إستشارات

إستشارات
TT
20

إستشارات

إستشارات

إفرازات أنفية وجراحة الغدة النخامية
> أُجريت لي عملية استئصال ورم في الغدة النخامية عن طريق الأنف. ولدي ألم وحرقان في الأنف وصداع وحرقان بالرأس. كما لدي إفرازات سائلة تنزل من الأنف، وأحياناً ناشفة. فهل توجد خطورة من هذا؟
فادية سليم - بريد إلكتروني
- هذا ملخص وصفك لما تُعانين منه بُعيد عملية استئصال الورم في الغدة النخامية عن طريق الأنف. ولم يتضح لي منذ متى تم إجراء العملية لك، وهل ثمة أي ارتفاع في حرارة الجسم أو تغيرات في التركيز الذهني أو الإبصار. كما لم يتضح لي لون السائل الذي تلاحظين خروجه من الأنف، وكميته. وأيضاً هل راجعت الطبيب الذي أجرى لك العملية الجراحية بهذا الخصوص، وهل تم إجراء أي تحاليل أو فحوصات لك؟
ومع ذلك، لاحظي معي أن تسربات السائل الدماغي النخاعي قد تحصل بُعيد إجراء عملية جراحية في قاعدة الجمجمة، مثل استئصال الورم في الغدة النخامية عن طريق الأنف.
وعند تأكيد الطبيب حصول هذا الأمر، أي تسريبات السائل الدماغي النخاعي عبر الأنف، ونظراً للمخاطر المحتملة للإصابة بالتهاب السحايا والمضاعفات العصبية الأخرى، فإن الإصلاح العاجل والفعال للخلل في قاعدة الجمجمة ضروري.
ولاحظي معي كذلك أن الدماغ يجدد صناعة السائل الذي يُحيط بالدماغ والحبل الشوكي باستمرار، ويعاد امتصاصه إلى الدم. ويعد تسرب السائل الدماغي النخاعي بعد الجراحة إحدى المضاعفات الأكثر شيوعاً لجراحة الدماغ عبر الأنف، وخاصة لإزالة أورام الغدة النخامية بالمنظار من داخل الأنف.
وأهم أعراض هذه الحالة، ارتباط حصول تسرب السائل الدماغي النخاعي، كسائل مائي صافٍ من الأنف، بعد الخضوع لجراحة الدماغ عبر الأنف. كما أن أكثر أعراض تسرب السائل الدماغي النخاعي الفقري شيوعاً هو الصداع، وخاصة الألم في مؤخرة الرأس الذي يتحسن عند الاستلقاء، ويتفاقم عند الوقوف أو مع بذل مجهود (مثل السعال أو الإجهاد). وإذا كان هناك نزيف مستمر يحدث خلال الأسبوعين الأولين بعد الجراحة، يجدر الاتصال بالطبيب الجراح دون تأخير. وإذا حدث التهاب السحايا، فقد يحدث صداع وتيبس في الرقبة وحمى وضياء (حساسية للضوء). كما قد تحدث أعراض أخرى مثل الضعف والارتباك الذهني. ويتم تشخيص تسرب السائل الدماغي النخاعي بعد الجراحة من خلال ملاحظة هذا التصريف المائي من الأنف. وقد يُظهر تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب أيضاً من أين يحصل تسرب السائل الدماغي النخاعي. ويمكن أيضاً أن يكون الفحص بالأشعة المقطعية مع حقن الصبغة (ما بين فقرات العمود الفقري في الأسفل) مفيداً في تحديد مكان تسرب السائل النخاعي. كما يمكن جمع عينة من السائل واختبارها لمعرفة مدى وجود مركب لا يُوجد إلاّ في السائل النخاعي، ويسمى «بيتا 2 ترانسفيرين». وعادة إذا كنت قد خضعت لعملية جراحية داخل الأنف بالمنظار، فسيتم تقييم حالتك لتسرب السائل الدماغي النخاعي بعد الجراحة وقبل الخروج إلى المنزل. وإن لم يحصل ذلك التأكد، مع ملاحظتك تسريب السائل عبر الأنف، فقد تكون مراجعة الطبيب ضرورية. وثمة عدة طرق علاجية لهذه الحالة. وإحداها الجراحة، ولكنها ليست هي الوحيدة.

