أميركا ودول آسيا الوسطى لحل النزاعات دبلوماسياً

تعاون متعدد بين الجمهوريات السوفياتية السابقة لضمان الحدود

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الأوزبكستاني بختيار سيدوف في طشقند في 1 مارس الحالي (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الأوزبكستاني بختيار سيدوف في طشقند في 1 مارس الحالي (أ.ب)
TT

أميركا ودول آسيا الوسطى لحل النزاعات دبلوماسياً

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الأوزبكستاني بختيار سيدوف في طشقند في 1 مارس الحالي (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الأوزبكستاني بختيار سيدوف في طشقند في 1 مارس الحالي (أ.ب)

أعلنت الولايات المتحدة وخمس دول رئيسية في آسيا الوسطى، أنها توافقت على تعاون متعدد الأبعاد اقتصادياً وبيئياً، بما يشمل مصادر الطاقة، مشددة على مواجهة التحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب، وعلى «صون السلم والأمن وحلّ النزاعات بالطرق الدبلوماسية» طبقاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئه، في إشارة ضمنية إلى رفض دول المنطقة، التي كانت يوماً من الجمهوريات السوفياتية، لغزو روسيا لأوكرانيا.
وأصدر وزراء الخارجية: الأميركي أنتوني بلينكن، والكازاخستاني مختار تليوبردي، والقرغيزستاني جنبيك كولوباييف، والطاجيكستاني سيروج الدين محيي الدين، والتركمانستاني رشيد ميريدوف، والأوزبكستاني بختيار سيدوف، بياناً مشتركاً في ضوء الزيارة التي قام بها كبير الدبلوماسيين الأميركيين إلى المنطقة في نهاية الشهر الماضي، واجتماعاته في كل من آستانة وطشقند في إطار «مجموعة 5 1»، وهي منصة إقليمية أميركية - آسيوية، أكد خلالها بلينكن تضامن بلاده مع شعوب وحكومات المنطقة، مع التأكيد المشترك على أن «آسيا الوسطى المسالمة والمزدهرة تتطلب التزاماً مستداماً استقلال كل البلدان وسيادتها ووحدة أراضيها من خلال التمسك بميثاق الأمم المتحدة ومبادئه».
وأكد المشاركون في بيانهم المشترك، أهمية «التعاون لتقديم حلول إقليمية للتحديات العالمية»، مشددين على «التزامهم زيادة المشاركة من خلال المنصة الدبلوماسية الإقليمية 5 1» وأشادوا بالتنسيق بين هذه الدول من خلال مجموعات عمل معنية بالاقتصاد والطاقة والبيئة والأمن، مع استكشاف فرص جديدة لمزيد من التعاون. وأكدوا أيضاً، أنه دعماً للأهداف الأمنية لهذه الدول، يشددون على «أهمية تعزيز المشاركة الدبلوماسية من هذه الدول لدعم أمن آسيا الوسطى»، وكشفوا عن أنهم ناقشوا «كيفية ضمان مستقبل آمن وسليم لسكان آسيا الوسطى في سياق الأزمات العالمية المتطورة»، مؤكدين «التزامهم التعاون في مكافحة الإرهاب»، وركزوا على برامج دعم أمن الحدود الإقليمية، والهجرة الآمنة، ومكافحة الإرهاب والمخدرات، مع التأكيد على «أهمية صون السلم والأمن وحل النزاعات بالطرق الدبلوماسية».
وأقرّوا في مجال التعاون الاقتصادي، بأن «الأمن الاقتصادي لآسيا الوسطى لا يزال يمثل أولوية استراتيجية»، مشددين على أهمية «التخفيف من الآثار السلبية للتطورات الدولية الأخيرة، لا سيما في مجالات أسعار الطاقة والغذاء، وإدارة الديون، ومعدلات التوظيف، بطريقة تعزز النمو الاقتصادي الشامل»، وهي من العواقب المباشرة للحرب في أوكرانيا. وكذلك أكدوا التزامهم «العمل الجماعي لتخفيف الآثار غير المقصودة» للعقوبات الأميركية على اقتصادات دول المجموعة، داعين إلى «توسيع فرص التجارة من خلال برنامج التجارة في آسيا الوسطى التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية». وأعلنوا أنهم يتطلعون إلى اجتماع مجلس اتفاقية الإطار للتجارة والاستثمار الذي سينعقد في 17 مارس (آذار) الحالي في سمرقند، عاصمة أوزبكستان.
واتفق الوزراء الستة على التعاون في مجال الطاقة والبيئة، بما في ذلك تبادل الخبرات في شأن الإدارة المتكاملة لموارد المياه والأمن الغذائي، والتعاون في مجال إدخال تقنيات توفير المياه وتحسين مهارات المتخصصين في المياه. وأكدوا «الحاجة الماسة إلى النهوض بالتزاماتهم الجماعية والقطرية للتصدي لأزمة المناخ»، بما في ذلك عبر «زيادة استخدام الطاقة المتجددة وخفض غاز الميثان».
وإذ رحّبوا بالمؤتمر الوزاري حول الأمن الغذائي وتغير المناخ الذي يعقد الجمعة 10 مارس 2023 في عشق آباد، أشاروا إلى العمل سوية لتحقيق نتائج مؤتمر الأمم المتحدة في شأن المياه، والذي تشارك في استضافته طاجيكستان في 22 مارس الحالي و24 منه في نيويورك.
وكذلك رحبوا بإعلان الأمم المتحدة عام 2023 سنة دولية للحوار كضمان للسلام. كما أشادوا ببدء البرنامج الإقليمي لأمن الحدود بين هذه البلدان، والذي بدأ في ألمآتا، كازاخستان الشهر الماضي. ودعوا إلى «حلول إقليمية تعزز التزامهم حقوق الإنسان».


