لبنان: بري ينتظر زيادة عدد مؤيدي فرنجية

TT

لبنان: بري ينتظر زيادة عدد مؤيدي فرنجية

يأتي إعلان الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله بدعم ترشيح زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، في سياق تأكيد المؤكد، ولا ينم عن «حرق اسمه» دولياً وعربياً؛ كونه لم يشكل مفاجأة لمن هم في الداخل أو في الخارج، وإنما جاء ترشيحه تناغماً مع حليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، كما يقول مصدر في الثنائي الشيعي لـ«الشرق الأوسط»، ليشكلا معاً رافعة لتوسيع مروحة تأييده، بحيث لا يبقى محصوراً بالنواب المنتمين إلى قوى 8 آذار سابقاً.
ويكشف المصدر أن الرئيس بري يدرس حالياً توجيه الدعوة للنواب لعقد جلسة لانتخاب الرئيس، ويقول بأنه يتريّث إفساحاً في المجال أمام توسيع مروحة التأييد النيابي لفرنجية، ليكون في وسعه أن يضمن له تصويت عدد لا بأس به من النواب؛ لئلا يقتصر الاقتراع لمصلحته على أولئك المنتمين إلى قوى 8 آذار سابقاً.
ولعل الجديد في إعلان نصر الله، بحسب المصدر نفسه، يكمن في أنه توخى من دعم ترشيحه لفرنجية توجيه رسالتين؛ الأولى إلى حليفه، حتى إشعار آخر، رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، يُعلمه فيها أن لا جدوى من رهانه على أن الحزب ليس في وارد أن يعيد النظر في خياراته الرئاسية ليكون في وسعه إعادة النظر في حساباته لتعويم ورقة التفاهم بينهما.
ويلفت المصدر إلى أن نصر الله أراد تمرير رسالة لباسيل، ومن خلاله لرئيس الجمهورية السابق ميشال عون بأنه لن يتراجع عن دعمه لترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية. ويقول بأن التوقيت الذي اختاره للإعلان عن تأييده جاء متلازماً مع ما يتردد بأن باسيل يبدي كل استعداد للقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع؛ للاتفاق معه على دعم مرشح ثالث للرئاسة، وهذا ما أبلغه لراعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم الذي يتنقل بين القيادات المارونية، في محاولة لتوحيد موقفها من الاستحقاق الرئاسي، رغم أن جعجع لم يبدِ حتى الساعة حماسة للقاء باسيل.
وبالنسبة إلى الرسالة الثانية لنصر الله، فإن المصدر نفسه يؤكد أنه أراد أن يُبعد عن الثنائي الشيعي تهمة تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، مبدياً استعداده للإقلاع عن اقتراع النواب المنتمين إليه بورقة بيضاء لقطع الطريق على تهديد سفراء الدول الخمس التي اجتمعت في باريس باتخاذ إجراءات وتدابير سلبية بحق كل من يعطل الانتخاب بلجوئه في الدورة الثانية إلى تطيير النصاب القانوني لانعقاد الجلسة بخروجه من القاعة.
ويقول المصدر إن فرنجية لم يكن يتوقع أن يعلن نصر الله دعم ترشّحه للرئاسة؛ لأن إعلانه جاء بمثابة لزوم ما لا يلزم؛ لأنه هو من تولى تسويق ترشيحه لدى باسيل لإقناعه بالانضمام إلى مؤيدي زعيم تيار «المردة» الذي يستعد للإعلان عن ترشّحه قريباً.
ويضيف أن الرئيس بري يشرف شخصياً على تعداد النواب، ويتولى الاتصال بهم بغية رفع عدد النواب المؤيدين لفرنجية لعله يتراوح بين 55 و60 نائباً، ويؤكد أنه لن يتردد في تحديد موعد لانعقاد الجلسة فور ضمانه تأييد هذا العدد لفرنجية الذي يُفترض أن يفوق عدد مؤيدي النائب ميشال معوض، في حال لم تبادر الكتل النيابية المؤيدة له إلى إعادة النظر في ترشيحه لمصلحة البحث عن مرشح بديل.
ويلفت إلى أن مجرد سعي الرئيس بري بالتنسيق مع «حزب الله»، إلى رفع عدد مؤيدي فرنجية، يكون قد أحرج المعارضة بذريعة أنها لن تتمكن من مجاراة فرنجية في تأمينها أوسع تأييد لمنافسه؛ نظراً لأن أصواتها ما زالت مشتتة، فيما الانقسام يحاصر النواب المنتمين إلى القوى التغييرية، وصولاً إلى إحراجها في حال اضطرت إلى مقاطعة الجلسة، مستعينة بنفس السلاح الذي استخدمه خصومها بتعطيل انتخاب الرئيس، وكان موضع انتقاد لها على المستويين؛ المحلي والدولي.
لكن مصادر في المعارضة تتعامل مع توقّعات بري على أنها تنطوي على مبالغة في تعداده لعدد النواب المتردّدين الذين يُبدون استعداداً لإعادة النظر في قرارهم بدعم ترشيح فرنجية، وتؤكد أن هناك صعوبة في تأمين هذا العدد، إلا في حال تمكّن الثنائي الشيعي من تسجيل اختراق في صفوف تكتل «لبنان القوي» برئاسة باسيل لا يقتصر على نواب حزب «الطاشناق» ونائب عكار محمد يحيى، وإنما يتجاوزهم إلى آخرين ممن كانوا في عداد مؤيدي بري لرئاسة المجلس بخلاف رغبة باسيل، إضافة إلى كسب تأييد عدد من النواب السنّة من خارج محور «الممانعة».
وعليه يبقى من السابق لأوانه الانتقال إلى «خطة - ب» بطرح مرشح من خارج اصطفاف قوى المعارضة والموالاة، ويقول المصدر في الثنائي الشيعي إنه من المبكر الرهان على هكذا خيار رئاسي في المدى المنظور في ظل انقطاع التواصل بين الكتل النيابية الداعمة لهذا المرشح أو ذاك. فيما يخشى مصدر في المعارضة من أن يكون الهدف من ترشيح فرنجية إقحام البلد في جولة جديدة من المواجهة، قد يراد منها أن تكون الوجه الآخر للمراوحة والتعطيل في ظل انسداد الأفق أمام إنجاز الاستحقاق الرئاسي.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
TT

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)

تملأ إسرائيل غياب الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكستين الذي يحمل مبادرة أميركية لوقف إطلاق النار، بالغارات العنيفة، وتوسعة رقعة التوغل البري الذي وصل إلى مشارف مجرى نهر الليطاني، في محاولة لفصل النبطية عن قضاء مرجعيون.

وفيما انتقل هوكستين إلى واشنطن من دون الإدلاء بتصريحات حول زيارته إسرائيل، أكدت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أنَّ الموفد الأميركي «بقيَ على تواصل مع المفاوضين اللبنانيين»، مشيرة إلى أنَّ المحادثات لوقف النار «تتقدم ببطء، لكن بثبات في اتجاه إيجابي».

ميدانياً، وصلت القوات الإسرائيلية إلى بلدة ديرميماس، انطلاقاً من بلدة كفركلا، ما يعني أنَّها سارت على طريق لنحو 5 كيلومترات في العمق اللبناني، لتصل إلى مشارف الليطاني، بعد تمهيد ناري بالمدفعية وغارات جوية نفذتها طائرات حربية ومسيّرات. وقال «حزب الله»، في المقابل، إنَّه استهدف تلك القوات في النقاط التي وصلت إليها.

بالموازاة، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على ضاحية بيروت الجنوبية، واستهدفت الأحياء المسيحية المقابلة للضاحية في عين الرمانة والحدت، وهي خطوط التماس السابقة في الحرب اللبنانية، وذلك عقب إنذارات وجهها الجيش للسكان بإخلاء الأبنية.