ماكرون وسوناك في باريس غداً للبحث في تجديد التعاون وتخطّي التوتر

خلال لقاء رئيس الجمهورية الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في شرم الشيخ يوم 7 نوفمبر 2022 (رويترز)
خلال لقاء رئيس الجمهورية الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في شرم الشيخ يوم 7 نوفمبر 2022 (رويترز)
TT

ماكرون وسوناك في باريس غداً للبحث في تجديد التعاون وتخطّي التوتر

خلال لقاء رئيس الجمهورية الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في شرم الشيخ يوم 7 نوفمبر 2022 (رويترز)
خلال لقاء رئيس الجمهورية الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في شرم الشيخ يوم 7 نوفمبر 2022 (رويترز)

يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، غداً (الجمعة)، في باريس، رئيس الوزراء البريطاني لقمّة فرنسية - بريطانية تحت شعار «إعادة الاتصال» و«التجديد» بعد سنوات من التوتر بين البلدَين، من أجل تعزيز التعاون في مجالات الهجرة والنووي والدفاع ومساعدة أوكرانيا.
ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، في إشارة إلى الرغبة في فتح «صفحة جديدة» بين باريس ولندن، يستقبل ماكرون سوناك قبل 15 يوماً من زيارة دولة يجريها الملك تشارلز الثالث لفرنسا، هي أول زيارة رسمية له في الخارج منذ أن أصبح ملك المملكة المتحدة.
والقمة الفرنسية - البريطانية، غداً، هي الأولى من نوعها منذ عام 2018.
وعطّلت أزمات متعددة تقليد الاجتماعات السنوية بين بريطانيا وفرنسا؛ من خروج بريطانيا من «الاتحاد الأوروبي» إلى جائحة «كوفيد - 19» والجدل حول التحالفات في منطقة المحيطين الهندي والهادي. لذلك، تكمن «الأولوية» في «استئناف عادات العمل المشتركة»، وفق «الإليزيه».
ويبدو أن تولّي ريشي سوناك رئاسة الوزراء البريطانية في أكتوبر (تشرين الأول) قد سهّل عودة التقارب. والعلاقات لم تكن جيدة إلا فيما ندر بين ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق، بوريس جونسون.
وتدهورت العلاقات أكثر مع خليفته، ليز تراس، التي رفضت، لفترة قصيرة، تحديد ما إذا كان الرئيس الفرنسي «صديقاً أم عدواً» للمملكة المتحدة.
وقال «الإليزيه» إنه بعد هذه التصريحات التي لا تزال «طازجة» إلى حد ما «وصف سوناك فرنسا بشكل مفيد بالبلد الصديقٍ والحليف والشريك».
وتهدف القمة التي يشارك فيها أيضاً بـ«الإليزيه» 7 وزراء من كلا البلدَين، وتنتهي بمؤتمر صحافي مشترك لماكرون وسوناك، إلى إعادة إطلاق التعاون في مجالات حيوية عدة.
من الجانب البريطاني، تشدّد لندن على مكافحة الهجرة السرّية التي تولّد توترات بين البلدَين المطلّين على قناة المانش. ويعتبر المحافظون الملف حساساً جداً؛ إذ إنهم يعدون، منذ خروج بلدهم من الاتحاد الأوروبي، بـ«استعادة السيطرة» على الحدود.
وأشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن باريس ولندن تبحثان في «بنود تعزيز» تعاونهما، وسبل السيطرة على تدفقات الهجرة من فرنسا، في أعقاب «معاهدة ساندهيرست»، الموقّعة في 2018، واتفاقية جديدة أُبرمت في نوفمبر (تشرين الثاني). وأضافت أن «مبادرات أخرى في مسألة الهجرة» في طور التفاوض.
يعتبر مقربون من سوناك أنه «من الأساسي» أن تعمل لندن «مع الفرنسيين لمنع عمليات العبور وخسارة الأرواح البشرية في المانش»، بينما وصل أكثر من 46 ألف مهاجر بشكل سري إلى السواحل الإنجليزية، في عام 2022، على متن قوارب مؤقتة، وهو رقم قياسي، رغم ازدياد الخطط لمكافحة هذه الظاهرة.
تأمل «داونينغ ستريت» في «مواصلة تعزيز الدوريات» من أجل «قمع عصابات» المهربين «ووقف وصول مزيد من القوارب».
ستُناقَش هذه المسألة بعد أيام قليلة من تقديم الحكومة البريطانية، أول من أمس (الثلاثاء)، مشروع قانون مثير للجدل يهدف إلى تقييد كامل للحق في اللجوء، وهو نص نددت به الأمم المتحدة بشدّة.
ويقلل «قصر الإليزيه» من «تأثيره» المباشر على «السواحل الفرنسية».
وعبّر ماكرون عن رغبته في تعزيز الشراكة الدفاعية مع المملكة المتحدة، وهي شراكة قوية بموجب «معاهدة لانكاستر هاوس»، في عام 2010، ولكنها باهتة منذ خروج بريطانيا من «الاتحاد الأوروبي».
وقال مستشار للرئيس الفرنسي إن السياق الحالي يسمح «بإعطاء دفع جديد» لهذه الشراكة.
ويمثل الغزو الروسي لأوكرانيا تحدياً مشتركاً لأبرز جيشين أوروبيين، وهما الوحيدان المجهزان بأسلحة نووية في أوروبا.
وقالت الخبيرة في «معهد مونتانيي»، جورجينا رايت، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «تجبر الحرب في أوكرانيا البلدَين على التقارب... من الواضح أن هناك رغبة في بناء علاقة ثقة».
ومن المتوقَّع أن يعلن المسؤولان عن تعاون في مجال مساعدة كييف بإجراء تدريبات وتوفير معدات للجنود الأوكرانيين.
ويُفترض أن تُبرَم «شراكة استراتيجية» حول الطاقة النووية، وأن يتمّ الإعلان عن استثمارات تبادلية بين شركات من البلدين.


