ترمب يتوقع اعتقالاً «وشيكاً» ويدعو أنصاره للتظاهر

مستبقاً قرار اتهامه برشوة «نجمة إباحية»

حساب ترمب على «تويتر» على شاشتي هاتف جوال وحاسوب محمول (رويترز)
حساب ترمب على «تويتر» على شاشتي هاتف جوال وحاسوب محمول (رويترز)
TT

ترمب يتوقع اعتقالاً «وشيكاً» ويدعو أنصاره للتظاهر

حساب ترمب على «تويتر» على شاشتي هاتف جوال وحاسوب محمول (رويترز)
حساب ترمب على «تويتر» على شاشتي هاتف جوال وحاسوب محمول (رويترز)

في تطور مثير، من شأنه أن يؤدي إلى تداعيات قد تذكر بأحداث 6 يناير (كانون الثاني) 2021، أعلن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، على موقع التواصل الاجتماعي الخاص به (تروث سوشال) أن «تسريبات غير قانونية» من مكتب المدعي العام بمنطقة مانهاتن تشير إلى أنه سيُعتقل، يوم الثلاثاء المقبل، وطالب أنصاره بالاحتجاج دفاعاً عنه.
وبينما لم يذكر ترمب ماهية التهم الموجهة إليه، قال من دون تقديم أدلة، في منشور، صباح أمس (السبت)، كتبه بأحرف كبيرة: «تشير التسريبات غير القانونية من مكتب المدعي العام الفاسد والسياسي للغاية في مانهاتن... إلى أنه، من دون إمكانية إثبات أي جريمة... سيتم إلقاء القبض على المرشح الجمهوري البارز والرئيس السابق للولايات المتحدة الأميركية، يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل... احتجّ... أَعِد وطننا!». يأتي هذا التطور بعد توقع توجيه لائحة اتهام لترمب من قبل هيئة محلفين كبرى في مانهاتن، على خلفية التحقيق الجاري في قضية دفع محاميه السابق مايكل كوهين مبلغ 130 ألف دولار، لـ«نجمة الإباحية، ستورمي دانيلز»، في الأيام الأخيرة من حملته الرئاسية عام 2016، لكن لم يعرف بعد التوقيت الفعلي لتوجيه الاتهام.
وقالت وسائل إعلام أميركية عدة إنه رغم أن المدعين العامين الذين يعملون لدى المدعي العام، ألفين براغ، الذي يتولى التحقيق في القضية، أشاروا إلى أن لائحة الاتهام ضد ترمب «قد تكون وشيكة»، لم يكن هناك أي مؤشر فوري على السبب الذي دفع الرئيس السابق إلى الإعلان بشكل واثق أنه سيتم اعتقاله يوم الثلاثاء. وقال أشخاص على دراية بالموضوع إنه من المتوقع أن يدلي شاهد واحد آخر على الأقل بشهادته أمام هيئة المحلفين الكبرى، مما قد يؤخر صدور أي لائحة اتهام.
ونقل عن أشخاص مقربين من ترمب أن فريق الرئيس السابق ليست لديه معرفة محددة بموعد تقديم لائحة اتهام أو متى يمكن توقع الاعتقال. لكن بعض التخمينات تشير إلى إمكان حدوث ذلك يوم الثلاثاء. وقال أحد المقربين من ترمب إنه كان قلقاً للغاية بشأن احتمال إلقاء القبض عليه، الذي من المتوقَّع أن يشمل أخذ بصمات أصابعه، الأمر الذي قد يؤدي إلى إضعاف موقفه في حملته الرئاسية في انتخابات 2024.
واعتبرت دعوته للاحتجاج تكراراً لدعوته السابقة لمؤيديه، في الأيام الأخيرة من رئاسته، للانضمام إليه في مسيرة حاشدة بواشنطن في 6 يناير 2021، وهو اليوم الذي كان من المقرر أن يتم فيه التصديق على فوز الرئيس جو بايدن من قبل «الكونغرس». وفي ذلك التجمع، الذي جرى بالقرب من البيت الأبيض، طلب ترمب من مؤيديه أن يسيروا في مسيرة إلى «الكابيتول». وحث منشوره الجديد مؤيديه على «الاحتجاج، لاستعادة وطننا!»، الأمر الذي حمل أصداء واضحة للرسائل التي نشرها على الإنترنت في الأسابيع التي سبقت الهجوم على مبنى «الكابيتول». وكانت رسالته الأشهر يومذاك، التي نشرها على «تويتر»، دعا فيها أتباعه للتظاهر قائلاً: «كن هناك»، «ستكون جامحة».
وخلص المحققون لاحقاً إلى أن الجماعات اليمينية المتطرفة وأنصار ترمب العاديين، قرأوا تلك التغريدة، التي نُشرت في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2020، بوصفها دعوة واضحة لما حصل في 6 يناير.
وبحسب مسؤولين حكوميين ومحليين، فقد تمت مناقشة الترتيبات الأمنية داخل محكمة مانهاتن الجنائية وحولها، في حالة توجيه الاتهام إلى ترمب، على خلفية «مدفوعات الصمت» لستورمي دانيلز. وتقول دانيلز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، إنها كانت على علاقة بترمب قبل عقد من الزمان، الأمر الذي نفاه مراراً وتكراراً، نافياً أيضاً ارتكاب أي مخالفات.
ودعا مكتب المدعي العام، براغ، في وقت سابق من هذا الشهر، ترمب، للإدلاء بشهادته أمام هيئة المحلفين الكبرى التي تحقق في المدفوعات المالية الصامتة، وفقاً لمحاميته، سوزان نيكيليس. وقال خبراء قانونيون إن ذلك كان علامة على اقتراب موعد صدور قرار الاتهام. وأقر محامي ترمب السابق، كوهين، في عام 2018، بأنه مذنب في انتهاكات تمويل الحملات الفيدرالية المرتبطة بترتيب مدفوعات لدانيلز وامرأة أخرى، من بين جرائم أخرى. وقال إن ترمب وجهه لتسديد المدفوعات. وأدلى كوهين بشهادته أمام هيئة المحلفين الكبرى، يوم الاثنين، ومرة أخرى يوم الأربعاء، بحسب محاميه، لاني ديفيس. في حين قالت محامية دانيلز إنها تحدثت مع وكلاء النيابة، الأسبوع الماضي.
ويُعدّ التحقيق إحدى المشكلات القانونية العديدة التي يواجهها ترمب في سعيه لترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة. ويواجه أيضاً تحقيقاً جنائياً في ولاية جورجيا بشأن جهوده لإلغاء نتائج 2020 في تلك الولاية، كما يقوم مستشار خاص عيَّنه وزير العدل الأميركي، ميريك غارلاند، حالياً، بالتحقيق في تعامل ترمب مع وثائق حكومية سرية بعد ترك منصبه، بالإضافة إلى جهوده لإلغاء نتائج انتخابات 2020، على المستوى الوطني، التي خسرها أمام الرئيس جو بايدن. وتمكَّن مكتب المدعي العام، براغ، العام الماضي، من إدانة منظمة ترمب بتهم الاحتيال الضريبي، لكنه رفض توجيه الاتهام له بارتكاب جرائم مالية تتعلق بممارساته التجارية، مما دفع اثنين من المدعين العامين الذين عملوا في التحقيق إلى الاستقالة.
وبينما يسعى ترمب لإجبار الجمهوريين على الدفاع عنه، اندفع رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي، للدفاع عنه، داعياً «الكونغرس» إلى فتح تحقيق بنشاطات مكتب المدعي العام في مانهاتن. وكتب مكارثي على «تويتر»: «إنني أوعز إلى اللجان ذات الصلة، بالتحقيق فوراً فيما إذا كانت الأموال الفيدرالية تُستخدَم لتقويض ديمقراطيتنا، من خلال التدخل في الانتخابات، عبر الملاحقات القضائية ذات الدوافع السياسية».
وحتى مساء أمس (السبت)، لم يكن هناك دليل يُذكَر على أن الجماعات المتطرفة تبنت مطلبه الجديد للاحتجاجات. لكن وسائل الإعلام أشارت إلى أن ألي ألكسندر، المنظم البارز لمسيرات «أوقفوا السرقة»، بعد انتخابات 2020، أعاد نشر رسالة ترمب، على قناته على «تلغرام»، ما يشير إلى أنه يدعم الاحتجاج الجماهيري لحماية ترمب. وكتب ألكسندر: «في السابق قلت إنه إذا تم القبض على ترمب أو كان تحت التهديد بالاعتقال، يجب على 100 ألف وطني إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى مار إيه لاغو. الآن أنا متقاعد. سأصلي من أجله رغم ذلك!».
ونظراً لافتقاره إلى المنصة التي يوفرها البيت الأبيض أو آلية حملة سياسية كبيرة؛ فمن غير الواضح عدد الأشخاص الذين يستطيع ترمب تحريضهم أو حشدهم، باستخدام موقعه، «تروث سوشال». غير أن عودته، أول من أمس (الجمعة)، لاستخدام حسابه على «فيسبوك»، بعدما رفعته شركة «ميتا»، المالكة للتطبيق الأشهر، قد تعطيه أدوات إضافية لزيادة تواصله مع قاعدته الشعبية.
وقال ترمب، أول من أمس، في منشور على حسابه في التطبيق: «لقد عدت!». وأرفق مع منشوره مقطعاً لخطاب كان قد ألقاه سابقاً، قال فيه: «أعتذر لأني أطلت عليكم الغياب، (كانت لدي) أمور معقدة... أمور معقدة». وظهر في نهاية الفيديو شعار حملة ترمب الانتخابية لعام 2024، بعنوان: «لنجعل أميركا الأفضل مجدداً!».


