مقترح إصلاح سوق الكهرباء الأوروبية يقلل أثر ارتفاع أسعار الغاز

دير لاين: المستهلكون في قلب هذا الإصلاح

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال زيارتها لحقل غاز في النرويج (د.ب.أ)
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال زيارتها لحقل غاز في النرويج (د.ب.أ)
TT

مقترح إصلاح سوق الكهرباء الأوروبية يقلل أثر ارتفاع أسعار الغاز

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال زيارتها لحقل غاز في النرويج (د.ب.أ)
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال زيارتها لحقل غاز في النرويج (د.ب.أ)

أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن اعتقادها بأن المستهلكين هم المستفيدون الحقيقيون من إصلاح سوق الكهرباء في الاتحاد الأوروبي. وقالت: «المستهلكون في القلب من هذا الإصلاح» الذي «سيخفف بشكل كبير من أثر ارتفاع سعر الغاز على سعر الكهرباء».
كانت المفوضية الأوروبية قدمت مقترح إصلاح سوق الكهرباء بالتكتل في ستراسبورغ مؤخرا. وشددت فون دير لاين في مقابلة مع مراسلي وكالات غرفة الأخبار الأوروبية (إي إن آر) على أن «استفادة المستهلكين من خفض التكاليف هدف أساسي للإصلاح».
تسعى المفوضية الأوروبية إلى إصلاح سوق الكهرباء للحيلولة دون الارتفاع الصاروخي في الأسعار بالنسبة للمستهلك، وإلى تعزيز عمليات التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة.
كانت أسعار الكهرباء ارتفعت بشكل حاد على مدار العام الماضي، وأحد الأسباب وراء ذلك هو أنه في بعض الأحيان كان نصف محطات الطاقة النووية الفرنسية متوقفا عن العمل. وبالإضافة إلى ذلك، جاء ارتفاع أسعار الكهرباء نتيجة لزيادة أكبر في أسعار الغاز بسبب العدوان الروسي على أوكرانيا. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية: «تسير سوق الكهرباء اليومية بشكل جيد، ولكن علينا تحسين العقود على المدى الطويل».
وتشهد أسعار الجملة في سوق الكهرباء تغيرا لحظة بعد أخرى، بحسب العرض والطلب. وفي أوقات تراجع الطلب، على سبيل المثال ليلا، تنخفض الأسعار، حيث تكون الكهرباء من المصادر المتجددة كافية للوفاء بالطلب. وتكاليف إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة منخفضة جدا.
ورغم ذلك، يتعين في أوقات ذروة الطلب، إضافة الإنتاج من المحطات النووية ومحطات الطاقة الحرارية التي تعمل بالفحم، وكذلك من محطات توليد الطاقة باستخدام الغاز. وفي جميع الأوقات، يخضع تحديد سعر الكهرباء لآخر طرف منتج في السلسلة، على سبيل المثال: محطات الطاقة التي تعمل بالغاز.
ولذلك، طالبت بعض دول الاتحاد الأوروبي قبل شهور بإعادة صياغة سوق الجملة الخاصة بالكهرباء، ليتم فصل أسعار الغاز عن أسعار الكهرباء.
ورغم ذلك، لا يتضمن مقترح إصلاح سوق الكهرباء، فصل أسعار الغاز عن أسعار الكهرباء. وعوضا عن ذلك، تركت المفوضية النظام الحالي دون تغيير، مع التأكيد على أن الإصلاح المقترح من شأنه أن يشجع على التخلص من الوقود الأحفوري، وخفض تأثيراته على أسعار الكهرباء.
ووفقاً لمقترح المفوضية، سيتم تنفيذ دعم الدول للاستثمارات الجديدة في طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة الكهرومائية، والطاقة الحرارية، وتوليد الكهرباء من الطاقة النووية، من خلال «عقود اختلاف، واتفاقيات البيع والشراء طويلة الأجل» ذات الاتجاه الثنائي.
وبصفة خاصة، يتضمن المقترح العمل لتعزيز العقود طويلة الأجل لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية، وتشجيع الاستثمارات العامة والخاصة في المجالين.
تُعوِّل فون دير لاين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعلى البرلمان الأوروبي لإنجاز المفاوضات بشأن المقترح الجديد قبل الانتخابات الأوروبية المقررة في مايو (أيار) 2024، وقالت إن المسألة خضعت لتفكير جيد، كما عُقِدَتْ مشاورات مكثفة مع خبراء، «ولهذا أعتقد أن الأمر جدير بالعمل الجاد ليصبح جاهزا قبل الانتخابات الأوروبية».
وبحسب بيان صحافي لوزارة البيئة والمناخ والطاقة في سلوفينيا، لا يتطرق مقترح المفوضية بشكل كاف لبعض الجوانب الأخرى المتعلقة بارتفاع أسعار الطاقة، والتي كانت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ناقشتها العام الماضي في إطار إجراءات طارئة. وتشمل هذه التحديات السيولة لدى منتجي الكهرباء، وإجراءات منع المضاربات التجارية، بالإضافة إلى الإقرار بدور الاستثمارات في تيسير عملية الانتقال من استخدام الفحم إلى استخدام الغاز.
وعلى النقيض من فرنسا وإسبانيا، على سبيل المثال، من المرجح أن ترحب الحكومة الألمانية بسعي المفوضية الأوروبية إلى إحداث تغيرات بعيدة المنال بالنسبة للوقت الحالي. ولطالما حذرت ألمانيا، ودول مثل هولندا والدنمارك ولوكسمبورغ، من إجراء إصلاح متعجل.
وفي معرض الإجابة عن سؤال عما إذا كانت المفوضية تؤيد استخدام الطاقة النووية لتحقيق أهداف المناخ، قالت فون دير لاين: «يعتمد نوع مزيج الطاقة الذي تسعى إليه كل دولة عضو من أجل تحقيق أهداف المناخ عليها نفسها».
وتدفع فرنسا باتجاه الاعتراف بالطاقة النووية كمصدر منخفض الانبعاثات للطاقة، وتعد ألمانيا أحد المعارضين الرئيسيين لهذا الاتجاه. وأوضحت فون دير لاين، أنه من المهم بمكان التمسك بالأهداف المشتركة للحياد المناخي بحلول عام 2050، وخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 55 في المائة بحلول عام 2030.


