عجز ميزان المعاملات الجارية التركي يقفز في يناير

عائدات السياحة تقفز بنسبة 59% بداية العام

بائع أحذية يتحدث مع الزبائن في ممر تجاري بإسطنبول (أ.ب)
بائع أحذية يتحدث مع الزبائن في ممر تجاري بإسطنبول (أ.ب)
TT

عجز ميزان المعاملات الجارية التركي يقفز في يناير

بائع أحذية يتحدث مع الزبائن في ممر تجاري بإسطنبول (أ.ب)
بائع أحذية يتحدث مع الزبائن في ممر تجاري بإسطنبول (أ.ب)

واصل عجز الحساب الجاري في تركيا صعوده ليلامس حدود الـ10 مليارات دولار، بينما ارتفعت عائدات السياحة بنسبة 59 في المائة، وسط مؤشرات على تراجع النمو على خلفية كارثة زلزالي 6 فبراير (شباط) الماضي.
وقال البنك المركزي التركي، في بيان الاثنين، إن عجز الحساب الجاري في يناير (كانون الثاني) الماضي بلغ 9 مليارات و849 مليون دولار، ليسجل أعلى مستوى في 4 عقود مدفوعاً بارتفاع فاتورة الطاقة وواردات الذهب.
وبحسب سجلات البنك المركزي، فإن هذا هو أعلى عجز شهري منذ 1984، وهو أول عام تتوفر له مثل هذه البيانات.
وكشفت البيانات أن عجز الميزان التجاري التركي، وهو مكون رئيسي للمعاملات الجارية، ارتفع 38 في المائة في يناير إلى 14.24 مليار دولار. ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى الزيادة الحادة في واردات الذهب وارتفاع تكاليف واردات الطاقة. وشهد ميزان المعاملات الجارية عجزاً قدره 6.89 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
وباستثناء الذهب والطاقة، سجل ميزان المعاملات الجارية فائضاً قدره 2.6 مليار دولار في يناير، مقارنة بفائض 1.7 مليار دولار في الشهر نفسه من العام الماضي.
في الأثناء، أظهرت بيانات البنك المركزي، ارتفاع إنفاق السياح الأجانب في تركيا بنسبة 43 في المائة في يناير الماضي، ليصل إلى 2.87 مليار دولار، مقارنة بشهر يناير عام 2022، وبنسبة 263 في المائة مقارنة بشهر يناير عام 2021.
وأوضحت البيانات أن إنفاق الأجانب، المصنف بأنه ائتمان السفر، شكل 43 في المائة من ميزان الخدمات للحساب الجاري في يناير الماضي، ارتفاعاً من 39 في المائة و29 في المائة في الشهر نفسه لعامي 2021 و2022 على التوالي.
واحتل السفر 11 في المائة من إجمالي صادرات السلع والخدمات. وارتفع حجم الإنفاق ببطاقات السفر مسبوقة الدفع بنسبة 116 في المائة ليصل إلى 417 مليون دولار في يناير الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من عام 2022، وبنسبة 607 في المائة عن الشهر نفسه في عام 2021.
وأظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي ارتفاع عدد السياح بنسبة 59 في المائة في يناير الماضي ليصل إلى 3.24 مليون سائح، مقارنة بشهر يناير 2022.
كان «المركزي» التركي قد أشار من قبل إلى أن المؤشرات كانت تظهر قبل كارثة الزلزال أن الطلب المحلي سيكون أكثر نشاطاً من الطلب الخارجي في الربع الأول من 2023، وكان اتجاه النمو في تصاعد.
وقال البنك، في تقرير الشهر الماضي، إنه يتم تقييم تأثيرات الزلزال على الإنتاج والاستهلاك والعمالة والتوقعات بشكل شامل، موضحاً أنه رغم أنه من المتوقع أن يؤثر الزلزال على النشاط الاقتصادي في المدى القريب، فإنه من المتوقع ألا يكون له تأثير دائم على أداء الاقتصاد التركي على المدى المتوسط.


