كشفت دراسة كندية عن 6 عوامل رئيسية خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل ترتبط بمستويات الدهون في الجسم لدى الأطفال. وأوضح الباحثون من جامعة «ماكماستر» في الدراسة التي نُشرت نتائجها، الجمعة، بدورية «JAMA Network Open»، أن هذه العوامل تشمل 3 مرتبطة بالأم، و3 أخرى مرتبطة بالطفل.
واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات أكثر من 900 طفل من أصول جنوب آسيوية، وتم التحقق من النتائج عبر 3 مجموعات بحثية مستقلة شملت 3171 طفلاً في كندا والمملكة المتحدة من أصول جنوب آسيوية وأوروبية.
وتوصل الباحثون إلى أن العوامل المرتبطة بالأم تشمل السمنة قبل الحمل، وزيادة الوزن خلال الحمل، واتباع نظام غذائي غير صحي أو غير متوازن أثناء فترة الحمل. وتُسهم هذه العوامل في زيادة فرص إنجاب أطفال لديهم معدلات أعلى من الدهون في الجسم خلال مرحلة الطفولة.
ولتقليل هذا الخطر، نصح الباحثون الأمهات باتباع نظام غذائي صحي أثناء الحمل، يتضمن عناصر مثل: الدواجن، والبيض، والفواكه، والخضراوات، والمأكولات البحرية، والحبوب الكاملة.
أما العوامل المرتبطة بالطفل التي تُسهم في تقليل تراكم الدهون في الجسم، فهي: الرضاعة الطبيعية لمدة 12 شهراً أو أكثر، وزيادة النشاط البدني اليومي، وتقليل الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات (مثل التلفاز أو الأجهزة الذكية).
كما وجدت الدراسة علاقة مباشرة بين عدد العوامل الإيجابية أو السلبية التي يتعرض لها الطفل ومعدل السمنة لديه، إذ كلما زادت العوامل الوقائية، انخفضت نسبة الدهون، وكلما زادت عوامل الخطر، ارتفعت هذه النسبة.
وأشار الباحثون إلى أن هذه الدراسة مهمة بشكل خاص للأطفال من أصول جنوب آسيوية، الذين يُظهرون انخفاضاً في الوزن عند الولادة، لكن مع ارتفاع في نسبة الدهون بالجسم، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكري لاحقاً.
ودعا الباحثون إلى تطوير سياسات صحية تدعم هذه التوصيات، مثل توفير برامج تغذية مدعومة للنساء الحوامل، وتسهيل الحصول على أدوات شفط حليب الثدي لدعم الرضاعة الطبيعية، ونشر الوعي بين الأسر حول أهمية هذه العوامل في ضمان مستقبل صحي لأطفالهم. كما تدعم النتائج الحاجة إلى تقليل وقت الشاشة، وتوفير بيئة آمنة للنشاط البدني في مرحلة الطفولة المبكرة.
يشار إلى أن السمنة لدى الأطفال تعد من أخطر المشكلات الصحية، إذ لا تقتصر آثارها على الشكل الجسدي فحسب؛ بل تمتد لتشمل مضاعفات صحية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري من النوع الثاني، واضطرابات الكوليسترول، وحتى أمراض القلب في مراحل مبكرة من الحياة. كما أن السمنة في مرحلة الطفولة غالباً ما تستمر حتى البلوغ، ما يجعلها عامل خطر مستمراً يؤثر على جودة الحياة والصحة النفسية أيضاً. لذا، يشير الباحثون إلى أن التدخل المبكر وتبنّي عادات صحية منذ السنوات الأولى من العمر يُعد أمراً حاسماً للوقاية وبناء مستقبل صحي للأطفال.