الكويت: الغانم يستبق إجراء الانتخابات بإقرار «المفوضية»

عبيد الوسمي يهدد بالعودة إلى الشارع

‏مرزوق الغانم (كونا)
‏مرزوق الغانم (كونا)
TT
20

الكويت: الغانم يستبق إجراء الانتخابات بإقرار «المفوضية»

‏مرزوق الغانم (كونا)
‏مرزوق الغانم (كونا)

أكد مرزوق علي الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي (البرلمان) أهمية قيام المجلس، الذي أعادته المحكمة الدستورية، بإقرار «مفوضية الانتخابات» قبل العودة للأمة عبر إجراء انتخابات تشريعية جديدة، وذلك لتحصين المجلس المقبل قبل انتخابه.
وتحدث الغانم، في مؤتمر صحافي مشترك عقده بقاعة مكتب المجلس مع نائب رئيس المجلس أحمد الشحومي، ورئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية النائب الدكتور عبيد الوسمي.
وقال الغانم: «إن العودة إلى الأمة لاختيار ممثليها يجب أن تكون بعد التحقق من الإجراءات كي لا يتكرر الإبطال، وهذا يستوجب إقرار مفوضية الانتخابات لتحصين المجلس المقبل قبل انتخابه... والأحداث الأخيرة كشفت ازدواجية المواقف».
ودعا الغانم للرجوع إلى الأمة، مصدر السلطات جميعاً؛ لتختار عبر «انتخابات نزيهة مَن يمثلها، وذلك بعد التحقق من صحة الإجراءات الدستورية والقانونية جميعها وسلامتها، حتى لا يتكرر حدث البطلان».
وأضاف أن هذه مسؤولية تاريخية يتحقق تحملها بالعمل الجاد لإقرار قانون المفوضية العليا للانتخابات والقوانين الأخرى ذات الصلة بالعملية الانتخابية التي تكفل سلامة الإجراءات وصحتها ونزاهتها وشفافيتها، وذلك في أسرع فترة ممكنة لإنجازها حتى «نحصّن المجلس المقبل قبل انتخابه من الشبهات التي طالت الانتخابات الماضية جميعها، وحماية الإرادة الشعبية من أي مساس بها».
وأوضح الغانم: «المحكمة الدستورية تحكم بصحيح الدستور الواضح، إنما السلطة التنفيذية هي المسؤولة عن سلامة الإجراءات، وتكرار الأخطاء الإجرائية سيؤدي إلى نتيجة البطلان نفسها، الأمر الذي أصبح معيباً بحق الدولة ومؤسساتها، وعبئاً على الحياة البرلمانية ومسيرتها، ومُهدِراً لجهد الأمة ووقتها».
وأكد استعداده وأغلبية أعضاء مجلس الأمة لدعم ومؤازرة الحكومة؛ لتحقيق الغايات الوطنية المرجوة متى صدقت في وعودها عبر برنامج عملها الشامل.
وعاد الغانم مذكّراً في بيان اعتذاره عن عدم الترشح، وذكر في وقتها أنه سيترك للأحداث المقبلة أن تكشف عن بعض «الحقائق المغيبة»، معتبراً أن ما حدث بالفعل هو ما توقعه في السابق. وأضاف: «إن العودة إلى الأمة اليوم، باتت ضرورة أشد حاجة وإلحاحاً، بعد أن أصبح المشهد أكثر جلاءً واتضاحاً».
وذكر الغانم ‏أن هناك حالة من الإحباط لدى قطاع كبير من أبناء الشعب الكويتي في ظل تغير المجالس والحكومات، وأضاف: «لا نزال في الدوامة والحلقة المفرغة نفسها».
وشدد الغانم على أنه متى صدقت الحكومة في وعودها عبر برنامجها الشامل، «نحن على استعداد كامل لتقديم كل الدعم والمؤازرة لها؛ لتحقيق الغايات الوطنية المرجوة».
من جانبه، اعتبر نائب رئيس مجلس الأمة أحمد الشحومي أن «تغني البعض بنتائج الانتخابات الماضية وادعاء نزاهتها يحتاج إلى تدقيق فيما حصل فيها»، متسائلاً: «ماذا لو اكتشف أبناء الشعب بالمستندات والدلائل أن هناك آلافاً ممن لا يحق لهم التصويت أدلوا بأصواتهم؟».
وأضاف: «ماذا لو كشفنا للشعب من خلال لجنة تحقيق أن هناك خلايا شُكلت لزعزعة ثقة المواطن في المؤسسة التشريعية وضرب أسماء محددة؟، وماذا لو قدمنا بالدليل أن هناك أجهزة للأسف مارست تضليلاً ممنهجاً مبرمجاً للتأثير في سير الانتخابات ؟».
إلى ذلك، قال رئيس اللجنة التشريعية د. عبيد الوسمي: «من يطالب بالعودة للانتخابات دون ضوابط فإنه يريد العودة للعبث، ولا نخشى العودة للشارع. وإرادة المزورين ليست إرادة الأمة».
وشدد الوسمي على ضرورة أن ينتبه الجميع إلى التغير الذي يحصل في العالم، وضرورة أن توجه كل إمكانات الدولة وطاقاتها لمواجهته، لافتاً إلى أن هناك نظاماً عالمياً جديداً يتشكل، وإشكالات اقتصادية ومالية يعيشها العالم بشكل يومي، وانهيارات في بعض الأسواق المالية، وإفلاساً لبنوك، وهذه المسألة تؤثر في بناء الكويت المالي.
ووجه الوسمي خطابه إلى أي حكومة مقبلة قائلاً: «نحن لا نعطي شيكات على بياض ولا نخشى من العودة إلى الشارع، ولكن هل من المنطقي أن تكون الانتخابات الأخيرة التي إلى اليوم لا نعلم نتائجها، وفاق فيها عدد الأصوات عدد الناخبين الذين شاركوا في التصويت، مصدراً للشرعية وأن يقال إننا نحترم إرادة الأمة؟».
واعتبر الوسمي أن الأشخاص الذين يطالبون بالانتخابات بشكل مطلق من دون ضمانات يريدون إحداث النتيجة نفسها مرة أخرى، مؤكداً: «نحن لسنا من دعاة العبث في النظام الانتخابي ولا تزوير إرادة الناخبين».
وأضاف: «لسنا من دعاة العبث بالنظام الانتخابي، ولا ندعي أننا نحمل تصوراً شاملاً يعالج كل خلل»، مضيفاً: «لا ندعي أن ما نقدمه هو أفضل تصور، ومن لديه مشروع ينفع الناس أنا أول المؤيدين له»، وقال الوسمي: «في الفترة الماضية كنت أعلم كما يعلم السياسيون غيري أن الإشكال الأكبر هو غياب المشروع، لذلك تقدمنا وبشكل واضح وبدعوة الأمير للحوار الوطني».


