إعطاء أولوية لمراجعة قضية احتجاز رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو. كما قرّرت عقد جلسة الاستماع بشأن طلب رجل الأعمال البارز، عثمان كافالا، المسجون منذ 8 سنوات، للإفراج عنه.

وقال محمد بهلون، محامي إمام أوغلو: «تلقينا إخطاراً رسمياً بأن طلبنا المقدم إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن الاحتجاز غير المبرر لموكلنا، أكرم إمام أوغلو، سيُنظر فيه على وجه السرعة».

وأضاف بهلون عبر حسابه في «إكس»، الجمعة: «يُعد قرار المحكمة الأوروبية بإعطاء الأولوية للنظر في الطلب، المتعلق بإمام أوغلو، أمراً نادراً في الطلبات المقدمة من تركيا حتى الآن».

«حالة نادرة»

واعتُقل إمام أوغلو، الذي ينظر إليه على أنه أقوى منافس للرئيس التركي رجب طيب إردوغان على الرئاسة والمرشح عن حزب «الشعب الجمهوري» أكبر أحزاب المعارضة، في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2028، في 19 مارس (آذار) الماضي لاتهامات تتعلق بشبهات فساد في بلدية إسطنبول.

وأودع إمام أوغلو، الذي فجّر اعتقاله احتجاجات شعبية غير مسبوقة في تركيا منذ احتجاجات «غيزي بارك» عام 2013، إلى سجن سيليفري منذ 23 مارس، في إطار تحقيقات تتعلق بشبهات الفساد والرشوة والمخالفات في المناقصات.

اشتباكات بين الشرطة ومحتجين على اعتقال أكرم إمام أوغلو في إسطنبول في مارس الماضي (رويترز)

ويشمل التحقيق، الذي بدأ مع اعتقاله في 19 مارس، التي تصفها المعارضة بأنها عملية سياسية تستهدف منع إمام أوغلو من منافسة إردوغان، 122 مشتبهاً به. كما تضُمّ لائحة الاتهام، التي صدرت بعد 237 يوماً من الاعتقالات في 3900 صفحة، 402 شخص كمشتبه بهم، وشملت العديد من التهم المالية، بالإضافة إلى 17 تهمة بينها «التلوث البيئي المتعمد».

ويطالب الادعاء العام بسجن رئيس بلدية إسطنبول الكبرى لمدة تتراوح بين 828 و2352 عاماً، بوصفه «مؤسس وزعيم منظمة إمام أوغلو الإجرامية». وستبدأ المحاكمة نظر القضية في 9 مارس المقبل، أمام الدائرة الـ40 لمحكمة إسطنبول الجنائية العليا.

قضية عثمان كافالا

بالتوازي، أعلنت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن جلسة الاستماع بشأن الطلب الثاني لرجل الأعمال الناشط البارز في مجال المجتمع المدني، عثمان كافالا، المسجون منذ عام 2017، ستُعقد في 25 مارس المقبل.

وأحالت المحكمة طلب كافالا، المتعلق باحتجازه والسجن المؤبد المشدد، إلى الدائرة الكبرى في 16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. ودعت الدائرة الأطراف إلى تقديم آرائهم الخطية بحلول 26 يناير (كانون الثاني) المقبل.

متظاهر يرفع صورة للناشط عثمان كافالا خلال مسيرة في إسطنبول في الذكرى الثامنة لاعتقاله (أ.ف.ب)

ولكي تتمكن حكومة تركيا أو أي أطراف ثالثة من المشاركة في جلسة الاستماع، يجب عليها تقديم طلب للحصول على إذن بحلول 29 يناير. وفي حال الموافقة على هذا الإذن، يجب تقديم الآراء الخطية إلى المحكمة في موعد أقصاه 12 فبراير (شباط).

وتنظر الدائرة الكبرى في الطلبات التي تتضمن مسائل جوهرية تتعلق بتطبيق وتفسير الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

ويتعلق الطلب الثاني، المُقدم في 18 يناير 2024، باستمرار احتجاز عثمان كافالا رغم قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بوقوع انتهاك لحقوقه، والمحاكمة التي أسفرت عن الحكم عليه بالسجن المؤبد المشدد.

وذكرت المحكمة الأوروبية في قرارها الصادر في 10 ديسمبر 2019 أن اعتقال كافالا واحتجازه كانا يهدفان إلى إسكاته وتثبيط عزيمة المدافعين الآخرين عن حقوق الإنسان.

إجراءات ضد تركيا

دعت المفوضية الأوروبية الحكومة التركية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للإفراج الفوري عن كافالا، وباشرت في عام 2021 إجراءات قانونية ضد أنقرة لعدم تنفيذها قرار الإفراج عنه.

الشرطة التركية تفرق متظاهرين خلال احتجاجات «غيزي بارك» في عام 2013 بخراطيم المياه (أرشيفية)

واحتجز كافالا في 18 أكتوبر (تشرين الأول) 2017، وتم توقيفه في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، بتهمة تنظيم أو تمويل احتجاجات حديقة «غيزي بارك» في إسطنبول عام 2013، ومحاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو (تموز) 2016.

ومنذ ذلك الحين، أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أحكاماً تنص على أن احتجازه يُعد انتهاكاً لحقوقه، وأنه يجب الإفراج عنه فوراً. وفي أبريل (نيسان) 2022، حُكم على كافالا بالسجن المؤبد المشدد بتهمة «محاولة قلب نظام الحكم» في قضية «غيزي بارك»، وأيّدت محكمة النقض الحكم في سبتمبر (أيلول) 2023.