مقالات ذات صلة

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

شؤون إقليمية «المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

قال محافظ «البنك المركزي التركي»، شهاب قافجي أوغلو، أمس (الخميس)، إن المؤسسة أبقت على توقعاتها للتضخم عند 22.3 في المائة لعام 2023، وهو ما يقل عن نصف النسبة بحسب توقعات السوق، رغم انخفاض التضخم بمعدل أبطأ مما كان البنك يتوقعه. وأثارت التخفيضات غير التقليدية في أسعار الفائدة التي طبقها الرئيس رجب طيب إردوغان أزمة عملة في أواخر عام 2021، ليصل التضخم إلى أعلى مستوى له في 24 عاماً، عند 85.51 في المائة، العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفض معدل التضخّم في تركيا مجدداً في أبريل (نيسان) للشهر السادس على التوالي ليصل الى 43,68% خلال سنة، قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في البلاد.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

تراجعت الليرة التركيّة إلى أدنى مستوى لها، مقابل الدولار، أمس الثلاثاء، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن نتائج الانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة، في منتصف مايو (أيار)، والتي قد تؤدّي إلى أوّل تغيير سياسي منذ عشرين عاماً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وتراجعت العملة إلى 19.5996 ليرة للدولار الواحد، وهو أمر غير مسبوق، منذ اعتماد الليرة الجديدة في يناير (كانون الثاني) 2005. منذ الانخفاض المتسارع لقيمة العملة التركيّة في نهاية 2021، اتّخذت الحكومة تدابير لدعمها، على أثر تراجعها جرّاء التضخّم وخروج رؤوس الأموال. وقال مايك هاريس؛ من شركة «كريبستون ستراتيجيك ماكرو» الاستشاريّة، إنّ «ذلك قد فشل»، فع

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
العالم كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

بينما أطلق مرشح المعارضة لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو برنامج الـ100 يوم الأولى بعد توليه الحكم عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار) المقبل، أكد الرئيس رجب طيب إردوغان ثقته في الفوز بالرئاسة مجددا من الجولة الأولى، معتبرا أن الانتخابات ستكون رسالة للغرب «المتربص» بتركيا. وتضمن البرنامج، الذي نشره كليتشدار أوغلو في كتيب صدر اليوم (الخميس) بعنوان: «ما سنفعله في أول 100 يوم من الحكم»، أولويات مهامه التي لخصها في تلبية احتياجات منكوبي زلزالي 6 فبراير (شباط)، وتحسين أوضاع الموظفين والمزارعين وأصحاب المتاجر والشباب والنساء والمتقاعدين والأسر، متعهداً بإطلاق حرب ضد الفساد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

إيران تحذر إسرائيل وتقول إنها تسعى لتوسيع علاقاتها مع روسيا

العلم الإيراني (الشرق الأوسط)
العلم الإيراني (الشرق الأوسط)
TT

إيران تحذر إسرائيل وتقول إنها تسعى لتوسيع علاقاتها مع روسيا

العلم الإيراني (الشرق الأوسط)
العلم الإيراني (الشرق الأوسط)

أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، اليوم (السبت)، أن طهران تسلمت رسائل من وسطاء، لكنها لم تكشف عن فحوى هذه الرسائل.

ونقلت قناة تلفزيون «العالم» عن مهاجراني قولها إن طهران تسعى لتنمية علاقاتها وتوسيعها مع روسيا ومع دول الخليج، مشيرة إلى أن بلادها تتعاون مع روسيا في مجال الطاقة النووية.

وقالت مهاجراني: «نقيم مع الصين وروسيا علاقات واسعة لكونهما بلدين عضوين في مجموعة (بريكس)»

وتابعت: «نحن بصدد تنمية علاقاتنا وتوسيعها مع دول الخليج... نرحّب بتنمية علاقاتنا بكل بلدان المنطقة شرط الفهم والإدراك المتبادلين واحترام الظروف المحيطة».

