ليبيا: مطالبة حقوقية بالإفراج عن 20 مهاجراً سورياً

أضربوا عن الطعام منذ قرابة أسبوعين بسجن في غرب البلاد

وزيرة العدل بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة حليمة عبد الرحمن (المكتب الإعلامي للوزارة)
وزيرة العدل بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة حليمة عبد الرحمن (المكتب الإعلامي للوزارة)
TT

ليبيا: مطالبة حقوقية بالإفراج عن 20 مهاجراً سورياً

وزيرة العدل بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة حليمة عبد الرحمن (المكتب الإعلامي للوزارة)
وزيرة العدل بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة حليمة عبد الرحمن (المكتب الإعلامي للوزارة)

دعت اللجنــة الوطنيــة لحقـوق الإنسـان في ليـبيـا، بالإفراج الفوري عن 20 مهاجراً سورياً، من بينهم 4 أطفال قصّر مسجونين في سجن «جود دائم» بمنطقة الزاوية التابع لوزارة العدل بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة.
وكانت منظمات حقوقية ليبية عديدة، قالت إن المهاجرين السوريين الموقوفين دخلوا في إضراب عن الطعام منذ نهاية فبراير (شباط) الماضي؛ اعتراضاً على ظروف سجنهم التي وصفوها بأنها «سيئة»، كما اشتكوا من «انتشار الأمراض، وعدم توفر الطعام والمياه الصالحة للشرب».
وأوضح أحمد عبد الحكيم حمزة، رئيس اللجنة الوطنية، لـ«الشرق الأوسط» اليوم (الجمعة)، أن المهاجرين المسجونين قُبض عليهم بالقرب من مدينة زوارة (غرب ليبيا) في سبتمبر (أيلول) العام الماضي، ووجهت النيابة العامة لهم تهمة الإقامة في ليبيا من دون إذن من الجهات المختصة، والسعي إلى الهجرة غير المشروعة إلى إيطاليا عبر البحر.
ونوه رئيس اللجنة الوطنية بأن محكمة العجيلات الابتدائية سبق وأصدرت حكماً بحق المهاجرين المحبوسين يقضي بترحيلهم بعد دفع غرامات مالية، «فسارع أقارب لهم بتسديد الغرامات المقررة».
وقالت اللجنة الوطنية ومنظمات حقوقية ليبية أخرى، من بينها منظمة «بلادي لحقوق الإنسان»، إن المهاجرين السوريين المُضربين عن الطعام دخلوا ليبيا بجوازات سفر رسمية وأختام دخول إلى ليبيا عبر مطار بنغازي بشرق ليبيا، عبر إحدى شركات الطيران الخاصة، لكن «السلطات الأمنية في غرب البلاد لا تعترف بختم الدخول على جوازات الوافدين عن طريق مطار بنينا الدولي».
وأرجع حمزة هذا الأمر إلى «هشاشة الدولة، والانقسام السياسي الذي يدفع ثمنه المستضعفون من المهاجرين البسطاء». وقال إنهم «قدموا من بلاد تعاني حالة نزاع مسلح، وهناك تهديد وخطر عليهم، يستوجب تأمين حياتهم، وبالتالي يجب الإبقاء عليهم في ليبيا إلى حين نقلهم إلى بلدان المقصد، خاصة أن أغلبهم من طالبي اللجوء».
وكان المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو، قال إن «احتجاز المهاجرين غير النظاميين في ليبيا ليس حلاً»، معتبراً أن «الوضع هناك لا يزال غير مقبول، من حيث انتهاكات حقوق المهاجرين».
وقال فيتورينو، في تصريحات صحافية، مساء الخميس، إن وجود «5 آلاف مهاجر مسجلون في مراكز الاحتجاز الرسمية لا يعكس سوى جزء من الواقع؛ لأن هناك مراكز اعتقال غير رسمية».
في السياق ذاته، أعربت منظمات مجتمع مدني ليبية وإقليمية ودولية، عن قلقها بشأن ما أسمته بـ«بيئة الإفلات من العقاب وغياب المساءلة في ليبيا»، متحدثين عن أوضاع المهاجرين غير النظاميين في ليبيا، وما يتعرضون له من انتهاكات.
وقالت المنظمات، في بيان لها، مساء الخميس، إن اللاجئين وطالبي اللجوء في ليبيا، بالإضافة إلى المسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، «يعانون من انتهاكات مقلقة، بما في ذلك الاحتجاز والترحيل التعسفي».
وتحدثت المنظمات عن «غياب الإطار التشريعي لحماية العمال المهاجرين في ليبيا، وطرد القوات الليبية مئات المهاجرين وتركهم لشبح الجوع أو عصابات الخطف مقابل الفدية». لكن مصدراً أمنياً بغرب ليبيا رفض هذه الاتهامات، وقال إن «كثيراً من تقارير المنظمات الحقوقية، وخاصة الدولية، تفتقد إلى الحقيقة وتميل إلى التهم المرسلة دون توثيق».
وأضاف المصدر الأمني لـ«الشرق الأوسط»، اليوم (الجمعة)، أن السلطات الأمنية المختلفة «تعمل على حماية المهاجرين غير الشرعيين أينما وجدوا»، وضرب المثل بالمداهمات الأمنية التي تجريها بعض الأجهزة على أوكار العصابات وتحرير مئات المهاجرين، وتقديم المتهمين إلى الأجهزة المختصة لمحاكمتهم.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الجيش السوداني يحقق انتصاراً في «جبل موية»

