الأسواق تعبر «الساعات العصيبة» لتجاوز «زلزال المصارف»

تراجع التكالب على الملاذات وسط ترقب بيانات التضخم الأميركية

سيدة تعبر أمام شاشة تعرض حركة الأسهم على مؤشر نيكي الياباني في العاصمة طوكيو (إ.ب.أ)
سيدة تعبر أمام شاشة تعرض حركة الأسهم على مؤشر نيكي الياباني في العاصمة طوكيو (إ.ب.أ)
TT

الأسواق تعبر «الساعات العصيبة» لتجاوز «زلزال المصارف»

سيدة تعبر أمام شاشة تعرض حركة الأسهم على مؤشر نيكي الياباني في العاصمة طوكيو (إ.ب.أ)
سيدة تعبر أمام شاشة تعرض حركة الأسهم على مؤشر نيكي الياباني في العاصمة طوكيو (إ.ب.أ)

بعد ساعات عصيبة لم تنجح فيها إجراءات الجهات الأميركية المسؤولة في بث الهدوء الوقتي إلى الأوساط الاقتصادية، بدأت الأسواق في التحسن رويداً مع انتصاف يوم الثلاثاء.
وكان من بين أبرز علامات التحسن، تراجع التكالب العنيف على الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الذهب. وتراجعت أسعار الذهب يوم الثلاثاء، منهية المكاسب الكبيرة التي سجلتها وسط أزمة البنوك الأميركية، فيما انتعش الدولار مع ترقب المتداولين لبيانات التضخم الأميركية التي يمكن أن تؤثر أيضاً على استراتيجية مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة.
وانخفضت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.5 بالمائة إلى 1903.20 دولار للأوقية (الأونصة)، بحلول الساعة 09:24 بتوقيت غرينيتش. كما تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5 بالمائة إلى 1906.90 دولار.
وكانت أسعار الذهب قفزت أكثر من 2 بالمائة في الجلستين السابقتين، وسط مساعي المستثمرين لحماية أنفسهم بعد انهيار بنك سيليكون فالي الذي أثار حالة من الفزع في السوق.
وصعد مؤشر الدولار 0.4 بالمائة، مما قلل جاذبية الذهب المسعر بالعملة الأميركية للمشترين حاملي العملات الأخرى.
ومع ذلك فإنه في ظل توقعات بتراجع وتيرة رفع أسعار الفائدة، تزيد جاذبية المعدن النفيس الذي لا يدر عائداً باعتباره وسيلة تحوط مناسبة لأجواء الضبابية الاقتصادية. ويتوقع المتعاملون الآن فرصة بنسبة 31.4 بالمائة لإبقاء الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة في النطاق الحالي. وينصب التركيز الآن على تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي، ويشير استطلاع أجرته «رويترز» إلى ارتفاع أسعار المستهلكين بوتيرة قوية في فبراير (شباط).
وتراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.8 بالمائة إلى 21.64 دولار. كما تراجع البلاتين 0.8 بالمائة إلى 987.95 دولار للأوقية، بعد أن سجل أعلى مستوى خلال شهر في الجلسة السابقة. كما انخفض البلاديوم 0.9 بالمائة إلى 1460.38 دولار.
وارتفع الدولار يوم الثلاثاء، وسط تعاملات هادئة بعد انخفاضه يوم الاثنين، على خلفية انهيار بنك سيليكون فالي. وانخفض اليورو في أحدث تعاملات 0.08 بالمائة إلى 1.072 دولار، مع ارتفاع العملة الأميركية. وسجل اليورو أعلى مستوى في شهر واحد عند 1.075 دولار يوم الاثنين، وارتفع 0.85 بالمائة خلال الجلسة.
وارتفع الدولار 0.61 بالمائة إلى 134.02 ين ياباني، ليعوض بعض خسائره التي بلغت 1.38 بالمائة يوم الاثنين. وتراجع الجنيه الإسترليني 0.28 بالمائة إلى 1.215 دولار، بعدما قفز 1.22 بالمائة يوم الاثنين.
وتسلل تحسن المعنويات الى أسواق الأسهم، فارتفع المؤشر الأوروبي يوم الثلاثاء، مدعوماً بصعود أسهم العقارات والتكنولوجيا الحساسة لأسعار الفائدة بعد عمليات بيع استمرت 3 أيام، في أعقاب انهيار بنك سيليكون فالي الذي تسبب في تخبط القطاع المصرفي على مستوى العالم.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1 بالمائة بحلول الساعة 08:13 بتوقيت غرينيتش، بعد أن تراجع 2.4 بالمائة في اليوم السابق في أسوأ موجة بيع هذا العام. وارتفع مؤشرا قطاعي العقارات والتكنولوجيا 1.1 بالمائة و0.4 بالمائة على التوالي، إذ أقبل المستثمرون على القطاعات التي تميل إلى الاستفادة من أسعار الفائدة المنخفضة. واستمرت عائدات السندات الأوروبية في الانخفاض على خلفية رهان المستثمرين على أن البنك المركزي الأوروبي سيخفف من تشديد السياسة النقدية.
لكن مؤشر أسهم البنوك الأوروبية هبط 1.1 بالمائة بعد أن سجل أكبر خسارة له منذ أكثر من عام يوم الاثنين. وانخفض سهم بنك كريدي سويس 1.3 بالمائة، كما تراجع سهم إتش.إس.بي.سي 1.8 بالمائة، ليواصل خسائره لليوم الرابع على التوالي.
واشترى إتش.إس.بي.سي وحدة بنك سيليكون فالي في بريطانيا يوم الاثنين، لينقذ الوحدة التي تعد مقرضاً رئيسياً للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا ببريطانيا.