مقالات ذات صلة

اجتماعات أطلسية بمشاركة فنلندا والسويد استعداداً لقمة فيلنيوس

الولايات المتحدة​ وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم يرحب بنظيره الأميركي أنتوني بلينكن لدى وصوله إلى استوكهولم، الثلاثاء (إ.ب.أ)

اجتماعات أطلسية بمشاركة فنلندا والسويد استعداداً لقمة فيلنيوس

يعقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، اجتماعاً غير رسمي في العاصمة النرويجية مع نظرائه في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ريتشارد بارنيت يجلس على مكتب رئيسة مجلس النواب في حينه نانسي بيلوسي عندما اقتحم مبنى الكابيتول (أ.ف.ب)

وضع قدمه على مكتب بيلوسي... السجن 4 أعوام ونصف لأحد رموز «هجوم الكابيتول»

أصدرت محكمة أميركية أمس الأربعاء حكماً بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف بحقّ ريتشارد بارنيت، الذي وضع في مطلع 2021 قدمه على مكتب رئيسة مجلس النواب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة مركبة تجمع ديسانتيس وترمب (أ.ف.ب)

ديسانتيس يعلن ترشحه للبيت الأبيض... في تحدٍّ لترمب

قدم الجمهوري رون ديسانتيس طلباً رسمياً لمنافسة الرئيس السابق دونالد ترمب على الفوز بترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2024.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة مركبة لديسانتيس وماسك (أ.ف.ب)

لماذا قرر ديسانتيس إعلان ترشحه للرئاسة الأميركية عبر «تويتر»؟

بعد أشهر من الانتظار، يدخل الحاكم الجمهوري لولاية فلوريدا رون ديسانتيس، السباق الانتخابي لينافس على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية.