مقالات ذات صلة

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

الاقتصاد خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

يتجه المصرف المركزي الأوروبي الخميس إلى إقرار رفع جديد لمعدلات الفائدة، وسط انقسام بين مسؤوليه والمحللين على النسبة التي يجب اعتمادها في ظل تواصل التضخم والتقلب في أداء الأسواق. ويرجح على نطاق واسع أن يقرّر المصرف زيادة معدلات الفائدة للمرة السابعة توالياً وخصوصاً أن زيادة مؤشر أسعار الاستهلاك لا تزال أعلى من مستوى اثنين في المائة الذي حدده المصرف هدفاً له.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

واجه وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، اقتراحا من قبل المفوضية الأوروبية لمنح دول التكتل المثقلة بالديون المزيد من الوقت لتقليص ديونها، بردود فعل متباينة. وأكد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر أن مقترحات المفوضية الأوروبية لمراجعة قواعد ديون الاتحاد الأوروبي «ما زالت مجرد خطوة أولى» في عملية الإصلاح.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنسبة بلغت 0,1 % في الربع الأول من العام 2023 مقارنة بالربع السابق، بعدما بقي ثابتا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2022، وفق أرقام مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات). بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي برمّته، انتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي بزيادة بلغت نسبتها 0,3 % بعد انخفاض بنسبة 0,1 % في الربع الأخير من العام 2022، وفق «يوروستات». وفي حين تضررت أوروبا بشدة من ارتفاع أسعار الطاقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما يغذي تضخما ما زال مرتفعا للغاية، فإن هذا الانتعاش الطفيف للنمو يخفي تباينات حادة بين الدول العشرين التي تشترك في العملة الموحدة. وخلال الأش

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

من المقرر أن تحصل دول الاتحاد الأوروبي المثقلة بالديون على مزيد من الوقت لتقليص الديون العامة، لتمكين الاستثمارات المطلوبة، بموجب خطط إصلاح اقترحتها المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: «نحتاج إلى قواعد مالية ملائمة لتحديات هذا العقد»، وأضافت «تمكننا الموارد المالية القوية من الاستثمار أكثر في مكافحة تغير المناخ، ولرقمنة اقتصادنا، ولتمويل نموذجنا الاجتماعي الأوروبي الشامل، ولجعل اقتصادنا أكثر قدرة على المنافسة». يشار إلى أنه تم تعليق قواعد الديون والعجز الصارمة للتكتل منذ أن دفعت جائحة فيروس «كورونا» - حتى البلدان المقتصدة مثل ألمانيا - إلى الا

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

بعد «فيتش»... «موديز» تتخذ إجراءات تصنيفية ضد 7 شركات تابعة لـ«أداني»

شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
TT

بعد «فيتش»... «موديز» تتخذ إجراءات تصنيفية ضد 7 شركات تابعة لـ«أداني»

شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)
شعار مجموعة «أداني» على مبنى في مومباي (إ.ب.أ)

قالت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، يوم الثلاثاء، إنها خفضت النظرة المستقبلية لتصنيفات 7 كيانات تابعة لمجموعة «أداني» إلى «سلبي» من «مستقر»، بعد ساعات على إعلان وكالة «فيتش» وضعها بعض سندات «أداني» تحت المراقبة لاحتمال خفض تصنيفها. في حين وضعت وكالة التصنيف «ستاندرد آند بورز غلوبال» شركة «أداني للمواني»، و«أداني للطاقة الخضراء» و«أداني للكهرباء» على قائمة التحذير من خفض التصنيف الائتماني.