مستحضرات مركبات «دي آي إم»
> هل تناول مستحضرات مركبات «دي آي إم» مفيد صحياً؟
ح.ط. - لندن
- مركبات «دي آي إم» diindolylmethane DIM هي بالأصل مركبات كيميائية يتم إنتاجها في أجسامنا عند هضم أحماض المعدة لمركبات كيميائية موجود في الخضراوات الصليبية، مثل البروكلي، وبراعم بروكسل، والملفوف، والقرنبيط، واللفت. وتتوفر كمستحضرات من المُكملات الغذائية. وتشير بعض الأبحاث إلى أنه من المحتمل أن تساعد مركبات دي آي إم في موازنة مستويات هرمون الأستروجين في الجسم. وتحديداً، ربما تُسهم في إنتاج شكل أقل فعالية وأكثر فائدة من هرمون الأستروجين. وبالتالي فقد اكتسبت شهرة كعلاج محتمل لمجموعة متنوعة من الحالات المرتبطة بالهرمونات، بما في ذلك حب الشباب، وأعراض انقطاع الطمث، ومشاكل البروستاتا، وأنواع معينة من السرطان، والمساعدة في إنقاص الوزن، وتقليل متلازمة ما قبل الحيض.
وبالأصل، فإن بعض الدراسات القائمة على «الملاحظة» تربط «الإكثار اليومي» من تناول الخضراوات الصليبية بانخفاض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي وسرطان البروستاتا. ولكن الآلية الدقيقة غير معروفة، ويُعتقد أن هذه المركبات هي مسؤولة جزئياً عن هذه الملاحظة حول انخفاض الإصابات السرطانية. ولذا تتم دراسة مستحضرات مُكملات مركبات دي آي إم لآثارها الوقائية «المحتملة» ضد بعض أنواع السرطان، وأيضاً دراسة الادعاءات الصحية المحتملة سابقة الذكر.
وتشير دراسات محدودة جداً إلى أن هذه المُكملات قد تساعد في تقليل تضخم البروستاتا والحماية من بعض أنواع السرطان. ومع ذلك، لم تتم دراسة فعاليتها في الحالات الأخرى المرتبطة بالهرمونات على نطاق واسع، وأيضاً الاستخدامات الأخرى لهذه المركبات، مثل فقدان الوزن وعلاج حب الشباب، ولم تتم دراستها على البشر.
وبسبب نقص توفر البحوث حولها على أعداد واسعة من البشر، لا يُعرف الكثير عن السلامة طويلة المدى والآثار الجانبية لتناول مستحضرات هذه المُكملات الغذائية. ومع هذا، لا تظهر الأبحاث البشرية المحدودة جداً، المتوفرة حالياً، أنها ضارة أو أن لها آثارا جانبية خطيرة. وتشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً غمق لون البول وزيادة حركات الأمعاء والصداع وكثرة الغازات. ولكن تجدر ملاحظة أنه نظراً لتفاعل هذه المركبات مع مستويات هرمون الأستروجين، فقد تؤثر على الأشخاص المصابين بسرطانات حساسة للهرمونات أو الذين يخضعون للعلاج بالهرمونات. ولذا يجب على هؤلاء الأفراد الابتعاد عن تناولها إلا تحت إشراف طبي. وبغض النظر عن التاريخ الطبي للشخص، من المهم استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل تناول هذه المكملات.
وبسبب محدودية توفر الدراسات البشرية الواسعة، فإن الجرعات المناسبة والمفيدة من هذه المُكملات غير معروفة. وما تناولته الدراسات يتراوح بين 100 إلى 900 ملّغرام (ملغم) في اليوم.
وفي الخلاصة وعلى ما تقدم ذكره:
- هذه المركبات يصنعها الجسم بشكل طبيعي عند أكل أنواع الخضراوات الصليبية. كما أنها تتوفر كمستحضرات مركّزة وتُباع كمكمل غذائي.
- نظراً لأنها تُؤثر على مستويات هرمون الأستروجين، «ربما» تساعد في علاج مجموعة متنوعة من الحالات، بما في ذلك السرطانات الحساسة للهرمونات ومشاكل البروستاتا. ولكن الاستخدام «العلاجي» يجدر أن يكون تحت الإشراف الطبي.
- هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات، خاصة للاستخدامات «الوقائية» المتعلقة بحب الشباب، وفقدان الوزن، وأعراض الدورة الشهرية، والتي لا تدعمها الأبحاث البشرية حالياً. ولذا يجدر التحدث مع الطبيب المتابع لحالتك الصحية قبل تناولها.
- بغض النظر عن احتمالات فعاليتها، من الجيد دائماً تناول المزيد من الخضراوات، لأن الخضراوات مثل البروكلي واللفت مصادر غنية بالعناصر الغذائية الهامة، بما في ذلك الألياف ومضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن.