مقالات ذات صلة

نشاطات محدودة بالأسواق وترقب لـ«الفيدرالي»

الاقتصاد نشاطات محدودة بالأسواق وترقب لـ«الفيدرالي»

نشاطات محدودة بالأسواق وترقب لـ«الفيدرالي»

وسط تعاملات محدودة نتيجة إجازات عيد العمال في كثير من الدول حول العالم، انخفضت أسعار الذهب يوم الاثنين متأثرة بارتفاع الدولار؛ إذ ينتظر المستثمرون بحذر قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بشأن رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وبحلول الساعة 0531 بتوقيت غرينتش، انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.5 في المائة إلى 1980.42 دولار للأوقية (الأونصة)، وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5 في المائة إلى 1989.10 دولار. وارتفع مؤشر الدولار 0.2 في المائة؛ مما جعل المعدن الأصفر المقوم بالدولار باهظ التكلفة للمشترين في الخارج.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نتائج الأعمال تدعم الأسواق في ختام أبريل

نتائج الأعمال تدعم الأسواق في ختام أبريل

ارتفعت الأسهم الأوروبية يوم الجمعة لتسير على درب المكاسب التي حققتها وول ستريت الليلة السابقة، مدعومة بنتائج قوية للشركات. وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3 في المائة، لكنه في طريقه لأول انخفاض أسبوعي له في ستة أسابيع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أصداء الأزمة المصرفية تزيد قلق أسواق العالم

أصداء الأزمة المصرفية تزيد قلق أسواق العالم

استقر الدولار والين، وكلاهما من أصول الملاذ الآمن، دون تغير يذكر يوم الأربعاء بعد ارتفاعهما الليلة السابقة مع تراجع الإقبال على المخاطرة، نتيجة لتجدد المخاوف حيال القطاع المصرفي والاقتصاد الأميركيين. وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام ست عملات رئيسية منافسة بنسبة 0.01 في المائة إلى 101.80 نقطة، بعدما زاد 0.5 في المائة الليلة السابقة. والمؤشر منخفض 0.76 في المائة هذا الشهر. وتراجعت أسهم بنك «فيرست ريبابليك» نحو 50 في المائة الثلاثاء بعدما أعلن البنك انخفاض ودائعه أكثر من 100 مليار دولار في الربع الأول؛ متأثرا بتراجع الثقة في القطاع المصرفي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد قلق الأسواق المالية يزداد مع اقتراب تخلف أميركا عن سداد ديونها

قلق الأسواق المالية يزداد مع اقتراب تخلف أميركا عن سداد ديونها

يزداد شعور الأسواق المالية بالقلق كلما تأخر حسم الخلاقات بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والجمهوريين في الكونغرس، حول رفع سقف الدين الأميركي، مع اقتراب موعد استحقاقات سندات الخزانة الأميركية يوليو (تموز) المقبل، وهو التوقيت الذي قد تتخلف فيه الولايات المتحدة عن سداد ديونها في ظل غياب توافق على إجراء تشريعي واتفاق بين الطرفين. يمارس الجانبان لعبة عض الأصابع انتظاراً لمن يصرخ أولاً ويتنازل، لكن تداعيات هذه اللعبة السياسية تقع على حاملي السندات الذين سيعجزون عن الحصول على أموالهم المستحقة في الوقت المحدد. وقد حذر بنك جيه بي مورغان من مخاطر حقيقية من التخلف عن سداد سندات الخزانة الأميركية.

