القوات الإسرائيلية الخاصة تغتال 4 فلسطينيين في جنين من «المسافة صفر»

الفصائل تتوعد... والرئاسة تتهم إسرائيل بإفشال جهود التهدئة

الموقع الذي قُتل فيه فلسطينيون خلال مداهمة شنتها القوات الإسرائيلية في جنين (رويترز)
الموقع الذي قُتل فيه فلسطينيون خلال مداهمة شنتها القوات الإسرائيلية في جنين (رويترز)
TT

القوات الإسرائيلية الخاصة تغتال 4 فلسطينيين في جنين من «المسافة صفر»

الموقع الذي قُتل فيه فلسطينيون خلال مداهمة شنتها القوات الإسرائيلية في جنين (رويترز)
الموقع الذي قُتل فيه فلسطينيون خلال مداهمة شنتها القوات الإسرائيلية في جنين (رويترز)

اغتال الجيش الإسرائيلي 4 فلسطينيين في جنين شمال الضفة الغربية، في هجوم جديد على المدينة التي فقدت من أبنائها 35 شاباً برصاص الإسرائيليين منذ بداية العام الحالي، من مجمل 88 فلسطينياً في كل الضفة.
ونفذت قوة خاصة إسرائيلية هجوماً مباغتاً استهدف اغتيال نضال خازم (28 عاماً) ومجموعة من رفاقه، وقامت بقتلهم من مسافة «صفر»، بينما كانوا في شارع أبو بكر المزدحم بالمواطنين، وسط المدينة.
وأظهرت مقاطع مصورة مسلحين إسرائيليين بلباس مدني يطلقون النار على الشبان في الشارع، ويتأكدون من قتلهم برصاصات أخرى وهم ملقون على الأرض، في مشهد توقعت وسائل إعلام إسرائيلية أن يجلب عمليات انتقامية أكثر.
وأعلن مدير مستشفى جنين، وسام بكر، إن إسرائيل قتلت يوسف شريم (29 عاماً)، ونضال خازم (28 عاماً)، وعمر عوادين (16عاماً)، ولؤي الزغير (37 عاماً)، وأصابت نحو 20 آخرين.
وعملت القوات الخاصة الإسرائيلية على تنفيذ عملية اغتيال سريعة ثم الانسحاب من المدينة، لكن جموع الفلسطينيين اكتشفوا القوة وطاردوها وحاصروها في منطقة ضيقة، قبل أن يدفع الجيش الإسرائيلي بقوات معززة وسط إطلاق رصاص كثيف أدى إلى إصابات.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن العملية استهدفت نضال خازم المسؤول عن سلسلة عمليات إطلاق نار حين تم رصده خارج مخيم جنين، وهو ابن عم رعد خازم منفذ عملية ديزنغوف الشهيرة وسط إسرائيل قبل نحو العام، والتي أدت إلى مقتل إسرائيليين.
وجاء في بيان رسمي للجيش الإسرائيلي أنه «تم تحييد مطلوبين من كبار نشطاء «الجهاد الإسلامي» في جنين، بعد معلومات استخباراتية محددة. وكان المطلوبان، وهما نضال خازم ويوسف شريم، متورطين في سلسلة هجمات والتخطيط لأخرى وتصنيع المتفجرات والقنابل. وتم خلال العملية تحييد مشتبه ثالث حاول مهاجمة القوة المنفذة بمطرقة ثقيلة من الحديد».
وأضاف البيان: «تم مهاجمة القوة من قبل العشرات من الفلسطينيين، وتحقيق إصابات مباشرة أمام كل تهديد. سنواصل العمل بحزم لإحباط الإرهاب».
شريم الذي قال البيان إنه استهدف إلى جانب خازم هو أحد نشطاء حركة «حماس». وجاءت العملية قبل أيام من اجتماع خماسي يضم الفلسطينيين والإسرائيليين في شرم الشيخ قررت السلطة الفلسطينية حضوره بعد ضمانات أميركية بأن تنفذ إسرائيل مخرجات اجتماع العقبة السابق، وشمل تقليص عمليات الجيش في مناطق الضفة ووقف الاستيطان.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: «إن المجزرة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين، الخميس، تهدف إلى تفجير الأوضاع وجر المنطقة إلى مربع التوتر والعنف، وهي استمرار للعدوان الإسرائيلي على شعبنا».
وأضاف: «إن هذه الأعمال العدوانية الإسرائيلية المستمرة تؤكد أن إسرائيل غير معنية بتاتاً بتهدئة الأوضاع ومنع تفجرها، خلافاً لكل الجهود الدولية الساعية لمنع التصعيد في شهر رمضان الفضيل».
وحمل أبو ردينة إسرائيل وحدها «نتائج هذه السياسات العدوانية». وعد أن الإدانات لم تعد تكفي، والمطلوب هو «إجراءات عملية على الأرض من قبل الإدارة الأميركية توقف الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين».
وتركز إسرائيل على جنين باعتبارها «عاصمة المسلحين»، وتريد قتل واعتقال أكبر عدد ممكن منهم هناك، في محاولة لردع الحالة الموجودة وعدم تمددها إلى مناطق أخرى في الضفة، لكن الفصائل الفلسطينية تعهدت بأن ذلك سيكون له ثمن كبير.
واتهمت حركة «فتح» إسرائيل بتصدير أزماتها الداخلية، واستخدام كافة الأدوات العدوانيّة والإرهابيّة ضد الفلسطينيين. وقالت الحركة إن سياسة «جز العشب» التي يمارسها الاحتلال لن يكون مآلها إلا الفشل.
أما «الجهاد الإسلامي» التي فقدت المزيد من عناصرها، فتوعدت بردّ. وقال المتحدث باسم الحركة طارق عز الدين، إن «الاحتلال سيدفع ثمن هذه الجرائم». كما توعدت حركة «حماس» بأن عملية الاغتيال الجبانة «لن تمر دون عقاب».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