مقالات ذات صلة

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
العالم باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تأمل في أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بعدما ألغيت بسبب تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي حول سياسية الهجرة الإيطالية اعتُبرت «غير مقبولة». وكان من المقرر أن يعقد تاياني اجتماعا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء اليوم الخميس. وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان قد اعتبر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها. وكتب تاياني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقررا مع الوزيرة كولونا»، مشيرا إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإي

«الشرق الأوسط» (باريس)
طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي»  بالألعاب النارية

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها. وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

تتجه الأنظار اليوم إلى فرنسا لمعرفة مصير طلب الموافقة على «الاستفتاء بمبادرة مشتركة» الذي تقدمت به مجموعة من نواب اليسار والخضر إلى المجلس الدستوري الذي سيصدر فتواه عصر اليوم. وثمة مخاوف من أن رفضه سيفضي إلى تجمعات ومظاهرات كما حصل لدى رفض طلب مماثل أواسط الشهر الماضي. وتداعت النقابات للتجمع أمام مقر المجلس الواقع وسط العاصمة وقريباً من مبنى الأوبرا نحو الخامسة بعد الظهر «مسلحين» بقرع الطناجر لإسماع رفضهم السير بقانون تعديل نظام التقاعد الجديد. ويتيح تعديل دستوري أُقرّ في العام 2008، في عهد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، طلب إجراء استفتاء صادر عن خمسة أعضاء مجلس النواب والشيوخ.

ميشال أبونجم (باريس)
«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

عناصر أمن أمام محطة للدراجات في باريس اشتعلت فيها النيران خلال تجدد المظاهرات أمس. وأعادت مناسبة «يوم العمال» الزخم للاحتجاجات الرافضة إصلاح نظام التقاعد الذي أقرّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)


فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
TT

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، في مقابلة تلفزيونية، الأحد، أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا، مبدياً قلقه بشأن «التصعيد» الراهن.

ومنذ فوز الملياردير الجمهوري في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، يخشى الأوروبيون أن تقلّص الولايات المتّحدة دعمها لأوكرانيا في هذا النزاع، أو حتى أن تضغط عليها لتقبل باتفاق مع روسيا يكون على حسابها.

واختار الرئيس المنتخب الذي سيتولّى مهامه في 20 يناير (كانون الثاني)، كل أعضاء حكومته المقبلة الذين لا يزال يتعيّن عليهم الحصول على موافقة مجلس الشيوخ.

وفي مقابلة أجرتها معه، الأحد، شبكة «فوكس نيوز»، قال والتز إنّ «الرئيس ترمب كان واضحاً جداً بشأن ضرورة إنهاء هذا النزاع. ما نحتاج إلى مناقشته هو مَن سيجلس إلى الطاولة، وما إذا كان ما سيتمّ التوصل إليه هو اتفاق أم هدنة، وكيفية إحضار الطرفين إلى الطاولة، وما الذي سيكون عليه الإطار للتوصل إلى ترتيب».

وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «هذا ما سنعمل عليه مع هذه الإدارة حتى يناير، وما سنواصل العمل عليه بعد ذلك».

وأوضح والتز أنّه «بالنسبة إلى خصومنا الذين يعتقدون أنّ هذه فرصة لتأليب إدارة ضد أخرى، فهم مخطئون»، مؤكّداً في الوقت نفسه أن فريق الإدارة المقبلة «قلق» بشأن «التصعيد» الراهن للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.

وفي الأيام الأخيرة، صدر عن مقرّبين من الرئيس المنتخب تنديد شديد بقرار بايدن السماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع.

وخلال حملته الانتخابية، طرح ترمب أسئلة كثيرة حول جدوى المبالغ الهائلة التي أنفقتها إدارة بايدن على دعم أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لهذا البلد في 2022.

ووعد الملياردير الجمهوري مراراً بإنهاء هذه الحرب بسرعة، لكن من دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.

وبشأن ما يتعلق بالشرق الأوسط، دعا المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي للتوصّل أيضاً إلى «ترتيب يجلب الاستقرار».

وسيشكّل والتز مع ماركو روبيو، الذي عيّنه ترمب وزيراً للخارجية، ثنائياً من الصقور في الإدارة المقبلة، بحسب ما يقول مراقبون.

وكان ترمب وصف والتز، النائب عن ولاية فلوريدا والعسكري السابق في قوات النخبة، بأنه «خبير في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي».