غروندبرغ ينتهز الاتفاق السعودي ـ الإيراني لتحريك رواكد الأزمة اليمنية

تشديد حزبي على تفكيك الحوثيين ونزع سلاحهم لتحقيق السلام

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (يسار) يتحدث إلى المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن هانس غروندبرغ (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (يسار) يتحدث إلى المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن هانس غروندبرغ (إ.ب.أ)
TT

غروندبرغ ينتهز الاتفاق السعودي ـ الإيراني لتحريك رواكد الأزمة اليمنية

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (يسار) يتحدث إلى المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن هانس غروندبرغ (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (يسار) يتحدث إلى المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن هانس غروندبرغ (إ.ب.أ)

انتهز المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ إعلان الاتفاق السعودي - الإيراني ليقوم بزيارة إلى طهران؛ أملاً في تحريك رواكد الأزمة اليمنية وإنعاش السلام الذي شددت الأحزاب اليمنية على أنه لن يتحقق دون تفكيك الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران ونزع سلاحها وصولاً إلى استعادة التوافق الوطني.
وفي حين تأمل الأوساط اليمنية أن يشكل الاتفاق السعودي - الإيراني رافعة لتسريع التوصل إلى سلام دائم، أعلن غروندبرغ، أنه خلال زيارته إلى إيران التقى وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وكبير مساعديه علي أصغر خاجي، وعدداً من المسؤولين الإيرانيين.
وأوضح المبعوث الأممي في تغريد على «تويتر»، أنه ناقش مع المسؤولين الإيرانيين «التطورات في اليمن وأهمية الدعم الإقليمي لبدء عملية سياسية جامعة بقيادة يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة لإنهاء النزاع بشكل مستدام». وشدد غروندبرغ - بحسب ما أورده مكتبه - في اجتماعاته بطهران، على أن إنهاء النزاع في اليمن «مسألة مهمة من أجل تعزيز الأمن في المنطقة».
ومن المجدول أن يعقد مجلس الأمن جلسة الأربعاء بشأن تطورات الأوضاع في اليمن، حيث سيستمع الأعضاء إلى إحاطة جديدة من المبعوث غروندبرغ.
وترفض الميليشيات الحوثية منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تجديد الهدنة التي دامت ستة أشهر، وتوسيعها بحسب المقترحات الأممية؛ إذ تطرح شروطاً وُصفت من قِبل مجلس الأمن والأوساط الدولية بـ«المتطرفة»، بما في ذلك اشتراطها دفع رواتب مسلحيها من عائدات النفط المستخرج من المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية في حضرموت وشبوة ومأرب، وتقاسم العائدات.
في غضون ذلك، جددت الأحزاب اليمنية المؤيدة للحكومة والمناهضة للحوثيين دعمها موقف الحكومة المتمسك بالحوار وحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية والوسائل السلمية، ودعمها أي توجه جدي ومخلص يحمل نوايا حسنة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وذلك في معرض تعليقها على الاتفاق السعودي - الإيراني.
وأكد تحالف الأحزاب اليمنية، أن إحلال السلام الشامل والعادل «لا يمكن أن يكتمل ما لم يسهم التفاهم الذي بادرت فيه الصين بين السعودية وإيران بتفكيك الميليشيا الحوثية ونزع سلاحها؛ ليعود الأمن والاستقرار والحياة السياسية بأدواتها السلمية الآمنة». وقالت الأحزاب في بيان، إنها وفي ضوء المستجدات السياسية بالمنطقة «تنظر بأمل كبير للدور الصيني وما نتج منه من تفاهمات معلنة بين المملكة العربية السعودية وإيران، وأهمية هذا الدور في تجنيب المنطقة الصراع وعودة الأمن والسلام، على أساس من النوايا الصادقة».
وأعربت الأحزاب اليمنية عن أملها في أن ينعكس هذا الدور والتفاهم على الملف اليمني عبر «وقف سلوك إيران في دعم الميليشيا الحوثية والانتقال لمرحلة إحلال السلام بإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وفقاً للمرجعيات».