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد الأسواق العالمية تترقب «مستقبل الفائدة»

الأسواق العالمية تترقب «مستقبل الفائدة»

تراجعت الأسهم الأوروبية الخميس بعد تباين نتائج عدد من الشركات المدرجة في بورصة وول ستريت، بينما كان المستثمرون يترقبون مزيدًا من البيانات الاقتصادية من منطقة اليورو ونتائج الشركات لتقييم قوة المنطقة. وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2 في المائة، وقادت أسهم المرافق وأسهم شركات السيارات المؤشر الرئيسي نحو التراجع بعد انخفاضهما 1.2 و2.1 في المائة على التوالي، لكن أسهم البنوك ارتفعت 1.0 في المائة مما حد من الخسائر. وفي آسيا، ارتفع المؤشر نيكي الياباني يوم الخميس معوضاً خسائره في اليوم السابق، إذ قفزت أسهم شركات التجزئة مدعومة بزيادة الزوار الأجانب، وتعافت أسهم شركات تصنيع أشباه الموصلات بعد انخفاض

«الشرق الأوسط» (لندن)

الصين تمدد الإعفاءات الجمركية على بعض المنتجات الأميركية حتى 2025

موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)
موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)
TT

الصين تمدد الإعفاءات الجمركية على بعض المنتجات الأميركية حتى 2025

موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)
موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)

قالت لجنة التعريفات الجمركية التابعة لمجلس الدولة الصيني، يوم الجمعة، إن بكين ستمدد إعفاءات التعريفات الجمركية على واردات بعض المنتجات الأميركية حتى 28 فبراير (شباط) 2025.

وأضافت اللجنة أن العناصر المدرجة، بما في ذلك خامات المعادن الأرضية النادرة والمطهرات الطبية وبطاريات النيكل والكادميوم وغيرها، ستظل معفاة من التعريفات الجمركية الإضافية المفروضة بوصفها إجراءات مضادة للإجراءات الأميركية بموجب المادة 301.

وفي شأن منفصل، قال البنك المركزي الصيني، يوم الجمعة، إنه نفّذ عمليات إعادة شراء عكسية مباشرة بقيمة 800 مليار يوان (110.59 مليار دولار) في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وقال بنك الشعب الصيني إن عمليات إعادة الشراء تهدف إلى الحفاظ على السيولة في النظام المصرفي عند مستوى مناسب. وكانت مدة عمليات إعادة الشراء في نوفمبر 3 أشهر. ومن جهة أخرى، قال بنك الشعب الصيني إنه اشترى سندات حكومية صافية بقيمة 200 مليار يوان في عمليات السوق المفتوحة في نوفمبر.

وفي الأسواق، ارتفعت الأسهم الصينية يوم الجمعة لتنهي الشهر على ارتفاع، مع توقع المستثمرين صدور بيانات إيجابية عن المصانع وتحفيزات أخرى من اجتماع السياسة المهم الشهر المقبل.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية مرتفعاً 1.14 في المائة، لينهي سلسلة خسائر استمرت أسبوعين على مدار الأسبوع، ويحقق مكاسب بنسبة 0.7 في المائة في نوفمبر. كما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب 0.93 في المائة.

وارتفع مؤشر قطاع الرقائق 2.38 في المائة، وأضاف قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية 0.95 في المائة، وارتفع مؤشر العقارات 0.75 في المائة.

وارتفعت أسهم هونغ كونغ أيضاً؛ حيث ارتفع مؤشر هانغ سنغ القياسي 0.29 في المائة. ومع ذلك، ولأنها أكثر حساسية لمشاعر المستثمرين الدوليين تجاه الصين، فقد سجلت الأسهم شهراً ثانياً من الخسائر وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي الوشيك ومخاطر التعريفات الجمركية.

وأظهر استطلاع أجرته «رويترز» أن نشاط المصانع في الصين ربما توسع بشكل متواضع للشهر الثاني على التوالي في نوفمبر مع تدفق التحفيز، على الرغم من أن التهديدات بفرض تعريفات تجارية أميركية جديدة خيمت على التوقعات.

ومن المتوقع أن يسجل مؤشر مديري المشتريات الرسمي المقرر صدوره يوم السبت، 50.2 نقطة، وهو أعلى من 50.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول) وفوق عتبة 50 نقطة التي تفصل النمو عن الانكماش في النشاط.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يشهد الركود العقاري طويل الأمد بعض التحسن؛ حيث من المقرر أن تنخفض أسعار المساكن بوتيرة أبطأ هذا العام وأن تستقر العام المقبل في عام 2026، وفقاً لاستطلاع منفصل أجرته «رويترز».

ويتطلع المستثمرون أيضاً إلى مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في ديسمبر (كانون الأول)، الذي قد يوفر المزيد من التفاصيل حول الميزانية المالية وحجم التحفيز للاستهلاك للعام المقبل، وفقاً لكيفن ليو، العضو المنتدب والاستراتيجي في «سي آي سي سي» للأبحاث، الذي أضاف أن الاجتماع سيركز على الأمد القريب، ومن المرجح أن يتقلب أداء السوق حول التوقعات.