وحذرت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية من تكرار الهجمات الإسرائيلية على بلادها، وقالت: «إذا تكرر الخطأ، فإن العدو سيتلقى رداً أقسى وأشد من الردّ الماضي. لا نعير أي أحد اعتباراً في الدفاع عن حياة أبناء شعبنا ووحدة أراضينا وسيادتنا الوطنية».

وأضافت أن من الطبيعي أن تعزز إيران قدراتها الصاروخية حتى تستطيع التصدي لأي عدوان.

وأكدت متحدثة الحكومة الإيرانية أن بلادها تتعاون حالياً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي، ووفق متطلبات المصلحة الوطنية، واستناداً إلى القوانين السارية في البلاد.


وزير خارجية إسرائيل: إيران تتصرف كدولة قراصنة

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (أ.ف.ب)
TT

وزير خارجية إسرائيل: إيران تتصرف كدولة قراصنة

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم السبت، إن إيران تتصرف كدولة قراصنة وترهب الممرات البحرية باعترافها باختطاف سفينة تحمل علم جزر مارشال.

وأضاف ساعر، في منشور على «إكس»: «اعترفت إيران علناً باختطاف سفينة ترفع علم جزر مارشال. ومثلما يفعل الحوثيون، تتصرف إيران كدولة قراصنة وتُرهب الممرات البحرية».

وتابع أن «إيران لا تُشكل تهديداً للشرق الأوسط فحسب، بل للسلام العالمي والتجارة العالمية أيضاً. أدعو العالم الحر إلى إعلان (الحرس الثوري) الإيراني منظمة إرهابية فوراً».

كان «الحرس الثوري» الإيراني قد ذكر، في وقت سابق من اليوم، أنه احتجز ناقلة نفط تحمل علم جزر مارشال كانت تنقل 30 ألف طن من البتروكيماويات إلى سنغافورة.

وقالت مصادر مطلعة إن الناقلة كانت تبحر في المحيط الهندي قبالة سواحل الإمارات في طريقها إلى سنغافورة محملة بشحنة من زيت الغاز العالي الكبريت.


طهران تحذر من مشروع قرار أميركي - أوروبي في «الوكالة الذرية»

الرئيس الإيراني يستمع إلى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أثناء زيارته «معرض الإنجازات النووية» في 9 أبريل 2025 (الرئاسة الإيرانية - أ.ب)
الرئيس الإيراني يستمع إلى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أثناء زيارته «معرض الإنجازات النووية» في 9 أبريل 2025 (الرئاسة الإيرانية - أ.ب)
TT

طهران تحذر من مشروع قرار أميركي - أوروبي في «الوكالة الذرية»

الرئيس الإيراني يستمع إلى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أثناء زيارته «معرض الإنجازات النووية» في 9 أبريل 2025 (الرئاسة الإيرانية - أ.ب)
الرئيس الإيراني يستمع إلى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أثناء زيارته «معرض الإنجازات النووية» في 9 أبريل 2025 (الرئاسة الإيرانية - أ.ب)

حذرت طهران من «تحركات» للولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث عبر تقديم مشروع قرار جديد إلى مجلس المحافظين، التابع للوكالة الأممية.

ودعت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» إيران، يوم الأربعاء، للسماح لها بالتحقق «في أقرب وقت ممكن» من مخزوناتها من اليورانيوم، خصوصاً عالي التخصيب.

ونقلت وكالة «أرنا» الرسمية عن المندوب الدائم لإيران لدى «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» رضا نجفي، قوله يوم السبت، إن «إلزام المدير العام بتقديم تقارير استناداً إلى قرارات سابقة فقدت صلاحيتها لا يعدّ فقط عملاً غير قانوني وغير مبرر، بل يُفضي أيضاً إلى تعقيد الوضع أكثر ويوجه ضربة جديدة للمسار الدبلوماسي».