وشدد بيان الأحزاب اليمنية على «إنهاء كل مظاهر الملشنة وانتشار السلاح وعلى دعم مؤسسات الدولة وإيجاد الضمانات اللازمة لحماية أمن وسلامة الملاحة والطاقة الدولية، وعدم تدخل إيران في الشؤون الداخلية لليمن والدول الأخرى وإنهاء كل أدوات النفوذ والتوسع داخل المنطقة العربية».
وكانت الحكومة اليمنية أكدت، أن موقفها «يعتمد على أساس الأفعال والممارسات لا الأقوال، والادعاءات»، وقالت إنها «ستستمر في التعامل الحذر تجاه النظام الإيراني حتى ترى تغيراً حقيقياً في سلوكه، وسياساته التخريبية في اليمن والمنطقة».
على صعيد آخر، أفاد الإعلام الرسمي اليمني، بأن رئيس الحكومة معين عبد الملك استقبل (الثلاثاء) في العاصمة المؤقتة عدن، المنسق المقيم للأنشطة التنفيذية ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لدى اليمن ديفيد غريسلي.
وبحسب ما ذكرته وكالة «سبأ»، اطلع عبد الملك من المسؤول الأممي على توقيع الأمم المتحدة اتفاقية لتأمين شراء ناقلة نفط بديلة لتفريغ خزان «صافر» النفطي، وعلى الخطة الزمنية المتوقعة لبدء التنفيذ، حيث تصل الناقلة البديلة في أوائل مايو (أيار) المقبل.
وناقش رئيس الحكومة اليمنية مع غريسلي القضايا المتصلة بالوضع الإنساني والتعاون والتنسيق القائم مع الأمم المتحدة لتفعيل وزيادة العمل الإغاثي والتنموي، بخاصة في شبوة وتعز والمكلا، وتحديد المشاريع ذات الأولوية، إضافة إلى التسهيلات الحكومية المقدمة لتسهيل أداء شركاء العمل الإنساني في مختلف مناطق اليمن.
ونقل الإعلام الحكومي، أن عبد الملك «شدد على ضرورة البدء بتنفيذ خطة تفريغ خزان (صافر) النفطي دون تأخير، لتفادي الكارثة البيئية والإنسانية التي يشكلها الخزان في حال أي تسرب».
يشار إلى أن ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين بدأوا في جنيف السبت الماضي جولة سابعة من النقاش بخصوص الأسرى والمعتقلين؛ إذ تأمل الأوساط الإنسانية أن يتوصل الطرفان برعاية الأمم المتحدة إلى اتفاق لإطلاق جميع المحتجزين والأسرى على قاعدة «الكل مقابل الكل».
ورأى وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أن إنجاز تقدم حقيقي في ملف الأسرى والمختطفين على قاعدة «الكل مقابل الكل» التي نص عليها اتفاق استوكهولم، اختبار حقيقي لجدية ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران في المضي نحو التهدئة وإحلال السلام، وفق تعبيره.
واتهم الإرياني الميليشيات الحوثية بأنها «تواصل للعام الثامن على التوالي، اعتقال الآلاف من السياسيين والإعلاميين والصحافيين والمدنيين المناهضين لانقلابها، بعد أن اختطفتهم من منازلهم ومقار أعمالهم والشوارع ونقاط التفتيش، وأخفتهم قسرياً، ومارست بحقهم صنوف التعذيب النفسي والجسدي، رافضة إطلاقهم مقابل عناصرها الذين وقعوا أسرى في جبهات القتال».
وأوضح الوزير اليمني، أن الميليشيات استمرت في المماطلة واختلاق الذرائع والمبررات لإفشال جولات الحوار، وإعاقة أي تقدم في هذا الملف الإنساني، مطالباً المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بممارسة ضغوط حقيقية على الجماعة لإنجاز تبادل كامل للأسرى والمختطفين دون قيد أو شرط.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تندد بإحالة عدد من موظفيها المحتجزين على محكمة تابعة للحوثيين

العالم العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)

الأمم المتحدة تندد بإحالة عدد من موظفيها المحتجزين على محكمة تابعة للحوثيين

ندد الأمين العام للأمم المتحدة بإحالة المتمردين الحوثيين في اليمن على محكمتهم الخاصة عدداً من موظفي الأمم المتحدة الـ59 الذين يحتجزونهم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

نتنياهو ينفي التوصل إلى اتفاق في المحادثات مع سوريا

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الاتصالات واللقاءات مع الجانب السوري لم تصل إلى تفاهمات أو اتفاقات، في رد على تقرير نشرته «الشرق الأوسط».