مقالات ذات صلة

السعدون يخوض السباق لـ«الأمة 2023» ووزير النفط يستقيل تمهيداً لدخوله

الخليج السعدون يخوض السباق لـ«الأمة 2023» ووزير النفط يستقيل تمهيداً لدخوله

السعدون يخوض السباق لـ«الأمة 2023» ووزير النفط يستقيل تمهيداً لدخوله

أعلنت وزارة الداخلية الكويتية، الخميس، فتح باب الترشح لانتخاب أعضاء «مجلس الأمة»، اعتباراً من اليوم الجمعة، وحتى نهاية الدوام الرسمي ليوم الرابع عشر من شهر مايو (أيار) الحالي. وأوضحت الوزارة أنه جرى اعتماد 5 مدارس لتكون لجاناً رئيسية في الدوائر الانتخابية الخمس، لإعلان النتائج النهائية للانتخابات. كان مجلس الوزراء قد قرر، في مستهل اجتماعه الاستثنائي، أول من أمس الأربعاء، الموافقة على مشروع مرسوم بدعوة الناخبين لانتخاب أعضاء «مجلس الأمة»، يوم الثلاثاء، الموافق 6 يونيو (حزيران) 2023 المقبل. ونقلت «وكالة الأنباء الكويتية» عن المدير العام للشؤون القانونية في وزارة الداخلية، العميد صلاح الشطي، قوله

ميرزا الخويلدي (الكويت)
الخليج الكويت: انتخابات «أمة 2023» في 6 يونيو

الكويت: انتخابات «أمة 2023» في 6 يونيو

حددت الحكومة الكويتية يوم 6 يونيو (حزيران) المقبل موعداً لإجراء الانتخابات البرلمانية، بعد حلّ مجلس الأمة حلاً دستورياً.

