القضاة الأوروبيون يستكملون استجواب حاكم «المركزي» اللبناني اليوم

جلسة «هادئة» وسلامة أجاب عن مائة سؤال

إجراءات أمنية رافقت جلسة التحقيق مع رياض سلامة في «قصر العدل» ببيروت أمس (الشرق الأوسط)
إجراءات أمنية رافقت جلسة التحقيق مع رياض سلامة في «قصر العدل» ببيروت أمس (الشرق الأوسط)
TT

القضاة الأوروبيون يستكملون استجواب حاكم «المركزي» اللبناني اليوم

إجراءات أمنية رافقت جلسة التحقيق مع رياض سلامة في «قصر العدل» ببيروت أمس (الشرق الأوسط)
إجراءات أمنية رافقت جلسة التحقيق مع رياض سلامة في «قصر العدل» ببيروت أمس (الشرق الأوسط)

على مدى 6 ساعات، استمعت الوفود القضائية الأوروبية إلى إفادة حاكم «مصرف لبنان»، رياض سلامة، حول التحويلات المالية العائدة له إلى الخارج، وذلك تنفيذاً للاستنابات القضائية الأوروبية، بحضور قاضي التحقيق الأول في بيروت، شربل أبو سمرا، الذي أدار الجلسة، ورئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل، القاضية هيلانة إسكندر، ولم يحضر أي محامٍ مع سلامة.
ورغم أن المتابعين لمجريات مهمة الوفود الأوروبية توقعوا جلسة صعبة ومتشنجة، وربطوا هذا الأمر بتردد سلامة في المثول أمام محققين أوروبيين، فإن مصدراً قضائياً لبنانياً وصف الجلسة بأنها «كانت هادئة، وأن الحاكم أجاب عن 100 سؤال طُرِحت عليه، وقدم شرحاً مستفيضاً حولها، كما رد على كل الشبهات التي تتهمه بغسل الأموال». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن سلامة «سيمثل عند الساعة العاشرة من صباح الجمعة (اليوم) أيضاً لاستكمال التحقيق معه، حيث تستعد الوفود الأوروبية إلى طرح 100 سؤال إضافي، وتكون بذلك أنهت مهمتها فيما يتعلق بسلامة شخصياً». ورجح المصدر أن «يغادر الأوروبيون بيروت، صباح السبت (غداً) إلى بلادهم، على أن يعودوا في موعد يُحدَّد لاحقاً للاستماع إلى إفادتي شقيقه رجا سلامة ومساعدته ماريان الحويك، وقد يُستدعى أشخاص آخرون للغاية نفسها».
وكانت جلسة استجواب سلامة بدأت عند العاشرة والنصف صباحاً، وفور وصول سلامة دخل إلى القاعة المخصصة للاستجواب في مقر «مجلس شورى الدولة» التي سبقه إليها القضاة الأوروبيون وقاضي التحقيق اللبناني، حيث انطلقت جلسة التحقيق على الفور. وأكد المصدر القضائي أن «الأسئلة طُرِحت على سلامة باللغة العربية، وجرت ترجمتها إلى اللغات الفرنسية والألمانية والبلجيكية».
وترافق التحقيق مع ضخ كثير من الشائعات، بعضها تحدث عن تقديم رياض سلامة استقالته من حاكمية «البنك المركزي»، وبعضها الآخر سرب معلومات مفادها أن القاضي أبو سمرا أصدر مذكرة توقيف بحقه خلال خضوعه للتحقيق، إلا أن المصدر القضائي وضع هذه المعلومات في «خانة التشويش على التحقيق». وشدد على أن سلامة «يمثل أمام الوفود الأوروبية بصفة شاهد، ولا يمكن توقيفه». وأوضح أن «التحقيق الآن محصور بتنفيذ الاستنابات القضائية الأوروبية وليس بالدعوى العامة المقامة ضده في لبنان». وقال: «عملاً بمفهوم الاستنابة القضائية الدولية، وهي تعني توكيل جهة قضائية لدولة جهة قضائية لدولة أخرى بإجراء قضائي معين تحت إشرافها، وذلك في معرض تحقيق تقوم به الأولى».
وشهد قصر العدل في بيروت إجراءات أمنية مشددة، منذ ساعات صباح أمس، وامتدت إلى محيطه، وذلك لتوفير الظروف الأمنية الملائمة للوفود الأجنبية، ولمنع أي تحركات شعبية خلال مجيء سلامة إلى الجلسة ومغادرته. ولم يحدد القاضي أبو سمرا جلسة لاستجواب سلامة في ادعاء النيابة العامة ضده بجرائم «تبييض الأموال والاختلاس والإثراء غير المشروع». وأفاد مصدر مقرب من أبو سمرا بأن الأخير «سيعطي الوقت اللازم لتنفيذ الاستنابات الأوروبية، وبعدها يتفرغ للتحقيق اللبناني الذي يخضع لمعايير قانونية مختلفة عن الاستنابات». وأشار إلى أن «الملف اللبناني يبقى الأساس بالنسبة للقضاء، باعتبار سلامة مسؤولاً لبنانياً، وأن الجرم المدعى به في حال صحته يكون واقعاً على الأراضي اللبنانية».
وكانت رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل اللبنانية القاضية هيلانة إسكندر طالبت، أول من أمس (الأربعاء)، بالقبض على حاكم «مصرف لبنان»، وشقيقه رجا، ومساعدته ماريان الحويك.
وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إن المطالبة بالقبض على حاكم «المصرف المركزي» تأتي بموجب اتهامات بالتورط في جرائم رِشا وغسل أموال واختلاس وتهرب ضريبي وتزوير وإثراء غير مشروع.
وأضافت الوكالة الرسمية أن القرار يتضمن تجميد الحسابات المصرفية وحجز الأملاك العقارية للمتهمين وأزواجهم والأولاد القاصرين «لمنعهم من التصرف بها، حفاظاً على حقوق الدولة اللبنانية».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