مقالات ذات صلة

10 خطوات صغيرة لتنشيط دماغك

علوم 10 خطوات صغيرة لتنشيط دماغك

10 خطوات صغيرة لتنشيط دماغك

تعديلات بسيطة على روتينك اليومي تُسهم في حماية مراكز التحكم في جسمك ومنع التدهور المعرفي

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
يوميات الشرق النشاط البدني يقلل معدلات الإصابة بالسمنة بين الأطفال (جامعة ويست فرجينيا الأميركية)

6 عوامل لحماية الأطفال من السمنة

كشفت دراسة كندية عن 6 عوامل رئيسية خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل ترتبط بمستويات الدهون في الجسم لدى الأطفال.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين علاج أمراض القلب (جامعة هارفارد)

الذكاء الاصطناعي لعلاج أمراض القلب بشكل أدق

طوَّر باحثون من جامعة كوين ماري في بريطانيا أداة ذكاء اصطناعي مبتكرة، قادرة على إنشاء نماذج رقمية دقيقة لأنسجة القلب المتليفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك دعوة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية (جامعة منيسوتا)

دراسة: 3 ملايين طفل تُوفوا بسبب «مقاومة المضادات الحيوية»

أظهرت دراسة أجراها خبيران في مجال صحة الطفل أن أكثر من 3 ملايين طفل حول العالم لقوا حتفهم في عام 2022 نتيجة للعدوى المقاومة للمضادات الحيوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك لا بد من أداء بعض النشاط البدني يومياً للحفاظ على الصحة والحيوية (رويترز)

10 أمور أساسية للتقدم في السن بصحة ورشاقة

التقدم في السن بشكل صحي لا يعتمد على الحظ، بل على الخيارات اليومية. فكيف نتقدم في السن بشكل صحيح وصحي؟

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل يؤثر انقطاع الطمث لدى النساء على صحة أدمغتهن؟

لماذا قد ترتبط أعراض انقطاع الطمث بالخرف؟ (جامعة روتشستر)
لماذا قد ترتبط أعراض انقطاع الطمث بالخرف؟ (جامعة روتشستر)
TT
20

هل يؤثر انقطاع الطمث لدى النساء على صحة أدمغتهن؟

لماذا قد ترتبط أعراض انقطاع الطمث بالخرف؟ (جامعة روتشستر)
لماذا قد ترتبط أعراض انقطاع الطمث بالخرف؟ (جامعة روتشستر)

تُعدّ الهبات الساخنة والأرق وتقلبات المزاج جزءاً مزعجاً من انقطاع الطمث لدى كثير من النساء. لكن زيادة أعراض انقطاع الطمث قد تعني أيضاً تدهوراً في صحة الدماغ، وفقاً لبحث جديد نشرته مجلة «هيلث».

وفقاً لدراسة نُشرت الشهر الماضي في مجلة «PLOS One»، فإن النساء اللواتي يعانين من أعراض انقطاع الطمث أكثر عرضة لتدهور وظائفهن الإدراكية واضطرابات سلوكية خفيفة في مراحل لاحقة من حياتهن، وكلاهما من علامات الخرف.

قد تشير النتائج إلى أن فقدان أحد أنواع هرمون الإستروجين أثناء انقطاع الطمث قد يلعب دوراً في الإصابة بمرض ألزهايمر وأنواع الخرف الأخرى.

ومع ذلك، لا تزال العلاقة الدقيقة بين انقطاع الطمث والهرمونات وصحة دماغ المرأة غير مفهومة جيداً.

وجدت الدراسة أن علاج فقدان هرمون الإستروجين بالعلاج الهرموني يُقلل من الاضطرابات السلوكية المرتبطة بالخرف لدى النساء. مع ذلك، لم يُساعد العلاج الهرموني بشكل ملحوظ في الأعراض الإدراكية.

وصرّح ماثيو بانيزون، الحاصل على درجة الدكتوراه، والأستاذ المشارك في الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا، سان دييغو، لمجلة «هيلث»: «لا يمكننا الجزم بأن مرحلة انقطاع الطمث، والتغيرات المُصاحبة لها في مستويات الهرمونات التي تُعاني منها النساء، تُفسر سبب زيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر لديهن». وأضاف: «لكن هذا مجالٌ قيد الدراسة».