ميرزا الخويلدي (الكويت)
الخليج الكويت تحدد 6 يونيو موعداً للانتخابات التشريعية

الكويت تحدد 6 يونيو موعداً للانتخابات التشريعية

وافق مجلس الوزراء الكويتي، في اجتماعه الاستثنائي الذي عُقد، اليوم الأربعاء، في قصر بيان، على مشروع مرسوم بدعوة الناخبين لانتخاب أعضاء مجلس الأمة، يوم الثلاثاء 6 يونيو (حزيران) المقبل 2023، ورفعه إلى ولي العهد. وجرى حل مجلس الأمة «البرلمان» المنتخَب في 2020، الذي أعادته المحكمة الدستورية في مارس (آذار)، بمرسوم أميري، يوم الاثنين، والعودة للشعب؛ لاختيار ممثليه من جديد. وقالت «الوكالة الرسمية الكويتية»، اليوم، إن مجلس الوزراء قرَّر تعطيل العمل في جميع الوزارات والجهات الحكومية والمؤسسات العامة، يوم الاقتراع، واعتباره يوم راحة. كان ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، قد أعلن، في كلمة ألقاها نيابة عن الأم

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الخليج حلّ «الأمة» الكويتي بمرسوم... وبدء السباق الانتخابي

حلّ «الأمة» الكويتي بمرسوم... وبدء السباق الانتخابي

صدر في الكويت، أمس (الاثنين)، مرسوم أميري بحل مجلس الأمة، بعد أن وافق مجلس الوزراء على مشروع المرسوم، ورفعه إلى ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح في وقت سابق من يوم أمس. وصدر المرسوم باسم ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الذي يتولى بعض صلاحيات الأمير.

ميرزا الخويلدي (الكويت)
الخليج «الوزراء الكويتي» يرفع مرسوم حل مجلس الأمة إلى ولي العهد

«الوزراء الكويتي» يرفع مرسوم حل مجلس الأمة إلى ولي العهد

رفع مجلس الوزراء الكويتي مشروع مرسوم حل مجلس الأمة إلى ولي العهد، بعد موافقته عليه خلال اجتماعه الأسبوعي، اليوم (الاثنين)، برئاسة الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، رئيس المجلس، وذلك بناءً على عرض الرئيس، واستناداً إلى نص المادة 107 من الدستور. كان ولي العهد، الشيخ مشعل الأحمد، قد أعلن الشهر الماضي، حل مجلس الأمة 2020 المعاد بحكم المحكمة الدستورية حلاً دستورياً استناداً للمادة 107، والدعوة لانتخابات عامة في الأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

اعتماد الخطة التنفيذية لـ«وثيقة بناء الجسور» بين المذاهب الإسلامية

مفتو الأمة الإسلامية وعلماؤها ثمَّنوا جهود إعادة صياغة العلاقات المذهبية في «وثيقة بناء الجسور» (الشرق الأوسط)
مفتو الأمة الإسلامية وعلماؤها ثمَّنوا جهود إعادة صياغة العلاقات المذهبية في «وثيقة بناء الجسور» (الشرق الأوسط)
TT
20

اعتماد الخطة التنفيذية لـ«وثيقة بناء الجسور» بين المذاهب الإسلامية

مفتو الأمة الإسلامية وعلماؤها ثمَّنوا جهود إعادة صياغة العلاقات المذهبية في «وثيقة بناء الجسور» (الشرق الأوسط)
مفتو الأمة الإسلامية وعلماؤها ثمَّنوا جهود إعادة صياغة العلاقات المذهبية في «وثيقة بناء الجسور» (الشرق الأوسط)

تبنَّى كبار مفتي الأمة الإسلامية وعلمائها ومفكريها من كل المذاهب والمدارس الإسلامية، السبت، «موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي»، واعتمدوا الخطة الاستراتيجية والتنفيذية لوثيقة «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية».