إيلي يوسف (واشنطن )
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال دخوله محكمة مانهاتن الجنائية في نيويورك في 4 أبريل الماضي (أ.ف.ب)

بدء محاكمة ترمب في مارس 2024

حدّد قاضٍ في نيويورك تاريخ 25 مارس 2024 موعداً لبدء محاكمة دونالد ترمب في التهم الجنائية الموجّهة إليه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تجمّع جديد لمحتجين صرب في شمال كوسوفو غداة مواجهات مع الشرطة

TT

تجمّع جديد لمحتجين صرب في شمال كوسوفو غداة مواجهات مع الشرطة

جنود من قوات حفظ السلام التابعة للناتو أمام سياج من الأسلاك الشائكة أمام مبنى البلدية في زفيكان بكوسوفو (إ.ب.أ)
جنود من قوات حفظ السلام التابعة للناتو أمام سياج من الأسلاك الشائكة أمام مبنى البلدية في زفيكان بكوسوفو (إ.ب.أ)

تبقى الأجواء متوترة اليوم (الثلاثاء) في شمال كوسوفو حيث تجمّع محتجّون صرب مجدداً أمام بلدية زفيتشان جرت قبل يوم مواجهات عنيفة أدت إلى إصابة أكثر من ثلاثين عنصرا من قوّة حفظ السلام وأكثر من 50 متظاهراً.

وأقام جنود بلباس مكافحة الشغب من قوّة حفظ السلام التي يقودها حلف شمال الأطلسي في كوسوفو، حاجزاً حديدياً حول مبنى البلدية لمنع مئات المتظاهرين الصرب من الدخول، وفق مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية.

وأوقفت أمام مبنى البلدية ثلاث مركبات مصفحة تابعة لشرطة كوسوفو التي يثير وجودها غضب الصرب الذين يشكّلون غالبية السكان في أربع بلدات في شمال كوسوفو.

وبعدما غادر ممثلوهم السياسيون الإدارات المحلية في هذه البلدات الأربع في شمال كوسوفو في نوفمبر (تشرين الثاني) في سياق مواجهة بين بلغراد وبريشتينا، قاطع الصرب الانتخابات البلدية التي نظمتها حكومة كوسوفو في أبريل (نيسان) لإنهاء الفراغ المؤسسي.

وفاز رؤساء بلديات ألبان في هذه الانتخابات التي كانت نسبة المشاركة فيها أقل من 3,5%.

ونصبت حكومة رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي رؤساء البلديات الأسبوع الماضي، على الرغم من دعوات التهدئة الصادرة عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

والتوترات متكررة في تلك المناطق من الإقليم الصربي السابق الذي لم تعترف بلغراد باستقلاله المعلن عام 2008، وحيث يتحدى السكان الصرب الحكومة المحلية.

والاثنين، أعلنت القوة المتعددة الجنسيات أنّها «تعرّضت لهجمات غير مبرّرة»، بعدما اشتبك متظاهرون مع الشرطة وحاولوا الدخول إلى مبنى بلدية زفيتشان الشمالية.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إنّ 52 صربيّاً أصيبوا، ثلاثة منهم بجروح خطرة، فيما أصيب أحدهم «بعيارين ناريين أطلقتهما قوات خاصة (من إتنية) ألبانية».

ومن جهته، دعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قادة كوسوفو وصربيا إلى وقف التصعيد على الفور بعد اشتباكات «غير مقبولة على الإطلاق» في شمال كوسوفو. وحذر بوريل من أن الاتحاد الأوروبي «يناقش الإجراءات التي يمكن اتخاذها في حال واصل الأطراف مقاومة الخطوات المقترحة تجاه وقف التصعيد».

من جهتها أفادت قوة الحلف الأطلسي في بيان الثلاثاء بإصابة 19 جندياً مجرياً و11 جندياً إيطالياً في اشتباكات الاثنين، مشيرة إلى أنهم يعانون من «كسور وحروق ناجمة عن عبوات ناسفة حارقة». ولفتت إلى أن «ثلاثة جنود مجريين أُصيبوا بأسلحة نارية».

ودان حلف شمال الأطلسي «بشدة» الاثنين الهجمات «غير المقبولة» على قوته، مشدّدا على «وجوب أن يتوقف العنف فورا».

وحصلت صدامات الجمعة أيضاً خلال وصول رؤساء بلديات لتسلّم مناصبهم برفقة الشرطة.

ويعيش حوالى 120 ألف صربي في كوسوفو التي يبلغ عدد سكانها 1,8 مليون نسمة غالبيتهم الساحقة من الألبان.


ماكرون يحذر من «قنبلة موقوتة» تخص إنتاج البلاستيك

مشهد عام من الجلسة الافتتاحية من الجلسة الثانية من المفاوضات لوضع اتفاقية مستقبلية للحد من التلوث البلاستيكي في مقر «اليونسكو» بباريس (رويترز)
مشهد عام من الجلسة الافتتاحية من الجلسة الثانية من المفاوضات لوضع اتفاقية مستقبلية للحد من التلوث البلاستيكي في مقر «اليونسكو» بباريس (رويترز)
TT

ماكرون يحذر من «قنبلة موقوتة» تخص إنتاج البلاستيك

مشهد عام من الجلسة الافتتاحية من الجلسة الثانية من المفاوضات لوضع اتفاقية مستقبلية للحد من التلوث البلاستيكي في مقر «اليونسكو» بباريس (رويترز)
مشهد عام من الجلسة الافتتاحية من الجلسة الثانية من المفاوضات لوضع اتفاقية مستقبلية للحد من التلوث البلاستيكي في مقر «اليونسكو» بباريس (رويترز)

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، إلى «إنهاء نموذج مُعَولم وغير قابل للاستمرار، لإنتاج البلاستيك واستهلاكه»، محذّراً من «قنبلة موقوتة».

جاء ذلك خلال مقطع فيديو، بُثّ خلال افتتاح جولة من جديدة من المفاوضات الحسّاسة في باريس، تستمر 5 أيام؛ في محاولة للتوصل إلى معاهدة تسهم في وضع حد للتلوث البلاستيكي.

وأضاف ماكرون: «يجب أن يكون الهدف الأساسي خفض إنتاج مواد بلاستيكية جديدة، وحظر المنتجات الأكثر تلويثاً في أسرع وقت ممكن، مثل المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، والأكثر خطورة على الصحة».