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كيم: التواصل الدبلوماسي السابق يؤكد العداء الأميركي «الثابت» لكوريا الشمالية

تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
TT

كيم: التواصل الدبلوماسي السابق يؤكد العداء الأميركي «الثابت» لكوريا الشمالية

تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)

قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إن التواصل الدبلوماسي السابق بين بيونغ يانغ وواشنطن أكد عداء الولايات المتحدة «الثابت» تجاه بلاده، وفق ما ذكرت وكالة الإعلام الرسمية الكورية الشمالية الجمعة، قبل عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض قريبا، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وخلال ولايته الأولى، التقى ترمب وكيم ثلاث مرات لكنّ واشنطن فشلت في إحراز تقدم كبير في الجهود الرامية إلى نزع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية.

ومنذ انهيار القمة الثانية بين كيم وترمب في هانوي عام 2019، تخلّت كوريا الشمالية عن الدبلوماسية وكثّفت جهودها لتطوير الأسلحة ورفضت العروض الأميركية لإجراء محادثات.

وخلال تحدّثه الخميس في معرض دفاعي لبعض أقوى أنظمة الأسلحة في كوريا الشمالية، لم يذكر كيم ترمب بالاسم، لكن آخر محادثات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة جرت تحت إدارته.

وقال كيم وفق وكالة الأنباء المركزية الكورية: «ذهبنا إلى أبعد ما يمكن مع الولايات المتحدة كمفاوضين، وما أصبحنا متأكدين منه هو عدم وجود رغبة لدى القوة العظمى في التعايش»، وأضاف أنه بدلا من ذلك، أدركت بيونغ يانغ موقف واشنطن وهو «سياسة عدائية ثابتة تجاه كوريا الشمالية».

وأظهرت صور نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية ما يبدو أنه صواريخ باليستية عابرة للقارات وصواريخ فرط صوتية وراجمات صواريخ وطائرات مسيّرة في المعرض.

وذكرت الوكالة أن المعرض يضم «أحدث منتجات بيونغ يانغ لمجموعة الدفاع الوطني العلمية والتكنولوجية لكوريا الديمقراطية مع الأسلحة الاستراتيجية والتكتيكية التي تم تحديثها وتطويرها مجددا».

وقال كيم أيضا في كلمته إن شبه الجزيرة الكورية لم يسبق أن واجهت وضعا كالذي تواجهه راهنا و«قد يؤدي إلى أكثر الحروب النووية تدميرا».

وفي الأشهر الأخيرة، عززت كوريا الشمالية علاقاتها العسكرية مع موسكو، فيما قالت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إن بيونغ يانغ أرسلت آلاف الجنود إلى روسيا لدعمها في حربها ضد أوكرانيا.

خلال لقاء سابق بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أ.ف.ب)

زعيمان «في الحب»

بعد أشهر من القمة التاريخية الأولى بين كيم وترمب في سنغافورة في يونيو (حزيران) 2018، قال الرئيس الأميركي وقتها خلال تجمع لمناصريه إنه والرئيس الكوري الشمالي وقعا «في الحب».

وكشف كتاب صدر في عام 2020 أن كيم استخدم الإطراء والنثر المنمق وتوجه إلى ترمب مستخدما تعبير «سُموّك» في الرسائل التي تبادلها مع الرئيس السابق.

لكنّ قمتهما الثانية في عام 2019 انهارت على خلفية تخفيف العقوبات وما سيكون على بيونغ يانغ التخلي عنه في المقابل.

وفي يوليو (تموز) من العام الحالي، قال ترمب متحدثا عن كيم: «أعتقد أنه يفتقدني»، و«من الجيد أن أنسجم مع شخص لديه الكثير من الأسلحة النووية».

وفي تعليق صدر في الشهر ذاته، قالت كوريا الشمالية إنه رغم أن ترمب حاول أن يعكس «العلاقات الشخصية الخاصة» بين رئيسَي البلدين، فإنه «لم يحقق أي تغيير إيجابي جوهري».