كفاح زبون (رام الله)
شمال افريقيا الدبيبة وتكالة خلال فعاليات اليوم العالمي لمكافحة الفساد (مجلس الدولة)

تجدد التوتر الأمني في الزاوية الليبية وسط صمت «الوحدة»

دائماً ما تتجدد الاشتباكات في الزاوية الليبية بسبب تنافس الميليشيات المحلية على النفوذ وطرق تهريب الوقود والمهاجرين.

خالد محمود (القاهرة)
يوميات الشرق الكشري عبارة عن طبق شعبي واسع الانتشار في مصر من المعكرونة والأرز والعدس والبصل المقلي (بيكسلز)

البشت الخليجي والكشري المصري ضمن 68 ترشيحاً لقائمة اليونيسكو للتراث الثقافي

سينافس البشت الخليجي وطبق الكشري المصري والشعر الموسيقي اليمني ضمن 68 ترشيحاً تنتظر موافقة منظمة اليونيسكو لإضافتها لقائمة التراث الثقافي غير المادي.

«الشرق الأوسط» (باريس - نيودلهي)
شمال افريقيا عائلة سودانية تصل إلى معبر طينة الحدودي في شرق تشاد بعد هروبهم من معارك الفاشر (رويترز) play-circle

الأمم المتحدة: تقدم «الدعم السريع» في السودان قد يؤدي لنزوح جديد

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي إن تقدم «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية في السودان قد يؤدي إلى نزوح جماعي آخر عبر الحدود.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

الأمم المتحدة تندد بإحالة عدد من موظفيها المحتجزين على محكمة تابعة للحوثيين

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تندد بإحالة عدد من موظفيها المحتجزين على محكمة تابعة للحوثيين

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)

ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، بإحالة المتمردين الحوثيين في اليمن على محكمتهم الخاصة عدداً من موظفي الأمم المتحدة الـ59 الذين يحتجزونهم «تعسفياً».

وأفاد ستيفان دوجاريك، الناطق باسم غوتيريش، بأن الأمين العام «يدين إحالة سلطات الأمر الواقع الحوثية موظفين من الأمم المتحدة على محكمتهم الجنائية الخاصة»، مشيراً إلى أن هذه الإحالة تشمل عدداً لم يحدده من موظفي الأمم المتحدة المُحتجَز بعضهم منذ سنوات.

وأضاف: «ندعو سلطات الأمر الواقع إلى إلغاء هذه الإحالة والعمل بحسن نية للإفراج الفوري عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والسلك الدبلوماسي».

ونفذ الحوثيون المدعومون من إيران في السنوات الأخيرة موجات عدة من الاعتقالات، ولا يزالون يحتجزون 59 موظفاً من الأمم المتحدة، جميعهم من الجنسية اليمنية، وهم محرومون من أي تواصل مع العالم الخارجي.

وعلّل الحوثيون احتجاز هؤلاء بتهم تجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنّ الأمم المتحدة نفت الاتهامات مؤكدة عدم جواز ملاحقة موظفيها على أساس أنشطتهم الرسمية.

أما مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك فأشار في بيان إلى أن أحد زملائه أحيل على المحكمة الخاصة لدى الحوثيين بناء على «اتهامات كاذبة بالتجسس»، وقال: «هذا أمر غير مقبول على الإطلاق ويشكّل انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان»، مجدداً المطالبة بالإفراج الفوري عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى.

ودأب القضاء التابع للحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من اليمن، على استدعاء عاملين في منظمات غير حكومية وصحافيين ومعارضين.