وقال نجفي إن «هذه الدول تواصل إساءة استخدام الآليات الدولية لفرض رؤاها غير المنطقية والمتعجرفة على الشعب الإيراني، وتسعى عبر استغلال أغلبيتها العددية في مجلس المحافظين إلى فرض ما لم تتمكن من تحقيقه في نيويورك على اجتماعات فيينا». ووصف الخطوة الأميركية - الأوروبية المتوقعة بـ«غير القانونية»، قائلاً إنها «لن تغير شيئاً في وضع تنفيذ الضمانات داخل إيران، وهو الوضع الذي نشأ بفعل عدوان أميركا والكيان الصهيوني على إيران، ومماشاة الدول الأوروبية الثلاث وتواطئها».

ودعا نجفي جميع الدول الأعضاء في مجلس المحافظين إلى «رفض النزعات الأحادية التخريبية لهذه الدول في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني»، مشدداً على أن لإيران «الحق في اتخاذ الرد المناسب تجاه أي تحرك غير قانوني أو غير مبرر يصدر عنها».

مناقشة مشروع القرار الغربي

العلَم الإيراني ورمز الذرّة وعبارة «البرنامج النووي» (رويترز)

ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع القادم لمجلس المحافظين يوم الأربعاء المقبل في فيينا لمناقشة مشروع القرار الغربي بشأن إيران.

وأشارت وكالة «أرنا» إلى أن مشروع القرار ينص على أن إيران، وفقاً للقرارات الدولية التي أُعيد تفعيلها في سبتمبر (أيلول) 2025، ملزمة بتعليق جميع أنشطة التخصيب وإعادة المعالجة، بما يشمل البحث والتطوير والمشاريع المتعلقة بالماء الثقيل.

كما يطالب إيران بالامتثال للبروتوكول الإضافي وتزويد الوكالة بكل المعلومات المتعلقة بمخزون اليورانيوم المخصب والمنشآت الخاضعة للضمانات.

وقال مدير الوكالة الدولية في تقريره الجديد إن هناك انقطاعاً لديها في المعلومات «المتعلقة بكميات المواد النووية المعلنة سابقاً في إيران داخل المنشآت المتضررة»، وذلك بعدما علقت طهران في يوليو (تموز) تعاونها مع الوكالة الدولية عقب حرب استمرت 12 يوماً في يونيو (حزيران). واندلعت الحرب إثر غارات إسرائيلية مفاجئة استهدفت خصوصاً منشآت نووية إيرانية، وتخللتها ضربات أميركية ضد أهداف داخل إيران، ردّت عليها طهران بإطلاق صواريخ ومسيّرات على إسرائيل.

تعمق عرقلة الرقابة النووية

صورة نشرتها المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية من زيارة سابقة لبزشكيان إلى مختبر نووي

وقال دبلوماسيون إن طهران تتجاهل النداءات الدولية للتعاون مع الوكالة الذرية واستئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، وذلك بعد أشهر من حالة التوتر الحاد التي أعقبت حرب الـ12 يوماً.

وسيكون وضع البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك حالة وموقع مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى مستويات تقترب من درجة تصنيع الأسلحة، محور اجتماعات مجلس المحافظين التابع للوكالة في فيينا.

ومن المقرر أن تعمل الدول الغربية المشاركة في الاجتماع على صياغة أوامر جديدة لمفتشي الوكالة تمكنهم من تحديد حالة المخزون النووي لطهران، وفقاً لثلاثة مسؤولين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم؛ نظراً لحساسية المعلومات، حسب وكالة «بلومبرغ».

وذكر دبلوماسي غربي رفيع لـ«بلومبرغ» أن الوكالة مستعدة لاستئناف عمليات التفتيش على المواقع النووية الإيرانية فوراً، لكن طهران تصر على أن تلك المواقع ما تزال غير آمنة بعد الضربات التي نفذتها إسرائيل والولايات المتحدة قبل خمسة أشهر.