ويجتمع ممثلون لـ175 دولة ذات طموحات متباينة، بمقر «اليونسكو»، في الدورة الثانية لـ«لجنة التفاوض الدولية»، على مدى 5 أيام؛ في محاولة للتوصل إلى اتفاق تاريخي يغطي دورة الحياة البلاستيكية برمّتها.

لافتات خارج مقر «اليونسكو» في باريس خلال المفاوضات حول معالجة التلوث البلاستيكي (رويترز)

وافتتح الجولة الجديدة من هذه المفاوضات رئيس اللجنة البيروفي غوستافو ميسا-كوادرا فيلاسكيش، قائلاً: «أنظار العالم تتجه إلينا. التحدي هائل، جميعنا هنا ندرك ذلك، لكنه ليس منيعاً».

كذلك تحضر المناقشاتِ المنظماتُ غير الحكومية، فضلاً عن ممثلي شركات في قطاع البلاستيك، وهو أمر يأسف له ناشطون في الدفاع عن البيئة.

وقبل أكثر من عام بقليل، جرى التوصل، في نيروبي (كينيا)، إلى اتفاق مبدئي لوضع حد للتلوث البلاستيكي في العالم، مع طموح بإبرام معاهدة مُلزِمة قانوناً بحلول نهاية 2024، تحت رعاية «الأمم المتحدة».

في هذا السياق، نظّمت فرنسا، السبت، اجتماعاً مع وزراء وممثلي حوالى 60 بلداً في باريس، من أجل إعطاء دفعة للمفاوضات.

- إنتاج متسارع

ويدخل البلاستيك، المشتقّ من النفط، في تركيبة كل ما يحيط بنا، كالأغلفة، وألياف الملابس، ومواد البناء، والأدوات الطبية، وغيرها. وازداد إنتاجه السنوي بأكثر من الضِّعف، خلال 20 عاماً، ليصل إلى 460 مليون طن، وقد يزداد 3 أضعاف، بحلول 2060، إذا لم يتخذ العالم تدابير حيال ذلك.

ورُصدت لدائن بلاستيكية دقيقة في الدم، وفي حليب الأم، وحتى في المشيمة.

وما يزيد الوضع خطورة أن ثلثيْ هذا الإنتاج يُرمى في النفايات بعد استخدامه مرة أو أكثر، وأن أقل من 10 في المائة من المخلّفات البلاستيكية يخضع لإعادة التدوير.

وينتهي الأمر بكَمية كبيرة من هذه المخلّفات من كل الأحجام، في قعر البحار، أو في الكتل الجليدية، وصولاً إلى قمم الجبال، وحتى في أحشاء الطيور.

صورة توضيحية ترمز للتلوث البلاستيكي في المياه (أ.ف.ب)

وحذّر وزير التحول البيئي كريستوف بيشو من أنه «يجب أن نكون حريصين على ألا تحلّ مسألة إعادة التدوير مكان الجدل حول الحد من إنتاج البلاستيك».

وصرّحت المسؤولة في منظمة «سورفرايدر فاونديشن» غير الحكومية، ديان بوميناي-جوانيه، لوكالة «فرنس برس»، بأن «هناك إجماعاً حول التحديات، ورغبة في التحرك».

وأضافت أنها «متفائلة بشأن حقيقة أننا نمضي قدماً باتجاه مسوَّدة معاهدة»، لكنها اعتبرت أن «المحتوى المحدّد للالتزامات سيكون معقداً، خصوصاً فيما يتعلّق بخفض الإنتاج».

- دول متردّدة

والهدف من خفض الإنتاج، وهو مطلب مدعوم من «ائتلاف الطموح الكبير»، بقيادة رواندا، والنرويج، والذي يشمل نحو 50 بلداً، بما فيها «الاتحاد الأوروبي»، وكندا، وتشيلي واليابان، «إنهاء التلوث البلاستيكي بحلول عام 2040».

لكن هناك دولاً أخرى أكثر تردداً، وتُصرّ على إعادة التدوير، وإدارة النفايات بشكل أفضل، ومن بينها الصين، والولايات المتحدة، والسعودية، ودول تحالف «أوبك» عموماً التي تريد حماية صناعة البتروكيميائيات.

وستتطرّق المناقشات أيضاً إلى العلاقات بين الشمال والجنوب، مع تحديات مثل «مساعدات التنمية، وتشارك التكنولوجيا، والتمويل»، على ما أكدت ديان بوميناي-جوانيه.

وأوضحت: «البلدان (المتقدمة) هي الأكثر استهلاكاً (للبلاستيك)، والأكثر تلويثاً، وهي أيضاً تلك التي تنتج في بلدان أخرى، وترسل نفاياتها إلى بلدان أخرى».

ويطرح البلاستيك أيضاً مشكلة؛ لدوره في ظاهرة احترار المناخ، فقد مثّل 1.8 مليار طن من غازات الدفيئة في عام 2019؛ أي 3.3 في المائة من الانبعاثات العالمية، وهو رقم يمكن أن يزيد عن الضِّعف بحلول عام 2060، وفقاً لـ«منظمة التعاون والتنمية» في الميدان الاقتصادي.

حقائق

460 مليون طن

حجم إنتاج البلاستيك السنوي خلال 20 عاماً


ميلوني: العلاقات الجيدة مع الصين ممكنة دون مبادرة «الحزام والطريق»

رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني (رويترز)
رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني (رويترز)
TT

ميلوني: العلاقات الجيدة مع الصين ممكنة دون مبادرة «الحزام والطريق»

رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني (رويترز)
رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني (رويترز)

قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني في مقابلة نشرت اليوم (الأحد)، إن العلاقات الجيدة مع الصين ممكنة حتى دون أن تكون بلادها جزءاً من مبادرة الحزام والطريق، وذلك في الوقت الذي تبحث فيه حكومتها التخلي عن المشروع.

