هل يدفع الغلاء المصريين لتخفيف العادات الشرائية في رمضان؟

«مجلس الوزراء» أكد المتابعة المستمرة لتوفير السلع و«ضبط الأسواق»

مدبولي يتفقد سلع معرض «أهلاً رمضان» الرئيسي بالقاهرة... (الحكومة المصرية)
مدبولي يتفقد سلع معرض «أهلاً رمضان» الرئيسي بالقاهرة... (الحكومة المصرية)
TT

هل يدفع الغلاء المصريين لتخفيف العادات الشرائية في رمضان؟

مدبولي يتفقد سلع معرض «أهلاً رمضان» الرئيسي بالقاهرة... (الحكومة المصرية)
مدبولي يتفقد سلع معرض «أهلاً رمضان» الرئيسي بالقاهرة... (الحكومة المصرية)

أعدتْ ربة المنزل الستينية جيهان حسن قائمة باحتياجاتها من السلع الأساسية التي تكفيها خلال شهر الصيام، في عادة مصرية تُعرف بشراء «خزين رمضان»، وقصدتْ معرض «أهلا رمضان» الحكومي المجاور لمنزلها بمدينة منيا القمح في محافظة الشرقية (نحو 70 كم شمال شرقي القاهرة)، والذي لجأت إليه لأول مرة بعد أن سمعت من جاراتها أنه يتم فيه طرح السلع الأساسية والمواد الغذائية بأسعار تقل عن مثيلاتها المعروضة بالسوق.
ومع تجولها بين المنتجات، قامت بشراء المستلزمات الأساسية من زيت وسكر وسمن، فيما ابتعدت عن شراء ياميش رمضان (المكسرات والفواكه المجففة)، رغم تعودها على شراء كميات منها سنويا لنفسها ولابنتيها المتزوجتين. وعللت ذلك بقولها لـ«الشرق الأوسط»: «الياميش يمكننا الاستغناء عنه أمام ارتفاع أسعاره هذا العام، أما السلع الأساسية فبالطبع لا يمكنني التخلي عنها»، لافتة إلى أنها قررت تخفيض «خزينها» من اللحوم والدواجن مقارنة بكل عام بعد أن ارتفعت الأسعار.
وفي ظل غلاء الأسعار الذي تشهده البلاد؛ إثر تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية، وتراجع سعر صرف العملة المحلية، توسعت الحكومة المصرية في إقامة معارض «أهلا رمضان» بتخيفضات تتراوح من 20 إلى 40 في المائة على السلع، ما جعلها تشهد إقبالا كثيفا من جانب المواطنين.
وشهد مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، مساء اليوم (الثلاثاء)، افتتاح معرض «أهلا رمضان» الرئيسي بمحافظة القاهرة، المقام بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات بحي مدينة نصر (شرق العاصمة)، مؤكدا «حرص أجهزة الدولة على توفير مختلف السلع الضرورية للمواطنين بالكميات والأسعار المناسبة، إلى جانب استمرار التنسيق والتعاون في هذا الصدد مع مختلف الجهات والشركاء من مؤسسات القطاع الخاص، وكذا المتابعة الدورية لحركة الأسواق، ضماناً لتوافر هذه السلع».
وتفقد مدبولي عروض الأسعار المعلن عنها، تلبية لمتطلبات المواطنين في الحصول على مختلف احتياجاتهم بأسعار مناسبة، لافتاً إلى أنه تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي تم تبكير موعد افتتاح معارض «أهلاً رمضان»، على مستوى المحافظات المصرية، لتبدأ نشاطها منذ مطلع العام الحالي، لدورها في إتاحة السلع والمنتجات الضرورية للمواطنين بأسعار مناسبة، وإحداث المزيد من التوازن والاستقرار في حركة الأسواق.
ووجه رئيس مجلس الوزراء المصري خلال ترؤسه لاجتماع الحكومة اليوم، بـ«العمل على المتابعة المستمرة لتوفير السلع المختلفة، مع اقتراب شهر رمضان، والتنسيق المستمر مع المحافظين لتطبيق الآليات اللازمة لـ(ضبط الأسواق)».
وبلغ عدد معارض «أهلاً رمضان» على مستوى المحافظات المصرية حتى الآن 465 معرضاً، وهو «عدد غير مسبوق» وفق تأكيدات رئيس قطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين المصرية، عبد المنعم خليل، موضحاً أن «هناك 290 سيارة متنقلة تجوب المناطق الأكثر احتياجا في القرى والنجوع»، لافتاً في تصريحات اليوم إلى أن «السلاسل التجارية الخاصة تشارك عبر تخصيص أقسام بها تحت عنوان (أهلا رمضان) تُقدم نفس التخفيضات المطروحة في المعارض».
وقال أحمد عبد الجواد، مدرس، الذي يقطن في محافظة الجيزة، إنه مع «موجة الغلاء وارتفاع أسعار اللحوم، لجأ إلى منفذ بيع منتجات وزارة الزراعة بمنطقة الدقي لشراء احتياجات أسرته من اللحوم والدواجن الخاصة بـ(خزين رمضان)»، موضحاً أنه «اكتفى بكميات محدودة من الدواجن واللحوم». ولفت إلى قيام زوجته بالتوجه إلى معرض «أهلا رمضان»، المقام بشارع الملك فيصل بمحافظة الجيزة، لشراء السلع الأساسية من السكر والأرز والزيت.
بدورها، قالت الدكتورة هدى الملاح، مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، لـ«الشرق الأوسط»، إن «حالة الغلاء دفعت شرائح كبيرة من المصريين لمنع أو تخفيف بعض العادات الشرائية المرتبطة بشهر رمضان، وأول المنتجات هي (الياميش)، رغم أنها أكثر المنتجات الرمضانية التي يقبل عليها المصريون بكل طبقاتهم». وأضافت «ارتفاع الأسعار دفع المصريين لشراء السلع الرئيسية، وتوجيه ميزانيات إنفاقهم لشراء اللحوم والدواجن، التي يعتمدون عليها بشكل رئيسي في وجبات إفطارهم، مع تخفيف العادات الشرائية للمكملات والمشروبات الرمضانية». وترى الملاح أن «السوق تشهد حالة من عدم (ضبط الأسعار)، وتحتاج إلى تفعيل أدوات الرقابة على تداول السلع، بهدف حماية المواطنين من استغلال بعض التجار».
وتؤكد جيهان حسن أن «أسعار السلع في الأسواق ترتفع بشكل مستمر، خصوصا في ظل استغلال بعض التجار موجة الغلاء في تحقيق مكاسب كبيرة خلال الفترة الماضية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة

سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف شرق البلاد 31 أكتوبر (أ.ف.ب)
سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف شرق البلاد 31 أكتوبر (أ.ف.ب)
TT

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة

سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف شرق البلاد 31 أكتوبر (أ.ف.ب)
سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف شرق البلاد 31 أكتوبر (أ.ف.ب)

قُتل 5 أشخاص وأصيب آخرون بالرصاص في قرية في ولاية الجزيرة (وسط السودان) إثر هجوم شنّه عناصر من «قوات الدعم السريع» الأربعاء، ليضاف إلى 40 آخرين قُتلوا في بلدات أخرى بالولاية التي تشهد أعمال عنف منذ نحو شهر في وسط البلاد الذي دمّرته الحرب الدائرة منذ عام ونصف العام، على ما أفادت مصادر طبية ومحلية في الولاية، الأربعاء.

ولليوم الثاني على التوالي، عاود عناصر من «قوات الدعم السريع» الهجوم على قرية «التكينة» (وسط الجزيرة)، مستخدمة بعض الأسلحة الثقيلة، مخلّفة 5 قتلى، كما نفذ الطيران الحربي للجيش ضربات جوية لوقف تقدمها من اقتحام المنطقة. وفي وقت سابق، حذَّر كيان «مؤتمر الجزيرة» الذي يرصد انتهاكات الحرب، من وقوع مجزرة وشيكة تخطط لها «قوات الدعم السريع» تستهدف أهالي المنطقة، التي تحتضن أعداداً كبيرة من النازحين الفارين من القرى المجاورة. وقال سكان في التكينة إن المسلحين من أبناء المنطقة تصدُّوا للقوة التي حاولت التوغل من جهة الحي الغربي.

«الدعم»: مؤامرة لخلق مواجهة مع المدنيين

بدورها، قالت «قوات الدعم السريع»، إنها ترصد أبعاد مؤامرة يقودها عناصر من النظام السابق (الحركة الإسلامية) وما تسميه «ميليشيات البرهان» تقوم بحشد المواطنين وتسليحهم في ولاية الجزيرة بهدف «خلق مواجهة بين قواتنا والمدنيين». وأضافت في بيان باسم المتحدث الرسمي، الفاتح قرشي، أن هناك فيديوهات موثقة على وسائل التواصل الاجتماعي تكشف عن وجود «مخطط لتسليح المواطنين في قرى الجزيرة وتظهر الفلول (عناصر النظام السابق) وبعض المخدوعين من قرية التكينة وقرى أخرى، يتوعدون بمهاجمة قواتنا».

عائلة نازحة بعد مغادرتها منزلها في جزيرة توتي في الخرطوم 10 نوفمبر 2024 (رويترز)

وناشدت أهالي القرى النأي بأنفسهم عن «مخطط الفلول ومحاولات الزج بالمواطنين في القتال باسم المقاومة الشعبية»، مؤكدة أنها لن تتهاون في التعامل بحزم مع المسلحين و«كتائب فلول الحركة الإسلامية».