جاء ذلك في ختام النسخة الثانية من المؤتمر الدولي الذي انعقد يومي 6 و7 مارس (آذار) الحالي في مكة المكرمة (غرب السعودية)، تحت عنوان «نحو مؤتلفٍ إسلاميٍّ فاعِل»، تحت رعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبمشاركة واسعة من ممثلي المذاهب والمدارس الإسلامية من نحو 90 دولة.

المؤتمر عزز التآخي والتضامن الإسلامي بين المذاهب كافة (رابطة العالم الإسلامي)
المؤتمر عزز التآخي والتضامن الإسلامي بين المذاهب كافة (رابطة العالم الإسلامي)

وأكّد كبار مفتي الأمة الإسلامية وعلمائها ومفكريها، في البيان الختامي، على موقفهم الداعم لصمود الشعب الفلسطيني على أرضِه، ورفْض مشاريع التهجير والتدمير، ومطالبة المجتمع الدولي بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وتشكيل وفودٍ من علماء الوثيقة؛ لحشد الجهود العالمية من الشخصيات الدينية والمجتمعية المؤثرة لنصرة قضيته، واستعادة حقوقه.

وشهد المؤتمرونَ تدشين «موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي» التي أشرف على إعدادها مركز الحماية الفكرية بوزارة الدفاع بالسعودية، وقام بإعدادها 60 عالماً، في نحو 1800 صفحة، وتم تحكيمها من قِبَل الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالسعودية، وعدد من أعضاء الهيئة، ومجمع الفقه الإسلامي، والمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي لتكون خريطة طريق للعلاقات بين المذاهب الإسلامية وفق مفهوم المشترك الإسلامي الجامع.

الدكتور محمد العيسى لدى تدشينه «موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي» (رابطة العالم الإسلامي)
الدكتور محمد العيسى لدى تدشينه «موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي» (رابطة العالم الإسلامي)

«الوثيقة» أساس مسار العمل المشترك

وقرَّرَ المؤتمرون اعتبارَ «وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» ببنودها 28 الأساس والمنطلَق في مسار العمل الإسلامي المشترك «علميّاً» و«فكريّاً»، في أفق تعزيز التآخي والتضامن بين شعوب الأمّة المسلمة.

وأعلنوا تبنّي «موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي» التي أعدّها مركز الحماية الفكرية بالسعودية، والعمل على التعريف بها، ونشرها في مختلف الأوساط العلمية والمناسبات الدولية؛ لتكون خريطة طريق للعلاقات بين المذاهب الإسلامية، وفق مفهوم المشترك الإسلامي الجامع. كما أعلنوا اعتماد «الخطة الاستراتيجية والتنفيذية» لـ«وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية».

وقرر المؤتمرون تعديل مسمى «اللجنة التنسيقية»، في الوثيقة إلى «المجلس التنسيقي بين المذاهب الإسلامية»، واعتماد نظام المجلس، ومقترح تسمية رئيسه وأعضائه وأمينه، على أن يتولى المجلس العمل على مسارات تفعيل بنود الوثيقة في المجتمعات المسلمة، والإشراف على تنفيذ «الخطة الاستراتيجية والتنفيذية لوثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية»، ومتابعة البرامج والمبادرات المنبثقة عنها.