ترحيب في مقديشو بنجم «تيك توك» صومالي رحّلته واشنطن

الصومالي مهاد محمود (أ.ف.ب)
الصومالي مهاد محمود (أ.ف.ب)
TT

ترحيب في مقديشو بنجم «تيك توك» صومالي رحّلته واشنطن

الصومالي مهاد محمود (أ.ف.ب)
الصومالي مهاد محمود (أ.ف.ب)

في 24 أكتوبر (تشرين الأول)، شنّ البيت الأبيض هجوماً على الصومالي مهاد محمود، واصفاً إياه بأنه «حثالة مجرم» واتهمه خطأ على ما يبدو بالمشاركة في اختطاف جاسوسين فرنسيين في مقديشو، لكنّ بلده استقبله كالأبطال بعد ترحيله من الولايات المتحدة.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، ذاك المنشور الذي ورد يومها على منصة «إكس» وأُرفِق بصورة لشخص ذي لحية قصيرة يرتدي قميصاً بنقشات مربعات، فاجأ مواطني محمود، إذ يُعَدّ في بلده الأصلي نجماً على وسائل التواصل الاجتماعي يحظى بشعبية واسعة، ويبلغ عدد متابعيه على «تيك توك» نحو 450 ألفاً.

تواجه الصومال منذ عام 2006 تمرداً تقوده حركة «الشباب» المتطرفة المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولا تزال الحرب مستمرة إلى اليوم على بعد 60 كيلومتراً من العاصمة مقديشو. في هذا الواقع، يركّز مهاد محمود على المناوشات الكلامية بين الفصائل الصومالية المتناحرة ويبدو بعيداً جداً عن أجواء المتمردين المتطرفين.

وأجرت وكالة الصحافة الفرنسية عملية تحَقُق من هذا الرجل الذي رُحِّل إلى الصومال في نوفمبر (تشرين الثاني)، وترى فيه مصادر أمنية صومالية وفرنسية ضحية جديدة لسياسة إدارة ترمب المتعلقة بالهجرة، لا ضالعاً في قضية هزّت فرنسا، ينفي أي دور له فيها.

ففي 14 يوليو (تموز) 2009، أقدمت مجموعة من المسلحين على خطف اثنين من عملاء مديرية الأمن الخارجي الفرنسية من «فندق صحافي العالمي» (Sahafi international) الذي كانا يقيمان فيه بمقديشو، وما لبث أحدهما ويُدعى مارك أوبريير أن تمكن من الهرب بعد شهر.

أما الآخر، وهو دوني أليكس، فتوفي بعد ثلاث سنوات ونصف سنة من الأسر، في يناير (كانون الثاني) 2013، وأكدت باريس أن خاطفيه أعدموه عندما كانت القوات الفرنسية تحاول تحريره.

«ليس صحيحاً»

وصف منشور البيت الأبيض مهاد محمود بأنه «حثالة مجرم خارج على القانون»، واتهمه بأنه «ضالع في اختطاف مسؤولين فرنسيين في فندق صحافي وقتل أحدهما من قِبل حركة الشباب».

وقال محمود في حديث مع وكالة الصحافة الفرنسية، السبت، إن هذا الاتهام «ليس صحيحاً»، موضحاً أنه كان يقيم بين عامَي 2008 و2021 في جنوب أفريقيا ولم يكن موجوداً في الصومال لدى حصول هذه الواقعات، مندداً باتهامات «تخدم الأجندة السياسية» للسلطات الأميركية.

ومع أن مهاد محمود لا يمتلك أي مستندات إدارية تثبت أقواله، أكد اثنان من أقربائه لوكالة الصحافة الفرنسية روايته.

وأظهرت وثيقة صادرة عن الشرطة الصومالية في 28 يونيو (حزيران) 2025 اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية أن سجلّه العدلي لا يتضمن أي سوابق.

كذلك رأى مصدران أمنيان صوماليان استصرحتهما وكالة الصحافة الفرنسية أن الاتهامات الأميركية تفتقر إلى الصدقية، وقال أحدهما: «ليس لدينا أي دليل على ارتباطه مباشرة» بالخطف، فيما توقع الآخر «أن تكون الولايات المتحدة تلقّت معلومات مغلوطة».

