صالح ينتقد باتيلي... ويلوّح بـ«خريطة طريق» جديدة

جهود محلية تمنع نشوب اشتباكات جديدة بطرابلس

المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي ملتقياً وفداً من قبيلة الكراغلة (المجلس الرئاسي)
المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي ملتقياً وفداً من قبيلة الكراغلة (المجلس الرئاسي)
TT

صالح ينتقد باتيلي... ويلوّح بـ«خريطة طريق» جديدة

المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي ملتقياً وفداً من قبيلة الكراغلة (المجلس الرئاسي)
المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي ملتقياً وفداً من قبيلة الكراغلة (المجلس الرئاسي)

لوح عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، الذي بدأ زيارة إلى الأردن، بـ«خريطة طريق» جديدة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، رداً على مقترح المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، في وقت كادت أن تتجدد أعمال الاقتتال بين ميليشيات مسلحة تابعة لحكومة «الوحدة» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وأضاف صالح في تصريحات تلفزيونية مساء (الاثنين)، أنه «في حال تعذر التوافق مع (مجلس الدولة) بشأن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة»؛ ما يعيد المخاوف بشأن إمكانية فشل المبادرة الأممية واستمرار المرحلة الانتقالية.
وأعلن صالح، أنه سيتم تشكيل اللجنة المشتركة لمجلسي النواب و«الدولة» (6+6) المعنية باستكمال بحث قوانين الانتخابات الليبية، في غضون شهر، لافتاً إلى أنه في «حال عدم قيامها بمهامها، فالقوانين الانتخابية السابقة ستظلّ سارية».
وقال: إن الأساس الدستوري والقانوني للانتخابات سيكتمل في شهر يونيو (حزيران) المقبل، ليبدأ دور الحكومة والمفوضية للتنفيذ.
ورفض تحميل مجلس النواب مسؤولية تأخر الانتخابات، التي أرجعها إلى عدم استعداد مفوضية الانتخابات، وعدم وجود حكومة موحدة محايدة تشرف عليها في أنحاء البلاد. وشدد على أن المجلس أدى واجباته التشريعية كاملة، بإصدار التعديل الدستوري الـ13، باعتباره القاعدة الدستورية للانتخابات المؤجلة.
واتهم صالح المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، الذي قال: إنه «ليس حاكماً لليبيا، ولا أحرص على الليبيين من أنفسهم، بتجاوز صلاحياته» عندما وصف مجلس النواب بأنه من الأجسام المنتهية الولاية، خلال مؤتمره الصحافي مؤخراً بطرابلس. كما انتقد عدم اطلاع باتيلي على الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي.
وكان المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» المتمركز في شرق البلاد، الذي التقى باتيلي، بمقره في مدينة بنغازي، مساء (الإثنين) قال إن الأخير أطلعه على خطة البعثة الأممية، في المرحلة المقبلة والتي ستقود لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لافتاً إلى أنه تم التأكيد على أهمية دعم جهود مجلسي النواب و«الدولة» لاستكمال القاعدة الدستورية.
بدوره، قال باتيلي إنه شرح لحفتر مبادراته الرامية إلى الجمع بين القادة الليبيين، بمن في ذلك رئيسا المجلسين؛ من أجل إيجاد مخرج من المأزق السياسي الذي طال أمده، ونقل عن حفتر إعرابه عن دعمه المستمر لجهوده في العملية السياسية، وللعمل المهم الذي تقوم به اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، من أجل توفير بيئة أمنية مواتية.
في شأن آخر، وطبقاً لمصادر محلية، فقد نجح عبد الغني الككلي، رئيس «جهاز دعم الاستقرار» التابع لحكومة «الوحدة» والمقرب من رئيسها الدبيبة، في منع نشوب معركة بين ميليشيا العقيد محمد الخوجة، آمر جهاز الهجرة غير المشروعة، والميليشيات المسلحة التابعة لعماد الطرابلسي وزير الداخلية المكلف بحكومة الدبيبة، بسبب سحب الأخير صلاحيات من الخوجة ومنحها لمحمد المرحاني آمر جهاز حرس الحدود التابع للحكومة أيضاً.
ورصدت وسائل إعلام محلية وشهود عيان، تحركاً مثيراً للجدل، لأرتال تابعة للخوجة في اتجاه مقر وزارة الداخلية بطريق المطار في العاصمة طرابلس مساء (الاثنين)، في حين أوعز الطرابلسي إلى قوات الأمن العام بإغلاق الطريق، تحسباً لهجوم كان وشيكاً.
وازدادت حدة التوتر الأمني والعسكري في المدينة، على وقع تحشيدات متبادلة للطرفين، قبل الإعلان عن نجاح وساطة الككلي، الذي أقنع الخوجة بحسب عناصره وعدم الاقتراب من مقر وزارة الداخلية.
وطبقاً لبيان مقتضب، نشرته وزارة الداخلية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، فقد أظهرت مجموعة صور مرفقة بالبيان، خروج الطرابلسي من مكتبه بمقر الوزارة بطريق المطار، عقب انتهاء اجتماعه مع عدد من القيادات الأمنية.
لكن البيان، الذي حظي بسخرية الناشطين والمواطنين على حد سواء، لم يكشف تفاصيل الاجتماع أو أسماء قيادات وزارة الداخلية المشاركة فيه إلى جانب الطرابلسي، الذي يتولى منصبه منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي فقط.
وامتنعت حكومة الدبيبة عن توضيح ملابسات ما حدث، كما رفض الناطق باسمها، محمد حمودة، الرد على اتصالات بالخصوص، لكن مصادر غير رسمية، أرجعت الخلافات بين الطرابلسي والخوجة، إلى استياء الأخير من قرار أصدره الطرابلسي، ويقضي بسحب بعض اختصاصات جهاز الهجرة غير المشروعة، لصالح جهاز حرس الحدود المنشأ حديثاً، برئاسة المرحاني.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.