جانب من تلاوة البيان الختامي للمؤتمر الدولي الثاني في مكة المكرمة (رابطة العالم الإسلامي)
جانب من تلاوة البيان الختامي للمؤتمر الدولي الثاني في مكة المكرمة (رابطة العالم الإسلامي)

جائزة سنوية

وأعلنوا إطلاق جائزة سنوية تُقدَّم للروّاد من المؤسسات والأفراد الذين يُسهمون في تحقيق أهداف الوثيقة، وشدَّد المؤتمرون على اعتزازهم بالهوية الجامعة، وتمسُّكهم بأصول الإسلام ومحكماته، ودعوا إلى أهمية احترام وجود التنوع الإسلامي، والتعامل في مسائل الخلاف ضمن الأُطر الإسلامية المؤسَّسة على أدب الخلاف، وعدم الانجرار إلى مزالق التكفير ومخاطر التناحر والتنابز.

وحذَّر المشاركون من تبعاتِ ما تشهدُهُ بعضُ الوسائط الإعلامية من سِجالاتٍ حادة تُوغر الصدور وتثير النزاع والفرقة بذرائع تجلب من المفاسد أعظم مما تتوهَّمه من المصالح، مثمِّنين الجهود النوعية للرابطة في إعادة صياغة العلاقات المذهبية في «وثيقة بناء الجسور»، على أُسُسٍ متينة من حكمة الشرع وسعته، وحرصها ألا يكون هذا المسلك مبادرةً آنيةً فحسب، بل برامج عملية، وشراكاتٍ استراتيجية تستثمر المُشتَرك الواسع، نحو مستقبل أكثر تكاملاً وتلاحماً بين أبناء الأمة الإسلامية.

أكد المؤتمر على منجزات وثيقة «بناء الجسور بين المذاهب» الصادرة العام الماضي (رابطة العالم الإسلامي)
أكد المؤتمر على منجزات وثيقة «بناء الجسور بين المذاهب» الصادرة العام الماضي (رابطة العالم الإسلامي)

التأكيد على المسار الوحدوي

وأكَّد المؤتمرون من علماء ومفتين ومفكرين عزمهم على المُضيِّ قدماً نحو الطموح الكبير لوثيقة مؤتمرهم التأسيسي، التي وضعت أسس مسار أخوّتهم وتضامنهم على أصول الإسلام ومشتركاته الكلية، واتخاذ خطوات أبعد في هذا المسار الوحدوي، بوصفها وثيقة عملية تجاوزت مُعادَ الحِوَارات ومُكرَّرها التي استوت على سوقها من سنين، مشددين على أنه لم يبقَ سوى التفعيلِ والعملِ وهو بناء الجسور في مسيرة التضامُن الإسلامي «نحو مؤتلف إسلاميٍّ فاعِل» وفق عملٍ منهجيٍّ تتبلور فيه الوثيقة في مبادراتٍ ومشروعاتٍ تُعزِّز الوعي الإسلامي مرسخةً منهج اعتداله، وداحضةً خطاب الطائفية ومُمارساتِها.

وتقدَّم المشاركون في المؤتمر بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على ما يضطلعان به من خدمات جليلة للإسلام والمسلمين، في إطار ما تقدمه السعودية من الجهود الدؤوبة والحثيثة لائتلافهم، وتآخي مكوّناتهم، وتعزيز تضامنهم، في سياق دورها الريادي.

المؤتمر شهد التأكيد على أهمية تجاوز الخلافات والانطلاق نحو آفاق أرحب من التعاون والتضامن (رابطة العالم الإسلامي)
المؤتمر شهد التأكيد على أهمية تجاوز الخلافات والانطلاق نحو آفاق أرحب من التعاون والتضامن (رابطة العالم الإسلامي)

وشارك في الجلسة العلمائية الرفيعة المخصصة لتلاوة البيان الختامي، كُلٌّ من الشيخ الدكتور محمد العيسى الأمين العام للرابطة رئيس هيئة علماء المسلمين، والشيخ الدكتور صالح بن حميد المستشار في الديوان الملكي السعودي إمام وخطيب المسجد الحرام، والشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس رئيس الشؤون الدينية بالحرمين إمام وخطيب المسجد الحرام، والشيخ أحمد مبلغي عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، والدكتور مصطفى قطب سانو الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي بمنظمة التعاون الإسلامي، والدكتور يوسف بن سعيد عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة، والشيخ محمد عسيران مفتي صيدا اللبنانية.