وكانت واشنطن قد اتهمت رئيس مجلس إدارة مجموعة «أداني»، غوتام أداني، وآخرين بتهم الرشوة المزعومة، وهو ما يثير قلقاً حول قدرة المجموعة على الحصول على التمويل ويزيد من تكاليف رأس المال.

وثبَّتت «موديز» التصنيفات على جميع الكيانات السبعة، التي منها: مواني أداني للمواني، والمنطقة الاقتصادية الخاصة المحدودة، ومجموعتين محدودتين مقيدتين من «أداني للطاقة الخضراء».

«فيتش» تراقب التحقيق الأميركي

كما وضعت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني بعض سندات مجموعة «أداني» تحت المراقبة لاحتمال تخفيض تصنيفها، مشيرةً إلى لائحة الاتهام.

وقالت «فيتش» في بيان لها، إن سندات «أداني لحلول الطاقة المحدودة» و«أداني للكهرباء» في مومباي وبعض سندات «أداني للمواني والمنطقة الاقتصادية الخاصة» بالروبية والدولار، أصبحت الآن تحت «مراقبة سلبية».

وأوضحت أنه تم تخفيض التصنيف الائتماني لأربعة سندات دولارية غير مضمونة لـ«أداني» من مستقرة إلى سلبية.

وفتحت أسهم «أداني» على انخفاضٍ إضافي، يوم الثلاثاء. ومن بين 10 شركات مدرجة، خسرت نحو 33 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ صدور لائحة الاتهام، كانت شركة «أداني للطاقة الخضراء» هي الأكثر تضرراً، إذ خسرت نحو 9.7 مليار دولار.

وانخفض السهم بنسبة 7.5 في المائة، يوم الثلاثاء.

وتشير مراقبة التصنيفات السلبية إلى زيادة احتمالية خفض التصنيف الائتماني الذي قد يؤثر في تسعير ديون «أداني» التي تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات.

وقالت «فيتش» في بيانها إنها ستراقب التحقيق الأميركي بحثاً عن أي تأثير على المركز المالي لشركة «أداني». وقالت على وجه التحديد، إنها ستراقب «أي تدهور مادي في الوصول إلى التمويل على المدى القريب إلى المتوسط، بما في ذلك قدرتها على تجديد خطوط الائتمان الحالية أو الوصول إلى تسهيلات جديدة، بالإضافة إلى هوامش ائتمانية أعلى محتملة».

ووضعت وكالة التصنيف «ستاندرد آند بورز غلوبال» شركة «أداني للمواني»، و«أداني للطاقة الخضراء» و«أداني للكهرباء» على قائمة التحذير من خفض التصنيف الائتماني بسبب لوائح الاتهام الأميركية.

وتأتي ردود الفعل من الحكومة السريلانكية ووكالة «فيتش» بعد يوم واحد من إعلان شركة النفط الفرنسية الكبرى «توتال إنرجيز» الفرنسية أنها ستوقف مساهماتها المالية في استثمارات مجموعة «أداني» بعد لائحة الاتهام التي صدرت الأسبوع الماضي.

ورداً على ذلك، قالت «أداني للطاقة الخضراء» يوم الثلاثاء، إنه لا يوجد أي التزام مالي جديد قيد المناقشة مع «توتال إنرجيز»، وأن قرار الشركة الفرنسية لن يكون له أي تأثير جوهري على عمليات الشركة أو خطط نموها.

ومع ذلك، تلقت المجموعة الهندية دعماً من أحد الداعمين الرئيسيين لها، وهي شركة GQG Partners. ولم ترَ شركة الاستثمار المدرجة في أستراليا أن لوائح الاتهام سيكون لها تأثير مادي على أعمال «أداني»، حسبما أخبرت عملاءها في مذكرة.

سريلانكا

هذا وتنظر سريلانكا في اتهامات الرشوة الأميركية ضد مجموعة «أداني».

وتمتلك «أداني للمواني»، وهي أكبر مشغل خاص للمواني في الهند، 51 في المائة من مشروع محطة حاويات جديدة من المتوقع أن تبدأ عملياتها العام المقبل في مدينة كولومبو السريلانكية المجاورة.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الوزراء السريلانكي ناليندا جاياتيسا، للصحافيين، إن وزارتَي المالية والخارجية في سريلانكا تراجعان هذه الاتهامات، مضيفةً أن الحكومة ستنظر في جميع جوانب مشاريع المجموعة في الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي.

ورفضت جاياتيسا الإفصاح عن المدة التي سيستغرقها تقييم التقارير الوزارية.

جاءت هذه التصريحات بعد أيام من إعلان وكالة أميركية كانت قد وافقت على إقراض أكثر من 550 مليون دولار لتطوير الميناء السريلانكي أنها تراجع تأثير اتهامات الرشوة الموجَّهة إلى بعض المسؤولين التنفيذيين الرئيسيين في «أداني».