كابوس الإنذارات الكاذبة يرعب اللبنانيين ويدفعهم للشوارع

جندي بالجيش اللبناني يقف إلى جانب موقع استهداف إسرائيلي في شرق لبنان (أ.ف.ب)
جندي بالجيش اللبناني يقف إلى جانب موقع استهداف إسرائيلي في شرق لبنان (أ.ف.ب)
TT

كابوس الإنذارات الكاذبة يرعب اللبنانيين ويدفعهم للشوارع

جندي بالجيش اللبناني يقف إلى جانب موقع استهداف إسرائيلي في شرق لبنان (أ.ف.ب)
جندي بالجيش اللبناني يقف إلى جانب موقع استهداف إسرائيلي في شرق لبنان (أ.ف.ب)

لا يكفي اللبنانيين قلق الإنذارات التي تصدر عن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي لإخلاء أحياء ومبانٍ سكنيّة مدرجة ضمن «بنك الأهداف العسكرية»، سواء في الضاحية الجنوبية لبيروت أو في مدينتَي صور والنبطيّة وبلدات واسعة في الجنوب أو البقاع؛ بل باتوا ينامون على كابوس الإنذارات الكاذبة التي يتلقاها عشرات المواطنين عبر هواتفهم الجوالة أو الثابتة، في مناطق بعيدة عن النقاط الساخنة، وتعدّ آمنة أو أقلّ خطراً من غيرها.

وتلقّى عشرات اللبنانيين اتصالات خارجية ومجهولة المصدر، تطلب منهم إخلاء المباني التي يقيمون فيها، وآخرها ما ورد لسكان فندق في منطقة الروشة في بيروت، ومنازل في مناطق ذات غالبية مسيحية مثل بعبدا، ومار تقلا، ومار روكز، وبلدات أخرى في المتن (جبل لبنان)، ولم تستثنِ الاتصالات المشبوهة مكاتب في وزارة الدفاع اللبنانية وهواتف ضبّاط في الجيش اللبناني، تطلب من المتلقين إخلاء المكان فوراً؛ لأنه معرّض للاستهداف.

ووصف مصدر أمني هذا الكمّ من الاتصالات بأنه عبارة عن «هجمات مبرمجة تحصل بتوجيه من الإسرائيليين، وكلّها آتية من الخارج». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «التحقيقات التي أجرتها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، بيّنت أن الجهة المتصلة تقف خلفها أجهزة إسرائيلية تستخدم شركات اتصال دولية، وتمرر عبرها الرسائل من خلال منافذ أو ثغرات في شركة (أوجيرو) للاتصالات اللبنانية».