وإيطاليا الدولة الغربية الرئيسية الوحيدة التي انضمت إلى مشروع الحزام والطريق الصيني الذي يحيي من جديد طريق الحرير، لربط الصين مع آسيا وأوروبا وما وراءهما بإنفاق ضخم على البنية التحتية.

وقالت ميلوني في مقابلة مع صحيفة «ال ميساجيرو» اليومية، إن من السابق لأوانه التكهن بقرار إيطاليا بشأن البقاء ضمن المشروع الذي وقعت عليه في 2019 وأثار انتقاد واشنطن وبروكسل. وقالت ميلوني: «تقييمنا دقيق للغاية ومرتبط بمصالح كثيرة». وينتهي الاتفاق في مارس (آذار) 2024، وسيتجدد تلقائياً ما لم يبلغ أحد الطرفين الآخر برغبته في الانسحاب بإخطار مسبق قبل 3 أشهر.

مخطط لمشروع «الحزام والطريق» (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وفي مقابلة أجرتها مع وكالة «رويترز» للأنباء العام الماضي قبل وصولها إلى السلطة في انتخابات سبتمبر (أيلول)، أبدت ميلوني صراحة عدم موافقتها على الخطوة التي اتخذت في 2019، قائلة إنها «ليست لديها رغبة سياسية... لدعم التوسع الصيني في إيطاليا أو أوروبا».

وأشارت ميلوني إلى أنه بينما كانت إيطاليا الوحيدة من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى التي وقعت على مذكرة تفاهم الحزام والطريق، فهي ليست الدولة الأوروبية والغربية ذات العلاقات الأقوى اقتصادياً وتجارياً مع الصين.

وقالت: «هذا يعني أنه من الممكن إقامة علاقات جيدة، أيضاً في مجالات مهمة، مع بكين دون أن نكون بالضرورة جزءاً من قرار استراتيجي شامل».

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال مسؤول حكومي إيطالي رفيع المستوى لوكالة «رويترز» للأنباء، إن من غير المرجح بشكل كبير أن تجدد إيطاليا اتفاق الحزام والطريق.

ويلوح في الأفق أول اختبار لموقف الحكومة اليمينية من الصين، حين تقوم روما بمراجعة اتفاق للمساهمين لشركة بريللي لتصنيع الإطارات، التي تعد شركة سينوكيم الصينية أكبر مساهم فيها.

وتعد الصين من كبرى الأسواق لأغلب دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى، خصوصاً الاقتصادات المعتمدة على التصدير مثل اليابان وألمانيا.

وخلال قمة عقدت مطلع الأسبوع الماضي، تعهد قادة مجموعة السبع «بخفض المخاطر» دون «الانفصال» عن الصين، في توجه قال مسؤولون وخبراء إنه يعكس المخاوف الأوروبية واليابانية من الضغط بشدة على بكين.


بابا الفاتيكان وأمين رابطة العالم الإسلامي يبحثان سبل مواجهة نزعات التطرف الديني

بابا الفاتيكان يستضيف أمين عام رابطة العالم الإسلامي (الشرق الأوسط)
بابا الفاتيكان يستضيف أمين عام رابطة العالم الإسلامي (الشرق الأوسط)
TT

بابا الفاتيكان وأمين رابطة العالم الإسلامي يبحثان سبل مواجهة نزعات التطرف الديني

بابا الفاتيكان يستضيف أمين عام رابطة العالم الإسلامي (الشرق الأوسط)
بابا الفاتيكان يستضيف أمين عام رابطة العالم الإسلامي (الشرق الأوسط)

استضاف بابا الفاتيكان البابا فرنسيس - في مقره السكني بسانتا مارتا - الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد العيسى، في لقاءٍ استثنائيٍّ يعكس مستوى الحفاوة والتقدير الكبير للحراك الدولي المؤثر الذي تضطلع به رابطة العالم الإسلامي في تعزيز أواصر الحوار الفاعل، والتفاهم الشفاف والأمثل، والتعاون الإيجابي بين أتباع الأديان والثقافات، جاء هذا اللقاء الخاص بعد لقاءٍ سابق في مكتب البابا.

وجرى - خلال هذا اللقاء الذي جمع الدكتور العيسى وبابا الفاتيكان في منزله الخاص - تبادلُ الأحاديث الودية ووجهات النظر حول قضايا عدةٍ على الساحة الدولية، لا سيما الموضوعات ذات الصلة بالقيم المشتركة وتشييد الجسور بين الحضارات، وكذا سبل مواجهة نزعات التطرف الديني والفكري أياً كانت هوياتها وذرائعها، ومن ذلك كل أساليب الكراهية والعنصرية والتهميش والإقصاء.


صرصور يتسبب في استنفار أمني بتل أبيب

مشهد من المقهى في تل أبيب («تويتر» - صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»)
مشهد من المقهى في تل أبيب («تويتر» - صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»)
TT

صرصور يتسبب في استنفار أمني بتل أبيب

مشهد من المقهى في تل أبيب («تويتر» - صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»)
مشهد من المقهى في تل أبيب («تويتر» - صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»)

تسبب صرصور في استنفار أمني بعدما أثار ذعر رواد مقهى بشارع ديزنغوف في قلب تل أبيب بإسرائيل أمس (السبت).

وذكرت مواقع إعلامية محلية أن حالة من الفوضى اندلعت في المقهى بعد رؤية الصرصور، وتم رصد سقوط طاولات ومقاعد وأواني الطعام أرضاً، ليتم استدعاء الشرطة بعدما ساد اعتقاد بوجود حادث أمني.

وتوصلت تحقيقات الشرطة إلى أن سبب الصراخ كان رؤية صرصور تحت الطاولات، مما أثار فزع امرأة أسقطت منضدتها أرضاً ليعتقد رواد المقهى أن هناك مشكلة أمنية.

وأفادت نجمة داوود الحمراء (جهاز الإسعاف الإسرائيلي) بتعرض شخصين لإصابات طفيفة جرَّاء تحطم الزجاج في أثناء محاولتهم الفرار من موقع الحادث.


