بلينكن منتقداً «فك الارتباط»: إسرائيل تعهدت خطياً بإخلاء البؤر الاستيطانية

شدد على أن تطوير المستوطنات «عقبة في طريق السلام وحل الدولتين»

بلينكن بجلسة استماع في مجلس الشيوخ بواشنطن أمس  (إ.ف.ب)
بلينكن بجلسة استماع في مجلس الشيوخ بواشنطن أمس (إ.ف.ب)
TT

بلينكن منتقداً «فك الارتباط»: إسرائيل تعهدت خطياً بإخلاء البؤر الاستيطانية

بلينكن بجلسة استماع في مجلس الشيوخ بواشنطن أمس  (إ.ف.ب)
بلينكن بجلسة استماع في مجلس الشيوخ بواشنطن أمس (إ.ف.ب)

أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال إحاطة قدَّمها، أمس (الأربعاء)، أمام لجنة اعتمادات الموازنة العامة لدى «مجلس الشيوخ»، انتقاد إدارة بايدن للقرارات الإسرائيلية الأخيرة، مضيفاً أن «القيادة الإسرائيلية وكذلك السلطة الفلسطينية، ترغبان في رؤية خفض العنف الذي وصل إلى مستويات قياسية في الأشهر الأخيرة». ورفض التكهن بما يمكن أن تفعله واشنطن في سياق «محاولة الوصول إلى فترة الهدوء»، مضيفاً أن «علينا أن ننظر بعناية شديدة في (…) مضاعفة الخطوات اللازمة لمحاولة الوصول إلى ذلك».
وكانت إسرائيل قد أخلت 4 مستوطنات وانسحبت من غزة أحادياً، بموجب قانون صدر عام 2005. ومنذ ذلك الحين، مُنع الإسرائيليون رسمياً من العودة إلى تلك البؤر. غير أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وضعت التوسع الاستيطاني في رأس جدول أعمالها، وطورت بالفعل آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات الجديدة، وأجازت بأثر رجعي 9 بؤر استيطانية عشوائية في الضفة الغربية.
وأثارت هذه المواقف الإسرائيلية، بالإضافة إلى التصريحات التي أدلى بها وزير المال الإسرائيلي في باريس أخيراً، توبيخاً حاداً من الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، ومن غالبية أعضاء مجلس الأمن الذين يؤكدون أن المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد عام 1967 «غير قانونية».وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية بأن إدارة بايدن «تشعر بقلق بالغ، لأن (الكنيست) الإسرائيلي أصدر تشريعات تلغي أجزاء مهمة من قانون فك الارتباط لعام 2005، بما في ذلك حظر إقامة المستوطنات في شمال الضفة الغربية»، مؤكداً أن «واحدة على الأقل من هذه البؤر الاستيطانية في هذه المنطقة، وهي (حوميش)، بُنيت على أرض فلسطينية خاصة، وهو أمر غير قانوني بموجب القانون الإسرائيلي».
وأضاف أن «ما يثير القلق أكثر أن مثل هذا التشريع المهم تم تمريره بأكثرية 31 صوتاً فقط من مجلس يضم 120 عضواً». وشدد على أن «وقف التصعيد والحد من العنف في مصلحة كل الأطراف، بما فيها إسرائيل»، التي حضها «بشدة» على «الامتناع عن السماح بعودة المستوطنين إلى المنطقة التي يغطيها التشريع، بما يتفق مع التزام كل من رئيس الوزراء السابق (أرييل) شارون والتزام الحكومة الإسرائيلية الحالية تجاه الولايات المتحدة». وشدد على أن تطوير المستوطنات «يشكل عقبة في طريق السلام وتحقيق حل الدولتين»، موضحاً أن «هذا يشمل بالتأكيد إنشاء مستوطنات جديدة، أو بناء أو قوننة البؤر الاستيطانية، أو السماح بالبناء من أي نوع على أرض فلسطينية خاصة أو في أعماق الضفة الغربية المجاورة للمجتمعات الفلسطينية، وكل ذلك سيسهله هذا التغيير القانوني».وأكد أيضاً أن هذا العمل «يمثل تناقضاً واضحاً مع تعهدات (قدمها) شارون، نيابة عن إسرائيل، خطياً (للرئيس الأميركي الأسبق) جورج دبليو بوش، بأنها التزمت بإخلاء هذه المستوطنات والبؤر الاستيطانية في شمال الضفة الغربية، من أجل استقرار الوضع وتقليل الاحتكاكات». وأضاف أن «التعديلات التي أُدخلت على قانون فك الارتباط لا تتماشى مع التزامات إسرائيل الأخيرة بخفض التوترات الإسرائيلية الفلسطينية»، مذكراً بأنه قبل أيام، أعادت إسرائيل تأكيد «التزامها بوقف مناقشة أي مستوطنات جديدة لمدة 4 أشهر، ووقف ترخيص أي بؤر استيطانية لمدة 6 أشهر».
وحذر من أن التغييرات التشريعية أتت «في وقت تصاعدت فيه التوترات، وهي استفزازية بشكل خاص، وتأتي بنتائج عكسية على الجهود المبذولة لاستعادة بعض تدابير الهدوء مع اقترابنا من رمضان وعيد الفصح». ورداً على قول سموتريتش إنه «لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني. لا يوجد تاريخ فلسطيني. لا توجد لغة فلسطينية»، أكد باتيل أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بـ«دولتين لشعبين، كلاهما له جذور عميقة في الأرض».

