لقاءات مصرية ـ أميركية في واشنطن لبحث «أمن الطاقة»

ناقشت آليات الاستغلال الأمثل لموارد شرق المتوسط

وزير البترول المصري خلال لقاءاته في الولايات المتحدة الأميركية لبحث «أمن الطاقة» (رئاسة مجلس الوزراء المصري)
وزير البترول المصري خلال لقاءاته في الولايات المتحدة الأميركية لبحث «أمن الطاقة» (رئاسة مجلس الوزراء المصري)
TT

لقاءات مصرية ـ أميركية في واشنطن لبحث «أمن الطاقة»

وزير البترول المصري خلال لقاءاته في الولايات المتحدة الأميركية لبحث «أمن الطاقة» (رئاسة مجلس الوزراء المصري)
وزير البترول المصري خلال لقاءاته في الولايات المتحدة الأميركية لبحث «أمن الطاقة» (رئاسة مجلس الوزراء المصري)

بهدف تحقيق «أمن الطاقة»، ومناقشة آليات الاستغلال الأمثل لموارد «شرق المتوسط»، عقد المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية المصري، عددا من اللقاءات في العاصمة الأميركية واشنطن مع بعض مؤسسات الأعمال، والمؤسسات البحثية والفكرية والمسؤولين بوزارة الطاقة، وأعضاء الكونغرس الأميركي.
وقال وزير البترول المصري في إفادة رسمية أمس إن «زيارته للولايات المتحدة الأميركية تستهدف بحث سبل تعزيز التعاون المشترك في تنمية موارد الطاقة، ودفع جهود خفض الانبعاثات في صناعة البترول والغاز في أعقاب مؤتمر المناخ (كوب 27)، والعمل على دفع جهود التكامل الإقليمي في استغلال موارد الطاقة، والغاز الطبيعي بمنطقة شرق المتوسط للمساهمة في تحقيق أمن الطاقة».
وتسعى مصر لأن تكون مركزا إقليميا للطاقة المتجددة، ضمن استراتيجيتها للتنمية المستدامة 2030، لا سيما في مجال الهيدروجين الأخضر؛ حيث أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، في تصريحات له شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، أن «مصر تسارع الخطى نحو تبني المقترحات التي تهدف لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتقدم مصر نفسها مركزا إقليميا لتداول الغاز الطبيعي»، وخلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لألمانيا العام الماضي، وعد «بتقديم تسهيلات» لأوروبا في مجال تصدير الغاز الطبيعي لمواجهة الأزمة الحالية، الناتجة عن تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية.
وأكد وزير البترول المصري في الإفادة التي نشرتها صفحة رئاسة مجلس الوزراء المصري على «فيسبوك»، أن بلاده ساهمت في تأمين جانب من احتياجات أوروبا من الطاقة، في أثناء الأزمة العالمية، استثمارا لدورها بوصفها مركزا إقليميا لتجارة وتداول الطاقة، موضحا أن «التحديات الراهنة في أسواق الطاقة العالمية أثبتت أهمية الجهود المصرية الاستباقية منذ عام 2018 لإطلاق (منتدى غاز شرق المتوسط)، وما نتج عنه من تكامل إقليمي فعال في تسريع وتيرة تنمية موارد الغاز واستغلالها بالمنطقة».
وبحث وزير البترول المصري مع نائب وزيرة الطاقة الأميركية، ديفيد تورك: «سبل الإسراع بوتيرة التعاون المشترك، في إطار العديد من المبادرات التي تمثل أهمية لتوفير الخبرات والدعم التقني في مجال خفض الانبعاثات»، بحسب البيان. كما تطرق اللقاء إلى «مناقشة مستجدات عمل (منتدى غاز شرق المتوسط) الذي تشارك فيه الولايات المتحدة عضوا مراقبا».
وأكد الملا «أهمية الشراكات الحالية مع الجانب الأميركي للإسراع بتحقيق التنمية المستدامة، وخفض الانبعاثات في صناعة البترول والغاز، والإسهام في توطين التكنولوجيا الخاصة بها في مصر». كما أشار وزير البترول المصري إلى أن «مصر عملت بقوة منذ عام 2016 على تنفيذ استراتيجية شاملة للإصلاح في قطاع البترول والغاز، وتطويره وتحديثه، ما حول البلاد من حالة العجز إلى الاكتفاء والتصدير، وتداول وتجارة الغاز إقليميا كمركز محوري».
كما عقد وزير البترول المصري لقاءين مع عضوي الكونغرس الأميركي توماس كين، وبيل كيتنغ، تناولا فيهما «سبل دفع التعاون بين مصر والولايات المتحدة في مجال الطاقة، وخاصة التحول الطاقي وإزالة الكربون، والدور الإقليمي الحالي لمصر بوصفها مركزا لتجارة وتداول الطاقة».
وشدد الملا على «أهمية الإسراع بتوفير التكنولوجيا والتطبيقات اللازمة لخفض الكربون لدعم مصر والدول الأفريقية في مساعيها الجادة في هذا المجال». كما استعرض الاستراتيجية التي تنفذها مصر «لتحقيق الاستدامة وخفض الكربون في قطاع الطاقة والاستثمار في الطاقات الخضراء، كالهيدروجين، في ضوء المقومات التي تمتلكها البلاد».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.