في هذا السياق، أكد طبيب في مستشفى ود رواح إلى الشمال من قرية ود عشيب التي تعرضت للهجوم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» مقتل 40، مشيراً إلى أن «القتلى الأربعين أصيبوا إصابة مباشرة بالرصاص». وطلب الطبيب عدم الكشف عن هويته خوفاً على سلامته بعد تعرّض الفرق الطبية لهجمات. وقال شهود في قرية ود عشيب إن «قوات الدعم السريع» التي تخوض حرباً مع الجيش السوداني منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023، شنَّت هجومها مساء الثلاثاء على القرية الواقعة على بعد 100 كلم شمال عاصمة الولاية ود مدني. وقال شاهد في اتصال هاتفي مع الوكالة إن «الهجوم استُؤنف صباح» الأربعاء، موضحاً أن المهاجمين يرتكبون «أعمال نهب».

الأمم المتحدة قلقة

ويندرج الهجوم الأخير في سلسلة هجمات نفذتها «قوات الدعم السريع» خلال الشهر الماضي على قرى بولاية الجزيرة، في أعقاب انشقاق قائد كبير فيها انضم إلى الجيش في أكتوبر (تشرين الأول).

مشهد للدمار في أحد شوارع أم درمان القديمة نتيجة الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» (رويترز)

ومنذ ذلك التاريخ، وثَّقت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 340 ألف شخص من سكان الولاية وهي منطقة زراعية رئيسة كانت تُعدّ سلة الخبز في السودان. وحذَّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الجمعة، من أن اندلاع أعمال العنف هناك «يعرّض حياة عشرات الآلاف من الأشخاص للخطر».

وتعرَّضت قرى شرق محافظة الجزيرة لحصار كامل في الأسابيع الأخيرة؛ مما تسبب بكارثة إنسانية فيها، بحسب الأمم المتحدة وشهود عيان وجماعات حقوقية. وفي قرية الهلالية، لم يعد بإمكان السكان الحصول على الضروريات الأساسية وأُصيب العشرات منهم بالمرض. ويصل الكثير من النازحين إلى الولايات المجاورة بعد «السير لأيام عدة... وليس عليهم سوى الملابس التي يرتدونها»، وفق ما قال دوجاريك، الجمعة. وحتى في المناطق التي نجت من القتال، يواجه مئات الآلاف من النازحين الأوبئة، بما في ذلك الكوليرا والمجاعة الوشيكة، في غياب المأوى الملائم أو وسائل الرعاية. وقال دوجاريك: «إنهم مضطرون إلى النوم في العراء، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى».

80 % من المرافق الصحية مغلقة

وتقدّر الأمم المتحدة ومسؤولون صحيون أن النزاع تسبب بإغلاق 80 في المائة من المرافق الصحية في المناطق المتضررة. وتقول الأمم المتحدة إن السودان يواجه حالياً واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة، حيث يعاني 26 مليون شخص الجوع الحاد.

من جهة ثانية، شنَّ الطيران الحربي للجيش السوداني سلسلة من الغارات الجوية على مواقع «الدعم السريع» شرق مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وفقاً لمصادر محلية. وعاد الهدوء النسبي، الأربعاء، إلى الفاشر التي تشهد منذ أسابيع مستمرة معارك ضارية بعد توغل «قوات الدعم السريع» إلى وسط الفاشر.

مشروع توطين ألماني

من جهة ثانية، قالت وزيرة التنمية الألمانية، سفينيا شولتسه، خلال زيارتها لتشاد، الأربعاء، إن برلين تعتزم دعم مشروع يهدف إلى دمج اللاجئين السودانيين في تشاد. وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة، تعتزم حكومة تشاد تخصيص 100 ألف هكتار من الأراضي مجاناً، ليتم منح نصفها لأسر اللاجئين والنصف الآخر للأسر المعوزة في المجتمعات المضيفة. ومن المقرر أن يتم تخصيص هكتار واحد لكل أسرة.

صورة جوية لملاجئ مؤقتة للسودانيين الذين فرّوا من الصراع بدارفور بأدري في تشاد (رويترز)

ومن المقرر أن يقدم برنامج الأغذية العالمي الدعم لهذه الأسر؛ لجعل الأراضي صالحة للاستخدام. وقالت شولتسه، خلال زيارتها لمعبر أدري الحدودي شرق تشاد: «للأسف، علينا أن نفترض أن العودة إلى السودان لن تكون ممكنة لمعظم اللاجئين في المستقبل المنظور». وأضافت شولتسه أن المساعدات الإنسانية ليست حلاً دائماً. وقالت: «لهذا السبب يُعدّ هذا النهج، الذي يمنح اللاجئين والمجتمعات المضيفة الأراضي ويجعلها صالحة للاستخدام مجدداً كالحقول والمراعي، خطوة رائدة، حيث إن الذين يمتلكون أراضي خصبة يمكنهم توفير احتياجاتهم بأنفسهم». وقالت مديرة منظمة «وورلد فيجن ألمانيا»، جانين ليتماير، إن نحو 250 ألف لاجئ يعيشون حالياً ظروفاً صعبة، بمساكن مؤقتة بدائية في منطقة أدري وحدها. وأضافت ليتماير أن الأشخاص في كثير من الحالات يعيشون تحت أغطية من القماش المشمع المشدود على جذوع الأشجار أو الأعمدة.