وقال المصدر: «تعاونّا مرات عدّة مع شركة (أوجيروا) ونجحنا في إقفال النوافذ والرموز التي استخدمها مرسلو الرسائل السابقة، لكنهم للأسف سرعان ما يلجأون إلى رموز أخرى لتمرير رسائل جديدة». وشدد المصدر الأمني على أن هذه المشكلة «لا يمكن حلّها بشكل نهائي». وأضاف: «صحيح أنها لا تشكل خطراً، لكنها بالتأكيد تثير الرعب والقلق والإرباك لدى الناس الذين يأخذونها على محمل الجدّ، ومن حق الناس عدم تجاهل مثل هذه التحذيرات، خصوصاً في حالة الحرب التي نعيشها».

لبناني يقود سيارته هرباً من غارة إسرائيلية استهدفت موقعاً في ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)

نَصّ الرسائل

ونشر عدد من المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نَصّ الرسائل التي وردت إليهم، وقال «محمد. ش»، إنه «تبلّغ من أقارب وأصدقاء له بأنهم تلقوا اتصالات تطالبهم بإخلاء المباني التي يقطنون فيها بمناطق في بيروت هي: رأس النبع، وبرج أبو حيدر، والبسطة والروشة (ذات غالبية سنيّة)، والأشرفية ذات الغالبية المسيحية». ولفت إلى أن المتصل طلب منهم النزوح إلى شمال نهر الليطاني، علماً أن بيروت أصلاً تقع شمال «الليطاني».

كما أفاد «مالك. أ» بورود اتصالات لأشخاص يعرفهم من سكان: صور، وصيدا، وبيروت، وبعلبك، والهرمل، في حين أعلن ناشطون أن عشرات الاتصالات والرسائل المماثلة تلقاها أشخاص في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في برج البراجنة وصبرا وشاتيلا (بيروت)، وتزامنت مع الغارات التي شنتها إسرائيل على الضاحية الجنوبية فجر الجمعة.

إنذارات مفتعلة

من جهته، اعتبر خبير الاتصالات عامر الطبش، أن هذه الإنذارات «مفتعلة ويقف وراءها الإسرائيليون، وهي تأتي من الخارج، وهو ما يصعّب مهمّة مواجهتها ومنعها من الدخول إلى الهواتف اللبنانية». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجهة التي تطلق هذه الإنذارات تختار شريحة من الأرقام وتربطها بالحاسوب مزودة بتسجيل صوتي ينذر الناس بالإخلاء الفوري». وعن سبب اختيار مناطق بعيدة عن المواجهة وذات غالبية مسيحية، وليس فيها أي وجود لـ«حزب الله» ومسؤوليه، يلفت الطبش إلى أنه «قد يكون أحد النازحين من الجنوب لجأ إلى منطقة من هذه المناطق، فيقوم الإسرائيلي بإرسال هذه التحذيرات ليتثبّت مما إذا كان الشخص لا يزال في الجنوب أو انتقل إلى منطقة أخرى».

بلبلة وذعر

وكانت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أوقفت عدداً من المواطنين الذين بعثوا برسائل تحذيرية لأشخاص محددين من أرقام مجهولة، وذلك على سبيل المزاح، وأسفرت هذه التوقيفات عن منع تكرارها نهائياً.

وشدد الطبش على أن «موجة الاتصالات المشار إليها بعيدة كلّ البعد عن الحالات التي قام بها مواطنون لبنانيون وجرى تعقبهم وكشف هوياتهم على الفور». وقال إن «الرسائل التي تقف خلفها جهات إسرائيلية متعددة الأهداف؛ أولها إثارة البلبلة والذعر لدى الناس، والثاني تأليب المجتمع المضيف ضدّ بعض النازحين وإرغامهم على ترك المنطقة ومغادرتها فوراً، خصوصاً ضدّ المواطنين الشيعة الموجودين في مناطق ذات غالبية سنية أو درزية أو مسيحية».

ولفت إلى أن «ما يثير القلق أن هذه الرسائل تتزامن مع تحليق طائرات (الدرون)، وكأن هناك شخصاً أو أشخاصاً مراقبين ومعرّضين للاستهداف»، مشيراً إلى أن «هذه الإنذارات لها أيضاً بُعدٌ عسكري، وهو تتبع الهدف المشكوك فيه، إلى حين التأكد منه إما عبر خروجه من المنزل وملاحقته، وإما من خلال خروج السكان وبقائه بمفرده في الداخل».