الخارجية الفلسطينية: قرار إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على ارتكاب الجرائم

قوات إسرائيلية تقوم بتأمين مَسيرة للمستوطنين في البلدة القديمة بالخليل (وفا)
قوات إسرائيلية تقوم بتأمين مَسيرة للمستوطنين في البلدة القديمة بالخليل (وفا)
TT

الخارجية الفلسطينية: قرار إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على ارتكاب الجرائم

قوات إسرائيلية تقوم بتأمين مَسيرة للمستوطنين في البلدة القديمة بالخليل (وفا)
قوات إسرائيلية تقوم بتأمين مَسيرة للمستوطنين في البلدة القديمة بالخليل (وفا)

قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الجمعة، إن قرار إسرائيل إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم.

وأضافت الخارجية، في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أنها تنظر بخطورة بالغة لقرار وزير الدفاع الإسرائيلي إلغاء الاعتقال الإداري بحق المستوطنين «الذين يرتكبون جرائم وانتهاكات ضد المواطنين الفلسطينيين، علماً بأن عدد الذين تم اعتقالهم قليل جداً، وعلى مبدأ اعتقالات شكلية بنمط الباب الدوار».

ورأت الوزارة أن هذا القرار يشجع المستوطنين المتطرفين «على ممارسة الإرهاب ضد الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم، ويعطيهم شعوراً إضافياً بالحصانة والحماية».

وطالبت الخارجية الفلسطينية «بتحرك دولي فاعل للجم إرهاب ميليشيات المستوطنين، ووضع حد لإفلاتهم المستمر من العقاب، وحماية شعبنا من تغول الاحتلال».

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، أنه قرر إنهاء استخدام الاعتقال الإداري بحق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة.

وقال كاتس في بيان إنه قرر «وقف استخدام مذكرات الاعتقال الإداري ضد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، في واقع تتعرض فيه المستوطنات اليهودية هناك لتهديدات إرهابية فلسطينية خطيرة، ويتم اتخاذ عقوبات دولية غير مبررة ضد المستوطنين».

وأضاف: «ليس من المناسب لدولة إسرائيل أن تتخذ خطوة خطيرة من هذا النوع ضد سكان المستوطنات»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».