أما في فرنسا التي بقيت استخباراتها الخارجية تسعى طوال سنوات إلى العثور على المسؤولين عن خطف عميليها، فقد أكّد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية جازماً أن مهاد محمود ليس ضالعاً في ذلك.

وفي المنشور الذي تضمّن اتهامه، أشاد البيت الأبيض بـ«العمل البطولي» لإدارة الهجرة والجمارك الأميركية التي «سحبته» من شوارع مدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا (بشمال الولايات المتحدة)، حيث تعيش جالية صومالية كبيرة.

ودانت منظمات دولية عدة ارتكاب سلطات الهجرة الأميركية انتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان في إطار سياسة الترحيل الجماعي التي اتبعتها إدارة الرئيس دونالد ترمب.

«ضحية ظلم»

روى محمود أن رجالاً «ذوي وجوه مغطاة ويرتدون سترات واقية من الرصاص» طوقوه لدى خروجه من منزله واقترابه من سيارته في 27 مايو (أيار) الفائت و«وجهوا مسدساً» إلى رأسه وأوقفوه.

ورغم إقراره بأنه لم يتلقَ معاملة سيئة لدى توقيفه، ولا خلال أكثر من خمسة أشهر تلته من الاحتجاز، شكا محمود الموجود في الولايات المتحدة منذ عام 2022 «الظلم» الذي قضى على حلمه.

وقال محمود الذي عمل خصوصاً مع «أوبر» و«أمازون»: «ترمب مسؤول عما حدث لي (...) ولكن لست الوحيد. فقد طال ذلك ملايين الأشخاص من مختلف أنحاء العالم الذين يعيشون في الولايات المتحدة، سواء أكانوا صوماليين أم لا».

إلا أن الجالية الصومالية التي ينتمي إليها تبدو مستهدفة بالفعل.

فترمب أدلى بتصريحات لاذعة ضد الصوماليين، واعتبر أن «عصابات» منهم تُرهّب مينيسوتا. وقال في مطلع ديسمبر (كانون الأول): «لا أريدهم في بلدنا (...) وسنذهب في الاتجاه الخاطئ إذا استمررنا في قبول القمامة».

أما مهاد محمود الذي يؤكد «كرامة» شعبه و «أخلاقه»، فرُحِّل في نهاية المطاف إلى مقديشو، عبر كينيا، في بداية نوفمبر (تشرين الثاني)، مع سبعة صوماليين آخرين.

ومنذ عودته إلى بلده، راح نجم «تيك توك» ينشر مقاطع فيديو تُظهِر الترحيب به. وبلغت شعبيته ذروتها، إذ انضم نحو مائة ألف متابع إضافي إلى حسابه على «تيك توك»، وحظيَ أحد مقاطع الفيديو التي نشرها عليه بنحو مليونين ونصف مليون مشاهَدة.

وأكد مهاد محمود الذي لم يكن عاد إلى الصومال منذ مغادرته إياها إلى جنوب أفريقيا عام 2008، أنه «سعيد جداً» بهذا الاستقبال الذي ناله في بلده. لكنه لاحظ أنه «يعود في جزء كبير منه إلى أن الناس» يرونه «ضحية ظلم».


دعم سعودي شامل ومستدام للتعليم في اليمن

أحد المشاريع التعليمية التي يمولها «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» (الشرق الأوسط)
أحد المشاريع التعليمية التي يمولها «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» (الشرق الأوسط)
TT

دعم سعودي شامل ومستدام للتعليم في اليمن

أحد المشاريع التعليمية التي يمولها «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» (الشرق الأوسط)
أحد المشاريع التعليمية التي يمولها «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» (الشرق الأوسط)

انطلاقاً من إيمان السعودية بأن التعليم هو حجر الأساس في بناء الشعوب وصناعة التنمية، واصلت الرياض تقديم دعم واسع وشامل للقطاع التعليمي في اليمن، عبر «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن»، الذي نفّذ خلال السنوات الماضية سلسلة من المشاريع والمبادرات النوعية، أسهمت في تحسين بيئة التعليم وتعزيز قدرته على تلبية احتياجات الطلاب والكوادر الأكاديمية في مختلف المحافظات.