بعد تعذّر لقائه زيلينسكي... لولا يرفض دعوة بوتين لزيارة روسيا

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (رويترز)
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (رويترز)
TT

بعد تعذّر لقائه زيلينسكي... لولا يرفض دعوة بوتين لزيارة روسيا

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (رويترز)
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (رويترز)

رفض الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم (الجمعة)، دعوة لزيارة روسيا، خلال محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويأتي رفض لولا بعد أيام من فشل لقاء مأمول بينه وبين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على هامش قمة «مجموعة السبع» التي التأمت في اليابان. وقال الرئيسان إن انشغالهما حال دون لقائهما.

وكتب لولا على «تويتر»: «شكرته (بوتين) على الدعوة للذهاب إلى المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورغ، وأجبته بأنني لا يمكنني الذهاب إلى روسيا في هذا الوقت»، في إشارة إلى الحدث المقرر بين 14 و17 يونيو (حزيران) المقبل.

وأضاف: «لكنني كررت استعداد البرازيل، إلى جانب الهند وإندونيسيا والصين، للتحدث مع طرفي النزاع سعياً لتحقيق السلام».

وأبدى لولا، الاثنين، «انزعاجه» من عدم لقاء زيلينسكي. غير أنه أوضح أنه لا يرى فائدة من لقائه الآن، مشيراً إلى أنه لا يبدو أن الرئيس الأوكراني، ولا نظيره الروسي يرغبان في السلام. وتابع: «حتى الآن، كلاهما مقتنع بأنه سيفوز بالحرب».

ويدفع لولا باتجاه محادثات سلام، واقترح أن تقوم بلاده بوساطة إلى جانب دول أخرى «محايدة»، مثل الصين وإندونيسيا.

لكنه واجه انتقادات، الشهر الماضي، عندما قال إن الولايات المتحدة يجب أن تكف عن «تشجيع الحرب» في أوكرانيا.


إيران تستخدم طريق بحر قزوين لإرسال أسلحة إلى روسيا

أحد شواطئ بحر قزوين (شوترستوك)
أحد شواطئ بحر قزوين (شوترستوك)
TT

إيران تستخدم طريق بحر قزوين لإرسال أسلحة إلى روسيا

أحد شواطئ بحر قزوين (شوترستوك)
أحد شواطئ بحر قزوين (شوترستوك)

تبدو مياه بحر قزوين هادئة، لكن هذا الهدوء البحري الذي يوفر طريقاً مباشرة بين إيران وروسيا مزدحم بحركة البضائع بشكل مزداد، بما في ذلك عمليات نقل الأسلحة المشتبه بها بين طهران وموسكو، وفق ما قالت شبكة «سي إن إن» الأميركية.

ومع تعزيز التعاون بين البلدين، بحسب الخبراء، يجري استخدام طريق بحر قزوين لنقل طائرات الدرون والذخيرة وقذائف الهاون التي اشترتها الحكومة الروسية من النظام الإيراني لتعزيز مجهودها الحربي في أوكرانيا. وتظهر بيانات التتبع أن السفن في المنطقة باتت «معتمة» بشكل مزداد، مما يشير إلى نية مزدادة لتعتيم حركة البضائع.

وكشفت مؤسسة «لويدز ليست إنتيليجنس» المعنية بجمع معلومات النقل البحرية العالمية، في العام الماضي، عن ثغرات كبيرة في سبتمبر (أيلول) الماضي، في بيانات تتبع السفن ببحر قزوين. جاء ذلك بعد وقت قصير من إفادة حكومتي الولايات المتحدة وأوكرانيا بأن موسكو حصلت على طائرات مسيّرة من طهران الصيف الماضي.

ومن المعلوم أن استخدام روسيا طائرات الدرون الإيرانية ارتفع في الخريف الماضي، بما في ذلك تلك التي تستهدف البنية التحتية الحيوية للطاقة في أوكرانيا. وبحسب محللين، فإن حلفاء أوكرانيا الغربيين لن يكون لديهم الكثير لفعله لوقف شحنات الأسلحة.

في هذا الصدد، قال مارتن كيلي، كبير محللي المعلومات في شركة «إيه أو إس ريسك غروب» الأمنية: «ليس هناك خطر على الصادرات الإيرانية في بحر قزوين بسبب الدول المجاورة، ذلك لأنها لا تملك القدرة أو الدافع لاعتراض هذه الأنواع من التبادلات التجارية»، لأن أذربيجان وتركمانستان وكازاخستان، وجميع الجمهوريات السوفياتية السابقة، هي الأخرى لديها موانئ على بحر قزوين. وأضاف كيلي أنها «بيئة مثالية لهذه التجارة للحركة دون اعتراض».

اتصلت «سي إن إن» بحكومتي إيران وروسيا للحصول على تعليق، لكنها لم تتلقَّ رداً.

وبحسب كيلي، كانت هناك قفزة كبيرة في عدد السفن التي أغلقت بيانات التتبع الخاصة بها في بحر قزوين بين أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) 2022. ولا تزال الثغرات في بيانات تتبع السفن كبيرة في 2023 حتى الآن، بحسب «لويدز ليست». ويعود السبب في هذه الظاهرة إلى حد كبير إلى السفن التي ترفع العلم الروسي والتي ترفع العلم الإيراني، تحديداً تلك السفن القادرة على حمل الأسلحة، وفقاً لبريدجيت دياكون، محللة البيانات ومراسلة «لويدز ليست»، المتخصصة في تحليل التجارة البحرية العالمية.

ويُلزم قرار المنظمة البحرية الدولية جميع السفن باستخدام نظام تتبع يوفر تلقائياً معلومات عن الموقع وتحديد الهوية للسفن الأخرى والسلطات الساحلية. ولأسباب تتعلق بالسلامة، من المفترض أن تقوم أنظمة التعرف التلقائي هذه بنقل البيانات في جميع الأوقات، مع استثناءات محدودة. لكن السفن بإمكانها وقف التعرف التلقائي الخاصة بها، وهو تكتيك يمكن استخدامه لإخفاء أجزاء من رحلتها أو إخفاء وجهاتها أو تشغيل حالة «التعتيم» عند الاتصال بالميناء.