البرهان يحيي ضباط الجيش بقاعدة «جبيت» العسكرية في شرق السودان 31 يوليو الماضي (أ.ف.ب)
البرهان يحيي ضباط الجيش بقاعدة «جبيت» العسكرية في شرق السودان 31 يوليو الماضي (أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يحقق انتصاراً في «جبل موية»

البرهان يحيي ضباط الجيش بقاعدة «جبيت» العسكرية في شرق السودان 31 يوليو الماضي (أ.ف.ب)
البرهان يحيي ضباط الجيش بقاعدة «جبيت» العسكرية في شرق السودان 31 يوليو الماضي (أ.ف.ب)

أعلن الجيش السوداني تحقيق انتصارات في منطقة «جبل موية» الاستراتيجية، بعدما كان قد فقد السيطرة عليها لصالح «قوات الدعم السريع» في أواخر يونيو (حزيران) الماضي. كما التحم الجيش مع قواته في ولاية سنار وولاية النيل الأبيض، منهياً بذلك عزلة هاتين الولايتين التي كانت مفروضة عليهما لنحو 3 أشهر. وقال مؤيدون للجيش ومواطنون إن قوات الجيش استعادت المنطقة، وسيروا مواكب احتفالية لإنهاء الحصار الذي كان مفروضاً عليهم.

وسيطرت «قوات الدعم السريع» على منطقة «جبل موية» في 25 يونيو الماضي، بعد معارك شرسة دارت بينها وبين الجيش، ما مكنها من قطع الطرق الرابطة بين ثلاث ولايات، وعزل قواعد الجيش هناك.

وتقع منطقة «جبل موية» على بعد 250 كيلومتراً جنوب العاصمة الخرطوم، وتعد موقعاً استراتيجياً تتداخل فيه ثلاث ولايات هي: الجزيرة، وسنار، والنيل الأبيض.

و«جبل موية» عبارة عن ثلاثة تلال جبلية هي «جبل موية، وجبل دود، وجبل بيوت»، وتتحكم المنطقة في الطريق البري الرابط بين مدينتي ربك حاضرة ولاية النيل الأبيض، وسنار أكبر مدن ولاية سنار، كما تتحكم في الطريق الذي يربط منطقة المناقل بمدينة سنار. وتحيط بجبل موية عدة مناطق عسكرية تابعة للجيش هي «الفرقة 17 سنجة» بولاية سنار، و«الفرقة 18 مشاة» بولاية النيل الأبيض، و«اللواء جوي 265 سنار»، وقاعدة «كنانة الجوية».

وحولت سيطرة «قوات الدعم السريع» على جبل موية تلك المناطق العسكرية إلى جزر معزولة عن بعضها، وعزلت الولايات الثلاث عن بقية أنحاء البلاد.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (مواقع التواصل)

وقال إعلام مجلس السيادة الانتقالي في نشرة إن نائب القائد العام للجيش الفريق شمس الدين الكباشي قدم التهاني للجيش بانتصاراته، وتعهد بـ«مواصلة الزحف حتى تطهير آخر شبر من هذا البلد، من دنس الميليشيا الإرهابية المتمردة» في إشارة إلى «قوات الدعم السريع». ونقلت صفحة الجيش على مواقع التواصل الاجتماعي أن مدينة كوستى في ولاية النيل الأبيض شهدت مسيرات جماهيرية عفوية، احتفالاً بانتصارات الجيش في محور جبل موية ومحور طريق ربك - سنار، والتقاء «قوات الفرقة ١٨ مشاة» مع قوات متقدمة ولاية سنار.

ولا تزال «قوات الدعم السريع» تسيطر على معظم ولايتي سنار والجزيرة وأجزاء من شمال ولاية النيل الأبيض، التي سيطرت عليها بعد إحكام السيطرة على «جبل موية»، بالتفاف على قوات الجيش الموجودة في مدينة سنار، وسيطرت على مقر الفرقة في مدينة سنجة بجانب مدينتي الدندر، والسوكي وعدد آخر من البلدات المهمة في الولاية.

وفيما يشبه الاعتراف بفقدان المنطقة الاستراتيجية تساءل مستشار قائد «قوات الدعم السريع» الباشا طبيق، في تغريدة ساخرة على صفحته بمنصة (إكس)، من جيش عمره أكثر من 100 عام، ويملك مشاة وطيراناً ومهندسين وبحرية ومظلات واستراتيجية وسلاح أسلحة وغيرها، وتسانده في القتال «كتائب الإسلاميين الإرهابية، وأكثر من 15 حركة مسلحة مرتزقة... وأصبح حُلمه كله عبور جسر وفتح شارع فقط»، وذلك في إشارة لخسارته لمنطقة جبل موية وفتح الطريق الرابط بين سنار وكوستى، وعبور قوات الجيش جسر «الحلفايا» في شمال الخرطوم الأسبوع الماضي.