يأتي هذا الدعم، امتداداً لالتزام سعودي راسخ بدعم استقرار اليمن وتنميته، وإدراكاً للدور الحيوي الذي يؤديه التعليم في تعزيز رأس المال البشري ودفع عجلة التنمية الشاملة.

وبحسب بيانات رسمية، نفّذ البرنامج السعودي، 5 مشروعات ومبادرات تعليمية شملت التعليم العام والعالي، والتدريب الفني والمهني، موزّعة على 11 محافظة يمنية، ضمن جهود السعودية لدعم القطاعات الحيوية في اليمن.

في قطاع التعليم العام، ركّز البرنامج على بناء بيئة تعليمية حديثة وآمنة للطلاب، من خلال إنشاء وتجهيز أكثر من 30 مدرسة نموذجية في عدد من المحافظات. وتضمّ هذه المدارس فصولاً دراسية متطورة ومعامل حديثة للكيمياء والحاسب الآلي، بما يرفع مستوى جودة التعليم ويحفّز الطلاب على التعلم النشط واكتساب المهارات العلمية.

ولضمان استمرارية التعليم، قدّم البرنامج خدمات النقل المدرسي والجامعي عبر حافلات مخصّصة، ما أسهم في تخفيف أعباء التنقل عن آلاف الأسر وساعد في انتظام الطلاب والطالبات في الدراسة، خصوصاً في المناطق التي تعاني ضعف البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى المؤسسات التعليمية.

دعم الجامعات

على مستوى التعليم العالي، نفّذ البرنامج مشاريع نوعية لتحسين البنية التحتية للجامعات ورفع جودة البيئة الأكاديمية. فقد شمل دعمه جامعة عدن من خلال تجهيز 28 مختبراً حديثاً في كلية الصيدلة، تغطي تخصصات الكيمياء والتكنولوجيا الحيوية وعلم الأدوية، إلى جانب إنشاء مختبر بحث جنائي هو الأول من نوعه في اليمن، ما يشكّل إضافة مهمة للعمل الأكاديمي والبحثي.

كما يعمل البرنامج، على تجهيز كليات الطب والصيدلة والتمريض في جامعة تعز، لما يمثله ذلك من دور محوري في سد النقص الكبير في الكوادر الصحية وتعزيز قدرات القطاع الطبي في البلاد. ويتوقع أن تسهم هذه المشاريع في تطوير البحث العلمي ورفع مستوى التعليم الأكاديمي المتخصص.

وفي محافظة مأرب، أسهم البرنامج في معالجة التحديات التي تواجه جامعة إقليم سبأ، من خلال تنفيذ مشروع تطوير يشمل إنشاء مبنيين يضمان 16 قاعة دراسية، ومبنى إدارياً، وتأثيث مباني الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ما يسهم في استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة وتحسين جودة التعليم الجامعي.

التدريب المهني والتعليم الريفي

في مجال التدريب الفني والمهني، يعمل البرنامج السعودي على إنشاء وتجهيز المعهد الفني وكلية التربية في سقطرى، بقدرة استيعابية تشمل 38 قاعة دراسية ومعامل متخصصة للحاسوب والكيمياء، ما يساعد في توفير بيئة تعليمية ملائمة للطلبة والمتدربين.

كما دعم البرنامج، مشروعاً مشتركاً مع «مؤسسة العون للتنمية»، لتعزيز تعليم الفتيات في الريف، واختُتم بمنح 150 فتاة، شهادة دبلوم المعلمين، ما يسهم في رفع معدلات تعليم الفتيات وتشجيعهن على مواصلة التعليم العالي.

يُذكر، أن «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن»، نفّذ حتى الآن 268 مشروعاً ومبادرة في ثمانية قطاعات حيوية تشمل التعليم والصحة والطاقة والمياه والزراعة والنقل، ودعم قدرات الحكومة والبرامج التنموية، ما يجعل دوره من أهم المساهمات الإقليمية في دعم استقرار وتنمية اليمن.