وقالت دياكون إنه في نهاية عام 2022، تظهر بيانات «لويدز ليست» أن هناك زيادة في «مكالمات الموانئ المعتمة المحتملة» إلى موانئ روسيا وإيران على بحر قزوين.


الصين والكونغو الديمقراطية تتعهدان بتعزيز شراكتهما

رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي ونظيره الصيني شي جينبينغ (رويترز)
رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي ونظيره الصيني شي جينبينغ (رويترز)
TT

الصين والكونغو الديمقراطية تتعهدان بتعزيز شراكتهما

رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي ونظيره الصيني شي جينبينغ (رويترز)
رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي ونظيره الصيني شي جينبينغ (رويترز)

تعهّدت الصين وجمهورية الكونغو الديمقراطية اليوم (الجمعة) بتعزيز شراكتهما وتعاونهما، فيما تستمر المحادثات بشأن إعادة التفاوض حول عقود التعدين لاحتياطيات المعادن الثمينة في الدولة الأفريقية. وتشكّل زيارة رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، وهي أول زيارة دولة له إلى الصين، أحدث مبادرة في سلسلة من المبادرات الدبلوماسية بين بكين والدول الأفريقية.

وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، إن تشيسيكيدي ونظيره الصيني شي جينبينغ أعلنا (الجمعة) «الارتقاء بالعلاقة الثنائية من شراكة استراتيجية للتعاون المربح للجانبَين إلى شراكة تعاونية استراتيجية شاملة».

وحيا حرس الشرف الصينيون وأطفال، الرئيس الأفريقي خلال الاجتماعات التي عقدها مع شي جينبينغ ورئيس الوزراء لي تشيانغ، وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال رئيس الوزراء لي تشيانغ لتشيسيكيدي: «ستحقق العلاقات بين الصين وجمهورية الكونغو الديمقراطية بالتأكيد تنمية أكبر وستفيد الشعبين». تعد الدولة الواقعة في وسط أفريقيا مصدرا رئيسيا للنحاس واليورانيوم والكوبالت -وهو مكون رئيسي في بطاريات الأجهزة الاستهلاكية- لكنها لا تزال واحدة من أفقر دول العالم.

وقال المسؤول بجمهورية الكونغو الديمقراطية إريك نييندو كيبامبي، لصحافيين في بكين، إن معاودة مفاوضات التعدين تسير «بشكل رائع»، مشيرا إلى أن الجانب الكونغولي يأمل في التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية هذا العام. ولفت النظر إلى أن الجانبين يسعيان إلى عقد صفقة بين دولة وأخرى وليس اتفاقات فردية بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وشركات تعدين.

تشيسيكيدي هو الأخير في مجموعة من القادة الأفارقة الذين زاروا الصين في الأسابيع الأخيرة، بعدما استقبلت بكين وفودا من سيراليون وإريتريا وإثيوبيا والغابون.

تستثمر الصين إلى حد كبير في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تهيمن القوة الآسيوية على قطاع التعدين المعدني المربح. لكن تشيسيكيدي تعهد إعادة التفاوض بشأن عقود التعدين الكونغولية التي تشمل تلك التي وقعت مع الصين في عهد سلفه، لتحسين شروط العقود.


«فاغنر» تعلن تسليم باخموت للجيش النظامي الروسي

مؤسس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين يتحدث إلى مقاتليه في باخموت، أوكرانيا، 25 مايو 2023 (رويترز)
مؤسس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين يتحدث إلى مقاتليه في باخموت، أوكرانيا، 25 مايو 2023 (رويترز)
TT

«فاغنر» تعلن تسليم باخموت للجيش النظامي الروسي

مؤسس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين يتحدث إلى مقاتليه في باخموت، أوكرانيا، 25 مايو 2023 (رويترز)
مؤسس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين يتحدث إلى مقاتليه في باخموت، أوكرانيا، 25 مايو 2023 (رويترز)

بدأت مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة تسليم مواقعها في باخموت إلى القوات النظامية، الخميس، بعد 5 أيام من إعلان السيطرة الكاملة على المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا بعد معركة مميتة هي الأطول خلال الحرب.

ووفقاً لـ«رويترز» تقول موسكو إن الاستيلاء على باخموت يفتح الطريق أمام تقدمها في المنطقة الصناعية الشرقية المعروفة باسم دونباس.

فيما ترى كييف أن المعركة جذبت القوات الروسية إلى المدينة، وأوقعت خسائر كبيرة في صفوفها وأضعفت خطوط موسكو الدفاعية في أماكن أخرى.

وقال يفغيني بريغوجين، مؤسس مجموعة «فاغنر»، الذي اتهم الجيش الروسي مراراً بالتخلي عن أراض استولى عليها رجاله من قبل، إن المجموعة ستكون مستعدة للعودة إلى المدينة إذا لزم الأمر.

وأضاف بريغوجين في مقطع مصور ظهر فيه وهو يرتدي زي القتال ويقف بجانب مبنى سكني دمرته المعارك: «اعتباراً من الخامسة من صباح يوم 25 مايو (أيار) وحتى الأول من يونيو (حزيران) معظم الوحدات ستعيد تمركزها في معسكرات في المؤخرة. نسلم مواقعنا للجيش».

وأضاف أن 20 ألفاً من مقاتليه لقوا حتفهم من أجل الاستيلاء على باخموت.

وقالت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني في رسالة عبر تطبيق «تلغرام»، إن مجموعة المرتزقة سلمت مواقع في ضواحي المدينة لكن «لا يزال مقاتلو فاغنر داخل المدينة نفسها».

ومضت روسيا قدماً في خطة لنشر أسلحة نووية تكتيكية في جارتها وحليفتها بيلاروسيا، إذ وقعت اتفاقاً لتخزين الرؤوس الحربية لديها.