وأضاف أن إيران ربما تراهن على أن «التعتيم المعلوماتي» سيمنع أي ضربات لاحقة، في حين أن الدول المعنية قد تعتبر ذلك خداعاً وتلجأ إلى القصف مجدداً نتيجة غياب التواصل.

وكان المدير العام للوكالة رافائيل ماريانو غروسي قد أكد في سبتمبر الماضي أن التعاون مع المفتشين أمر بالغ الأهمية لتقليل خطر تجدد الهجمات العسكرية.

حرمان العلماء الإيرانيين

صورة نشرتها المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية من زيارة سابقة لبزشكيان إلى مختبر نووي

ويتآكل الإجماع الدولي حول الخطوات المقبلة؛ إذ تسعى بعض الدول الغربية إلى زيادة الضغط على إيران عبر حرمان علمائها من الوصول إلى برامج التعاون الفني للوكالة في مجالات مثل الطب النووي، بحسب الدبلوماسيين.

لكن دولاً أخرى تحذر من أن قطع كل أشكال الدعم قد يأتي بنتائج عكسية ويزيد من احتمال انسحاب إيران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

وأثار برنامج إيران النووي قلق الغرب لعقود، في حين هزت التوترات المتعلقة بطبيعة هذا البرنامج، الذي يعود تاريخه إلى خمسينيات القرن الماضي، أسواق النفط على نحو متكرر، وأدت إلى فترات متعاقبة من التهدئة والتصعيد مع الولايات المتحدة.

وتقول إيران إنها لا تسعى إلى تطوير سلاح نووي، لكنها سرعت وتيرة تخصيب اليورانيوم رداً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال ولايته الأولى الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، وفرض عقوبات قاسية على اقتصادها. وكانت إيران تمتلك قبل هجمات يونيو احتياطيات كافية من اليورانيوم عالي التخصيب تتيح لها تصنيع نحو 12 قنبلة نووية بسرعة، وفق بعض المصادر الغربية.

ومنذ ذلك الحين، فقدت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» القدرة على تتبّع هذه المواد، في حين يشدد مديرها العام رافائيل غروسي على أن هذا الغياب للمعلومات يشكل مصدر قلق بالغ.

دعوة لاستئناف التعاون

صورة بالأقمار الاصطناعية لمحيط منشأة «فوردو» النووية الإيرانية عقب الضربات الأميركية (رويترز)

وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية الحديثة نشاطاً إيرانياً في محيط المواقع التي تعرضت للقصف في فوردو ونطنز وأصفهان.

ولا يزال مفتشو الوكالة غير متأكدين مما إذا كانت تلك الأنشطة تقتصر على عمليات إزالة آثار القصف، أم أنها قد تشمل نقل مخزونات من اليورانيوم.

ودعا بيان صادر عن «مجموعة السبع» في وقت سابق من هذا الأسبوع، إيران إلى استئناف تعاونها الكامل مع الوكالة الدولية، والانخراط في محادثات مباشرة مع إدارة ترمب.

غير أن متحدثاً باسم «الخارجية الإيرانية» رفض الدعوة؛ لأنها لم تدن الهجمات الإسرائيلية والأميركية على منشآت بلاده. وقال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني في بيان مؤخراً: «لم تُنقل أي رسالة جديدة إلى الولايات المتحدة، والسبب في ذلك هو أن مفاوضات سابقة كانت قد جرت بالفعل، ولم يظهر الطرف الآخر أي استعداد للتوصل إلى اتفاق».

ووفقاً لدبلوماسي آخر، فإنه «حتى لو خضعت إيران فوراً للتفتيش وتعاونت بالكامل مع الوكالة، فقد يستغرق الأمر سنوات لاستعادة اليقين بشأن مصير مخزونها النووي. وقد تكون أوعية الاحتواء التي خُزنت فيها المواد قد تعرضت للتدمير، مما أدى إلى تسرب كميات من اليورانيوم إلى البيئة». وأضاف المصدر أن هجمات يونيو لم تنهِ المخاوف المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، بل افتتحت فصلاً جديداً منها.