تحذير أميركي من تدهور «جودة» القوات الأوكرانية ونقص الذخائر

TT

تحذير أميركي من تدهور «جودة» القوات الأوكرانية ونقص الذخائر

حذر تقرير أميركي من أن تدهور جودة القوة العسكرية الأوكرانية، التي كانت تعتبر ميزة كبيرة على الجيش الروسي، ومخاوف من نقص الذخيرة، يلقيان بشكوك على إمكانية شن «هجوم الربيع المضاد»، ضد الهجوم الروسي المرتقب. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين وغربيين، قولهم إنه بعد عام من الخسائر، التي أدت إلى إخراج العديد من المقاتلين الأوكرانيين الأكثر خبرة من ساحة المعركة، بات العديد من المسؤولين الأوكرانيين يشككون في استعداد بلادهم لشن مثل هذا الهجوم. ولا يزال مقدار المساعدة العسكرية الغربية المتزايدة والتدريب الذي سيقلب التوازن في هجوم الربيع، غير مؤكد. ووصف أحد كبار المسؤولين الحكوميين الأوكرانيين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، عدد الدبابات التي وعد بها الغرب بأنه «رمزي». وأعرب آخرون بشكل خاص، عن تشاؤمهم من وصول الإمدادات الموعودة إلى ساحة المعركة في الوقت المناسب.
في المقابل، نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله، إن عدم قدرة أوكرانيا على تنفيذ هجوم مضاد مبالغ فيه. وقال إن الوضع في ساحة المعركة الآن قد لا يعكس الصورة الكاملة للقوات الأوكرانية؛ لأن كييف تدرب قواتها للهجوم المضاد المرتقب، بشكل منفصل، وتعمد إلى منعهم من المشاركة في القتال الحالي، بما في ذلك في الدفاع عن مدينة باخموت.
وقدر المسؤولون الأميركيون والأوروبيون أن ما يصل إلى 120 ألف جندي أوكراني قتلوا أو جرحوا منذ بدء الاجتياح الروسي أوائل العام الماضي، مقارنة بحوالي 200 ألف جندي روسي، علماً بأن تعداد الجيش الروسي أكبر بكثير، ويبلغ عدد سكان روسيا ثلاثة أضعاف عدد سكان أوكرانيا. ويضيف التقرير أنه بصرف النظر عن إحصاءات الخسائر، فقد أدى تدفق المجندين عديمي الخبرة لسد الخسائر، إلى تغيير صورة القوة الأوكرانية، التي تعاني أيضاً من نقص أساسي في الذخيرة، بما في ذلك قذائف المدفعية وقذائف الهاون، وفقاً لأفراد من الجيش الأوكراني في الميدان. ومن شأن هذه التحذيرات أن تؤجج الانتقادات للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، بأنهم انتظروا طويلاً، حتى تدهورت القوة الأوكرانية بالفعل، قبل تعميق برامج التدريب وتوفير مركبات قتالية مدرعة، بما في ذلك دبابات «برادلي» الأميركية و«ليوبارد» الألمانية. ورغم ذلك، قال أندري يرماك، رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني، إن حالة القوات الأوكرانية لا تقلل من تفاؤله بشأن هجوم مضاد. وقال: «لا أعتقد أننا استنفدنا إمكاناتنا». «أعتقد أنه في أي حرب، يأتي وقت يتعين عليك فيه إعداد أفراد جدد، وهو ما يحدث الآن».
وقد يكون الوضع بالنسبة لروسيا أسوأ. وخلال اجتماع لحلف الناتو، الشهر الماضي، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، إن 97 في المائة من الجيش الروسي منتشر بالفعل في أوكرانيا، وأن موسكو تعاني من «مستويات الاستنزاف في الحرب العالمية الأولى». ونقل التقرير عن عقيد في الجيش الأوكراني، أنه بعد عام من الحرب، لا يمكن التعرف على كتيبته البالغة 500 جندي، بعدما قتل منهم 100، وجرح 400. وأضاف: اليوم أحصل على 100 جندي، وأنا الجندي الوحيد المحترف بينهم. وتحدث العقيد الأوكراني عن النقص الحاد في الذخيرة، بما في ذلك نقص قذائف الهاون وقنابل لطائرات «إم كيه 19» الأميركية المسيرة. ومع معدلات استخدام الذخائر المرتفع، واجهت أوكرانيا نقصاً حاداً في قذائف المدفعية، وهو ما دفع واشنطن وحلفاءها إلى معالجته، حيث هيمنت المناقشات حول كيفية دعم المخزونات الأوكرانية على الاجتماعات اليومية بشأن الحرب في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض. ورغم ذلك لم تؤد تلك الجهود سوى إلى إبقاء أوكرانيا تقاتل.


مقالات ذات صلة

أميركا ودول أوروبية تندد بتوطيد العلاقات العسكرية بين موسكو وبيونغ يانغ

الولايات المتحدة​ ازدياد القلق من أيّ دعم سياسي أو عسكري أو اقتصادي قد تقدّمه روسيا لبرنامج التسلّح غير القانوني لكوريا الشمالية (إ.ب.أ)

أميركا ودول أوروبية تندد بتوطيد العلاقات العسكرية بين موسكو وبيونغ يانغ

حذّرت الولايات المتحدة وحلفاؤها من أن الدعم «المباشر» الذي تقدّمه كوريا الشمالية لروسيا في أوكرانيا يشكّل «توسّعاً خطراً» للنزاع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث خلال اجتماع موسع لمجلس وزارة الدفاع في موسكو الاثنين (أ.ب)

بوتين يحدد أولويات بلاده... مواصلة الحسم العسكري وتعزيز التحالفات في مواجهة أميركا

أوجز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، مجريات العام الحالي على خطوط المواجهة في أوكرانيا وعدّه «عاماً تاريخياً».

رائد جبر (موسكو)
أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.