وستكون هذه أول مرة ينشر فيها الكرملين مثل هذه القنابل خارج روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991.

وقال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو للصحافيين، الخميس، في موسكو، حيث حضر محادثات مع زعماء آخرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق، إن «نقل الأسلحة النووية بدأ بالفعل».

ونددت وزارة الخارجية الأميركية بخطة نشر الأسلحة، لكنها قالت إن واشنطن ليس لديها نية لتغيير موقفها إزاء الأسلحة النووية الاستراتيجية، ولم تر أي مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي.

وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم الوزارة: «إنه أحدث مثال على السلوك غير المسؤول الذي نراه من روسيا».

مطالب روسية

أشارت روسيا، الخميس، إلى أنه إذا لم تُلبَّ مطالبها المتعلقة بتسهيل صادراتها من الحبوب والأسمدة، فإنها لن تمدد الاتفاق الذي يسمح بتصدير نفس المنتجات من 3 موانئ أوكرانية على البحر الأسود إلى ما بعد 17 يوليو (تموز).

وأصدرت موسكو نفس التهديد والمطالب في مارس (آذار)، ثم وافقت الأسبوع الماضي على تمديد الاتفاق لمدة 60 يوماً.

وكان الاتفاق قد أبرم أولاً في يوليو (تموز) الماضي بين موسكو وكييف بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، في محاولة لتخفيف أزمة السلع العالمية التي تفاقمت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

ونقل عن أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني قوله في مقابلة مع وكالة «إنترفاكس» الأوكرانية: «لا توجد قوة يمكنها إلزام المجتمع الأوكراني وقادته بالتحدث مع الروس. ليس أثناء بقاء القوات الروسية هنا».

وسيطرت القوات الروسية على أجزاء من الأراضي الأوكرانية منذ بدء الحرب، وتخطط كييف لشن هجوم مضاد كبير لاستعادة هذه الأراضي باستخدام أسلحة حديثة قدمها حلفاء غربيون وقوات تلقت تدريبات في أوروبا مؤخراً.

وأقامت روسيا تحصينات مترامية الأطراف في شرق وجنوب أوكرانيا استعداداً للهجوم المضاد.

وفي تبادل للأسرى مع روسيا، استقبلت أوكرانيا 106 جنود سقطوا في الأسر في باخموت.

وأكدت موسكو التبادل قائلة إن «فاغنر» شاركت فيه لكن دون أن تذكر عدد الروس الذين أُطلق سراحهم.

عقوبات أميركية

قال مصدران رسميان تحدثا لـ«رويترز» شريطة عدم الكشف عن هويتيهما إن الولايات المتحدة تعتزم الإعلان عن مساعدات عسكرية تصل قيمتها إلى 300 مليون دولار لأوكرانيا تتألف أساساً من الذخيرة.

وبلغت تعهدات واشنطن منذ الغزو بتقديم مساعدات أمنية لأوكرانيا أكثر من 35 مليار دولار.

ويقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الولايات المتحدة وحلفاءها يخوضون حرباً بالوكالة.

وقالت واشنطن إن مجموعة «فاغنر» ربما تعمل من خلال مالي ودول أخرى على إخفاء جهود تبذلها للحصول على عتاد عسكري لاستخدامه في أوكرانيا، واتهمتها بتزويد قوات «الدعم السريع» في السودان بصواريخ أرض - جو.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إنها فرضت عقوبات على رئيس «فاغنر» في مالي، مشيرة إلى أن موظفين بالمجموعة ربما يحاولون الحصول على عتاد مثل الألغام والطائرات المسيرة والرادارات والأنظمة المضادة للمدفعية؛ لاستخدامها في أوكرانيا من خلال البلد الأفريقي.


رئيس الأركان الأميركي: روسيا لن تنتصر عسكرياً في أوكرانيا

رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي اليوم الخميس خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون بواشنطن (رويترز)
رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي اليوم الخميس خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون بواشنطن (رويترز)
TT

رئيس الأركان الأميركي: روسيا لن تنتصر عسكرياً في أوكرانيا

رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي اليوم الخميس خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون بواشنطن (رويترز)
رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي اليوم الخميس خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون بواشنطن (رويترز)

اعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي اليوم (الخميس) أن روسيا لن تحقق نصرا عسكريا في أوكرانيا، مضيفا أنه من غير المرجح أيضا أن يتم دحر كلّ القوات الروسية في أي وقت قريب، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتؤكد تصريحات ميلي توقعات عن إطالة أمد الحرب في أوكرانيا حيث لا يبدو أي من الطرفين في موقع لتحقيق نصر حاسم وفي غياب مفاوضات في الوقت الحالي.

وقال ميلي للصحافيين في البنتاغون «لن تكسب روسيا عسكريا هذه الحرب». وجاءت تصريحاته في ختام اجتماع افتراضي مع عشرات الدول الداعمة لأوكرانيا. وأوضح أن الأهداف الاستراتيجية الأساسية لروسيا، ومنها إطاحة الحكومة في كييف «لا يمكن تحقيقها عسكريا، لن تتحقق».

وفي الوقت نفسه، فإن مئات آلاف الجنود الروس في أوكرانيا يجعلون مسعى كييف لاستعادة السيطرة على كامل أراضيها مستبعدا «في المدى القريب».

أضاف العسكري الذي يترك منصبه قريباً: «هذا يعني أن القتال سيتواصل وسيكون دمويا وصعبا. وفي مرحلة ما سيتفاوض الطرفان على تسوية أو يتوصلان إلى نتيجة عسكرية».

قادت الولايات المتحدة الضغط من أجل دعم دولي لأوكرانيا، وسارعت إلى تشكيل تحالف لدعم كييف بعد الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022 وتنسيق المساعدات من عشرات الدول.

في المجموع قدم داعمو أوكرانيا نحو 65 مليار دولار من المساعدات العسكرية على ما أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قبيل اجتماع (الخميس).