وفي ما يلي آراء الخبراء حول البحث الجديد، ولماذا قد ترتبط أعراض انقطاع الطمث بالخرف، وكيف يُمكن للنساء الحفاظ على صحة أدمغتهن مع تقدمهن في السن؟

قد تُؤدي زيادة أعراض انقطاع الطمث إلى ضعف إدراكي أكبر

في هذه الدراسة، حلّل الباحثون بيانات 896 امرأة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، يعشن في كندا. كان متوسط ​​أعمار المشاركات نحو 64 عاماً، وكان متوسط ​​أعمارهن نحو 49 عاماً عند بدء انقطاع الطمث.

باستخدام استبيان، طلب الباحثون من المشاركات الإبلاغ عن أعراض ما قبل انقطاع الطمث لديهن.

وشملت هذه الأعراض عدم انتظام الدورة الشهرية، والهبات الساخنة، والقشعريرة، وزيادة الوزن، وتباطؤ عملية الأيض، والتعرق الليلي، ومشكلات النوم، وأعراض المزاج، وقلة الانتباه أو النسيان، وأعراضاً أخرى لم تُذكر.

وأفاد ما يقرب من 75 في المائة من المشاركات بوجود عرض واحد على الأقل من هذه الأعراض، وكان المتوسط ​​3.7 عرض.

ثم طلب الباحثون من النساء الإجابة على أسئلة حول أي تغيرات معرفية وسلوكية مستمرة لاحظنها.

وتندرج مشكلات الذاكرة واللغة والتنظيم ضمن الإطار المعرفي، بينما قد تشمل المشكلات السلوكية انخفاض الدافعية، أو فقدان السيطرة على الانفعالات، أو عدم التناسب الاجتماعي.

وأظهرت البيانات أن النساء اللواتي أبلغن عن أعراض انقطاع الطمث أكثر عانين أيضاً من ضعف إدراكي وسلوكي أكبر في منتصف العمر وأواخره.

قالت الدكتورة زهينور إسماعيل، مؤلفة الدراسة وأستاذة الطب النفسي والأعصاب وعلم الأوبئة وعلم الأمراض في معهد هوتشكيس للدماغ ومعهد أوبراين للصحة العامة بجامعة كالجاري: «ارتبط كل عرض إضافي من أعراض انقطاع الطمث بضعف الوظيفة الإدراكية وزيادة شدة أعراض ضعف السلوك الخفيف».

لكن الدراسة ليست سوى نقطة انطلاق، فهناك بعض القيود. أولاً، إنها مجرد صورة لحظية، لذا لا يمكنها سوى تحديد الارتباطات بين أعراض انقطاع الطمث والصحة المعرفية والسلوكية.

وصرّحت إسماعيل لمجلة «هيلث» بأنها لا تستطيع تحديد ما إذا كان عبء انقطاع الطمث المرتفع يسبب بالفعل تغيرات في الدماغ.

وأوضحت أن إجراء مزيد من الأبحاث قد يُسهم في دراسة هذا السؤال، بالإضافة إلى معرفة ما إذا كانت شدة الأعراض أو مدتها لها أي تأثير، بدلاً من مجرد عدد الأعراض.

وقالت: «قد تلعب الشدة دوراً رئيسياً في فهم المخاطر، لذا ينبغي أن تستكشف الدراسات المستقبلية كلاً من عدد الأعراض وشدتها».

هل يُمكن لعلاج أعراض انقطاع الطمث أن يُقلل من خطر الإصابة بالخرف؟

لا تزال العلاقة بين انقطاع الطمث وخطر الإصابة بالخرف غير مفهومة جيداً، وفقاً لبانيزون.

وأوضح أنه «يُعتقد أن الهرمونات التناسلية، مثل الإستروجين، تحمي الأعصاب. لذلك، عندما ينخفض ​​مستوى الإستروجين بعد انقطاع الطمث، يُعتقد أن خطر الإصابة بالخرف يزداد. لكن البيانات ليست قاطعة».

وتُشير أحدث دراسة أجرتها إسماعيل وزملاؤها إلى أن مستويات الإستروجين في الجسم قد تكون مرتبطة بتطور الخرف.

وأوضحت إسماعيل أن «الأفراد الذين استخدموا العلاج الهرموني القائم على الإستروجين، مقارنةً بالعلاج الهرموني بالبروجسترون أو العلاج الهرموني غير المُسمى، أو عدم العلاج الهرموني على الإطلاق - سجلوا درجات أقل في ضعف السلوك الخفيف بنحو 26.9 في المائة».

كما أبلغت المشاركات اللواتي استخدمن العلاج الهرموني القائم على الإستروجين عن مشكلات معرفية أقل، وإن لم تكن ذات دلالة إحصائية.