جلسة في مجلس الأمن
وفي ظل أجواء يخيم عليها التوتر الشديد بسبب الإجراءات الإسرائيلية، عقد مجلس الأمن جلسة مفتوحة حول «الحال في الشرق الأوسط، بما في ذلك المسألة الفلسطينية» استمع خلالها إلى إحاطة من منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، عن التقرير الـ25 للأمين العام، أنطونيو غوتيريش، بشأن تنفيذ القرار «2334» الذي يدعو إسرائيل إلى «الوقف الفوري والكامل لكل النشاطات الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية». وإذ أشار إلى تزامن شهر رمضان مع أعياد الفصح عند اليهود والمسيحيين، قال إنه «يجب احترام الوضع الراهن في الأماكن المقدسة بالقدس»، وحض كل الأطراف على «الامتناع عن القيام بخطوات أحادية تصعّد التوترات».
ثم انتقل إلى عرض شامل للتطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك سيطرة المستوطنين الإسرائيليين قبل أشهر قليلة «بطريقة احتيالية» على قطعة أرض تستأجرها أسرة فلسطينية من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية منذ عام 1931، في منطقة سلوان بالقدس الشرقية المحتلة. وتحدث عن قرار الحكومة الإسرائيلية «إضفاء الشرعية - بموجب القانون الإسرائيلي - على بؤرة استيطانية في حومش، علماً بأنها مبنية على أراض مملوكة لفلسطينيين، بما في ذلك إلغاء جزء من قانون فك الارتباط لعام 2005».
وتطرق أيضاً إلى «استمرار عمليات الهدم والاستيلاء على المباني المملوكة للفلسطينيين في كل أنحاء الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية»، خلافاً لموجبات القرار «2334»، وعدد أعمال العنف خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مذكراً بأن هذا القرار يدعو إلى «الامتناع عن الأعمال الاستفزازية».
وعبر وينسلاند عن «انزعاجه الشديد من استمرار التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، بما في ذلك التوسع الأخير»، عبر «ترخيص 9 بؤر استيطانية غير قانونية، وإقامة أكثر من 7000 وحدة سكنية في المستوطنات، والتقدم الاستيطاني المحتمل في المنطقة التي تُعتبر حاسمة لتواصل الدولة الفلسطينية المستقبلية»، مؤكداً أن هذه المستوطنات «تؤدي بشكل منهجي إلى تآكل إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة كجزء من حل الدولتين».
وأضاف أن «المستوطنات الإسرائيلية ليس لها شرعية قانونية وتشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة»، داعياً الحكومة الإسرائيلية إلى «وقف كل النشاطات الاستيطانية على الفور»، مع وقف هدم المباني الفلسطينية والاستيلاء عليها، بما في ذلك في القدس الشرقية المحتلة. وكذلك عبر عن «قلق بالغ» من تصاعد دائرة العنف التي تهدد بدفع الفلسطينيين والإسرائيليين إلى «أزمة قاتلة». وأكد أنه «من الضروري تهدئة الموقف والتحرك نحو إعادة تأسيس أفق سياسي»، بغية «عكس الاتجاهات السلبية على الأرض». وناشد الجميع احترام «الدور الخاص والتاريخي للمملكة الأردنية الهاشمية باعتبارها حارسة للمقدسات في القدس».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)

أشعل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس توتراً جديداً مع تركيا، بعد أشهر من الهدوء تخللتها اجتماعات وزيارات متبادلة على مستويات رفيعة للبناء على الأجندة الإيجابية للحوار بين البلدين الجارين.

وأطلق ميتسوتاكيس، بشكل مفاجئ، تهديداً بالتدخل العسكري ضد تركيا في ظل عدم وجود إمكانية للتوصل إلى حل بشأن قضايا المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري.

تلويح بالحرب

نقلت وسائل إعلام تركية، السبت، عن ميتسوتاكيس قوله، خلال مؤتمر حول السياسة الخارجية عُقد في أثينا، إن «الجيش يمكن أن يتدخل مرة أخرى إذا لزم الأمر». وأضاف: «إذا لزم الأمر، فسيقوم جيشنا بتنشيط المنطقة الاقتصادية الخالصة. لقد شهدت أوقاتاً تدخّل فيها جيشنا في الماضي، وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر، لكنني آمل ألا يكون ذلك ضرورياً».

رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس (رويترز - أرشيفية)

ولفت رئيس الوزراء اليوناني إلى أنه يدرك أن وجهات نظر تركيا بشأن «الوطن الأزرق» (سيطرة تركيا على البحار التي تطل عليها) لم تتغير، وأن اليونان تحافظ على موقفها في هذه العملية. وقال ميتسوتاكيس: «في السنوات الأخيرة، زادت تركيا من نفوذها في شرق البحر المتوسط. قضية الخلاف الوحيدة بالنسبة لنا هي الجرف القاري في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط. إنها مسألة تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، وعلينا أن نحمي جرفنا القاري».

من ناحية أخرى، قال ميتسوتاكيس إن «هدفنا الوحيد هو إقامة دولة موحّدة في قبرص... قبرص موحّدة ذات منطقتين ومجتمعين (تركي ويوناني)، حيث لن تكون هناك جيوش احتلال (الجنود الأتراك في شمال قبرص)، ولن يكون هناك ضامنون عفا عليهم الزمن (الضمانة التركية)».

ولم يصدر عن تركيا رد على تصريحات ميتسوتاكيس حتى الآن.

خلافات مزمنة

تسود خلافات مزمنة بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول الجرف القاري، وتقسيم الموارد في شرق البحر المتوسط، فضلاً عن النزاعات حول جزر بحر إيجه.

وتسعى اليونان إلى توسيع مياهها الإقليمية إلى ما هو أبعد من 6 أميال، والوصول إلى 12 ميلاً، استناداً إلى «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» لعام 1982 التي ليست تركيا طرفاً فيها.

وهدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من قبل، مراراً، بالرد العسكري على اليونان إذا لم توقف «انتهاكاتها للمياه الإقليمية التركية»، وتسليح الجزر في بحر إيجه. وأجرت تركيا عمليات تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط في عام 2020 تسبّبت في توتر شديد مع اليونان وقبرص، واستدعت تحذيراً وعقوبات رمزية من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتراجع تركيا وتسحب سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» في صيف العام ذاته.

سفن حربية تركية رافقت سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» خلال مهمتها في شرق المتوسط في 2020 (الدفاع التركية)

وتدخل حلف «الناتو» في الأزمة، واحتضن اجتماعات لبناء الثقة بين البلدين العضوين.

أجندة إيجابية وحوار

جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في كلمة له خلال مناقشة البرلمان، الثلاثاء، موازنة الوزارة لعام 2025، أن تركيا ستواصل العمل مع اليونان في ضوء الأجندة الإيجابية للحوار.

وقال فيدان إننا «نواصل مبادراتنا لحماية حقوق الأقلية التركية في تراقيا الغربية، ونحمي بحزم حقوقنا ومصالحنا في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، ​​سواء على الأرض أو في المفاوضات».

وعُقدت جولة جديدة من اجتماعات الحوار السياسي بين تركيا واليونان، في أثينا الأسبوع الماضي، برئاسة نائب وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي، محمد كمال بوزاي، ونظيرته اليونانية ألكسندرا بابادوبولو.

جولة من اجتماعات الحوار السياسي التركي - اليوناني في أثينا الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)

وذكر بيان مشترك، صدر في ختام الاجتماع، أن الجانبين ناقشا مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وقاما بتقييم التطورات والتوقعات الحالية؛ استعداداً للدورة السادسة لمجلس التعاون رفيع المستوى، التي ستُعقد في تركيا العام المقبل.

ولفت البيان إلى مناقشة قضايا إقليمية أيضاً خلال الاجتماع في إطار العلاقات التركية - الأوروبية والتطورات الأخيرة بالمنطقة.

وجاء الاجتماع بعد زيارة قام بها فيدان إلى أثينا في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد البلدان خلالها الاستمرار في تعزيز الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لا أرضية للتوافق

وقال ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي عقده بعد القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي في بودابست في 9 نوفمبر، إن الحفاظ على الاستقرار في العلاقات بين بلاده وتركيا سيكون في مصلحة شعبيهما.

وأشار إلى اجتماع غير رسمي عقده مع إردوغان في بودابست، مؤكداً أن هدف «التطبيع» يجب أن يكون الأساس في العلاقات بين البلدين، وتطرق كذلك إلى المحادثات بين وزيري خارجية تركيا واليونان، هاكان فيدان وجيورجوس جيرابيتريتيس، في أثنيا، قائلاً إنه جرى في أجواء إيجابية، لكنه لفت إلى عدم توفر «أرضية للتوافق بشأن القضايا الأساسية» بين البلدين.

وزير الخارجية اليوناني يصافح نظيره التركي في أثينا خلال نوفمبر الماضي (رويترز)

وسبق أن التقى إردوغان ميتسوتاكيس، في نيويورك على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكد أن تركيا واليونان يمكنهما اتخاذ خطوات حازمة نحو المستقبل على أساس حسن الجوار.

وزار ميتسوتاكيس تركيا، في مايو (أيار) الماضي، بعد 5 أشهر من زيارة إردوغان لأثينا في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2023 التي شهدت عودة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بعدما أعلن إردوغان قبلها بأشهر إلغاء المجلس، مهدداً بالتدخل العسكري ضد اليونان بسبب تسليحها جزراً في بحر إيجه.