بالنظر إلى هذه النتائج، قد يكون من المغري استنتاج أن العلاج الهرموني يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف. ومع ذلك، قال بانيزون: «نحن بحاجة إلى مزيد من العمل في هذا المجال، قبل أن نتمكن من القول بثقة إن علاج أعراض انقطاع الطمث سيحمي صحة (دماغ) المرأة».

لكن الدكتور جي بيتر غليبوس، مدير قسم علم الأعصاب الإدراكي والسلوكي في معهد بابتيست هيلث ماركوس لعلوم الأعصاب، أشار إلى أن عوامل متعددة تؤثر على مرض ألزهايمر وأنواع الخرف الأخرى.

وقال لمجلة «هيلث»: «لا تعاني جميع النساء من أعراض إدراكية ملحوظة خلال فترة انقطاع الطمث، ما يشير إلى أن التغيرات الهرمونية وحدها قد لا تكون السبب الرئيسي للتدهور المعرفي».

حتى إن العلاقة بين انقطاع الطمث والخرف قد تتجاوز مجرد مستويات هرمون الإستروجين.

ولفتت إسماعيل إلى أنه «إذا لم تُدار أعراض انقطاع الطمث بشكل جيد، فقد تُسهم في آثار طويلة المدى على التفكير والسلوك والصحة العامة».

وأضافت: «من المرجح أن تلعب كل من التأثيرات الهرمونية المباشرة والتغيرات الصحية الأوسع دوراً في العلاقة بين انقطاع الطمث وخطر الإصابة بالخرف».

كيف يمكن للنساء حماية صحة أدمغتهن مع تقدمهن في السن؟

وفق إسماعيل: «في الوقت الحالي، لا بد من إجراء مزيد من الأبحاث لتأكيد ما إذا كان العلاج الهرموني يُخفف بشكل فعّال من خطر الإصابة بالخرف على المدى الطويل».

هذا لا يعني أن العلاج الهرموني غير مفيد للنساء في سنّ انقطاع الطمث، بل «ينبغي اتخاذ قرار استخدام العلاج الهرموني بناءً على أعراض الفرد وتاريخه الصحي، وبالتشاور مع مقدم الرعاية الصحية»، كما أوضحت إسماعيل، وليس كاستراتيجية وقائية مستقلة للصحة الإدراكية.

ولكن بينما يواصل العلماء دراسة العلاقة بين انقطاع الطمث والخرف، هناك بعض الأمور التي يمكن للنساء في منتصف العمر وكبار السن القيام بها الآن للمساعدة في حماية صحة أدمغتهن.

صرّحت الدكتورة جيلينا بافلوفيتش، الحاصلة على درجة الدكتوراه في الطب، والأستاذة المساعدة في علم الأعصاب في كلية ألبرت أينشتاين للطب، لمجلة «هيلث»، أنه من المهم أن تدير النساء اللاتي يعانين من أعراض انقطاع الطمث المتوسطة إلى الشديدة الأعراض وصحة أدمغتهن بشكل استباقي.

وأضافت أن هذا يشمل إعطاء الأولوية للنوم، وإدارة التوتر، وتحسين الصحة الأيضية، والانخراط في أنشطة تحمي الدماغ، بدءاً من منتصف العمر.

وأضافت غليبوس أنه من الضروري أيضاً الحفاظ على نمط حياة صحي للقلب، حيث توجد علاقة قوية بين صحة القلب والأوعية الدموية ووظائف الدماغ.

وأوضحت أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، خاصةً التمارين الهوائية، تُحسّن الدورة الدموية في الدماغ، وتُعزز المرونة الإدراكية.

وأضافت: «إن اتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية، مثل حمية البحر الأبيض المتوسط ​​أو حمية مايند، التي تتضمن الدهون الصحية والبروتينات الخالية من الدهون ومضادات الأكسدة، يُمكن أن يُساعد في تقليل الالتهابات وتعزيز وظائف الدماغ».

ولكن بغضّ النظر عن صحة الدماغ، إذا كانت أعراض انقطاع الطمث تُسبب مشكلات، فمن الأفضل استشارة مُقدم الرعاية الصحية، كما أوصى إسماعيل.

وقالت: «مع أن انقطاع الطمث مرحلة انتقالية طبيعية، فإن أعراضه قد تستمر لسنوات وتؤثر بشكل كبير على الصحة العامة. وإدارة الأعراض، سواء من خلال العلاج الهرموني، إن وجد، أو من خلال استراتيجيات غير هرمونية - قد تُحسّن الصحة العامة ونوعية الحياة».